محتويات هذا المقال ☟
روسيا تعلن أكبر عملية ضم بأوروبا والحلفاء يدرسون الرد
ذكرت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية أن التصعيد الذي يمارسه الرئيس، فلاديمير بوتين، بشأن جهوده في الحرب الأوكرانية .يثير المخاطر في الداخل والخارج، حيث يقول المحللون إنه بينما يستعد الزعيم الروسي لتحقيق انفراجة في الصراع، فإنه يخاطر بتجاوز حدوده.
وقالت الصحيفة، إن روسيا تخطط لإقامة احتفالات انتصار وتجمعات عامة تزامنا مع استعداد بوتين لضم قطاع إضافي واسع من أوكرانيا. المجاورة رسميا في الأيام المقبلة؛ ما يعد أكبر ضم عسكري في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وأضافت أنه من المقرر أن تعكس الاحتفالات البهاء والظرف الذي صاحب استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم قبل ثماني سنوات، .وهو حدث تميز به بوتين وزاد من شعبيته داخليا؛ ”لأن الاستيلاء كان سريعا وبلا دماء تقريبا“.
ونقلت الصحيفة عن محللين سياسيين قولهم إن عمليات الضم الجديدة، بالإضافة إلى سلسلة التحركات التي لا تحظى بشعبية .والتي تضع البلاد على أهبة الاستعداد للحرب، تزيد من خطر تجاوز بوتين الحدود بينما يتجه نحو تحقيق انفراجة في حرب أوكرانيا.
وأضاف المحللون، في حديثهم مع ”الجورنال“، أن عمليات الضم الجديدة ستؤدي إلى تفاقم الأوضاع في الحرب التي خسرتها روسيا،. وستترك بوتين على نحو خطير أمام خيارات الخروج من الصراع.
وقالت الصحيفة، في تحليل لها، إنه بضم الأراضي المحتلة، ستعلن روسيا سيادتها على المقاطعات التي تسيطر عليها جزئيا فقط. والتي تتقدم فيها القوات الأوكرانية.
واعتبرت أن الخطوة تعد الأحدث في سلسلة من التصعيد من الكرملين خلال الأيام الأخيرة بعد سلسلة من النكسات العسكرية. التي استعادت خلالها القوات الأوكرانية أكثر من 3 آلاف ميل مربع من الأراضي.
قلب الموازين بالحرب
وأضافت: إذا فشلت روسيا في قلب موازين القتال بـ300 ألف جندي مدربين على عَجل، والذين حشدهم بوتين الأسبوع الماضي،. فإنه يواجه احتمال وجود تجنيد أوسع من الرجال في سن الخدمة العسكرية الذين لن يحظوا بشعبية كبيرة داخل البلاد.“
وأشارت ”وول ستريت جورنال“ إلى أن السياسيين القوميين يضغطون على بوتين لإعلان الأحكام العرفية التي من شأنها أن تضع .الاقتصاد على قدم وساق في زمن الحرب، وإغلاق الحدود لوقف عشرات الآلاف من الرجال في سن التجنيد الذين فروا من. البلاد منذ الأسبوع الماضي، وربما فرض بعض القيود على الأجانب أيضا.
وتابعت: ”سيشارك بوتين في احتفالات رسمية، اليوم الجمعة، حيث سيتم قبول أربع مناطق من أوكرانيا رسميا في روسيا، وتوقيع .المعاهدات في قاعة سانت جورج في مقر الكرملين. وأغلقت موسكو الطرق حول الكرملين، تحسبا لحفل موسيقي في الميدان الأحمر والتجمع. الذي سيستمر حتى المساء“.
وأردفت الصحيفة أنه من المتوقع أن تصادق الغرفة العليا في البرلمان الروسي (مجلس الدوما)، الأسبوع المقبل، على ضم المناطق. المحتلة التي تمثل 15% من الأراضي الأوكرانية.
وكان دييمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، قد صرح أن المراسيم سيتم توقيعها بشأن جميع المناطق الأربع التي أجريت استفتاءات بها. وتغطي الأراضي التي تم ضمها – دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا – مساحة تقارب مساحة بولندا، ويقدر عدد سكانها بأربعة ملايين نسمة.
الحلفاء يدرسون الرد
في المقابل، ذكرت صحيفة ”بوليتيكو“ الأمريكية أن الحلفاء الغربين يسارعون إلى ”صياغة ردود رادعة“ على الضم الإجباري الوشيك. للكرملين لأجزاء من شرق أوكرانيا، حيث يسعى بوتين إلى تعزيز المكاسب المتضائلة في حربه المتعثرة.
وفي واشنطن، قالت الصحيفة إن السناتور الديموقراطي، ريتشارد بلومنتال، والجمهوري، ليندسي غراهام، قد كشفا عن تشريع من شأنه. قطع المساعدات العسكرية والاقتصادية عن أي دولة تعترف بالأراضي ”الملحقة“ كجزء من روسيا. كما سيضغط التشريع، وفقا لتقرير الصحيفة، على إدارة الرئيس، جو بايدن، لمعاقبة روسيا بسرعة.
ونقلت الصحيفة عن غراهام قوله: ”نتعامل مع إعصار بوتين لعدم وجود كلمة أفضل. إنه يحاول إعادة كتابة خريطة أوروبا. إنه يحاول أن يفعل بقوة السلاح ما لا يستطيع فعله بالعملية الدبلوماسية“.
كما صرح بلومنتال، قائلا: ”إنها عملية انتزاع للأرض. إنها سرقة. وهو تكتيك جبان ووقح آخر من قبل فلاديمير بوتين لاختبار دعم الغرب لأوكرانيا“.
وقالت الصحيفة إنه بالرغم من عدم تغير الموقف الأمريكي تجاه دعم أوكرانيا، أعرب بعض حلفاء بايدن عن قلقهم بشأن تأثير جهود الضم .التي يبذلها بوتين، حيث قال رئيس العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، الديموقراطي بوب. مينينديز، إن تحرك بوتين ”يجعل الأمر أكثر صعوبة على الأوكرانيين لإيجاد طريق للمضي قدما“.
وأضافت أن القلق بدأ ينتشر داخل إدارة بايدن؛ خوفا من أن يعتبر بوتين أي هجوم في المناطق بمثابة هجوم ضد روسيا الأم، ويمكن. أن يستخدمه كذريعة لتصعيد المجهود الحربي. وتابعت: ”لا تعتقد إدارة بايدن أن بوتين سيعلن النصر على أوكرانيا بعد الضم، أو أنه سيستخدم. الأراضي كورقة رابحة للسعي إلى سلام تفاوضي“.
مطالب بالرد
في غضون ذلك، قالت ”بوليتيكو“ إن المشرعين من كلا الحزبين يواصلون الضغط على البيت الأبيض للرد على روسيا،.حيث يدفع بلومنتال وغراهام بسن تشريعات لتصنيف روسيا كدولة راعية للإرهاب، وهي خطوة تعارضها وزارة الخارجية حتى الآن.
ونقلت ”بوليتيكو“ عن سيناتور بارز آخر قوله: ”إن بوتين في وضع صعب حقا. وهذا بالنسبة لي يزيد من الخطر. إذا كان عليّ أن أتوقع،. أعتقد أن المظهر الأكثر ترجيحا لذلك سيكون ما يرقى إلى القصف المكثف للمناطق المدنية في أوكرانيا.. كان هذا هو نمطه في الشيشان وحلب.. إلخ“.
وفي السياق نفسه، قالت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية، إن الولايات المتحدة وحلفاءها قد وضعوا ”اللمسات الأخيرة“ .على خططهم للرد بإجراءات تهدف إلى زيادة الضغط العسكري والدبلوماسي والاقتصادي الذي يعتقدون أنه سيضع بوتين في النهاية في ”موقف لا يطاق“.
وأضافت نقلا عن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين، أنه سيتم الإعلان عن عقوبات جديدة على الكيانات داخل .روسيا، وتلك الموجودة في الخارج التي تساهم في مجهودها الحربي.
ووفقا للصحيفة، قالت المصادر – التي طلبت عدم الكشف عن هويتها – إنه يتم التعهد بالتزامات طويلة الأجل لضمان استمرار .تدفق الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا، مشيرة إلى أن ”الدول التي تجلس على سياج يتم تملقها والضغط عليها لاتخاذ موقف ضد موسكو.“
ورأت ”واشنطن بوست“ أن هذه التحركات لا يمكن أن تردع بوتين على الفور، وأن أيًّا من العقوبات المخطط لها لن تفرض تكلفة .فورية على روسيا. وأكد المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون وجهة نظر الصحيفة، قائلين إن الجهود تلقى بالفعل بعض المقاومة، دون ذكر. مزيد من التفاصيل.
وأضافوا: ”إن الحلفاء حريصون على أن يظهروا لبوتين أن آماله في أن يفقد الغرب حماسه للحرب – من خلال جذب الانتباه .إلى قضايا أخرى، والاستمرار في استنزاف أموال الحلفاء والأسلحة، وتعمد جعل الشتاء قارسا بدون إمدادات غاز – لن تتحقق“.
الموقع العربي للدفاع والتسليح | Facebook