شراء أنقرة للمقاتلات الأمريكية إف- 35 مسرحية مثيرة للسخرية

في ظل التحالف الاستراتيجي الأمريكي – التركي الطويل لا يوجد شيء غير متفق عليه، وأغلب السيناريوهات العنترية المنبثقة عن الأتراك لمواجهة الضغط الأمريكي عبارة عن استثمار للحالة الانتخابيّة التي خسرها حزب الرئيس التركي بتخطيط أمريكي تحت شعار: “القدرة على تهديد الأمن القومي التركي”.

المقاتلات الأمريكية الهجومية “إف-35”

علينا أن نعلم بأنه في العام 2002، انضمت تركيا بجانب بريطانيا وإيطاليا وأستراليا وهولندا والنرويج والدانمارك وكندا، ضمن البرنامج المشترك لتطوير مقاتلة الهجومية، بقيادة شركة “لوكهيد مارتن” الأمريكية العملاقة للصناعات الدفاعية

واستثمرت أنقرة في المشروع حتى الآن أكثر من 1.25 مليار دولار.

وهنا ندرك بأن تركيا لا تشتري المقاتلات بل تشارك بتصنيعها، وإذا قامت أمريكا بإخراج تركيا من المشاركة الفعلية بإنتاج وتطوير المقاتلات هذا يعني إنهيار كبير للمشروع، ولا يوجد بديل عن تركيا.

يقول إذا اشترت تركيا منظومة الصواريخ الروسية “إس-400″، والتي يقول عنها المسؤولون الأتراك بأنها بحكم المنجز، لن تبيع أمريكا لتركيا المقاتلات إف 35 والتي تشارك بإنتاجها تركيا ذاتها

ناهيك على أن المركز الرئيسي المتفق عليه لصيانة هذه الطائرات هو الأراضي التركية نفسها، إذا عملية نقل الأخبار العالمية والمأخوذ أصلاً عن اجهزة الإعلام الأمريكي يتم التسويق حسب الغايات والنوايا الأمريكية المراد إلقاء الضوء عليها.

فحديث الرئيس التركي على تسلم 3 طائرات وبانتظار تسليم الطائرة الرابعة بذات الوقت هناك عدد من الطيارين الأتراك موجودين في الولايات المتحدة الأمريكية للتدريب على تلك الطائرات.

وهنا علينا أن ندرك بأن موضوع الانتخابات المحلية التركية تدخل كقضية أمن قومي الكود السري الخاص فيها: “تنظيم غولن، بي كاكا، بايكال”، التنظيم الرهيب لهذا التحالف المثير للشك حول من قام بتمويله، ومن دعمه حتماً

سنجد بأن أمريكا تلعب دور صانع السيناريو والمخرج أيضا، الربط بين منظومة السلاح الروسي والمقاتلات الأمريكية والانتخابات المحلية مريب ومثير للسخرية

مقاتلة امريكية


وهنا تهدد الإدارة الأمريكية قائلة: على تركيا الاختيار بين أن تكون شريكا هاما في أقوى حلف عسكري في تاريخ العالم، وبين أن تتخذ قرارات طائشة تعرض من خلالها أمن الحلف للخطر، إذا نتائج الانتخابات دليل حي وحقيقي على التدخل والدعم الأمريكي.

وطبيعي أن يكون الرد التركي جاهزاً وحاضراً أيضاً على لسان وزير دفاعه الذي أشار بطريقة مبطنة للدعم الأمريكي لتنظيمات مناوئة للنظام التركي بقولهم:

على الولايات المتحدة أن تقرر، هل تريد أن تبقى حليفة لتركيا، أم المخاطرة بصداقتنا ووضعنا في موقف صعب أمام أعدائنا عبر التعاون مع التنظيمات الإرهابية والإشارة هنا حتمية ويقصد بها “تنظيم غولن والـ بي كاكا”.

جمع النقيضين

حينما يدافع الرئيس التركي عن الصفقة الموقعة بينه وبين الجانب الروسي حول منظومة

(منصات صواريخ إس – 400) بأنها لحماية حدوده وحدود الاتحاد الأوروبي والناتو، هنا يتبع سياسة اللعب على المتناقضات وخداع كبير مستثمراً الأوضاع الراهنة في سوريا، التبرير التركي بشراء بلاده لمنظومة الدفاع الجوي الروسية “إس-400″، بأنه ليس خيارا وإنما ضرورة لحماية 82 مليون مواطن تركي،

وبالفعل أعلنت تركيا تاريخ نشر منصات صواريخ “إس-400″، بداية أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وتعمل حاليا على رسم خريطة انتشارها.

من هنا نجد أن الصفقات الثنائية سواء المقاتلات الأمريكية التي تشارك تركيا بتصنيعها والصفقة التركية – الروسية لمنصات صواريخ اس 400 قد تمت بالفعل على الجانبين بسلاسة وعملية التصريحات والتصريحات المضادة كان العامل الانتخابي ذراع تطال العمق التركي وكسر عظم.

فالولايات المتحدة أثبتت بأنها قادرة على إلحاق الهزيمة بحزب أردوغان عن طريق أدواته بالعمق التركي.

بقلم :الدكتور سامر احمد عسيكرية