الصواريخ الفرط صوتية تفتقر الدقة وتتصف بالوحشية

يعتبر إمتلاك الدول أسلحة فرط صوتية تزيد سرعتها عن 5 ماخ مقياس قوة للدول ولكن ما يزال الطريق طويلا أمام ضمان فعالية ودقة تلك الصواريخ ،حيث
نشرت مجلة “popular mechanics” الأمريكية تقريراً قالت فيه أن الصوارخ الفرط صوتية تفتقر للدقة وتختاج للتطوير والتحديث أكثر.

وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة انضمت إلى روسيا والصين في تطوير نوع جديد تماماً من أنظمة الأسلحة: أسلحة فرط صوتية. على عكس الصواريخ الباليستية، فهي تسير بسرعة أكبر.

كما وتم تصميم الصواريخ الفرط صوتية لتبقى داخل الغلاف الجوي للأرض، وتصل سرعتها إلى 20 ماخ. لكن العلماء المهتمين يحذرون من أن هذه الأسلحة التي وصفتها الصحافة بالخارقة بأنها دقيقة للغاية، تواجه تحديات تقنية خطيرة لكي تكون دقيقة في الواقع.

سرعات عالية للصواريخ الفرط صوتية

توضح المجلة بأن الصواريخ الفرط صوتية صممت لتحقيق سرعات تصل إلى 15,000 ميل بالساعة. بينما تحلق الصواريخ الباليستية في مسارات بيضاوية يسمح لها بالخروج من الغلاف الجوي للأرض ثم تعود إليه باتجاه الهدف.

فإن الصواريخ الفرط صوتية مصممة لاتخاذ مسار كامل داخل الغلاف الجوي للأرض الميزة هنا: تقع هذه الصواريخ بين الدفاعات المضادة للصواريخ الباليستية والدفاعات التقليدية الأخرى. ويصعب على تلك الدفاعات التعامل مع الصواريخ الفرط صوتية في الوقت الحالي.

تحديات فنية

تنوه المجلة إلى أن تحليق الصواريخ الجديدة الفرط صوتية تجعلها تواجه تحديات فنية كبيرة، فكلما أسرع الجسم في التحليق عبر الهواء، كلما زادت كمية الاحتكاك المولدة للحرارة.

مضيفة أن تحليق طائرة الاستطلاع الأمريكية الاستراتيجية من طراز “SR-71 Blackbird” بسرعة تصل إلى 3 ماخ، تجعل عملية احتكاك سطح الطائرة بالهواء تفرز حرارة تصل إلى 600 فهرنهايت.

كما وتتجنب الرؤوس الحربية للصواريخ الباليستية جزئياً هذا التراكم من الحرارة، بقضاء معظم وقت تحليقها عبر مدار أرضي منخفض.

تداعيات سرعة تحليق الصواريخ

يشير العلماء إلى أن تحليق الصواريخ الفرط صوتية بسرعات تتجاوز 5 ماخ ينتج عنها درجات حرارة عالية جداً، في حين أن الرأس الحربي للصواريخ الباليستية قد لا يقضي سوى ثواني معدودة بالغلاف الجوي للأرض.

فإن الصواريخ الفرط صوتية تشهد احتكاكاً جوياً طوال رحلتها بأكملها. كما أن التفاعلات الكيميائية مع الهواء المحيط تخلق غلاف بلازما حول السلاح الفرط صوتي، والتي يمكن أن تعيق قدرة الصاروخ على استخدام أنظمة تحديد المواقع “GPS” لاستكمال مساره بدقة نحو الهدف.

الصواريخ فرط صوتية عمل وحشي

وفي ختام مقالها قالت الصحيفة هذا ليس كل شيء. التحليق الفرط صوتي هو عمل وحشي؛ بحيث يحلق جسم بهذه السرعات يمزق هيكله الخارجي ببطء أثناء الطيران، إضافة إلى العوامل الجوية والبيئية التي تجعل قدرة الصاروخ الفرط صوتي على الاستمرار في مسار ثابت نحو الهدف مشكلة فنية في غاية التعقيد.