france24
اعتداءات باريس: ما هو دور الرباط في تحديد موقع عبد الحميد أباعود؟
تلقت الاستخبارات الفرنسية معلومات في بالغ الأهمية من استخبارات دولة أجنبية، تكتمت باريس على اسمها حتى الآن، بشأن المشتبه بأنه العقل المدبر لاعتداءات باريس، عبد الحميد أباعود. إلا أن وسائل الإعلام الفرنسية أجمعت برمتها أن مصدر المعلومات هو المغرب.
يبدو أن السحب التي ظلت تلبد سماء العلاقات المغربية الفرنسية انقشعت بالمرة، والتعاون الأمني بين البلدين أعطى ثماره في إطار التحقيقات التي تجريها السلطات الفرنسية بشأن
الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت باريس يوم الجمعة الماضي.
لقد مدت الاستخبارات المغربية نظيرتها الفرنسية بمعلومة ثمينة، وفق ما تداولته وسائل الإعلام، أدت إلى الوصول إلى مخبأ مجموعة من الإرهابيين بينهم عبد الحميد
أباعود، الذي يرجح أنه العقل المدبر للاعتداءات في سان دوني شمال باريس.
لكن الجهات الرسمية الفرنسية لم تشر بالاسم إلى
البلد الذي وافاها بالمعلومة الثمينة، واكتفت بالإشارة إلى جهة أجنبية غير أوروبية، كما جاء على لسان وزير الداخلية برنار كازنوف. وأكد كازنوف الخميس "أن بلدا غير أوروبي" أخطر باريس الإثنين 16 تشرين الثاني/نوفمبر أن عبد الحميد أباعود قد يكون مر من اليونان، لكن دون أن يكشف عن اسم الدولة.
وكان مدير قوات النخبة جون ميشال فوفيرغ، قال الأربعاء في تصريح لصحيفة "لوفيغارو"، "إن آخرين سلمونا هذه المعلومة" دون أن يشير بدوره إلى اسم الجهة.
وسائل إعلامية تكشف اسم البلد مصدر المعلومة
حسب إذاعة فرنسا الدولية "إر إفي إي"، التي استندت إلى مصادر أمنية مغربية، فإن
المغرب كان له دور كبير في عملية سان دوني، مشيرة إلى أن الرباط هي التي قد تكون أخبرت باريس بوجود أباعود على الأراضي الفرنسية، ما أدى إلى إطلاق عملية المداهمة.
وكالة الأنباء الفرنسية بدورها علمت من مصدر مقرب من التحقيق أن المعلومة التي وجهت المحققين لملاحقة عبد الحميد أباعود ك
ان مصدرها المغرب، مستندة في خبرها إلى مصدر مقرب من التحقيق.
وأوضحت إذاعة "فرانس إنفو" صباح اليوم، استنادا إلى مصادر أمنية مغربية، أن الرباط وجهت باريس لملاحقة حسناء آيت بولحسن، التي أشارت وسائل إعلام فرنسية أن عبد الحميد أباعود ابن خالها. وأكدت نفس الإذاعة أن هذه الفتاة البالغة من العمر 26 عاما والتي يعتقد أنها فجرت نفسها في شقة سان دوني، كانت موضع تنصت من قبل كافة الأجهزة الأمنية الفرنسية.
عمل مشترك بين الاستخبارات المغربية والفرنسية
وكان "موقع 360" المغربي السباق لإثارة الخبر، حيث أفاد صباح الأربعاء أن
"الاستخبارات المغربية نجحت في تحديد موقع الإرهابيين المتحصنين في شقة بسان دوني". مؤكدا أن ضباطا من الاستخبارات المغربية انتقلوا إلى باريس وبروكسل في اليوم الموالي للاعتداءات تلبية لطلب الفرنسيين والبلجيكيين.
وقال مدير نشر "موقع 360" يوسف ججيلي في تصريح لفرانس24، إن الموقع كان سباقا لإثارة الخبر استنادا لمصادره الخاصة، وسارت على منواله "سي إن إن" لكنها اعتمدت على مصادرها، في الوقت الذي استندت فيه بعض وسائل الإعلام الفرنسية عند انتشار الخبر على الموقع المغربي.
واعتبر ججيلي أن التنسيق بين الاستخبارات المغربية ونظيرتها الفرنسية يدل على أن "هناك عمل مشترك بين استخبارات البلدين"، وأن "العلاقات بينهما في حالة جيدة" بعد الأزمة التي مرت بها. وأوضح أن عملية سان دوني "انتصار لنبل العلاقات المغربية الفرنسية".
هولاند يستقبل العاهل المغربي
في خضم الضجيج الإعلامي حول الدور المغربي في عملية سان دوني، يستقبل الرئيس فرانسوا هولاند ظهر اليوم العاهل المغربي محمد السادس.
ومن المنتظر أن يتباحث زعيما البلدين بقضايا مكافحة الإرهاب والتعاون الأمني. وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن المحيط الرئاسي أن العاهل المغربي يتواجد على الأراضي الفرنسية في زيارة خاصة وطلب لقاء الرئيس فرانسوا هولاند، ونفت أي علاقة مباشرة بين هذه الزيارة وتورط أشخاص من أصول مغربية في الاعتداءات.
وسيبحث الزعيمان التعاون الفرنسي-المغربي لاسيما في تبادل المعلومات بين البلدين. ويرى مراقبون أن التجربة المغربية في محاربة الإرهاب يمكن الاستنارة بها في مواجهة المتشددين في فرنسا من قبل باريس، علما أن المغرب لم يعرف أي اعتداءات منذ أربع سنوات، وتمكن من تفكيك الكثير من الشبكات الإرهابية في السنوات الأخيرة.