تاريـخ استخـدام أنظمـة إخماد النيـران فـي الدبابـات الروسيـة .

anwaralsharrad 

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
18 مايو 2013
المشاركات
12,587
التفاعل
56,157 1,112 47
تاريـــخ استخـــدام أنظمـــة إخماد النيـــران فـــي الدبابـــات الروسيـــة

800px_14.jpg

خيارات مكافحة النيران في العربات الروسية تبدلت وتغيرت على مدى الزمن . في الحرب العالمية الثانية استخدم السوفييت الماء لإخماد النيران المشتعلة . وتحدثت مصادر عن استخدامهم ثاني أكسيد الكربون في الدبابات T-34 ، الذي كان على الأرجح على شكل حامض الكربونيك carbonic acid . حامض الكربونيك هو عبارة عن محلول كيميائي ناتج عن حقن وتذويب ثاني أكسيد الكربون في الماء من خلال حاوية مغلقة . بعد ذلك وبسبب محدودية قدرات الماء على مواجهة حرائق الزيوت والوقود ، لجأ السوفييت في الدبابات T-54 لاستخدام قناني ثاني أكسيد الكربون لكبح النيران ، والذي كان أفضل أداء بكثير في مواجهة السوائل القابلة للاشتعال . في الدبابات T-55 وT-62 استخدم السوفييت في أنظمة إطفائهم مركب البروميد إيثيل ethyl bromide أو Halon 2001 الذي يتم ضغطه بواسطة ثاني أكسيد الكربون . وفي الدبابات التالية الأحدث أمثال T-64 ، T-72 ، T-80 وT-90 جرى استخدام مادة Halon 2402 ، لكن غاز الضغط لم يعرف . الدراسات السوفييتية الرسمية بعد الحرب العالمية الثانية ، أو الحرب الوطنية العظمى كما يدعونها Great Patriotic War ، تحدثت عما نسبته 70% من خسائر الدبابات الدائمة كانت نتيجة اندلاع النيران بعد هجمات أو ضربات معادية قاسية . أبعاد هذه المشكلة كانت قابلة للزيادة والمضاعفة مع جيل الدبابات القادم وأصبحت هذه الأهداف أكثر عرضة للاشتعال بسبب المقادير المتزايدة لوقود المحرك والزيوت المتطلبة لعمل الأنظمة الهيدروليكية . لذا ، حرص السوفييت جزئياً على تحسين قابلية بقاء دباباتهم ضمن جيل ما بعد الحرب وتزويدها بأنظمة إخماد نيران آلية . أولى هذه الأنظمة طور من قبل معهد البحث العلمي Scientific Research Institute وثبت على دبابة المعركة T-54 وذلك في العام 1946 (قرار الإنتاج الشامل تم تبنيه من مجلس الوزراء السوفيتي في 16 يوليو من نفس السنة) رغم أن الاختبارات بدأت حقيقتاً مع نهاية العام 1943 على نموذج الدبابة T-34-85 . استخدم نظام الإطفاء الآلي قناني تحوي ثاني أكسيد الكربون carbon dioxide ، حيث جرى توفير هذه القناني لحجرة المحرك ومقصورة القتال وكان بالإمكان التحكم بها يدوياً عند الضرورة . النظام اعتمد على كاشفات أو مجسات كهروحرارية Thermoelectric Sensors لرصد النيران والارتفاع المتطرف لدرجات الحرارة . وفي شهر نوفمبر العام 1949 هذا النظام أستبدل بآخر نصف آلي semi-automatic أكثر كفاءة بعد ظهور نقائص تقنية عديدة في النظام الأول . بشكل عام ، اشتملت منظومة إطفاء النيران في الدبابة T-54 على ثلاثة قناني إطفاء كل منها يحتوي على 1.8 إلى 2.0 كلغم من ثاني أكسيد الكربون ، واقعة في الزاوية الخلفية اليمنى من مقصورة الطاقم ومجاورة لحجرة المحرك . كل قنينة لها صمام ثنائي المنافذ dual-outlet valve مع مفرقع خاص يسيطر على كل منفذ ، الذي يمكن أن يبدأ منفصلاً أو سوية لكي يحقن ثاني أكسيد الكربون إلى حجرة المحرك أو مقصورة الطاقم أو كلاهما بشكل متزامن .


SuRuPzWg0461.jpg

المصادر الروسية تشير إلى نظام إطفاء آلي أكثر تقدماً طور العام 1958 لصالح الدبابة T-55 . هذه الدبابة طورت للعمل والاشتغال في ساحة معركة نووية/حرارية thermonuclear battlefields ، لذا إحدى الميزات الجديدة في هذه الدبابة كانت آلية إغلاق منافذ العربة ، التي أمكن تأمينها بواسطة ضغط الهواء الداخلي الإيجابي ، والذي بدوره منع دخول الغبار النووي إلى العربة . نظام إطفاء النيران في الدبابة T-55 استخدم نفس المبادئ والأسس المتبعة في الدبابة الأسبق T-54 ، لكن معظم الأجهزة والمعدات جرى استبدالها بأخرى جديدة . وفي منتصف العام 1959 جرى استبدال مادة ثاني أكسيد الكربون المطفئة بأخرى كيميائية سائلة من مركب البروميد إيثيل ethyl bromide التي ضغطت بواسطة ثاني أكسيد الكربون (استخدام ثاني أكسيد الكربون في قناني الإطفاء السابقة تسبب في حدوث تلفيات جدية لاسطوانات محرك الدبابة T-55) . وبدلاً من أربعة خراطيم تفريغ ضمن كل مقصورة ، وضعت تسعة خراطيم في مقصورة الطاقم وستة خراطيم في مقصورة المحرك . في النهاية المصممون السوفييت أطلقوا على منظومة الإطفاء الآلي الجديدة اسم "روسا" Rosa والتي تعني "الندى" Dew واستخدمت ذاتها أيضاً في سلسلة الدبابات T-62 .


 
ومن التجارب استاذي هل اثبتت فعاليتها في دبابات التي 55 او 62 ؟

في الحقيقة أخي محمد لا .. فقد واجه السوفييت مشاكل جدية مع هذه الأنظمة البدائية من حيث انخفاض سرعة تجاوبها واستجابتها أولاً ، وكذلك نوعية مواد الكبح والإطفاء المستخدمة ومدى سميتها toxical ثانياً . فمادة بروميد الإيثيل (التي أيضاً تحمل التعيين Halon 2001) على سبيل المثال عند اتصالها بالجلد أو استنشاقها وابتلاعها تسبب آثار ضاره جداً للجسم ، كما ثبت تأثيرها المؤكد على العيون (جرعة كبيرة منها يمكن أن تسبب تهييج غشاء الجلد والجهاز التنفسي وقد ينتج عن ذلك إصابات في الكلية والرئة) . هذه الأسباب وغيرها جعلت السوفييت يغفلون أهمية هذا التجهيز ولا يعولون عليه الكثير لحماية عرباتهم المدرعة من خطر النيران المفاجئ . الحلول المغايرة تضمنت اقتراحات بإبعاد خزانات الوقود عن خطر النيران ومواقع الإصابة المحتملة ، وتطوير محركات متعددة الوقود .
 
هل استمر نفس الاخفاق في انظمه الاطفاء في النسخ التاليه حتي ال تي 90 ام اس ؟

الدبابات الروسية من الفئة الأحدث والمطورة أمثال T-90/T-72B ، تستخدم نظام 3ETS13" Rime" (تعني الصقيع بالروسية) للإطفاء الآلي . فلإخماد النيران ، هناك أربعة اسطوانات لمكافحة الحرائق ، اثنتان في حجرة الطاقم واثنتان في مقصورة المحرك ، تستخدمان مزيج كيميائي من مواد Halon 2402 وHalon 1301 للإطفاء والكبح الفوري . النظام يستخدم عدد عشرة مجسات بصرية optical sensors وهذه تستخدم لتحويل إشعاع لهب الوقود وزيوت التشحيم المكتشف (زاوية الكشف حتى 90 درجة) إلى إشارة كهربائية ، وذلك خلال زمن استجابة لأقل من 2 ملي ثانية . هناك أيضاً خمسة مجسات حرارية temperature sensors مصممة لتحويل درجة حرارة اللهب المكتشفة (من خلال استشعار الاختلاف في درجات الحرارة) إلى إشارة وناتج كهربائي electrical signal يشير إلى بداية حدوث نشاط الحريق . هذه المجسات تستعين في عملها بعدد 15 من المزدوجات الحرارية thermocouples . هذه المزدوجات هي عبارة عن مجس كهربائي يستخدم لقياس درجة الحرارة وذلك بالاستعانة بموصلين من معدنين مختلفين متصلان ببعضهما البعض في نقطة طرفية ، وعند حدوث اختلاف في درجات الحرارة لدى طرف أحدى الموصلات ، فإنه يتولد جهد كهربائي عند هذا الطرف . ونظراً لوجود اختلاف بالتيار ، يقوم مكون إلكتروني بقياس هذا الجهد المولد ، ويحول قيمته الحرارية إلى قيمة مقروءة . المجسات الحرارية قادرة على استشعار وكشف الارتفاع الخطر والمتطرف لدرجات الحرارة حتى 150 درجة مئوية . مجموعة المستشعرات توضع في كلاً من مقصورة المحرك وحجرة الطاقم ، لتعمل بعد ذلك على إفراغ نحو 90% من محتويات قناني الاطفاء خلال 150 جزء من الألف من الثانية قبل الوصول لحالة الإيقاد ، مما يساعد على منع اشتعال مخزون الوقود الداخلي أو الذخيرة .
 
عودة
أعلى