الحوار الاستراتيجي بين القاهرة وواشنطن.. مرحلة جديدة من التنسيق السياسي والدبلوماسي والتعاون في مكافحة الإرهاب
- تنامي الخطر الإرهابي والمتغيرات الإقليمية والاتفاق النووي أهم الملفات المطروحة على مائدة الحوار الاستراتيجي
- عودة الحوار انتصار للواقعية السياسية.. وعلى القاهرة أن تسعى للمكاسب بعد عودة العلاقات للمسار الطبيعي
- خبراء أمريكيون: طلبنا من القاهرة مساعدة الآخرين على فهم حقيقة ما يحدث في مصر
- الأمريكيون لم يساعدوا الإخوان ونستمع للجميع.. ومصر شريك أساسي في حفظ السلام في المنطقة
العلاقات المصرية الأمريكية في غاية الأهمية لواشنطن لتحقيق أهدافها المتعددة في الشرق الأوسط وكذلك للاطلاع علي حقيقة الأوضاع في مصر للتعرف علي رؤية القاهرة للمستقبل والدور الذي يمكن أن تلعبه الولايات المتحدة في المرحلة المقبلة لدعم الدولة المصرية واقتصادها وبحث آفاق التعاون بين البلدين في المجالات الاقتصادية وتصحيح المعلومات الخاطئة عن مصر بما يرسخ لعودة العلاقات بين البلدين إلي مسارها الطبيعي وتفهم تحديات التحول الديمقراطي إلي جانب التحديات الأمنية التى تمر بها مصر في هذه المرحلة.
وتتطلع القاهرة لدعم واشنطن للجهود المصرية في مجال مكافحة الإرهاب وبحث سبل تعزيز التعاون في هذا المجال وعلي مدار أكثر من 30 عامًا كانت العلاقات مع القاهرة في قلب سياسات واهتمامات الأمريكيين وبسبب عمقها واتساعها بقيت لتتحمل الاختلافات في وجهات النظر وامتدت لكل مظاهر العلاقات في المنطقة وبدا واضحًا للجميع أن هذه العلاقة قد انهارت مع بداية تولي الرئيس الأمريكي الحالي أوباما لمقاليد السلطة في بلاده لدرجة أن البعض تصور أن محاولات إصلاحها أو ترقيعها لن تجدى إلا أن السياسة لا تعرف إلا لغة المصالح حيث تأكدت الولايات المتحدة أنها لن تحقق أهدافها في المنطقة دون أن تمر ببوابة القاهرة.
وكانت جهود سياسية ضخمة ومحاولات جادة تدار من وراء الكواليس من الداخل الأمريكي لمحاولة رأب صدع العلاقات بين القاهرة وواشنطن، وإنعاش العلاقات بين البلدين بغرض تقريب وجهات النظر بعد أن شهدت توترات مفصلية كادت تنهي التعاون بين العاصمتين عقب الإطاحة بالرئيس الإخواني محمد مرسي الا أن مصر تبقى بمثابة جائزة استراتيجية وعنصرًا رئيسيًا للاستقرار في الشرق الأوسط ويخشون بشدة خسارة مصر كدولة تبنى عليها السياسيات في المنطقة.
ويعقد الحوار الاستراتيجي المصري الامريكي اليوم الأحد 2 اغسطس بمقر وزارة الخارجية المصرية برئاسة وزيرى خارجية البلدين سامح شكرى ونظيره الامريكى جون كيرى.. وأكد السفير بدر عبد العاطي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية في تصريح خاص أن المناقشات ستضم لأول مرة ممثلين رفيعى المستوى لكل الوزارات والادارات المعنية بالعلاقات المصرية الامريكية بكافة جوانبها سواء كانت استثمارية أو علمية أو تعليمية وصناعية أو زراعية.
وأوضح السفير عبد العاطي ان جلسات الحوار سوف تستمر لمدة يوم واحد وتبدأ اعمالها بجلسة افتتاحية تشمل كلمة لوزيرى خارجية البلدين قبيل انتقال اعمال الحوار لجلسات مغلقة ينقسم فيها الحوار للجنتين تعملان بالتوازى مع بعضهما يتناولان بحث المسائل الفنية وتقييم مجمل العلاقات الثنائية.. فى نفس الوقت الذى يستمر فيه الحوار السياسى برئاسة وزيرى خارجية البلدين ويختص بمناقشة الموضوعات السياسية.
وأوضح المتحدث ان الحوار سيتناول بالتفصيل العديد من القضايا الاقليمية والدولية ومن بينها موضوع الارهاب والاتفاق النووى الايرانى واصلاح وتوسيع مجلس الامن بالاضافة الى تطورات الاوضاع فى كل من ليبيا واليمن والعراق وسوريا والاوضاع فى القارة الافريقية بشكل عام كل هذا بشكل مفصل بين الجانبين.
وأشار إلى أنه فى ختام اجتماعات اللجنتين الفرعيتين يتم رفع تقريرهما إلى الوزيرين خلال اجتماعات اللجنة العامة بكامل هيئاتها مرة أخرى ويتم اعتماد التوصيات عند ختام هذه الجولة من الحوار الاستراتيجى التى تنهى أعمالها بمؤتمر صحفى لوزيرى الخارجية .
وقالت مصادر امريكية أن الحوار الاستراتيجي بين القاهرة وواشنطن، والذي ينطلق يوم الأحد ٢ أغسطس، يأتي في المقام الأول لتقييم العلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية والعمل على تطويرها.
وتابعت المصادر أن الولايات المتحدة لم تخسر مصر كما تدعي بعض الأقلام وأن العلاقات بين الشعبين قائمة ولن يتم التراجع للخلف في مستوى العلاقات ،مشيرة أن العلاقات ليست مثالية ولكنها ستتحسن تدريجيا وعلى المدى الطويل ،وحتى في الأوقات الصعبة أكدت واشنطن أن أمن مصر من أمن المنطقة.
وأكدت المصادر أن أمريكا لم تتخل عن مصر في حربها على الإرهاب حيث أن هناك تعاونا أمنيا مستمرا بين البلدين كما أن واشنطن دعمت القاهرة خلال المرحلة الانتقالية ودعمتها أمنيا في مكافحة الإرهاب وأن واشنطن لن تترك ملفات حقوق الإنسان ولا الخطوات التي تتخذها في هذا الاطار وكذلك الحوار الاستراتيجي ستطالب بالتسريع بإجراء الإنتخابات البرلمانية وشددت المصادر على أن مساعد وزير الخارجية الأمريكي لملف حقوق الإنسان سيكون حاضرا برفقة الوزير جون كيري في القاهرة.
وحول تأثير الاتفاق النووي الإيراني على العلاقات مع القاهرة خاصة أن أمن مصر يرتبط بأمن الخليج العربي الرافض للاتفاق، قالت المصادر أن الوزير كيري سيتوجه إلى الدوحة عقب لقاء القاهرة وسيلتقي بوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي كما انه هناك لقاء في منتجع كامب ديفيد في مايو الماضي بين الرئيس أوباما وممثلين عن قادة الخليج وزعماء دول المجلس.
وأشارت المصادر إلى أن الوزير كيري عندما دخل الى المفاوضات مع ايران قال كلمته الشهيرة "ندخل المفاوضات بعيون مفتوحة" كما أن مجلس الشيوخ الأمريكي عقد الكثير من الجلسات والمناقشات بحضور وزير الخارجية جون كيري ووزير الدفاع ووزير المالية ووزير الطاقة حول الاتفاق ،لاعلام اعضاء الكونجرس والمواطن الامريكي بكل تفاصيل الاتفاق.
وتابعت المصادر أن الاتفاق النووي جيد وقوي ومن المهم ألا تحصل إيران على أسلحة نووية وألا يكون هناك نشاطات لايران في زعزعة استقرار المنطقة العربية لافتة الي أن الرئيس أوباما ووزير الخارجية أكدا في أكثر من مناسبة أن أمن الخليج هو أمن أمريكي وعلاقات أمريكا بدول الخليج مهمة للغاية.
واضاف المصدر اننا نسعي لدعم مصر في مجال مكافحة الارهاب وهذا ما أوضحه الرئيس اوباما اكثر من مرة لافتا الي أن امريكا تقدم مساعدات لمصر في هذا المجال دعما للشعب المصري وأن هناك الكثير من التحاليل الخاصة تشير الي ان البطالة وبعض ممارسات القمع والاضطهاد ستؤدي للتطرف والارهاب وكذلك عدم محاسبة الشرطة عن التجاوزات والانتهاكات.أن امريكا لا يمكن لها ان تخاطر بفقد حليف استراتيجي في المنطقة كمصر لاسباب سياسية خاصة وان القاهرة تتعاون مع حلفاء امريكا في حلف شمال الاطلسي الناتو في قضايا مكافحة الهجرة غير الشرعية موضحين ان الجديد في السياسة الخارجية ان تجد دولتين تتفقان في نقطة ويختلفان في نقاط عديدة الا انهما يتعاونان في ملفات معينة بدون تعارض ولذلك قد نجد القاهرة وواشنطن يتعاونان في قضايا الارهاب والقضاء عليه علي الرغم من الاختلاف في قضايا اخري تتعلق بحقوق الانسان
ومن جانبها ، ذكرت الخارجية الأمريكية - في بيان صحفي - أن الحوار المصري الأمريكي سيؤكد من جديد الشراكة المستمرة التي تربط الولايات المتحدة بمصر منذ زمن طويل ، كما أن الحوار سيكون فرصة لمناقشة موضوعات عدة في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية بما يعزز القيم والأهداف والمصالح المشتركة.
http://www.el-balad.com/1646145