ماذا يقصد من اقتصادات الفضاء؟ وكيف اصبحت محركا للنمو الاقتصادي؟
تفضل الجواب :
الجوانب الاقتصادية لتكنولوجيا الفضاء
16 صفر 1436
اقتصاديات الفضاء
علم الفضاء قطاع له أهميات كونية متعددة. و هو أيضاً واحد من قطاعات الإقتصاد التي يكون فيه الإبداع جزءا حيوياً. و في هذا المجال و كمثال على العولمة وجود الساعات السويسرية على متن الأقمار الصناعية الأمريكية الخاصة بالملاحة.أما الأقمار الصناعية النانوية المصنعة بواسطة تكنولوجيا الدوائر المجمعة من خلال مصنعين باحثين كما في الجامعات فهو دليل على الحرية و الديمقراطية في اقتصاديات الفضاء.
الفضاء هو القلب بالنسبة لمجتمع المعلومات حيث يتوفر الآن آلاف الأقمار الصناعية العاملة، كثير منها في مدارات أرضية واطئة، وعدد منها في مدارات أرضية ثابتة.
نصف هذه الأقمار تقريباً تقدم خدمات الاتصالات، و هذا الجانب يساوي بلايين الدولارات من الإستثمار. و في العام 2013 حقق الإقتصاد العالمي المتعلق بالفضاء الخارجي دخلاً بحدود 250 بليون دولار.
أما قطاع المراقبة الأرضية فإنه يحظى الآن بالمزيد من الاهتمام، ذلك لأن قيمته لا تتعلق فقط بالموارد التي يحققها من الخدمات المباشرة، بل يقاس بما يحققه أيضاً من تقليل الأضرار في كل أنواع الحالات الطارئة، كالتلوث وتسرب الوقود و الفيضانات إلى غير ذلك. كما أنه يزيد من كفاءة الحياة العصرية. ومن الأمور التي يشار إليها في هذا المجال تسرب النفط و صيد الأسماك المحظور في بعض المناطق.كمثال على ذلك فإن تسرب النفط في البحر الأبيض المتوسط أصبح نصف ما كان عليه سابقاً.
سوق الفضاء
أهم أسواق الفضاء ثلاثة:
الاتصالات،
المراقبة الأرضية و
الملاحة.
من هذه الثلاثة تعتبر أقمار الاتصالات الأكثر تطوراً و عالمية. لقد تطورت هذه الأقمار من الأيام الأولى لبرامج الفضاء حتى أصبحت تجارة أعمال مستدامة حيث تتجاوز الإيرادات تكاليف البنية الداخلية و الحاجة إلى الاستثمار في التكنولوجيات الجديدة.
تطوير المراقبة الأرضية هي في العادة الخطوة الأولى الواجب اتباعها من قبل الدول الراغبة في الدخول إلى النشاط الفضائي. ذلك لأن البنية المطلوبة للمراقبة الأرضية هي أقل مما تتطلبه نشاطات الاتصالات و الملاحة. كما يمكن للمراقبة الأرضية أن تتطور سريعاً إلى توفير خدمات مرضية بالإستعانة بالمعلومات الفضائية المتوفرة.
أما الملاحة فتعتبر الطرف الآخر للنشاط، أي باهضة الثمن بسبب متطلبات إنشاء بنيتها الداخلية و أن مواردها الاقتصادية غير مضمونة. كلا النشاطين، المراقبة والملاحة، عليهما الإستجابة لضوابط تختلف باختلااف الدول مما يشكل عوائق أمام عولمة الفعاليتين.
الفوائد الإجتما-اقتصادية
الإطار الإجتما-اقتصادي الجديد يركز اليوم أكثر على التطبيقات ذات الفوائد الإجتما-اقتصادية. مثلاً، النقل الأمين و الكفوء، التقفي و الإنقاذ في أوقات السلم، السيطرة على التلوث. هذه الخدمات تنفذ عادة من خلال أقمار صناعية صغيرة جداً و بأقل تكلفة نسبياً.
ان التطور الحاصل في التنبؤات الجوية مبنية عادة على المراقبة بواسطة الأقمار الصناعية و التطور في المنظومات الحاسوبية. التطورات الحاصلة في التنبؤات المناخية المعتمدة على البيانات التي توفرها الأقمار الصناعية أمثلة جيدة على الفوائد الإجتما-إقتصادية الحاصلة.
ان الإستثمار في الفضاء ينبغي أن يكون بهدف الفائدة للأفراد قبل أن يكون فائدة للدول. الأمثلة على المجالات ذات الفائدة هي كما في الزراعة و الغابات و حدود هيمنة الدول على سواحلها و التآكل و التدهور النوعي في الأرض و التربة و مناطق صيد الأسماك و مواقع المياه الصالحة للشرب إلى غير ذلك. كذلك في الطب عبر تبادل المعلومات و التعليم المدرسي في الأرياف.
التطبيقات الفضائية
تشمل التطبيقات الفضائية نشر تكنولوجيا المعلومات و تكنولوجيا الاتصالات. كما تشمل تقليص الفجوة الرقمية القائمة بين الدول المتقدمة و الدول النامية. التوازن في التكاليف بين المنظومة الفضائية (الأقمار الصناعية و ملاحقها) و المنظومة الأرضية (المنظومات الإلكترونية و المنشئات) يعتبر العامل الأهم في مستقبل أقمار الإتصالات. هناك حالياً35,650 قناة تلفزيونية فضائية و يتوقع أن يكون العدد بعد عشر سنوات 47,000 قناة.
في المنظومة الفضائية - الأقمار الصناعية الفعالة يتراوح عددها المسجل في آب 2014 بحوالي 1235 قمراً يشكل 54% منها أقمار اتصالات. و يقدر حجم الاستثمار هنا أي صناعة الأقمار و منظوماتها و منظومات أطلاقها بحوالي 1.4 بليون دولار أمريكي. أما المنظومة الأرضية فأبعادها الإقتصادية أكبر بكثير (فان سوق المنشأات بحد ذاته يقدر بخمسة بليون دولار أمريكي)، و أن الخدمات و التطبيقات تقدر بمائة و عشرة بليون دولار.
مستقبل أقمار الاتصالات
في المستقبل القريب سيتوسع استعمال الإنترنت سواء كان ذلك من مواقع اتصال ثابتة أو جوالة. كذلك فإن مساحة التغطية التلفزيونية ستتوسع.
في العام 2008 استعمل حوالي المليون شخص و بواسطة الأقمار الصناعية الإنترنت
العريض- الحزمة بتكنولوجيا حزمة
الكي- يو . أما اليوم و باستعمال تكنولوجيا حزمة
الكي-أي التي تناسب أكثر استعمالات الإنترنت، فالمستخدمون ارتفع عددهم إلى مليوني شخص. و يتوقع أن يرتفع عدد المستخدمين لهذه الخدمة إلى ثمانية ملايين في السنوات العشر القادمة.
أن فوائد استعمال الإنترنيت
عريض – الحزمة من خلال الأقمار الصناعية سوف لا يقتصر على تقليص الفجوة الرقمية من خلال تلبية حاجات المناطق النائية غير المخدومة بشبكات أرضية فحسب و إنما الاستعمال يتوسع في الولايات المتحدة و أوروبا و باستعمال حزمة
كي -أي، بحيث يقدر الإستيعاب حالياً بمائة و أربعين كيكا بايت في الثانية.
الأقمار الصناعية النانوية | أو ما يسمى بعصر الأقمار الصغيرة للجميع
من أهم التطورات الحديثة في عالم الفضاء ما يسمى بالقمر النانوي. حيث يكون وزنه بحدود العشر كيلوغرامات فقط و حجمه كمكعب 10 سم3و يستعين بمزايا المنظومات الصغيرة الأبعاد و العناصر و
البرمجيات المستعملة عادة في عالم الكترونيات المنظومات الهاتفية و الإستهلاكية.
ان أكثر الأقمار النانوية شيوعاً ما يسمى بالمكعب القمري (كيوب سات) المصنع في أية مؤسسة بحثية أو في محيط تعليمي جامعي. يتواجد حالياً أكثر من مائة جامعة معنية بتصنيع و تطوير أقمارها النانوية. و لكن من حوالي 100 قمر نانوي منجز في 2014 كان لنصفها تقريباً أبعاداً تجارية أيضاً.
لا تحتاج الأقمار النانوية عادة و هي في مداراتها لطاقة تشغيل عالية و لكن بحدود العشر ثواني من
الوات-ساعةفقط كما لا تحتاج لطاقة الدفع.
توضع الأقمار النانوية عادة في مدارات دون 300 كم. و قد سببت الأقمار النانوية ابداعات تكنولوجية مهمة خصوصاً عند تجميعها في المدارات الأرضية الواطئة من حوالي 200 قمر لغرض المراقبة الأرضية اليومية بحيث تكون دقة الصور الناتجة بحدود أمتار قليلة فقط.
أقمار صناعية جديدة
منذ 2004 استعمل الدفع الكهربائي في تثبيت مواقع أقمار الاتصالات في مواقعها المخصصة لها. و لكن قبل سنتين استعمل الدفع الكهربائي أيضاً لنقل القمر من مداره البيني إلى المدار الثابت. الدفع الكهربائي يؤدي إلى توفير كبير جداً في هندسة القمر و لكنه يسبب حاجة إلى إجراءات توجيهية معقدة و إلى فترات زمنية طويلة لنقل القمر من مدار لآخر. نحتاج مثلاً حوالي ستة شهور لنقله إلى المدار الثابت و لكن هذه الطريقة تؤدي إلى توفير مبالغ تكلفة الإطلاق.
كاربيد السليكون مادة مثالية الإستعمال في بصريات الفضاء. ذلك لأنها كمادة البريليوم صلدة و خفيفة الوزن و موصلة جيدة للحرارة كالزيرودور. بواسطة كاربيد السليكون يمكن تصنيع المرايا الكبيرة الخفيفة الوزن. مثلا المرآة المصنعة لتلسكوب الفضاء هيرتشل من كاربيد السليكون و بقطر 3.5 م تزن حوالي 300 كغم فقط، بينما تزن بحدود الطن إذا كانت مصنعة من مادة الزيرودور.
http://www.arsco.org/detailed/37568b66-ba41-40dd-ae01-76f19d456390
وهنا موقع وكالة الامارات للفضاء للمزيد من الاستزادة
http://www.space.gov.ae/ar