هكذا تريد روسيا محاربة داعش وإبقاء حليفها الأسد في الميدان.. تعرف على مخططاتها..
تتصدر الأزمة السورية اليوم الأحداث العالمية، حيث أصبحت أكثر دموية بعد أن أعلن ما اسمتهم صحيفة ” نيزافيسيمايا غازيتا” الروسية بالمتطرفون إقامة دولة الخلافة “الدولة الإسلامية” على أجزاء من سوريا والعراق, وصدمت الأعمال الوحشية التي اقترفها هؤلاء الذين يسمون أنفسهم “مجاهدين” البلدان العربية والعالم بأسره.
الصحيفة الروسية اعدت تقريرها للحديث عن مسألة المواجهة مع “الدولة الإسلامية” ومحاولات رجال الدين وضع قاعدة نظرية لمكافحة التطرف ووضع حد له.. قائلة ” الآن بدأت البلدان الغربية التي كان قادتها يغضون البصر عن جرائم “الدولة الإسلامية” في سبيل الإطاحة بنظام الأسد، بدأت تعي أن العالم يواجه خطرا كبيرا. خاصة بوجود معلومات عن نوايا “الدولة الإسلامية” القيام بأعمال إرهابية في أوروبا وسعيه للحصول على اسلحة الدمار الشامل. حسب ما ذكرته الصحيفة.
وأضافت ” نأمل أن يدرك الغرب مدى الخطر الذي يخيم على العالم، وأن دعوة روسيا إلى إنشاء تحالف دولي فعال بمشاركة سوريا والعراق وإيران والأكراد، هو الوسيلة العملية لمواجهة هذا الخطر “.
هناك ثلاثة عوامل مهمة لمثل هذا التعاون في مواجهة الخطر:
أولا – الفشل التام لجهود الولايات المتحدة الرامية الى تشكيل معارضة مسلحة معتدلة في سوريا.
ثانيا – تدفق آلاف اللاجئين الى أوروبا من بلدان الشرق الأوسط وأغلبهم من سوريا.
ثالثا- المساعدات الإضافية التي تقدمها موسكو لحكومة الأسد على شكل أسلحة ومعدات عسكرية.
وتابعت الصحيفة التي أعدت تقريرها الذي غلب عليه طابع التطرف والعنصرية ودعم بشار الأسد فقط.. قائلة ” إن السبب الحقيقي لتطور الإرهاب ليس الفقر والبطالة في عدد من البلدان الإسلامية فحسب، بل وقبل كل شيء هو ما يقوم به الغرب وخاصة الولايات المتحدة، التي قررت بعد تفكك الاتحاد السوفيتي الإطاحة بأنظمة الحكم في العراق وسوريا وليبيا “الموالية برأيهم للاتحاد السوفيتي”.
وأشار الاقتصادي الروسي جيفري ساكس قبل أيام في مقال له الى أن “إنقاذ سوريا يجب أن يتم عبر مجلس الأمن الدولي فقط”، وأن مشاكل المنطقة بدأت منذ ربع قرن، عندما حاولت واشنطن الإطاحة بالأنظمة التي كانت مدعومة من الاتحاد السوفيتي.
وأوضح بول وولفويتز نائب وزير الدفاع الأمريكي عام 1991، لقائد القوات الأمريكية في أوروبا ويسلي كلارك هذا الأمر بالقول “لقد أدركنا أنه يمكننا دون عقاب أن نتدخل عسكريا في شؤون المنطقة وليس بإمكان الاتحاد السوفيتي عمل شيء لوقفنا.. أي لدينا 5-10 سنوات للإطاحة بالأنظمة الموالية له في العراق وسوريا وغيرها من البلدان، قبل أن تتمكن دولة عظمى مقبلة “الصين” من تحدينا في المنطقة”.
وبعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول عام 2001 ظهرت الحجة المنتظرة للقضاء على صدام حسين، ثم قدم “الربيع العربي” إمكانية للإطاحة بنظامي ليبيا وسوريا.
من الصعوبة بمكان التنبؤ حاليا بتطور الأحداث، ولكن من الواضح أن القوى التي تعتقد أن الخطر الحقيقي الذي يهدد الشرق الأوسط والأدنى والعالم يأتي من “الدولة الإسلامية”، بدأت بتعزيز مواقفها. لذلك ظهرت في واشنطن وبلدان الغرب أصوات تطالب بعدم مساواة حكومة الأسد و”الدولة الإسلامية”.
ويقول سيبستيان كورتس نائب وزير خارجية النمسا “نحن بحاجة إلى موقف براغماتي شامل ينص على إشراك الأسد في المعركة ضد “الدولة الإسلامية”، لأن الأولوية لمكافحة الإرهاب وهذا غير ممكن بدون روسيا”.
أما الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي فيقول أن بالإمكان تحرير سوريا من “الدولة الإسلامية” خلال عدة أشهر، “إنها مسألة قيادة، والاعتماد على الدول المجاورة لسوريا والمباشرة بالحوار مع روسيا وبوتين”.
مع ذلك نعتقد والكلام للصحيفة الروسية أن استخدام القوة للقضاء على هذا “الورم السرطاني” غير كاف- وفق التقرير الروسي- فمن الضروري فضح مزاعم المتطرفين الأيديولوجية، بشأن حقهم في تفسير القرآن والسنة.!
ولأجل هذا يعقد في موسكو بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول بدعوة من رئيس مجموعة الرؤية الاستراتيجية “روسيا- العالم الإسلامي”، رستم مينيخانوف مؤتمر يحضره مشاهير رجال الدين المسلمين من البلدان العربية والإسلامية، لصياغة قاعدة نظرية لمكافحة التطرف ووضع حد له.