يتمتع الطيارون العسكريون بمهارات فريدة، إذ يشغلون طائراتهم بمزيج من الدقة البدنية والبراعة الفكرية. ومع ذلك، لا تتطلب جميع الطائرات نفس مستوى المهارة في التشغيل، في حين أن بعضها الآخر يصعب التعامل معه بشكل ملحوظ.
ويُنظر إلى عدد قليل من المقاتلات الحربية، على نطاق واسع، على أنها "صعبة القيادة"، بينها خمس طائرات من هذا النوع
.
تم تقديم طائرة F-22 Raptor في عام 2005، إذ تحتفظ الولايات المتحدة بـ 195 طائرة منها.
ويبلغ طولها 18.90 متراً، وارتفاعها 5.08 أمتار، في حين يبلغ باع الجناح 13.56 متراً، ويمكنها حمل أقصى وزن للإقلاع عند 37875 كيلوجراماً، وتعمل بمحركين من أنواع المحركات التوربينية من طراز Pratt & Whitney F119-PW-100 ذات توجيه دفعي، بسرعة قصوى تبلغ 2.25 ماخ، ومدى 2960 كيلوجراماً.
ويمكن لتلك الطائرة حمل ما يصل إلى 8 صواريخ جو-جو داخلياً من Aim-120 وAIM-109، ومدفع Vulcan عيار 20 مليمتر، إذ تعتبر طائرة F-22، أكثر الطائرات تطوراً من الناحية التكنولوجية في العالم.
ومع ذلك، فإنّ الأداء الفائق الذي تتمتع به هذه الطائرة، والذي حظي بتغطية إعلامية واسعة، يجعل من الصعب قيادتها، حيث يتحتم على الطيارين الانتباه جيداً لإدارة الطاقة، وزاوية الهجوم، ومعايير التخفي أثناء الطيران في بيئة قتالية.
وما يزيد من صعوبة قيادة طائرة F-22، أن الأنظمة السرية قد تحد من فرص التدريب، ومع ذلك، يتطلب إتقان إلكترونيات الطيران وأنظمة دمج أجهزة الاستشعار تدريباً مكثفاً.
طائرة CH-53 K King Stallion المروحية
أُطلقت مروحية CH-53 K King Stallion في عام 2022، وجرى إنتاج 10 طائرات منها حتى الآن، بطول 30.2 متر، وارتفاع 8.6 متر، في حين يبلغ باع الجناح 24.1 متر، وأقصى وزن للإقلاع 39916 كيلوجراماً.
وتعمل الطائرة بـ3 محركات أعمدة توربينية من طراز General Electric T408-GE-400 بسرعة قصوى تبلغ 320 كيلومتراً لكل ساعة، ومدى 850 متراً.
ولا توجد في الطائرة أسلحة هجومية ثابتة، ويمكنها حمل 16330 كيلوجراماً من البضائع الخارجية، إذ تعد CH-53K King Stallion الأحدث، من أثقل وأكثر الطائرات المروحية تعقيداً على الإطلاق.
ويُكلف الطيارون بإدارة كميات هائلة من الطاقة وعزم الدوران والحجم عند قيادة الطائرة، وما يزيد الأمور تعقيداً، أن CH-53 تُستخدم في مهام عالية الخطورة، بما في ذلك الهبوط على متن السفن، وتحميل البضائع الخارجية الثقيلة بالحبال، والهبوط في ظروف جوية مُتدهورة.
ويجب على الطيارين التعامل مع درجة عالية من رفرفة الشفرات والاهتزاز، بالإضافة إلى مجموعة مُعقدة من أدوات التحكم في الطيران.
ونظراً لميل CH-53 للعمل في ظروف انخفاض الطاقة، أو في الليل، تُصبح CH-53 طائرةً صعبة التشغيل بشكل مُفاجئ.
طائرة F/A-18 Hornet
جرى تقديم طائرة F/A-18 Hornet في عام 1999، وتم إنتاج حوالي 600 طائرة منها، ويصل طولها إلى 18.31 متر، وارتفاعها 4.88 متر، في حين يبلغ باع الجناحين 13.62 متر.
وتعمل الطائرة بمحركين توربينيين من طراز General Electric F414-GE-400، بسرعة قصوى تبلغ 1.6 ماخ، كما تحمل ما يصل إلى 8030 كيلوجراماً من الذخيرة، وذخائر AIM-9 و AIM-120و AGM-88 وخزانات وقود خارجية ومدفع M61A2 Vulcan عيار 20 مليمتراً.
ولا تُدرج طائرة F/A-18 Hornet في القائمة لخصائص طيرانها فحسب، بل لطريقة تشغيلها، إذ تعمل هذه الطائرة، التي تعتبر العمود الفقري للبحرية الأميركية، من حاملات الطائرات، ما يفرض ظروفاً صعبة على الطيار.
وبينما تستفيد F/A-18 من نظام طيران سلكي متطور، تتميز الطائرة بهيكل أثقل وسرعة اقتراب عالية، ما يُعقد عمليات حاملات الطائرات، وتفتقر F/A-18 إلى قوة دفع الطائرات الأقوى مثل F-15 أوF-22، ما يعني أنها لا تستطيع التسارع بسهولة، وهو ما يجعل إدارة الطاقة أمراً بالغ الأهمية.
وبالإضافة إلى ذلك، تُشكّل طبيعة F/A-18 متعددة المهام مجموعة من التحديات الخاصة بها، حيث يُكلّف الطيارون بالتنقل بين ملفات تعريف مهام مختلفة، بما في ذلك جو-جو، وجو-أرض، والتزود بالوقود جواً، والعمليات الليلية، ومهام الهجوم منخفضة المستوى.
وفي حين أن الطائرة نفسها ليست صعبة الطيران بشكل خاص، إلا أن قيادتها من حاملات الطائرات في بيئة متعددة المهام تتطلب اهتماماً ومهارة كبيرين.
طائرة E-2 Hawkeye
جرى تقديم E-2 Hawkeye في عام 1964، ويوجد منها نحو 300 طائرة من جميع الإصدارات، ويبلغ طولها 17.52 متر، وارتفاعها 5.56 متر، في حين يبلغ باع الجناحين 24.56 متر، ووزنها الأقصى للإقلاع 26083 كيلوجراماً.
وتعمل الطائرة بمحركين توربينيين من طراز Allison T56-A-427A، بسرعة قصوى تصل إلى 648+كيلوجرام/ساعة، ومدى 2400 كيلوجرام، ولا تحمل الطائرة أي أسلحة هجومية، ولكنها تتجهز برادار APS-145 أو AN/APY-9، ومعدات المراقبة الإلكترونية.
وعند تشغيلها في ظروف حاملة الطائرات المحفوفة بالمخاطر، تعاني طائرة E-2 من ضعف الرؤية الخلفية بسبب قبة الرادار وقوة محركها المحدودة مقارنةً بوزنها، ما يزيد من حساسيتها أثناء عمليات الإطلاق من حاملة الطائرات والهبوط المتقطع.
طائرة "نورثروب جرومان إي-2 هوك آي"
التابعة للبحرية الأميركية للهبوط على مدرج.
ويجب على طيار E-2 دائماً مراعاة استجابة دواسة الوقود البطيئة، والتسارع البطيء، ومتطلبات الهبوط على سطح حاملة طائرات مائل مع رؤية محدودة خارج قمرة القيادة.
وتتميز طائرة E-2 أيضاً بمركز ثقل مرتفع وتصميم ديناميكي هوائي فريد، ما يجعلها عرضة لعدم استقرار الانحراف، خاصةً في حالات الدفع غير المتماثل أو في حالات الهبوط المتقطع على حاملة الطائرات.
ونتيجة لذلك، تُعد طائرة E-2 واحدة من أكثر الطائرات تحدياً للطيران في أسطول الولايات المتحدة الجوي.
طائرة Av-8B Harrier II
جرى تقديم طائرة Av-8B Harrier II في عام 1985، وأنتج منها نحو 340 طائرة، ويبلغ طولها 14.12 متر، وارتفاعها 3.55 متر، في حين يبلغ باع جناحيها 9.25 متر، وأقصى وزن للإقلاع نحو 14061 كيلوجراماً.
وتعمل الطائرة بمحرك توربيني من طراز Rolls-Royce F402-RR-408 (Pegasus)، بسرعة قصوى تبلغ 0.9 ماخ، ومدى 1930 كيلوجراماً.
وتحمل الطائرة ما يصل إلى 4200 كيلوجرام من الذخائر على ستة أبراج تحت الجناح وبرج مركزي واحد، بالإضافة إلى تسليحها بمدفع GAU-12/U عيار 25 مليمتر.
وتعتبر AV-8B Harrier II أول طائرة أميركية عاملة مزودة بقدرات إقلاع وهبوط عمودي/قصير، وقد أجبرت طائرة Harrier الطيارين على إتقان الانتقال بين التحليق والطيران التقليدي، وهو توازن دقيق بين إدارة زوايا الفوهة، والدفع، والاستقرار بدقة متناهية.
وبخلاف طائرة V-22 Osprey، التي تم أتمتة بعض مراحل الانتقال بين التحليق والطيران، تعتمد طائرة Harrier كلياً على التوجيه المباشر من الطيار.
وتعتبر الطائرة غير مستقرة بطبيعتها أثناء التحليق. وحتى أخطاء التوجيه الطفيفة على هذا الارتفاع المنخفض قد تؤدي إلى مأساة، ونتيجة لذلك، تُعد طائرة Harrier ذات الدفع الموجه واحدة من أكثر الطائرات النفاثة عرضة للحوادث في تاريخ الجيش الأميركي.
طائرة V-22 Osprey
جرى تقديم طائرة V-22 Osprey في عام 2006، وتمتلك الولايات المتحدة نحو 464 طائرة منها، إذ يبلغ طولها 17.47 متر، وارتفاعها 5.46 متر، في حين يبلغ باع جناحيها 25.78 متر.
وتعمل بمحركين من طراز Rolls-Royce AE1107C، بسرعة قصوى تبلغ 351 ميلاً في الساعة، ومدى 500 ميل بحري، كما تشتهر طائرة V-22 بخطورتها وصعوبة قيادتها. ويجمع دوارها المائل الفريد بين الرفع الرأسي للطائرة المروحية وسرعة ومدى طائرة ثابتة الجناح.
ورغم ابتكار قدرات V-22 الهجينة، إلا أنها تجعلها طائرة متطلبة وخطيرة في الطيران. ويجب على الطيارين إتقان نظامي طيران مختلفين تمامًا: دوار الجناح وثابت الجناح، والانتقال بينهما بسلاسة.
وجرى تزويد طائرة V-22 بنظام تحكم سلكي ثلاثي التكرار، ومع ذلك، فإن أي خطأ أثناء الانتقال بين أوضاع الطيران قد يكون كارثياً.
ويرتبط ارتفاع معدل حوادث طائرة V-22 بتعقيدات ديناميكية هوائية، مثل حالة الحلقة الدوامية أو الرفع غير المتماثل أثناء تحويل أوضاع الطيران.
كما أن الطائرة تنتج تياراً هوائياً هابطاً قوياً للدوار، وتعاني من ضعف الرؤية في وضع التحليق، فضلاً عن كونها حساسة جداً لهبوب الرياح.
ويجب على طياري V-22، مراعاة جميع العوامل المذكورة عند تشغيل الطائرة، مع مراعاة أنها لا تحتوي على مقعد قذف.
طائرة T-38 Talon
جرى تقديم طائرة T-38 Talon في عام 1961، وتمتلك الولايات المتحدة 1187 طائرة منها، إذ يبلغ طولها 14 متراً، وارتفاعها 3.8 متر، وباع الجناحين 7.6 أمتار.
وتعمل بمحركين توربينيين من طراز General Electric J85-GE-5 مع حارقات لاحقة، بسرعة قصوى تبلغ 1.08ماخ.
وقد يكون من المتوقع أن تُستخدم لتدريب الطيارين المبتدئين على قيادة طائرات أكبر سهلة القيادة، وهي طائرة نفاثة صغيرة وغير مكلفة، ولكن طائرة T-38، وهي طائرة التدريب النفاثة الأساسية للقوات الجوية الأميركية لأجيال متتالية، تتحدى هذه التوقعات.
.
ويعود تاريخ تصميم T-38 إلى ستينيات القرن الماضي، وقد صُممت دون أي ثغرات أمنية شائعة في الطائرات الحديثة.
وتتميز T-38 بخفة وزنها وسرعتها وسرعة استجابتها، بل وقد تكون مفرطة في الاستجابة، خاصةً للطيارين عديمي الخبرة، ويُخشى من طائرة T-38 لافتقارها إلى خاصية الرجوع اليدوي، ما يعني أنه في حال تعطل الأنظمة الهيدروليكية واشتعال كلا المحركين، تصبح الطائرة خارجة عن السيطرة.
كما تُعرف المحركات بإنتاجها قوة دفع منخفضة نسبياً على الارتفاعات المنخفضة، ما يتطلب من الطيارين إدارة طاقتهم ونطاق الانزلاق بعناية أثناء الهبوط.
وتتفاقم المشكلة بسبب أجنحة الطائرة المثلثة، التي توفر مقاومة منخفضة ورفعاً محدوداً عند السرعات المنخفضة، ما يزيد من خطر الانهيار أثناء الاقتراب أو المنعطفات الحادة.
وحتى الأخطاء الصغيرة قد تكون كارثية عند قيادة T-38، وخاصة عند الهبوط، حيث تتطلب معدات الهبوط الضيقة وسرعات الاقتراب العالية اهتماماً دقيقاً من الطيارين المبتدئين.
طائرة F -117 Nighthawk
أنتجت الولايات المتحدة 64 طائرة من طراز F-117 Nighthawk، منذ الإعلان عنها في عام 1983، إذ يبلغ طولها 20.09 متر، وارتفاعها 3.78 أمتار، وباع الجناحين 13.21 متر، كما أنها تعمل بمحركين توربينيين من طراز General Electric F404-F1D2، بسرعة قصوى تبلغ 0.92 ماخ.
ويمكنها حمل ما يصل إلى 5 آلاف رطل من الأسلحة الداخلية GBU-10/12/27، وJDAMs، وBLU-109، والقنبلة النووية B61. وفي حين كانت طائرة F-117 أول طائرة شبحية عاملة في العالم، إلا أن هذا المستوى من الابتكار جاء مصحوباً ببعض العيوب.
ولتسهيل أداء التخفي، وتحديداً الشكل الماسي غير التقليدي الذي يحرف موجات الرادار، قدّم مصممو F-117 تضحياتٍ للأداء الديناميكي الهوائي للطائرة.
وافتقرت F-117 إلى السلاسة الديناميكية الهوائية التقليدية، وبدلاً من ذلك، اضطرت إلى الاعتماد على نظام طيران سلكي رباعي التكرار لمجرد البقاء في الجو، لأن الطائرة كانت غير مستقرة للغاية بحيث لا يستطيع الطيار البشري التعامل معها دون مساعدة حاسوبية.
كما لم تكن الطائرة مزودةً بحارق لاحق وزاوية هجوم ضئيلة، ما تطلب من الطيار استخدام مناورة بطيئة ومدروسة في جميع الأوقات، وخاصة أثناء الإقلاع والهبوط.
وما يزيد من المخاطر، أن الطيارين كانوا يحلقون في كثير من الأحيان في ظلام دامس تقريباً، باستخدام الأشعة تحت الحمراء أو شاشات العرض الأمامية، وهو ما زاد من خطر فقدان الاتجاه المكاني وأضاف إلى المتطلبات الفكرية اللازمة للطيران بهذه الطائرة غير المستقرة بطبيعتها.
طائرة SR-71 Blackbird
أنتجت الولايات المتحدة 32 طائرة، من طراز SR-71 Blackbird منذ تقديمها في عام 1966، إذ يبلغ طولها 32.74 متراً، وارتفاعها 5.64 أمتار، وباع الجناحين 16.94 متراً.
وتعمل الطائرة بمحركين توربينيين من طراز Pratt & Whitney J58-P4، بسرعة قصوى 3.3 ماخ، وبينما يتذكر الخبراء طائرة SR-71 لسرعتها المذهلة، غالباً ما يُهمَل تعقيد قيادة الطائرة بسرعة 3.2 ماخ.
ويتطلب النجاح في قيادة طائرة SR-71 إتقاناً في ظروف الطيران الأكثر قسوة. وتطلبت السرعة العالية والارتفاع الشاهق الذي تعمل فيه الطائرة جهدًا كبيرًا من سلاح الطيارين، خاصة إدارة محركها الدقيق.
وتحول محرك التوربينات النفاث J58 في طائرة SR-71 إلى تشغيل شبيه بمحركات نفاثات ramjet عند السرعات العالية.
وإذا لم يُحافظ على توازن دقيق لتدفق الهواء، فقد يتفكك المحرك، ما يؤدي إلى فقدان قوة الدفع، ويتسبب في انحراف الطائرة بشكل عنيف.
وحتى انحراف طفيف وغير مُخطط له بسرعة 3.2 ماخ كان كفيلًا بتسبب مشكلة خطيرة. وتطلب إتقان طائرة SR-71 من الطيار إدارة الحرارة والسرعة والارتفاع والأنظمة المعقدة أثناء الطيران في مهمات طويلة الأمد فوق أراضي العدو في ظل صمت تام للراديو.
طائرة U-2 Dragon Lady
جرى تقديم طائرة U-2 Dragon Lady في عام 1956، وأنتجت الولايات المتحدة نحو 104 طائرة منها، إذ يبلغ طولها 19.2 متراً وارتفاعها 4.88 متر، وباع الجناحين 31.4 متر.
وتعمل بمحرك توربيني مروحي من طراز General Electric F118-101، بسرعة قصوى تبلغ 805+ كيلومتر لكل ساعة.
وتُعتبر طائرة U-2، أصعب طائرة في الجيش الأميركي من حيث التحليق، إذ تعمل الطائرة عادةً على ارتفاع حوالي 70 ألف قدم، بالقرب من حافة الغلاف الجوي للأرض، حيث يكون الهواء رقيقاً للغاية، والفارق بين سرعة الانهيار وسرعة الماخ الحرجة (حيث يمكن أن تتشكل موجات الصدمة على الأجنحة) لا يتجاوز 10 عقد، وهذا يعني أن على الطيار إبقاء الطائرة ضمن نطاق 10 عقد وإلا ستُخاطر بالسقوط من السماء.
ويُمثل هبوط طائرة U-2 مشكلةً أيضاً، نظراً لكفاءة تصميمها في الانزلاق، ما يعني أن على الطيار إيقافها مؤقتاً على بُعد بوصات قليلة من المدرج، وإضافةً إلى ذلك، فإن الرؤية من قمرة قيادة طائرة U-2 محدودة للغاية.
يتمتع الطيارون العسكريون بمهارات فريدة، إذ يشغلون طائراتهم بمزيج من الدقة البدنية والبراعة الفكرية. ومع ذلك، لا تتطلب جميع الطائرات نفس مستوى المهارة في التشغيل، في حين أن بعضها الآخر يصعب التعامل معه بشكل ملحوظ.
ويُنظر إلى عدد قليل من المقاتلات الحربية، على نطاق واسع، على أنها "صعبة القيادة"، بينها خمس طائرات من هذا النوع تشمل Lockheed Martin U-2 Dragon Lady، وSR-71 BlackBird، وF-117 Nighthawk، وT-38 Talon، وBell-Boeing V-22 Osprey.
طائرة F-22 Raptor
مشاهدة المرفق 806650.
تم تقديم طائرة F-22 Raptor في عام 2005، إذ تحتفظ الولايات المتحدة بـ 195 طائرة منها.
ويبلغ طولها 18.90 متراً، وارتفاعها 5.08 أمتار، في حين يبلغ باع الجناح 13.56 متراً، ويمكنها حمل أقصى وزن للإقلاع عند 37875 كيلوجراماً، وتعمل بمحركين من أنواع المحركات التوربينية من طراز Pratt & Whitney F119-PW-100 ذات توجيه دفعي، بسرعة قصوى تبلغ 2.25 ماخ، ومدى 2960 كيلوجراماً.
ويمكن لتلك الطائرة حمل ما يصل إلى 8 صواريخ جو-جو داخلياً من Aim-120 وAIM-109، ومدفع Vulcan عيار 20 مليمتر، إذ تعتبر طائرة F-22، أكثر الطائرات تطوراً من الناحية التكنولوجية في العالم.
طائرة F-22 رابتور تابعة للقوات الجوية الأميركية متمركزة في قاعدة العديد الجوية في قطر. 1 أغسطس 2019
طائرة F-22 رابتور تابعة للقوات الجوية الأميركية متمركزة في قاعدة العديد الجوية في قطر. 1 أغسطس 2019
ومع ذلك، فإنّ الأداء الفائق الذي تتمتع به هذه الطائرة، والذي حظي بتغطية إعلامية واسعة، يجعل من الصعب قيادتها، حيث يتحتم على الطيارين الانتباه جيداً لإدارة الطاقة، وزاوية الهجوم، ومعايير التخفي أثناء الطيران في بيئة قتالية.
وما يزيد من صعوبة قيادة طائرة F-22، أن الأنظمة السرية قد تحد من فرص التدريب، ومع ذلك، يتطلب إتقان إلكترونيات الطيران وأنظمة دمج أجهزة الاستشعار تدريباً مكثفاً.
أُطلقت مروحية CH-53 K King Stallion في عام 2022، وجرى إنتاج 10 طائرات منها حتى الآن، بطول 30.2 متر، وارتفاع 8.6 متر، في حين يبلغ باع الجناح 24.1 متر، وأقصى وزن للإقلاع 39916 كيلوجراماً.
وتعمل الطائرة بـ3 محركات أعمدة توربينية من طراز General Electric T408-GE-400 بسرعة قصوى تبلغ 320 كيلومتراً لكل ساعة، ومدى 850 متراً.
ولا توجد في الطائرة أسلحة هجومية ثابتة، ويمكنها حمل 16330 كيلوجراماً من البضائع الخارجية، إذ تعد CH-53K King Stallion الأحدث، من أثقل وأكثر الطائرات المروحية تعقيداً على الإطلاق.
طائرة مروحية من طراز سيكورسكي CH-53K King Stallion في معرض ILA الجوي في ألمانيا. 25 أبريل 2018
طائرة مروحية من طراز سيكورسكي CH-53K King Stallion في معرض ILA الجوي في ألمانيا. 25 أبريل 2018
ويُكلف الطيارون بإدارة كميات هائلة من الطاقة وعزم الدوران والحجم عند قيادة الطائرة، وما يزيد الأمور تعقيداً، أن CH-53 تُستخدم في مهام عالية الخطورة، بما في ذلك الهبوط على متن السفن، وتحميل البضائع الخارجية الثقيلة بالحبال، والهبوط في ظروف جوية مُتدهورة.
ويجب على الطيارين التعامل مع درجة عالية من رفرفة الشفرات والاهتزاز، بالإضافة إلى مجموعة مُعقدة من أدوات التحكم في الطيران.
ونظراً لميل CH-53 للعمل في ظروف انخفاض الطاقة، أو في الليل، تُصبح CH-53 طائرةً صعبة التشغيل بشكل مُفاجئ.
جرى تقديم طائرة F/A-18 Hornet في عام 1999، وتم إنتاج حوالي 600 طائرة منها، ويصل طولها إلى 18.31 متر، وارتفاعها 4.88 متر، في حين يبلغ باع الجناحين 13.62 متر.
وتعمل الطائرة بمحركين توربينيين من طراز General Electric F414-GE-400، بسرعة قصوى تبلغ 1.6 ماخ، كما تحمل ما يصل إلى 8030 كيلوجراماً من الذخيرة، وذخائر AIM-9 و AIM-120و AGM-88 وخزانات وقود خارجية ومدفع M61A2 Vulcan عيار 20 مليمتراً.
ولا تُدرج طائرة F/A-18 Hornet في القائمة لخصائص طيرانها فحسب، بل لطريقة تشغيلها، إذ تعمل هذه الطائرة، التي تعتبر العمود الفقري للبحرية الأميركية، من حاملات الطائرات، ما يفرض ظروفاً صعبة على الطيار.
طائرة إف-18 سوبر هورنت تابعة للبحرية الأميركية تهبط على سطح حاملة الطائرات يو إس إس نيميتز قبالة سواحل بوسان في كوريا الجنوبية. 27 مارس 2023
طائرة إف-18 سوبر هورنت تابعة للبحرية الأميركية تهبط على سطح حاملة الطائرات يو إس إس نيميتز قبالة سواحل بوسان في كوريا الجنوبية. 27 مارس 2023
وبينما تستفيد F/A-18 من نظام طيران سلكي متطور، تتميز الطائرة بهيكل أثقل وسرعة اقتراب عالية، ما يُعقد عمليات حاملات الطائرات، وتفتقر F/A-18 إلى قوة دفع الطائرات الأقوى مثل F-15 أوF-22، ما يعني أنها لا تستطيع التسارع بسهولة، وهو ما يجعل إدارة الطاقة أمراً بالغ الأهمية.
وبالإضافة إلى ذلك، تُشكّل طبيعة F/A-18 متعددة المهام مجموعة من التحديات الخاصة بها، حيث يُكلّف الطيارون بالتنقل بين ملفات تعريف مهام مختلفة، بما في ذلك جو-جو، وجو-أرض، والتزود بالوقود جواً، والعمليات الليلية، ومهام الهجوم منخفضة المستوى.
وفي حين أن الطائرة نفسها ليست صعبة الطيران بشكل خاص، إلا أن قيادتها من حاملات الطائرات في بيئة متعددة المهام تتطلب اهتماماً ومهارة كبيرين.
جرى تقديم E-2 Hawkeye في عام 1964، ويوجد منها نحو 300 طائرة من جميع الإصدارات، ويبلغ طولها 17.52 متر، وارتفاعها 5.56 متر، في حين يبلغ باع الجناحين 24.56 متر، ووزنها الأقصى للإقلاع 26083 كيلوجراماً.
وتعمل الطائرة بمحركين توربينيين من طراز Allison T56-A-427A، بسرعة قصوى تصل إلى 648+كيلوجرام/ساعة، ومدى 2400 كيلوجرام، ولا تحمل الطائرة أي أسلحة هجومية، ولكنها تتجهز برادار APS-145 أو AN/APY-9، ومعدات المراقبة الإلكترونية.
وعند تشغيلها في ظروف حاملة الطائرات المحفوفة بالمخاطر، تعاني طائرة E-2 من ضعف الرؤية الخلفية بسبب قبة الرادار وقوة محركها المحدودة مقارنةً بوزنها، ما يزيد من حساسيتها أثناء عمليات الإطلاق من حاملة الطائرات والهبوط المتقطع.
طائرة "نورثروب جرومان إي-2 هوك آي" التابعة للبحرية الأميركية للهبوط على مدرج حاملة الطائرات يو إس إس جورج واشنطن خلال جولة على متن السفينة في بحر الصين الجنوبي. 7 نوفمبر 2013
طائرة "نورثروب جرومان إي-2 هوك آي" التابعة للبحرية الأميركية للهبوط على مدرج حاملة الطائرات يو إس إس جورج واشنطن خلال جولة على متن السفينة في بحر الصين الجنوبي. 7 نوفمبر 2013
ويجب على طيار E-2 دائماً مراعاة استجابة دواسة الوقود البطيئة، والتسارع البطيء، ومتطلبات الهبوط على سطح حاملة طائرات مائل مع رؤية محدودة خارج قمرة القيادة.
وتتميز طائرة E-2 أيضاً بمركز ثقل مرتفع وتصميم ديناميكي هوائي فريد، ما يجعلها عرضة لعدم استقرار الانحراف، خاصةً في حالات الدفع غير المتماثل أو في حالات الهبوط المتقطع على حاملة الطائرات.
ونتيجة لذلك، تُعد طائرة E-2 واحدة من أكثر الطائرات تحدياً للطيران في أسطول الولايات المتحدة الجوي.
جرى تقديم طائرة Av-8B Harrier II في عام 1985، وأنتج منها نحو 340 طائرة، ويبلغ طولها 14.12 متر، وارتفاعها 3.55 متر، في حين يبلغ باع جناحيها 9.25 متر، وأقصى وزن للإقلاع نحو 14061 كيلوجراماً.
وتعمل الطائرة بمحرك توربيني من طراز Rolls-Royce F402-RR-408 (Pegasus)، بسرعة قصوى تبلغ 0.9 ماخ، ومدى 1930 كيلوجراماً.
وتحمل الطائرة ما يصل إلى 4200 كيلوجرام من الذخائر على ستة أبراج تحت الجناح وبرج مركزي واحد، بالإضافة إلى تسليحها بمدفع GAU-12/U عيار 25 مليليمتر.
جندي من البحرية الأميركية يمر بجانب مقاتلات ماكدونيل دوجلاس AV-8B هاريير 2 على متن سفينة الهجوم البرمائية من فئة واسب التابعة للبحرية الأميركية في ليتوانيا. 22 أغسطس 2022
جندي من البحرية الأميركية يمر بجانب مقاتلات ماكدونيل دوجلاس AV-8B هاريير 2 على متن سفينة الهجوم البرمائية من فئة واسب التابعة للبحرية الأميركية في ليتوانيا. 22 أغسطس 2022
وتعتبر AV-8B Harrier II أول طائرة أميركية عاملة مزودة بقدرات إقلاع وهبوط عمودي/قصير، وقد أجبرت طائرة Harrier الطيارين على إتقان الانتقال بين التحليق والطيران التقليدي، وهو توازن دقيق بين إدارة زوايا الفوهة، والدفع، والاستقرار بدقة متناهية.
وبخلاف طائرة V-22 Osprey، التي تم أتمتة بعض مراحل الانتقال بين التحليق والطيران، تعتمد طائرة Harrier كلياً على التوجيه المباشر من الطيار.
وتعتبر الطائرة غير مستقرة بطبيعتها أثناء التحليق. وحتى أخطاء التوجيه الطفيفة على هذا الارتفاع المنخفض قد تؤدي إلى مأساة، ونتيجة لذلك، تُعد طائرة Harrier ذات الدفع الموجه واحدة من أكثر الطائرات النفاثة عرضة للحوادث في تاريخ الجيش الأميركي.
جرى تقديم طائرة V-22 Osprey في عام 2006، وتمتلك الولايات المتحدة نحو 464 طائرة منها، إذ يبلغ طولها 17.47 متر، وارتفاعها 5.46 متر، في حين يبلغ باع جناحيها 25.78 متر.
وتعمل بمحركين من طراز Rolls-Royce AE1107C، بسرعة قصوى تبلغ 351 ميلاً في الساعة، ومدى 500 ميل بحري، كما تشتهر طائرة V-22 بخطورتها وصعوبة قيادتها. ويجمع دوارها المائل الفريد بين الرفع الرأسي للطائرة المروحية وسرعة ومدى طائرة ثابتة الجناح.
ورغم ابتكار قدرات V-22 الهجينة، إلا أنها تجعلها طائرة متطلبة وخطيرة في الطيران. ويجب على الطيارين إتقان نظامي طيران مختلفين تمامًا: دوار الجناح وثابت الجناح، والانتقال بينهما بسلاسة.
طائرة V-22 Osprey الأميركية أثناء التدريب على الانتشار كقوة تناوب مشاة البحرية في في معسكر بندلتون بولاية كاليفورنيا. 6 ديسمبر 2024
طائرة V-22 Osprey الأميركية أثناء التدريب على الانتشار كقوة تناوب مشاة البحرية في في معسكر بندلتون بولاية كاليفورنيا. 6 ديسمبر 2024
وجرى تزويد طائرة V-22 بنظام تحكم سلكي ثلاثي التكرار، ومع ذلك، فإن أي خطأ أثناء الانتقال بين أوضاع الطيران قد يكون كارثياً.
ويرتبط ارتفاع معدل حوادث طائرة V-22 بتعقيدات ديناميكية هوائية، مثل حالة الحلقة الدوامية أو الرفع غير المتماثل أثناء تحويل أوضاع الطيران.
كما أن الطائرة تنتج تياراً هوائياً هابطاً قوياً للدوار، وتعاني من ضعف الرؤية في وضع التحليق، فضلاً عن كونها حساسة جداً لهبوب الرياح.
ويجب على طياري V-22، مراعاة جميع العوامل المذكورة عند تشغيل الطائرة، مع مراعاة أنها لا تحتوي على مقعد قذف.
جرى تقديم طائرة T-38 Talon في عام 1961، وتمتلك الولايات المتحدة 1187 طائرة منها، إذ يبلغ طولها 14 متراً، وارتفاعها 3.8 متر، وباع الجناحين 7.6 أمتار.
وتعمل بمحركين توربينيين من طراز General Electric J85-GE-5 مع حارقات لاحقة، بسرعة قصوى تبلغ 1.08ماخ.
وقد يكون من المتوقع أن تُستخدم لتدريب الطيارين المبتدئين على قيادة طائرات أكبر سهلة القيادة، وهي طائرة نفاثة صغيرة وغير مكلفة، ولكن طائرة T-38، وهي طائرة التدريب النفاثة الأساسية للقوات الجوية الأميركية لأجيال متتالية، تتحدى هذه التوقعات.
طائرة تدريب من طراز T-38 Talon تابعة للقوات الجوية الأميركية بعد اصطدامها جواً بمقاتلة من طراز F-16 Falcon فوق قاعدة إدواردز الجوية في كاليفورنيا بصورة غير مؤرخة.
طائرة تدريب من طراز T-38 Talon تابعة للقوات الجوية الأميركية بعد اصطدامها جواً بمقاتلة من طراز F-16 Falcon فوق قاعدة إدواردز الجوية في كاليفورنيا بصورة غير مؤرخة.
ويعود تاريخ تصميم T-38 إلى ستينيات القرن الماضي، وقد صُممت دون أي ثغرات أمنية شائعة في الطائرات الحديثة.
وتتميز T-38 بخفة وزنها وسرعتها وسرعة استجابتها، بل وقد تكون مفرطة في الاستجابة، خاصةً للطيارين عديمي الخبرة، ويُخشى من طائرة T-38 لافتقارها إلى خاصية الرجوع اليدوي، ما يعني أنه في حال تعطل الأنظمة الهيدروليكية واشتعال كلا المحركين، تصبح الطائرة خارجة عن السيطرة.
كما تُعرف المحركات بإنتاجها قوة دفع منخفضة نسبياً على الارتفاعات المنخفضة، ما يتطلب من الطيارين إدارة طاقتهم ونطاق الانزلاق بعناية أثناء الهبوط.
وتتفاقم المشكلة بسبب أجنحة الطائرة المثلثة، التي توفر مقاومة منخفضة ورفعاً محدوداً عند السرعات المنخفضة، ما يزيد من خطر الانهيار أثناء الاقتراب أو المنعطفات الحادة.
وحتى الأخطاء الصغيرة قد تكون كارثية عند قيادة T-38، وخاصة عند الهبوط، حيث تتطلب معدات الهبوط الضيقة وسرعات الاقتراب العالية اهتماماً دقيقاً من الطيارين المبتدئين.
أنتجت الولايات المتحدة 64 طائرة من طراز F-117 Nighthawk، منذ الإعلان عنها في عام 1983، إذ يبلغ طولها 20.09 متر، وارتفاعها 3.78 أمتار، وباع الجناحين 13.21 متر، كما أنها تعمل بمحركين توربينيين من طراز General Electric F404-F1D2، بسرعة قصوى تبلغ 0.92 ماخ.
ويمكنها حمل ما يصل إلى 5 آلاف رطل من الأسلحة الداخلية GBU-10/12/27، وJDAMs، وBLU-109، والقنبلة النووية B61. وفي حين كانت طائرة F-117 أول طائرة شبحية عاملة في العالم، إلا أن هذا المستوى من الابتكار جاء مصحوباً ببعض العيوب.
ولتسهيل أداء التخفي، وتحديداً الشكل الماسي غير التقليدي الذي يحرف موجات الرادار، قدّم مصممو F-117 تضحياتٍ للأداء الديناميكي الهوائي للطائرة.
طائرة F-117 نايت هوك ستيلث التابعة للقوات الجوية الأميركية خلال إقلاعها من قاعدة "أفيانو" الجوية. 28 مارس 1999
طائرة F-117 نايت هوك ستيلث التابعة للقوات الجوية الأميركية خلال إقلاعها من قاعدة "أفيانو" الجوية. 28 مارس 1999
وافتقرت F-117 إلى السلاسة الديناميكية الهوائية التقليدية، وبدلاً من ذلك، اضطرت إلى الاعتماد على نظام طيران سلكي رباعي التكرار لمجرد البقاء في الجو، لأن الطائرة كانت غير مستقرة للغاية بحيث لا يستطيع الطيار البشري التعامل معها دون مساعدة حاسوبية.
كما لم تكن الطائرة مزودةً بحارق لاحق وزاوية هجوم ضئيلة، ما تطلب من الطيار استخدام مناورة بطيئة ومدروسة في جميع الأوقات، وخاصة أثناء الإقلاع والهبوط.
وما يزيد من المخاطر، أن الطيارين كانوا يحلقون في كثير من الأحيان في ظلام دامس تقريباً، باستخدام الأشعة تحت الحمراء أو شاشات العرض الأمامية، وهو ما زاد من خطر فقدان الاتجاه المكاني وأضاف إلى المتطلبات الفكرية اللازمة للطيران بهذه الطائرة غير المستقرة بطبيعتها.
أنتجت الولايات المتحدة 32 طائرة، من طراز SR-71 Blackbird منذ تقديمها في عام 1966، إذ يبلغ طولها 32.74 متراً، وارتفاعها 5.64 أمتار، وباع الجناحين 16.94 متراً.
وتعمل الطائرة بمحركين توربينيين من طراز Pratt & Whitney J58-P4، بسرعة قصوى 3.3 ماخ، وبينما يتذكر الخبراء طائرة SR-71 لسرعتها المذهلة، غالباً ما يُهمَل تعقيد قيادة الطائرة بسرعة 3.2 ماخ.
ويتطلب النجاح في قيادة طائرة SR-71 إتقاناً في ظروف الطيران الأكثر قسوة. وتطلبت السرعة العالية والارتفاع الشاهق الذي تعمل فيه الطائرة جهدًا كبيرًا من سلاح الطيارين، خاصة إدارة محركها الدقيق.
طائرة لوكهيد إس آر-71 بلاك بيرد في متحف أودفار-هازي سميثسونيان الوطني للطيران والفضاء في فرجينيا. 28 أغسطس 2015
طائرة لوكهيد إس آر-71 بلاك بيرد في متحف أودفار-هازي سميثسونيان الوطني للطيران والفضاء في فرجينيا. 28 أغسطس 2015
وتحول محرك التوربينات النفاث J58 في طائرة SR-71 إلى تشغيل شبيه بمحركات نفاثات ramjet عند السرعات العالية.
وإذا لم يُحافظ على توازن دقيق لتدفق الهواء، فقد يتفكك المحرك، ما يؤدي إلى فقدان قوة الدفع، ويتسبب في انحراف الطائرة بشكل عنيف.
وحتى انحراف طفيف وغير مُخطط له بسرعة 3.2 ماخ كان كفيلًا بتسبب مشكلة خطيرة. وتطلب إتقان طائرة SR-71 من الطيار إدارة الحرارة والسرعة والارتفاع والأنظمة المعقدة أثناء الطيران في مهمات طويلة الأمد فوق أراضي العدو في ظل صمت تام للراديو.
جرى تقديم طائرة U-2 Dragon Lady في عام 1956، وأنتجت الولايات المتحدة نحو 104 طائرة منها، إذ يبلغ طولها 19.2 متراً وارتفاعها 4.88 متر، وباع الجناحين 31.4 متر.
وتعمل بمحرك توربيني مروحي من طراز General Electric F118-101، بسرعة قصوى تبلغ 805+ كيلومتر لكل ساعة.
طائرة يو-2 دراجون ليدي تابعة للقوات الجوية الأميركية من الجناح الجوي 380 تهبط في مكان غير معلوم. 13 مارس 2017
طائرة يو-2 دراجون ليدي تابعة للقوات الجوية الأميركية من الجناح الجوي 380 تهبط في مكان غير معلوم. 13 مارس 2017
وتُعتبر طائرة U-2، أصعب طائرة في الجيش الأميركي من حيث التحليق، إذ تعمل الطائرة عادةً على ارتفاع حوالي 70 ألف قدم، بالقرب من حافة الغلاف الجوي للأرض، حيث يكون الهواء رقيقاً للغاية، والفارق بين سرعة الانهيار وسرعة الماخ الحرجة (حيث يمكن أن تتشكل موجات الصدمة على الأجنحة) لا يتجاوز 10 عقد، وهذا يعني أن على الطيار إبقاء الطائرة ضمن نطاق 10 عقد وإلا ستُخاطر بالسقوط من السماء.
ويُمثل هبوط طائرة U-2 مشكلةً أيضاً، نظراً لكفاءة تصميمها في الانزلاق، ما يعني أن على الطيار إيقافها مؤقتاً على بُعد بوصات قليلة من المدرج، وإضافةً إلى ذلك، فإن الرؤية من قمرة قيادة طائرة U-2 محدودة للغاية.