ما حدث ولازال فى دوائر الحكم الامريكى او على مستوى العلاقات مع مصر يمكن ان نسميه صراع ارادات
سياسة امريكا الخارجية وما يماثلها من دول عظمى تعمل فى اطار استراتيجيات خُطط لها كى تنفذ على مدار عقود ودور الادارات الحاكمة واجنحة الحكم الاخرى فى الدولة هو تنفذ لدور فى اطار الاستراتيجية العامة الموضوعة , مع حرية اختيار التكتيكات
الادارة الامريكية لا تحكم وحدها هناك الكونجرس ووزارة الخارجية والبنتاجون والـ CIA , جميع هؤلاء يشتركون فى وضع السياسات وتنفيذها فى اطار استراتيجية الدولة
المتابع للعلاقات المصرية الامريكية يجد انها قضية فرص ضائعه , الامريكان ندموا على " التفريط " فى عبدالناصر ومعاداته , ويندمون الان على موقفهم من 30/6 وما اعقبها , عندما ثارت حالة من الانقسام والخلاف فى التقدير والمواقف ما بين البيت الابيض ومعه الـ CIA وبعض اعضاء الكونجرس وكل من وزارتى الخارجية والدفاع ووصل الخلاف الى حد من التناقض فى الافعال
فى الوقت الذى كان فيه البنتاجون ووزير الدفاع الامريكى على اتصال دائم بالجيش وقيادته مؤكداً ان العلاقات مع الجيش المصرى ضرورية وحيوية وكان موقف وزارة الخارجية " مرن " وتصريحات كيرى متوازنة , كان البيت الابيض يتحدث عن رفضه لما حدث وما وصفه بالانقلاب ويوقف توريد اسلحة وقطع غيار مُتفق عليها ويقود فى الخفاء حملة دولية لعزل مصر وحصارها
ما نراه اليوم هو تقبل على مضض لنظام الحكم الجديد فى مصر وتراجع عن مواقف اتخذها الـ CIA والبيت الابيض , ولعل الامريكان يتعلمون من اخطائهم ولا " يفرطوا " فى السيسى كما فرطوا عبدالناصر
ولعلم يدروكون ان كلا الرجلين لا يمكن تطويعه وان " النديه " هى السبيل الوحيد للتعامل معهم