تبحث عمن يتبنى فكرتها وتتمنى احتضان جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية مشروعها
تغيير العالم يبدأ من السعودية.. قصة "الخلية الكهروهيدروجينية" التي ابتكرتها شابة سعودية
ياسر نجدي
مكة المكرمة
4 7 3,558
في عالم ترتفع فيه أسعار الطاقة، وتزداد فيه ندرة الموارد الطبيعية، ومع تقلبات المناخ والبيئة، وازدياد حدة ظاهرة الاحتباس الحراري، واتساع ثقب الأوزون، وارتفاع وتيرة المنافسة التجارية والاقتصادية، يزداد قلق الإنسان بشأن جودة الحياة والصحة والأمان، وتغدو الاستدامة ضرورة لا بديل عنها لمواكبة هذه التطورات والأحداث.
"أؤمن بأنه لنغير العالم لابد أن نكون نحن بداية التغيير والاتجاه نحو مصادر الطاقة المتجددة والآمنة والنظيفة".. بهذه الكلمات بدأت الشابة السعودية "أصايل جريبي" حديثها إلى "سبق" مبينة الدافع وراء ابتكارها "الخلية الكهروهيدروجينية".
فكرة البحث
"تصميم خلية أصيلة من نوعها أسميتها (الخلية الكهروهيدروجينية) لإنتاج وقود المستقبل (الهيدروجين) والكهرباء ذاتياً بدون الحاجة للنفط ومشتقاته" هي باختصار فكرة البحث الذي شاركت به الشابة السعودية في أولمبياد إبداع لعام 2017م.
"جريبي" هي طالبة في السنة التحضيرية في كلية "طب الأسنان"، جامعة جازان، ولكنها شديدة الشغف بالكيمياء، وبكل ما يتعلق بالطاقة المتجددة والنظيفة، حيث تقول: "من شغفي بهذا العلم وتوجهي للمشاركة في أولمبياد إبداع مسار البحث العلمي كانت مجالاتي في الكيمياء والطاقة، وبحثي الأخير (دراسة تصميم الخلية الكهروهيدروجينية لإنتاج وقود المستقبل والكهرباء ذاتياً عند دمج خلية الوقود الهيدروجيني مع خلية التحليل الكهربائي بعد رفع كفائتهما)، والذي كانت تشاركني فيه أختي رغد، لكن اشترط (إبداع) بأن يكون العمل فردي فشاركت به وحدي".
وتعرف بنت صبيا جيداً أهمية الطاقة المتجددة، وأنها طاقة المستقبل في ظل الاتجاه العالمي الحثيث نحوها، وتطمح للرقي بوطنها، وتحقيق إنجاز غير مسبوق يحقق رؤية المملكة 2030، وفي ظل حاجة مشروع "نيوم" إلى الطاقة النظيفة غير المكلفة، فهي تأمل عند اعتماد تصميم هذه الخلية التحول الى الوقود الأمن والنظيف، والتكلفة الاقتصادية الأقل، ورؤية عالم تقل فيه النفايات بحسب تعبيرها.
أسرة علمية
تنتمي "جريبي" لأسرة راسخة في العلم تتكون من 5 بنات وصبي، فوالدها "خالد جريبي" يعمل معلم ثانوي تخصص إسلامي، أما والدتها "ليلي شويهي" فتعمل معلمة كيمياء في المدرسة الثانوية، وهي من زرعت حب الكيمياء داخلها، وبمنزلة قدوتها الحسنة التي فتحت لها الطريق للإبداع والتفوق وفقاً لما قالت.
وتتشبع سيرة الشابة الذاتية بالكثير من الإنجازات والتكريمات فبجانب مشاركتها الأخيرة في أولمبياد إبداع 2017، فقد حصلت كذلك على الميداليات (البرونزية والفضية والذهبية) في أولمبيياد إبداع 2014، والميدالية الذهبية في أولمبياد إبداع 2016، كما حصدت المركز الأول في جائزة الأداء المتميز فئة الطالب (إدارة صبيا)، بالإضافة إلى اختيارها الطالبة المتفوقة على مستوى إدارة صبيا، ورشحت للمشاركة في جائزة مكتب التربية العربي لدول الخليج للتفوق الدراسي لطلبة التعليم العام.
وإلى جانب شغفها بالكيمياء، وتفوقها الدراسي، فهي تجيد فن التصوير الفوتوغرافي، والمونتاج، علاوة على تميزها في التدريب، وتنفيذ ورش العمل، كما أنها متطوعة في فريق رؤيانا التطوعي التابع لجمعية رواد العمل التطوعي.
أمنية
وتبحث حالياً الباحثة الواعدة عمن يتبنى فكرتها، ويدعم طموحها، وشغفها بمجالي الكيمياء والطاقة إذ تقول: "يفصلني عن تحقيق حلمي وتطبيق تصميمي على أرض الواقع دعم علمي ومركز بحوث يتبنى تصميم الخلية".
وتضيف: "أثق تمام الثقة أن أبناء وطني العلماء المبدعين سيحتضنون دراستي، وسيأخذون بيدي للوصول إلى ما رسمته في مخيلتي من أهداف وطموحات، وأولها الرقي بوطني".
واختتمت مخترعة المستقبل حديثها بأمنية.. إذ تقول: "لدي أمنية أن تحتضن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية مشروعي؛ لما لهذه الجامعة من دور فعال ودعم جبار لمثل تلك البحوث"