ماذا بعد عودة الدب الروسي

alshahem

الـــشـهــم
خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
23 سبتمبر 2008
المشاركات
5,107
التفاعل
239 0 0
"الدب الروسي يستيقظ".. "الدب الروسي ينهي بياته الشتوي".. "الدب الروسي يعود".. "الدب الروسي يستخدم مخالبه".. مثل هذه التعبيرات أصبحت تتردد كثيرا هذه الأيام في كل التحليلات العالمية عن الحرب التي اندلعت مؤخرا بين روسيا وجورجيا في منطقة القوقاز وكانت ساحتها استونيا الجنوبية والأراضي الجورجية.
وبغض النظر عن الخلافات في وجهات النظر والمواقف من الأزمة التي تفجرت، الا ان هناك اليوم شبه اجماع بين اغلب المحللين في العالم والمتابعين لتطورات الأزمة على اربعة امور:
الامر الاول: ان الولايات المتحدة تتحمل مسئولية اساسية عن الحرب التي اندلعت في اوستينيا، فهي التي حرضت الرئيس الجورجي على المبادرة بالاجتياح العسكري الارعن لاوستينيا.
والامر الثاني: ان الحرب بالتالي كانت في جوهرها شكلا من اشكال المواجهة المباشرة بين روسيا والولايات المتحدة في المنطقة.
والامر الثالث: ان الحرب بالنتيجة التي انتهت اليها تعتبر انتصارا لروسيا، وهزيمة لجورجيا، ونكسة لأمريكا.
والامر الرابع: ان هذه النتيجة التي انتهت اليها الحرب والأزمة سيكون لها تأثيرات استراتيجية بعيدة المدى، ليس فقط على صعيد العلاقات الروسية الأمريكية، ولا في منطقة القوقاز وحدها، وانما على التوازن العالمي بصفة عامة.
وهذه قراءة عامة لابعاد الأزمة التي تفجرت ولنتائجها وتبعاتها المحتملة.
***
الدور الأمريكي والإسرائيلي
عندما قرر رئيس جورجيا سكاشافيلي القيام بالاجتياح العسكري لاوستينيا الجنوبية، لم يكن هذا قراره وحده. كان قراره هذا بتحريض مباشر من الولايات المتحدة، وبناء على حسابات حمقاء من الجانبين معا.
قبل كل شيء، معروف ان الرئيس الجورجي هو صنيعة أمريكية. الأمريكان هم الذين رتبوا عبر عمليات سرية وعلنية لوصوله الى السلطة. وجورجيا هي اشبه ما يكون بمحمية أمريكية، ورئيسها تابع في سياساته ومواقفه لأمريكا قلبا وقالبا.
في السنوات الماضية قدمت أمريكا لجورجيا مساعدات عسكرية بأكثر من 2 مليار دولار.
وعلى الرغم من ان الصحف الأمريكية حاولت ان توحي في الايام الماضية بأن وزيرة الخارجية الأمريكية رايس قد سبق لها ان حذرت الرئيس الجورجي من اللجوء الى استخدام القوة العسكرية في اوستينيا.، محاولة يهذا ان تنفي عن أمريكا تهمة التواطؤ مع جورجيا فيما اقدمت عليه وفجر هذه الأزمة، الا ان هذا لم يكن صحيحا.
من المستحيل تصور ان يقدم رئيس تابع تماما لأمريكا مثل هذا ان يفكر في الاقدام على هذه المغامرة العسكرية دون ان يكون قد حصل على الموافقة المسبقة من أمريكا.
وفي منتصف يوليو الماضي، اجرت القوات الأمريكية تدريبات عسكرية مشتركة مع القوات الجورجية اطلق عليها " الرد الفوري" بالقرب من العاصمة تبليسي و شارك فيها 1200 جندي أمريكي.
هذه المناورات انتهت قبل نحو اسبوع من الاجتياح العسكري الجورجي لاوستينيا الجنوبية. واغلب المحللين يؤكدون ان هذه المناورات كانت في اطار الاعداد المشترك لهذا الهجوم، ودليل على ان هذا الاجتياح الجورجي تم في حقيقة الامر في اطار التخطيط المشترك مع البنتاجون.
والامر لا يتعلق فقط بالدور الأمريكي، وانما ايضا بدور مباشر واساسي لإسرائيل.
إسرائيل قدمت لجورجيا اسلحة حديثة متطورة، وقامت بتطوير وتحديث الطائرات المقاتلة الجورجية. وخبراء عسكريين إسرائيليين هم الذين يقومون بتدريب القوات الجورجية. والبريجادير جال هيرش احد كبار القادة العسكريين الإسرائيليين في اثناء العدوان على لبنان في 2006، اصبح هو المستشار الاول لقوات الامن الجورجية.
هذا الدور الإسرائيلي المباشر في جورجيا، هو الذي دفع رئيس الوزراء الروسي بوتين الى ان يتصل هاتفيا، وقبل اسبوع من اندلاع المعارك الاخيرة، بالرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، ويوجه له، بحسب مصادر اجهزة المخابرات، رسالة التحذير التالية: اسحبوا مستشاريكم العسكريين واسلحتكم من جورجيا، والا فاننا سوف نكثف تعاوننا مع سوريا وايران.
ومن المثير للسخرية انه بعد يوم واحد من الاجتياح العسكري الجورجي لاوستينيا الجنوبية، وقبل ان تتضح معالم الهزيمة الجورجية المذلة، خرج الوزير الجورجي تيمور ياكوباشفيلي ليدلي بتصريح ليقول فيه: ان إسرائيل يجب ان تكون فخورة بعسكرييها الذين دربوا الجنود الجورجيين واضاف: ان مجموعة صغيرة من الجنود الجورجيين قضت على وحدة عسكرية روسية كاملة. لقد قتلنا 60 جنديا روسيا في الامس فقط، وفقد الروس اكثر من 50 دبابة واسقطنا 11 طائرة.
بالطبع ن لم يتم استقبال هذا التصريح باي ابتهاج او ترحيب في إسرائيل، فقد فضح الدور الإسرائيلي بشكل لم يكن الإسرائيليون يرغبون فيه ابدا.
***
حسابات حمقاء
اذن، هكذا تفجرت الحرب والأزمة بهذا الهجوم الجورجي الارعن وبالتحريض المباشر من أمريكا ويالمشاركة من إسرائيل.
ولكن لماذا؟. ما هو السبب الذي دفع الى تفجير الأزمة عن عمد هكذا؟
كما قلت ن هي حسابات حمقاء من أمريكا وجورجيا معا.
اما بالنسبة الى أمريكا، فمعروف مشاكلها المعلقة مع روسيا.
هناك قضية الدرع الصاروخي والموقف الروسي الرافض له واعتباره بمثابة تهديد مباشر لها.
وهناك قضية الرفض الروسي الحازم لضم جورجيا واوكرانيا الى حلف الاطلنطي.
وهناك قضية ايران والموقف الروسي المتردد في رفض ما تريده أمريكا من سياسيات ومواقف.
بناء على هذه المشاكل المعلقة وغيرها تصورالمسئولون الأمريكيون فيما هو واضح ان الهجوم الجورجي ونجاحه كما كانوا يتصورون في فرض واقع جديد على روسيا سوف يجبرها على الاستجابة للمطالب الأمريكية في هذه القضايا.
بعبارة اخرى، تصور الأمريكيون ان ما كانوا يتوقعونه من هزيمة روسية سوف يوقظ الروس على حجم التهديد والايذاء الذي يمكن ان تجلبه أمريكا لهم ويتصرفوا على هذا الاساس.
اما الرئيس الجورجي من جانبه، فقد تصور ان مجرد الحماية التي تسبغها أمريكا عليه عسكريا وسياسيا هي بحد ذاتها كافية لتأمين نجاح مغامرته العسكرية وخروجه منتصرا.
واكبر الحسابات الحمقاء الأمريكية والجورجية تمثلت في تقديرهما لما سيكون عليه رد الفعل الروسي ازاء الاجتياح الجورجي لاوستينيا الجنوبية.
لم يخطر ببال المسئولين الأمريكيين والجورجيين فيما هو واضح ان روسيا يمكن ان ترد بكل هذه القوة والحسم العسكري بلا تردد.
تصوروا ان اقصى ما ستفعله روسيا هو الاحتجاج او التهديد النظري ببضع تصريحات.
وبلغ من حمق حسابات الرئيس الجورجي انه اختار توقيت اجتياحه العسكري ليتزامن مع انطلاق دورة الالعاب الاولمبية في بكين، وعلى اساس اعتقاد ساذج بأن هذا سيصرف الانظار عن الاعتداء الجورجي، وانه لن يحظى بتغطية اعلامية عالمية واسعة.
اذن ن بناء على مثل هذه الحسابات، تفجرت الحرب والأزمة.
***
الهزيمة والنكسة
الشيء المذهل انه لم يخطر ببال المسئولين الأمريكيين والجورجيين، ان روسيا سوف تفكر بالضرورة بنفس منطق حساباتهم هذه، ولكن بشكل مضاد
بمعنى، انه كان من الطبيعي ان تبني روسيا حساباتها على اساس انها لو رضخت لهذا التهديد، وانها لو تركت هذا الاعتداء الجورجي على اوستينيا الجنوبية يمر، وبالتالي فرض هذا الواقع الأمريكي على روسيا، فانها بهذا سوف تفرط في امنها الوطني وفي مصالحها الوطنية في القوقاز وفي العالم كله.
ولهذا، كان من الطبيعي ان يجئ رد الفعل العسكري الروسي سريعا وحاسما على النحو الذي بات معروفا ليقلب المعادلة برمتها، وليتحول ما ظن الأمريكيون والجورجيون انه سيكون نصرا يغير موازين القوى، الى هزيمة لجورجيا ونكسة موجعة لأمريكا.
مسئول عسكري أمريكي كبير في البنتاجون لخص لصحيفة " جارديان" البريطانية ابعاد النكسة التي منيت بها أمريكا. قال: القيادة الروسية غيرت بشكل جذري خلال اقل من اسبوع الخارطة الجيوسياسية للمنطقة، واصبح وضعنا سيئا. عملنا على كسب جورجيا فترة اربع سنوات وفشلنا. والجميع مذنبون. الا ان بوتين لعب اوراقه بشكل رائع. فهو يعرف جيدا ما يفعل، والنتائج ستكون سلبية بالنسبة لأمريكا".
هذا بشكل اجمالي عام. اما بشكل اكثر تفصيلا، فان النكسة الأمريكية لها ابعاد كثيرة، لعل اهمها ما يلي:
1- مجرد ان الولايات المتحدة فشلت في ان تتوقع رد الفعل الروسي، هو بحد ذاته فشل مدو ذريع لاجهزة المخابرات الأمريكية، واعلان عجز وافلاس الحسابات الاستراتيجية الأمريكية.
2- كما هو مفهوم ن استطاعت روسيا ان تفرض واقعا جديدا في القوقاز، وان ترسم خطوطا حمراء لا يستطيع احد تجاوزها بعد ذلك، لا الولايات المتحدة ولا أي من دول المنطقة. خطوط حمراء تحترم روسيا وامنها ومصالحها وتردع أي احد يمكن ان يفكر في تهديدها.
هذه الحقيقة في حد ذاتها تنسف كل ما استثمرته أمريكا في المنطقة طوال السنوات الماضية، وما تصورت انها نجحت فيه من حصار روسيا وتحجيمها في محيطها.
3- وبالطبع، تجسدت النكسة الأمريكية فيما بدا للعالم كله من عجز أمريكي كامل في التصرف بعد ان الحقت روسيا الهزيمة المذلة بجورجيا وفرضت هذا الواقع الجديد.
ظهرت أمريكا عاجزة تماما عن ان تفعل أي شئ لنجدة حليفها وصنيعتها رئيس جورجيا على الرغم من استنجاده العلني بالأمريكيين على مراى من العالم ومطالباته للأمريكيين بالتدخل لانقاذه.
بوش وكل اركان الادارة الأمريكية لم يجدوا أي شئ يفعلونه سوى اصدار بيانات الادانة والشجب، واطلاق تهديدات لروسيا كل العالم يعرف انها مجرد كلام اجوف لا وزن ولا قيمة له.
تدخل الرئيس الفرنسي ساركوزي وتوسطه ونجاحه في التوصل الى صيغة لاحتواء الأزمة هو بشكل من الاشكال انقذ قدرا ولو ضئيلا من ماء وجه أمريكا.
ولقد بلغ العجز الأمريكي ذروة درامية.
لا بد ان وزيرة الخارجية الأمريكية رايس شعرت بالذل، وهي تحمل الى رئيس جورجيا نص الصيغة التي توصل اليها ساركوزي كي يوقعها. هذه الصيغة هي في جوهرها استجابة للمطالب والشروط الروسية. واي ذل اكثر من ان تحمل رايس المطالب الروسية الى رئيس جورجيا كي يوقع عليها؟.
***
نتائج استراتيجية
ما هي النتائج الاستراتيجية التي يمكن ان يترتب على ما جرى في القوقاز على الصعيد العالمي بصفة عامة؟
بداية، من النتائج العجيبة لما جرى ان روسيا اجبرت الرئيس الأمريكي، ومن حيث لا يدري على ان يفضح سياسات ادارته في العالم.
بوش في غمرة صدمته وذهوله وحيرته، ادلى اثناء الأزمة بتصريحات بدت لكثير من المحللين في العالم مبعثا للسخرية وتقضحه هو وادارته.
نعنى تصريحات من قبيل ما قاله مرة: ان روسيا اجتاحت بلدا مستقلا مجاورا وتهدد حكومة منتخبة.. ان مثل هذا العمل غير مقبول في القرن الواحد والعشرين.
وعاد مرة اخرى ليقول: ان الترويع واستعراض القوة طريقتان غير مقبولتين للسياسة الخارجية في القرن الواحد والعشرين.
طبعا، لم يفت على كثيرين من المحللين ان يرصدوا هذه النكتة السمجة، ولسان حالهم فيما كتبوا: انظروا.. جورج بوش يتحدث عن احترام استقلال الدول، ويدين استخدام القوة في السياسة الخارجية في القرن الواحد والعشرين.
بوش الذي احتل افغانستان والعراق المستقلتين، بالقوة الأمريكية الهمجية، وارتكب كل ما ارتكبه من جرائم حرب وابادة هو الذي يتحدث عن استقلال الدول ويجرم استخدام القوة.
بهذا المعنى نقول ان روسيا اجبرته على فضح وادانة سياسات بلاده.
الجانب الآخر في نتائج ما جرى في القوقاز، والذي لا شك يمثل مصدر فزع لأمريكا هو الرسالة التي حملها ما جرى بالنسبة لحلفاء أمريكا في العالم كله والسائرين في ركابها.
وهو درس مرير حقا. انه في لحظة معينة قد تصبح أمريكا عاجزة تماما عن ان تحنى النظم التابعة لها.
هو درس مفزع لأمريكا لانه ستيرتب عليه بلا شك ان النظم التابعة لأمريكا سوف تعيد النظر في مواقفها، وفي جدوى الرهان على أمريكا بناء على ما جرى.
لكن السؤال الاساسي بطبيعة الحال يبقى هو: هل صحيح انم ما جرى في القوقاز يمكن ان يقود الى تغيير ميزان القوى في العالم؟ باي معنى وفي أي حدود؟
هنا، فان ثلاثة جوانب مبدئيا يمكن الاشارة اليها:
اولا: ان الذي فعلته روسيا باستخدام القوة العسكرية بهذا الشكل الحاسم، ادخل عنصرا جديدا في موازين القوى في العالم.
نعنى انه في عهد ادارة بوش ن ظل الاعتقاد الاستراتيجي الأمريكي قائما على اعتبار ان استخدام القوة العسكرية، او ما اسمي بالضربات العسكرية الاستباقية حكر على أمريكا باعتبارها القوة العظمى المسيطرة في العالم.
الآن، روسيا اثبتت ان قوة عظمى عالمية اخرى يمكن ان تفعل هذا.
هل ما فعلته روسيا على هذا النحو، يمكن ان تفعله قوى عظمى اخرى مستقبلا؟. هذا امر لا احد يستطيع ان يجزم به اليوم. لكنه على الاقل اصبح عنصرا مطروحا.
ثانيا: انه فيما يتعلق بمنطقة القوقاز نفسها، الامر المؤكد كما ذكرنا ان ميزان القوى فيها قد تغير الى غير رجعة. وهذا في حد ذاته سوف يغير امروا كثيرة في موازين القوى في العالم. فهذه منطقة حيوية فيها تلتقي مصالح قوى اقليمية وعالمية كثيرة.
ثالثا: الامر المؤكد ان الذي حدث في القوقاز سوف غير في طبيعة العلاقات الأمريكية الاوروبية.
الذي حدث ان الدول الاوروبية بشكل عام، وبغض النظر عن هذا القدر او ذاك من التباين في مواقفها من الأزمة التي تفجرت، شعرت ان ما فعلته أمريكا هو تهديد للمصالح الاوروبية.
فمصالح الدول الاوروبية مع روسيا كبيرة جدا. هناك اعتمادها على امدادات الغاز الروسية. وهنام العلاقات الاقتصادية والتجارية الكبيرة جدا. صادرات المانيا وحدها الى روسيا تبلغ 29 مليار دولار سنويا.
بعبارة اخرى، الدول الاوروبية تشعر الان ان أمريكا وبسبب حسابات خاطئة خاصة بها تهدد مصالح اوروبية اساسية.
اما كيف سيترجم هذا في طبيعة العلاقات الاوروبية الأمريكية مستقبلا، فلا احد يستطيع توقع ذلك بشكل جازم. لكن على الاقل، سوف تتردد الدول الاوروبية مثلا في مسألة ضم جورجيا واوكرانيا الى الاتحاد الاوروبي. وربما يتجسد ذلك في مواقف اوروبية اكثر استقلالية عن أمريكا في السياسة الخارجية عموما.
رابعا: وهناك بطبيعة الحال حديث اليوم عن دور روسي اكبر واكثر مبادرة وفعالية في العهالم بعد ما جرى.
وهذه مسالة موضع نظر.
لكن المؤكد ان ما جرى في القوقاز هو في كل الاحوال خطوة في اتجاه عالم متعدد الاقطاب لا تنفرد فيه الولايات المتحدة بالهيمنة.
***
ماذا عن ايران؟
من اكبر الجوانب التي تمثل الان مصدر فزع في أمريكا وفي إسرائيل، تاثير ما جرى في القوقاز على الأزمة الايرانية، وخصوصا من زاوية الموقف الروسي من الأزمة.
القضية الكبرى هنا هو الخوف من ان ما حدث سوف ينهي التعاون الروسي مع أمريكا فيما يتعلق بالموقف من الأزمة الايرانية.
مايكل ما كفول، خبير الشئون الروسية والايرانية في معهد هوفر بجامعة ستانفورد الأمريكية، عبر عن ذلك بقوله: الذي حدث سوف يجعل من التعاون الروسي في المسألة الايرانية امر صعب جدا.. الامر المؤكد ان الدعم الروسي للموقف من ايران هو اكبر ضحايا هذا التوتير الروسي الأمريكي.
الأمريكيون والإسرائيليون يخشون هنا انه سيكون من المستحيل فرض عقوبات جديدة على ايران بدون دعم روسيا، وان هذا الاحتمال اصبح عاليا بعد ما جرى.
لكن هناك ما يمثل بالنسبة اليهم ما هو اخطر من هذا.
معروف ان هناك مفاوضات تجري بين ايران وروسيا للحصول على منظومة الدفاع الجوي الروسية اس- 300. هذه المنظومة هي من اكثر منظومات الدفاع الجوي تقدما في العالم.
والرعب بالنسبة لأمريكا وإسرائيل انه لو حصلت ايران على هذه المنظومة، فلسوف تكون امكانية شن هجوم على ايران في غاية الصعوبة.
وكما هو مفهوم، فان الخشية الان بعد ما جرى في القوقاز هو ان توافق روسيا على تقديم هذه المنظومة الى ايران وتسرع ذلك.
***
هذه بشكل عام هي ابعاد الحرب والأزمة التي تفجرت في القوقاز، والنتائج المحتملة التي يمكن ان تترتنب عليها.
وفي تقييمنا النهائي، فاننا نرى انه على الرغم من كل هذا الحديث عن النتائج الاستراتيجية على الصعيد العالمي المترتبة على ما جرى، فانه لا ينبغي المبالغة في هذه النتائج وفي الدور الروسي العالمي.
روسيا يهمها في المقام الاول حماية امنها الوطني في محيطها الحيوي، وحماية النظام.
وروسيا لها مصالح ضخمة جدا مع أمريكا ومع الغرب بصفة عامة.
وليس من مصلحتها الاستراتيجية الدخول في مواجهة مع أمريكا او الغرب عموما.
وحتى بالنسبة لمسألة ايران، فان احد الاحتمالات الكبرى المطروحة هي على العكس مما تخشاه أمريكا وإسرائيل.
نعنى ان روسيا من اجل تطمين الغرب والحفاظ على مصالحها مع الدول الغربية، من الوارد جدا ان تسعى لاثبات حسن نواياها من خلال التعاون اكثر مع الجهود الغربية ضد ايران.
وباختصار، فان الدب الروسي قد يكون قد عاد فعلا. لكن هذا لا يعني انه سيكشر عن انيابه بالضرورة في كل مناسبة. ولا يعني هذا انه سوف يخرج بالضرورة من محيطه الحيوي في القوقاز الى العالم الواسع.
 
موضوع متكامل 10/10 ولكن السؤال المطروح هو هل ستكمل امريكا نشر درعها الصاروخي في بولندا وتشيكيا وهل اذا سحبت ذلك مقابل سحب روسيا لدعمها لايران ستتخلى روسيا على ايران وشكرا في انتظار الرد
 
موضوع متكامل 10/10 ولكن السؤال المطروح هو هل ستكمل امريكا نشر درعها الصاروخي في بولندا وتشيكيا وهل اذا سحبت ذلك مقابل سحب روسيا لدعمها لايران ستتخلى روسيا على ايران وشكرا في انتظار الرد .
 
لا اعتقد يا اخي ذلك فلروسيا مصالح عظيمة وكبرى في ايران ومن مصلحتها عدم التخلي عن ايران بل والدفاع عنها في ما يخص برنامجها النووي

ومع هذا فهذه مصالح دول كبرى اي لا نعلم متى تقلب روسيا على ايران ان اغراها الغرب بمكاسب وعوضها خسائرها في ايران
 
عودة
أعلى