بدأت القوات اليابانية بالتمركز في جيبوتي، البلد الاستراتيجي الصغير على مدخل البحر الأحمر الذي يستضيف قواعد أجنبية عدة، لبناء قاعدة دائمة تمكّنها من المشاركة في التصدي للقراصنة الصوماليين.
وقال كيزو كيتاغاوا قبطان سفينة قوات الدفاع الذاتي البحرية اليابانية ومنسق فريق الانتشار: «ستكون القاعدة الوحيدة لليابان خارج بلادنا، وهذه سابقة في افريقيا». وأضاف: «ننتشر هنا لمكافحة القرصنة والدفاع عن أنفسنا. اليابان بلد مطل على البحر، ويقلقها ازدياد عمليات القرصنة في خليج عدن الذي تعبره حوالى 20 الف سفينة سنوياً».
وأشار إلى أن «10 في المئة من هذه السفن تذهب إلى اليابان أو تأتي منها. ويسلك 90 في المئة من صادراتنا هذه الطريق. فحرية البحار جوهرية إذن بالنسبة إلى اليابان (…) واستقرار هذه المنطقة يفيد اليابان».
وفي نيسان (ابريل) 2008، تعرّضت ناقلة النفط «تاكاياما» التي تبلغ زنتها 150 طناً، لهجوم بقاذفات الصواريخ شنّه قراصنة صوماليون قبل أن تنقذها البحرية الألمانية.
وفي تشرين الأول (اكتوبر) 2007، احتجز قراصنة صوماليون السفينة «غولدن نوري» اليابانية لنقل المواد الكيماوية، ولم يفرجوا عنها إلا بعد ستة أسابيع، بعدما طالبوا بفدية تبلغ مليون دولار.
ووقع الهجوم الأخير على سفينة يابانية في شباط (فبراير) الماضي عندما نجت السفينة «أم.في. ابل فينلاند» من محاولة خطف في خليج عدن، وذلك بفضل تدخل سفينة حربية تركية.
وقال كيتاغاوا إن النقابة اليابانية للبحرية التجارية دفعت الحكومة إلى التدخل. وأضاف: «في كانون الأول (ديسمبر) 2008، قرر رئيس وزرائنا القيام بشيء ما. أرسلنا فرق استكشاف عسكرية إلى اليمن وعمان وكينيا وجيبوتي. وفي نيسان 2009 اخترنا جيبوتي».
وكانت وزارة الدفاع اليابانية أعلنت في 17 نيسان 2009 عن انتشار مدمرتين والبدء بالتحضيرات لإرسال طائرتي دورية لمكافحة القرصنة قبالة سواحل الصومال وخليج عدن.
وتتمتع جيبوتي التي يقل عدد سكانها عن 900 ألف نسمة، بموقع استراتيجي بالغ الأهمية، على طول واحد من أهم الطرق البحرية في العالم. وتستضيف جيبوتي التي كانت مستعمرة فرنسية حتى 1977، أبرز قاعدة عسكرية فرنسية في الخارج (3 آلاف رجل)، إضافة الى قاعدة عسكرية أميركية مهمة (3400 رجل) منذ العام 2003.