السلام عليكم
أولا: أنا جزائري ، و أتأسف على إنحراف الموضوع مرة أخرى عن مساره.....
ثانيا: يا جماعة -جزائريين كنتم أم مغاربة- الله يهدينا أجمعين ... كنا نتذكر مواقف عظيمة عن تضامن الإخوة في المغرب الأقصى مع ثورتنا التحريرية و كان موقفي منها أنه يكفي سقوط دم مغربي على أرض الجزائر ، لا كلام بعد هذا ..... و لنحترم على الأقل ذكرى الشهداء.
ثالثا : دوام الحال من المحال : هل تعتقدون فعلا أنه ستبقى هكذا الجزائر و المغرب إلى يوم القيامة؟ ربما سيأتي جيل جديد يقول أنه لا جزائري و لا مغربي بل يعيش في دولة واحدة ، و أيضا ربما تأتي أجيال تعيش في دويلات مختلفة على أنقاض كل من الجزائر و المغرب و الصحراء و موريطانيا و..... (و هو ما لا نتمناه)
رابعا: صحيح عبر التاريخ و حتى الأمس القريب كانت نزاعات و مشاكل بين الجزائر و المغرب لكن في المقابل كانت هناك أيضا مواقف عظيمة و علاقات ممتازة بين الجارين ، لماذا دائما نركز على السيء؟ و ننسى الشيء الإيجابي و هو صلب الموضوع أصلا.
خامسا: لاحظت فعلا أن التعصب و الآراء المسبقة تسبق دائما الموضوعية في الردود، حتى إذا كنا فعلا مختلفين في الرأي فيجب حتما أن تعتمد على المنطق و الأدلة العلمية التاريخية و الإجتماعية.
سادسا: هذا الجدل البيزنطي منذ الثنائي "هواري بومدين-الحسن2" (رحمهم الله) على شاكلة "فرانسوا1-شارل كنت" هو ما لاحظته في معظم الردود: (اسطورة المغرب التاريخي ، تندوف كانت مغربية و اطروحة الصحراء الشرقية ، خيبة أمل الأمير عبد القادر من المخزن....) هذه القضايا المفتعلة التي يتمسك بها الإخوة في ردودهم إخترعتها الأنظمة الحاكمة في البلدين حتى ينصرف المواطن عن التفكير في قضاياه الأساسية كالعمل ، التعليم ، العيش الكريم ... و أنا متأكد تماما أن أي مواطن عادي في الجزائر أو المغرب هاته القضايا المفتعلة هي عنده في الدرجة العاشرة من الإهتمام.
سابعا: كما هو ثابت في التاريخ أنه ليست في مصلحة كل من الجزائر و المغرب أن تكون علاقتهم عدائية ، ففيها ضعف للجانبين معا و هل تعتقدون فعلا أن خطر الغزو الإستعماري لبلداننا قد زال؟ بل العكس تماما مازالت الأطماع قائمة بإستمرار في منطقتنا و ما إنسحاب فرنسا و اسبانيا (في حالة المغرب) إداريا و عسكريا ما هو في رأيي إلا إنسحاب تكتيكي و ما زال الغزو الفكري و التبشيري (و هو الأخطر) ، الإقتصادي ، الثقافي...... مستمرا إلى هاته اللحظة ، لذلك فمهم جدا أن ندرس تاريخنا بموضوعية حتى نستفيد و نعتبر مما حدث لنا في الماضي و ذلك حتى نكون مستعدين لأي تحرك استعماري و ندرك نواياه.
........................