محتويات هذا المقال ☟
بصورة متسارعة تتسابق الدول الكبرى لتطوير وإمتلاك أسلحة فوق الصوتية بشقيها الهجومي والدفاعي , وآخر الدول التي أعلنت دخول هذا السباق هي الهند .
حيث ذكرت صحيفة “هندوستان تايمز”، يوم الاثنين، نقلاً عن مصادر حكومية أن منظمة البحث والتطوير الدفاعية الهندية أطلقت جيلاً جديداً من الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.
بدأت منظمة DRDO في إنتاج أسلحة تفوق سرعة الصوت – صواريخ بسرعة خمسة أضعاف سرعة الصوت. في المستقبل القريب، سيتم تشغيل نفق للرياح من أجل اختبار التقنيات وتحسينها.
وأشار المحاورون إلى أن “نظام الأسلحة الأسرع من الصوت هو أحد مجالات التكنولوجيا الحديثة التي ندرسها بجدية”.
بدأت الهند العمل في هذا المجال في الوقت الذي تختبر فيه الصين وروسيا والولايات المتحدة أنواعًا مختلفة من الأسلحة التي تفوق سرعة الصوت لتعزيز الردع النووي.
ما الأسلحة “فرط الصوتية”؟ وما آلية عملها؟ وهل يمكن التصدي لها؟
ما الأسلحة “فرط الصوتية”؟
– السلاح “فرط الصوتي” هو عبارة عن صاروخ يمكنه الانطلاق بسرعة “5 ماخ” – أي أسرع خمس مرات من سرعة الصوت على الأقل – وهو ما يعني أن بإمكانه اجتياز ميل (1.6 كيلومتر) في الثانية الواحدة.
– كانت هناك تجارب في الماضي لتحليق طيران تجاري بطائرات “كونكورد” بسرعات تفوق الصوت (واحد ماخ فأعلى)، وتم إنهاء هذا المشروع لاحقاً، ولكن هناك محاولات حديثة لإحياء الفكرة، وهناك مقاتلات حربية تخدم في جيوش دول مختلفة تفوق سرعاتها “2 ماخ” أو “3 ماخ”.
– يجري تطوير نوعين من أسلحة فرط صوتية حالياً، الأول الصواريخ “الجوالة” المزودة بمحركات نفاثة تدفعها لاجتياز سرعات الصوت، والآخر “الرؤوس الحربية فرط الصوتية” التي يمكن إطلاقها من مقاتلات، وهناك بالفعل أنواع من الصواريخ الجوالة “كروز” تنطلق بأسرع من الصوت مثل “توما هوك”.
– لكن الصواريخ فرط الصوتية مختلفة لأنها تعتمد على الإطلاق في الطبقات العليا من الغلاف الجوي – أعلى من الصواريخ الباليستية التقليدية – ثم تنفصل منها الرأس الحربي فرط الصوتية بسرعات هائلة نحو مستويات أدنى (إلى الأهداف المحددة).
– على غرار “أفانجارد”، يمكن لهذا النوع من الصواريخ حمل رؤوس نووية أو رأس حربي تقليدي ينطلق بسرعات هائلة لتدمير أهداف بدقة شديدة دون الحاجة لوقود دافع – بل باستخدام الطاقة الحركية فقط.
– من أجل عدم التقليل من أهمية تأثير الطاقة الحركية، يمكن تخيل كيلوجرام من مادة “تي إن تي” شديدة الانفجار تنطلق بأسرع عشر مرات من الصوت تستخدم الطاقة الحركية.. ما حجم القوة التدميرية وقتها؟
– تعد الصواريخ الباليستية الحالية سريعة للغاية لكنها ليس لديها القدرة على المناورة بنفس درجة الصواريخ الجوالة التي تتميز بقدرتها على المناورة – لكنها ليست سريعة للغاية.
– أما الصواريخ فرط الصوتية، فقد جمعت بين السرعة الخارقة والقدرة على المناورة وضرب وتدمير أهداف بعيدة المدى
ما الذي تحتاجه الجيوش لتطوير أسلحة فرط صوتية؟
– قال أحد خبراء التسليح إنه عند بلوغ سرعة “5 ماخ”، لا يمكن الاعتماد على محركات تقليدية، بل إن الصاروخ فرط الصوتي ينطلق بسرعات هائلة تحتاج لأنظمة معينة.
– أشار الخبراء إلى أن تطوير صاروخ فرط صوتي يحتاج لتصميم مختلف يمكنه اختراق مسار سلس يحافظ من خلاله على تدفق الهواء الأسرع من الصوت داخل محركه.
– يكمن الحل هنا في وجود محرك احتراق داخلي أسرع من الصوت “SCRAMJET” يمكن تشغيله على سرعات بين 5 ماخ و15 ماخ.
– للحفاظ على استمرار تحليق الصاروخ بسرعات خارقة، من الضروري أيضاً وجود أجسام ومعادن تتحمل حرارة ترتفع بدرجات هائلة نتيجة الانطلاق بتلك السرعات.
سباق تسلح من نوع جديد
– بالطبع، تثير التجربة الحديثة لصاروخ “أفانجارد” القلق حيث تسلط التجربة الضوء على بدايات لسباق تسلح من نوع جديد لن يقتصر هذه المرة على روسيا والولايات المتحدة فقط بل تدخل أيضاً الصين على خط المنافسة.
– تستعد القوى الثلاث لعصر جديد من الصواريخ الأسرع والأذكى والأعلى قدرة على التدمير، وفي ظل تركيز التنافس على موسكو وواشنطن وبكين، لا يجب إغفال قوى أخرى لديها التكنولوجيا والقدرة الاقتصادية لتطوير أسلحة فرط صوتية، ومن بينها فرنسا والهند وأستراليا.
– تعمل اليابان ودول أوروبية على تطوير محركات فرط صوتية لكن لاستخدامات مدنية مثل محركات الدفع الصاروخية للمركبات الفضائية.
كيف يمكن التصدي للأسلحة فرط الصوتية؟
– تشكل الصواريخ فرط الصوتية تحدياً كبيراً أمام أنظمة الدفاعات الجوية نظراً لأنه بإمكانها مراوغة الرادارات المعادية نتيجة التحليق على أطوال موجية قصيرة والتحول نحو مستويات منخفضة أدنى من موجات الرادار بالإضافة إلى عدم إمكانية التنبؤ بمسارها.
– بالتالي، لا توجد أنظمة دفاع جوية (حالياً) لها القدرة على التصدي للأسلحة فرط الصوتية نظراً لكون هذه الأنظمة مخصصة لاكتشاف الصواريخ الباليستية ضعيفة المناورة – ذات سرعات أدنى – فضلاً عن تحليقها على مستويات مرتفعة.
– كشفت دراسة أجراها مركز “RAND” البحثي أن انطلاق صاروخ أسرع عشر مرات من سرعة الصوت نحو هدف على بعد ألف كيلومتر سيقلل زمن القدرة على ردعه إلى ست دقائق، وهو زمن طويل في الحروب.
– في المرحلة القادمة، ستركز دول متقدمة على استكشاف وسائل للدفاع عن نفسها في مواجهة هذا الجيل الجديد من الأسلحة، ولكن المشكلة ستكمن في التكلفة الباهظة، حيث إن الأمر سيتطلب مستشعرات تثبت في الفضاء يمكنها تتبع الأسلحة فرط الصوتية ورؤوسها الحربية كبداية.