محتويات هذا المقال ☟
أمريكا تحشد أكثر من 100 ألف جندي في أوربا لمواجهة روسيا
ذكرت كاثلين هيكس نائبة وزير الدفاع الأمريكي، أن أكثر من 100 ألف جندي أمريكي منتشرون في أنحاء المسرح الأوروبي. حيث يعملون بشكل وثيق مع الحلفاء في الناتو “لردع روسيا”.
ونقلت وكالة “سبوتنبك” عن هيكس قولها خلال حدث في “معهد رونالد ريغان” أمس الجمعة عندما سئلت عن مواجهة روسيا: “في مبادرة الردع الأوروبية، بنينا الكثير من القدرات”.
وأضافت هيكس: “أكثر من 100 ألف من القوات العسكرية الأمريكية اليوم، في المسرح الأوروبي المسرح الأوروبي وفي محيطه. نحن في وضع جيد هناك. إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن توقعت احتواء الأنشطة العدائية المحتملة لروسيا في أوروبا”.
وفي وقت سابق، صرحت هيئة الأركان البيلاروسية بأن حلف الناتو يعزز قواته بالقرب من الحدود ويستعد “لعمليات عسكرية على الاتجاه الشرقي”.مشيرة إلى أن هناك نحو 37.5 ألف عسكري، منهم 24.5 ألف في بولندا ودول البلطيق، وأن هناك قوات بالقرب من حدود .روسيا وبيلاروس، يمكن تشكيل مجموعات هجومية منها بشكل سريع.
متى بدأت قصة القوات الأمريكية في أوروبا؟
ترجع بداية التواجد العسكري الأمريكي على أراضي القارة العجوز إلى نهاية الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، والتي كانت .الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي يقاتلان فيها معاً ضد ألمانيا النازية وحلفائها، لكن مع الانتصار على ألمانيا النازية. بدأت ملامح الصراع بين المعسكر الشيوعي بزعامة الاتحاد السوفييتي والمعسكر الغربي بزعامة الولايات المتحدة.
ومع تشكيل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بدأ التواجد العسكري الأمريكي في أوروبا الغربية يتصاعد بشكل لافت، وبلغت .ذروته أثناء الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي والشرقي.
إذ إنه بمجرد انتهاء الحرب العالمية الثانية، احتلت قوات الحلفاء ألمانيا الغربية بينما سيطرت القوات السوفييتية على الشطر الشرقي من ألمانيا. وهكذا بنت القوات الأمريكية تواجدها العسكري في أوروبا انطلاقاً من ألمانيا الغربية.
وتتواجد أغلب القوات الأمريكية في أوروبا على الأراضي الألمانية، وكان هدف تلك القوات الأساسي أو الوحيد بمعنى أدق. هو ردع الاتحاد السوفييتي عن التوغل داخل دول أوروبا الغربية.
وكان الرقم الأكبر للقوات الأمريكية على الأراضي الأوروبية، وذلك خلال ذروة الحرب الباردة في الخمسينات والستينات من القرن الماضي. هو 400 ألف عسكري، يتمركز أكثر من نصفهم في ألمانيا والباقي في دول أوروبا الغربية الأخرى الأعضاء في حلف الناتو وعلى رأسها تركيا.
انهيار الاتحاد السوفييتي
لكن مع انهيار الاتحاد السوفييتي وانتهاء الحرب الباردة، مع مطلع التسعينات من القرن الماضي، وجد القادة الأمريكيون أنه لم تعد هناك. حاجة لتواجد ذلك العدد الضخم من القوات الأمريكية في أوروبا، بحسب ميلاني سيسون. المحللة في معهد بروكينجز والمتخصصة في التواجد العسكري الأمريكي حول العالم.
“احتفظت الولايات المتحدة بوجودها العسكري في أوروبا لكنها قلصته بدرجة ملحوظة وغيرت أيضاً الأهداف الاستراتيجية .لتلك القوات من الاستعداد للمواجهة العسكرية المباشرة، أي الحرب، في حالة قام السوفييت بتحريك دباباتهم”، بحسب ما قالته ميلاني لموقع NPR.
وهكذا بدأ الرؤساء الأمريكيين، على مدار العقود الماضية، في تقليص التواجد العسكري على الأراضي الأوروبية بطريقة كبيرة. حتى أصبح عدد تلك القوات في عام 2013 63 ألفاً فقط. وتغيرت مهمة تلك القوات من ردع السوفييت وحماية الحلفاء إلى الحفاظ على استقرار. القارة ومساعدة الحلفاء على بناء قدراتهم الدفاعية الخاصة.
أزمة أوكرانيا والتواجد العسكري في أوروبا
لكن استراتيجية تقليص التواجد العسكري الأمريكي في أوروبا تعرضت لصدمة عنيفة أوقفتها تماماً وكان ذلك عام 2014 عندما انفجرت. الأزمة الأوكرانية وخرجت الأمور عن السيطرة. إذ أقدمت موسكو على غزو وضم شبه جزيرة القرم، وهذا هو التوصيف الغربي. أما التوصيف الروسي فهو أن ما حدث كان رغبة سلطات وشعب القرم في الانضمام للاتحاد الروسي.
على أية حال، تسببت تلك الأزمة في إثارة ذعر دول وسط وشرق أوروبا، مثل بولندا ورومانيا ودول البلطيق لاتفيا وإستونيا وليتوانيا .وجميعها أعضاء في حلف الناتو، فطلبت تلك الدول المساعدة العسكرية وعرضت أن تستضيف قوات أمريكية على أراضيها.
وهكذا أطلقت الولايات المتحدة مشروع “تصميم الأطلسي” عام 2014 وهو عبارة عن إرسال قوات أمريكية لأراضي الدول الأعضاء. في الحلف من شرق ووسط أوروبا للتدريب والبقاء على أراضيها لفترات ثم الانتقال لدولة أخرى وهكذا.
وحالياً يوجد نحو 70 ألف عسكري أمريكي متمركزين بشكل دائم في أوروبا، حوالي نصفهم تستضيفهم ألمانيا، ويوجد مقر القيادة الموحدة .للقوات البرية الأمريكية في أوروبا في قاعدة شتوتغارت بينما توجد قيادة العمليات الجوية في قاعدة رامستين الجوية في ألمانيا.
وبالإضافة إلى تلك القوات المتمركزة بشكل دائم في أوروبا، هناك أيضا 7 آلاف عسكري يتبادلون الانتشار على أراضي الحلفاء بموجب .مشروع “تصميم الأطلسي”، وتضم تلك القوات كتيبة جوية تشمل 85 طائرة هليكوبتر وكتيبة مدرعة تضم مدفعية ودبابات. وتتمركز تلك القوات في بوزنان ببولندا.
حاملة الطائرات هاري ترومان كانت متواجدة في البحر المتوسط منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، لكنها وصلت هذا الأسبوع. إلى البحر الأدرياتيكي للقيام بتدريبات عسكرية مشتركة مع قوات الناتو.
أما على الأراضي الأوكرانية نفسها، فلا تتواجد قوات عسكرية قتالية، باستثناء القوات المكلفة بحماية السفارة الأمريكية في كييف. ونحو 150 من الحرس الوطني في فلوريدا يتواجدون في غرب أوكرانيا في مهمة تدريب كانت مبرمجة منذ وقت سابق.
أمريكا تحشد أكثر من 100 ألف جندي في أوربا لمواجهة روسيا
الموقع العربي للدفاع والتسليح | Facebook