أكد الجيش الوطني الليبي وصول أكثر من 300 مسلح من فصائل موالية لتركيا شمال سوريا إلى طرابلس، وأشار إلى أنه لأول مرة تم إحباط عمليات انتحارية مزدوجة كانت تستهدف قواته في طرابلس.
مرجحاً أن تكون عناصر إرهابية وافدة من إدلب كانت وراء التخطيط لها، والعمل على تنفيذها برعاية تركية، وهو ما يشير وفق المراقبين إلى أن ليبيا قد تتحول إلى بؤرة إرهاب تمثل خطراً على دول الجوار، بما في ذلك بلدان الضفة الشمالية للمتوسط (أوروبا).
أول دفعة من المسلحين الذين تم نقلهم من شمال سوريا إلى غرب ليبيا بقيادة مرتزق يدعى فهيم أبوعيسى قائد ما يسمى «لواء السلطان مراد» تضم عناصر الفيلق الثاني مما يسمى الجيش الوطني السوري الموالي لتركيا، وينتمون لفصائل صقور الشام والسلطان مراد ولواء المعتصم وفرقة الحمزة.
وتعتبر فرقة السلطان مراد أبرز ميليشيا موالية لتركيا في سوريا، تأتمر بأوامر أنقرة التي توفر لها السلاح والتمويل، و قد تشكلت في مارس 2013 حيث كانت عندئذ تتكون من 1300 مقاتل وهي تضم حالياً مجاميع إرهابية عديدة.
ارتزاق مبكر
وكان مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري، أعلن خلال الجلسة النهائية للقاء «أستانا» في 11 من الشهر الماضي أن تركيا تنقل الإرهابيين من إدلب السورية إلى ليبيا.
وهو ما تأكد لاحقاً عندما تحول نقل مسلحي المعارضة السورية خياراً سياسياً ورسمياً تركياً، بعد أن كانت أنقرة أرسلت سابقاً بضع مئات المقاتلين إلى كل من طرابلس ومصراتة رداً منها على عملية «طوفان الكرامة»، التي أطلقها الجيش الوطني الليبي في أبريل 2019.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن فصائل سورية موالية لتركيا افتتحت مراكز لتسجيل من يرغب في الانتقال إلى ليبيا، للقتال في صفوف حكومة فايز السراج.
وإنه تم افتتاح 4 مراكز لاستقطاب المقاتلين في منطقة عفرين (شمال محافظة حلب)، مشيراً إلى أن المكاتب الأربعة في عفرين تشرف عليها فصائل «فرقة حمزة، الجبهة الشامية، لواء المعتصم، لواء الشمال». ولكن ما حقيقة تلك الفصائل؟
تعتبر فرقة حمزة من أول الميليشيات التي تشكلت في العام 2016 بقيادة الضابط المنشق عن الجيش السوري النظامي سيف أبوبكر وتلقت تدريباً على أيدي القوات الأمريكية والتركية، وحصلت منها على الأسلحة والذخيرة والتمويل، ثم انضمت إليها لاحقاً إلى جماعة تركمانية سورية تدعى «لواء سمرقند».
تنظيم الإخوان
أما الجبهة الشامية فهي تتكون من اتحاد كبرى الفصائل المسلحة في شمال سوريا في حلب وأبرزها كتائب نور الدين الزنكي، جيش المجاهدين، الجبهة الإسلامية وهي تابعة للنظام التركي، وتضم في صفوفها مقاتلين مرتبطين بتنظيم القاعدة وبعد الفارين من تنظيم داعش ولها ولاء لتنظيم الإخوان.
ويعتبر لواء المعتصم فصيلاً تابعاً لما يسمى الجيش الوطني السوري ومقره في بلدة مارع. وتلقت تدريبات على أيدي القوات الأمريكية، وحصلت منها على أسلحة متطورة وعربات مسلحة، وذلك قبل أن تسحب أمريكا الدعم من الفصائل السورية المعارضة، ثم شاركت في كل معارك الاحتلال التركي داخل الأراضي السورية.
كما يعتبر لواء الشمال أو اللواء 111 في ما يسمى بالجيش الوطني السوري وأحد مكونات الجبهة الشامية، أحد أبرز القوى الخاضعة لأوامر تركيا، وتدربت عناصره على أيدي القوات التركية، وقد تم تشكيله في يناير 2016.