بسم الله الرحمن الرحيم
* * *
الســـــــلام عليــــــــكم
يتم هبوط الطائرة العمودية بدون محركات بالاستفادة من نظام الدوران الذاتي للمروحة الرئيسية وفي هذه الحالة فان المروحة الرئيسية تتحصل علي دورانها في هذا النظام من تيار الهواء الذي ينشأ عند نزول الطائرة تحت تأثير قوة الوزن ، وبسبب تأثير تيار الهواء علي عنصر الريشة تنشأ القوة الايرودينامكية الكاملة وتكون مركبتها متجهة ومتعامدة مع تيار الهواء الإجمالي وهي التي تؤدي عمل قوة الرفع أما بالنسبة لمركبة الكبح فهي متجهة مع التيار الإجمالي ، ويتوقف اتجاه وحجم التأثير للقوى الناشئة علي عنصر الريشة علي مقدار واتجاه سرعة التيار الإجمالي أي أن زاوية الهجوم للعنصر وهذه الزاوية تساوى مجموع زاوية ضبط عنصر الريشة وزاوية وصول تيار الهواء، وفي نظام الدوران الذاتي المستقر للمروحة الرئيسية يجب أن تكون جميع القوى والعزوم المؤثرة علي الطائرة موازنة تماما .وأثناء النزول في نظام الدوران الذاتي لايوجد بالمروحة الرئيسية عزم رد فعل ناتج عنها ، وفي نفس الوقت ينشأ في هذا النظام عزم أخر من جراء وجود احتكاك في مجموعة نقل الحركة وكذلك مجموعة الاتصال الميكانيكي لمروحة الذيل لذلك فان المروحة الرئيسية تجذب معها أثناء دورانها الطائرة وتديرها لليمين ويطلق علي هذا العزم عزم المروحة الرئيسية ويتغلب الطيار علي المؤثر الناتج عن هذا العزم عن طريق تحريك البدال الأيسر بالقدر المطلوب.
ويطبق هذا النظام في حالة عطل المحركات أثناء الطيران أو في حالة عطل مجموعة نقل الحركة بشرط عدم اختلال دوران المروحة الرئيسية، هذا ويعتبر موضوع الهبوط في نظام الدوران الذاتي للمروحة الرئيسية هو احد العناصر الأكثر تعقيدا في قيادة الطائرة العمودية والذي يتطلب من الطيار أن يوفر مزيدا من الاهتمام ودقة عالية في التصرف ، والإجراءات المتبعة تتوقف علي ارتفاع الطائرة وسرعتها أثناء حدوث العطب وسوف نتحدث عن حدوث هذا العطب عندما تكون الطائرة علي ارتفاع اعلي من 300 قدم ، في هذه الحالة يجب علي الطيار فورا وبدون أي تأخير أن يقلل من الخطوة العامة للمروحة الرئيسية حتى المقدار الذي معه يتوفر ثبات عدد لفات المروحة الرئيسية بما لايقل عن القدر المطلوب ، ويتغلب الطيار علي عزم الانقضاض للخلف وعزم الميل إلي اليمين الناشئين عن ذلك عن طريق تحريك عصاة القيادة بالاتجاه المطلوب بينما يعمل علي منع طائرته من الدوران عن طريق تحريك البدال المناسب ،ويقوم الطيار بضبط سرعة الطيران المقدرة ثم يحافظ علي عدد لفات المروحة الرئيسية بواسطة تحريك مناسب لعصاة الخطوة بالمستوى المطلوب ثم يقوم بموازنة طائرته علي عزم الانقضاض البسيط ثم يقوم باختيار مكان الهبوط ويراعي أن يسير الاقتراب للهبوط في اتجاه ضد الريح أما بالنسبة للدورنات وغيرها التي يحتاجها الطيار للبحث عن المكان المناسب أو اتجاه الريح فيجب علي الطيار أن ينتهي منها قبل الوصول إلي ارتفاع 250 قدم .
وعند الارتفاع الكافي فان الأخطاء الخفيفة التي تحدث عن تقدير الطيار لإجراءات الهبوط يمكن أن يتم تصحيحها عن طريق تغيير سرعة الطيران .واعتبارا من ارتفاع 200 إلي 150 قدم يقوم الطيار بفرملة طائرته بعنف ويتم ذلك عن طريق زيادة تموج الطائرة حتى 10- 15 درجة هادفا إلي أن تصبح سرعة الطيران إلي اقل حد ممكن بمجرد بلوغ ارتفاع 30 قدم وعلي هذا الارتفاع يقوم الطيار بتقليل سرعة النزول الرأسية عن طريق الزيادة العنيفة للخطوة العامة للمروحة الرئيسية حتى أقصي حد لها ويراعي أن يحرك الطيار عصاة الخطوة لأعلي بمعدل يوفر انخفاض سرعة النزول الرأسية قبل لمس الطائرة للأرض وفي نفس وقت بدء تحريك عصاة الخطوة لأعلي يقوم الطيار بدفع عصاة القيادة إلي الأمام بصورة موازنة حتى يتم له ضبط زاوية التموج الاعتيادية للهبوط ويقوم بتثبيتها بمقدار معين حتى لحظة الهبوط وبعد أن تتم عملية الهبوط يجب علي الطيار أن يخفض عصاة الخطوة لأسفل حتى النهاية ويقوم باستخدام الفرامل لإيقاف الطائرة .
المصدر مترجم من موقع تكنولوجيا الجو