تعرّف إلى: أسرار ومواصفات الطائرة التي أسقطها سلاح الجو التركي
أورينت نت - خاص | راني جابر
أسقطت طائرات تابعة لسلاح الجو التركي منذ أيام، طائرة تابعة لنظام الأسد، بعد تجاوزها خط الحدود بين سوريا وتركيا ليتناثر حطامها داخل الجانب السوري من الحدود .
بعد الإسقاط كثرت التصريحات عن ماهية الطائرة، فتركيا أعلنت أنها طائرة مروحية في حين أعلن نظام الأسد أنها طائرة استطلاع (صغيرة)* مسيرة عن بعد ولم يصدر أي طرف توصيف دقيق لنوع الطائرة التي اسقطت.
حطام متناثر
لا يوجد الكثير من صور الحطام التي يمكن الحصول منها على تحديد دقيق لنوع الطائر التي اسقطت، لكن ما نشر من صور للحطام تظهر قطعاً صغيرة جداً متناثرة ومختلفة تماماً عن الحطام المعتاد لطائرات الأسد المروحية من الأنواع المختلفة، وتظهر بعض الصور ما يبدو أنه المحرك للطائرة المسيرة التي اسقطت اضافة لقطع الجناح والقاعدة.
طائرة بدون طيار!
باستبعاد فرضية المروحية (بحكم أن حجم وطبيعة الحطام يقول غير ذلك) نعود لفكرة أن الطائرة هي طائرة من دون طيار، وهذا ما تؤكده المروحة الصغيرة ثنائية الأنصال المطابقة لمراوح الطائرات المسيرة التي يمتلكها النظام من عدة أنواع، والظاهرة في احدى الصور المنشورة للحطام (على الرغم من تكسرها).
حيث يظهر في إحدى الصور شكل ما يبدو أنه محرك الطائرة الصغير نسبياً مقارنة بمحرك الحوامة وجزء من الهيكل مع جزء من الجناح اضافة لأجزاء مختلفة من جسم الطائرة تظهر منها بعض ملامح الطائرة.
طائرة نادرة!
شكل بعض أجزاء الحطام المضلعة (توحي للوهلة الأولى) أن الطائرة من سلسلة طائرات (مهاجر) المنتشرة بكثرة في سوريا والتي تتمتع بمقطع جسم مضلع بشكل مربع تقريباً. لكن هناك نقطة محورية وأساسية تجزم بأن هذه الطائرة ليست من نوع مهاجر بل هي نوع أخر مختلف تماما, فشكل محرك الطائرة يبدو غريباً ومختلفاً مقارنة بمحركات الطائرات المسيرة التي اسقطت للنظام خلال السنوات الماضية من نوع مهاجر. ففي تلك الطائرات كانت تبدو للعيان الأسطوانات الأربعة للمحرك الذي يدير المروحة التي تدفع الطائرة والعوادم.
لكن في هذه الطائرة يختلف شكل المحرك جذرياً فلا تظهر للعيان مباشرة بعد المروحة الأسطوانات الأربعة، بل تظهر حلقة دائرية مكونة من مجموعة كبيرة من الشفرات (محاطة بغلاف معدني دائري). فشكل هذا المحرك مختلف تماماً عن شكل محرك أي طائرة مسيرة استخدمت سابقاً في سوريا. وهذا ما يؤكد أن هذه الطائرة ليست من الأنواع المعروف امتلاكها سابقاً من قبل النظام مثل طائرة مهاجر وغيرها.
عامل آخر يدعم هذه الأمر هو شكل جناح الطائرة الذي يبدو في صورة أخرى بينما يحمله أحد عناصر الجيش الحر، فهو مختلف تماماً عن أي جناح لكل الطائرات المعروف وجودها سابقاً في سوريا، وتظهر عليه نوعية مميزة من جنيحات التحكم بكونها بعيدة عن طرف الجناح مسافة كبيرة نسبياً، إضافة لشكل طرف الجناح المميز وحجمه البالغ بحدود مترين، كذلك تظهر صورة أخرى وجود ما يشبه الجناح الصغير بقرب المحرك والذي لا يوجد في طائرات مهاجر.
القوس المعدني الذي يظهر في الصورة المذكورة أيضاً والذي يعتبر بمثابة حامل لعجلات تلك الطائرة يضيف تأكيدا للفكرة السابقة.
المروحة ثنائية الأنصال تنفي كون هذه الطائرة هي طائرة شاهد 129 التي تمتلك أيضاً جنيحات صغيرة بقرب الذيل ومروحة ثلاثية الأنصال.
شاهد 123:
جملة الأجزاء في الصور تقودنا للجزم بأن (شاهد 123) هو نوع الطائرة التي اسقطتها المقاتلات التركية، وهي عبارة عن طائرة إيرانية مسيرة بدون طيار، تعتبر نادرة الظهور في سوريا بل تكاد تكون شبه معدومة الظهور، بسبب استخدام الجيل الأحدث منها لدى النظام وإيران المعروف (شاهد 129).
تعتبر طائرة شاهد 123 أكبر مدى بكثير من طائرات مهاجر* فمداها يصل إلى حوالي 750 كيلومتر وهي تصل إلى ارتفاع أعلى، فهي تستطيع الطيران حتى 7500 متر. كذلك تتحدث المصادر الايرانية عن سرعة تصل حتى 700 كيلومتر في الساعة*.
كما العادة في الطائرات الإيرانية تحمل هذه الطائرة مجموعة من التجهيزات البصرية التي تسمح لها بالتصوير وإجراء المراقبة البصرية فقط.
تعتبر (شاهد 123) من أوائل الطائرات من دون طيار التي تنتجها HESA * ومن هي كذلك من أقل الطائرات إنتاجاً، فهي تعتبر مجرد خطوة تلاها ظهور أكبر طائرة مسيرة لدى إيران والنظام المسماة شاهد129 (مشاهدة بكثرة في سوريا).
ما خطورة هذه الطائرة؟
لا تنبع خطورة هذه الطائرة من مداها وارتفاع طيرانها الكبيرين، لكن المشكلة الأساسية في هذه الطائرة هي أنها على الأغلب ليست تابعة بشكل مباشر لقوات الأسد، بل قد تكون تابعة للقوات الإيرانية الموجودة في سوريا (ما يبرر الرد الحازم من قبل تركيا).
كانت هذه الطائرة على ما يبدو في مهمة جمع معلومات وصور، أو استفزاز للقوات التركية لمعرفة مدى الاستجابة التي قد تبديها تركيا على هكذا استفزاز.
ما مدى خطورة الطائرات المسيرة الإيرانية على تركيا
لا تشكل هذه الطائرات مشكلة حقيقية لتركيا بسبب تخلفها التقني، ففي حالة استخدامها في دورها الأساسي من تصوير واستطلاع جوي يستطيع الجيش التركي اسقاطها مباشرة حتى قبل وصولها للحدود وطيرانها فوق الاراضي التركية.
كما أن هذه الطائرات وعلى الرغم من ادعاء إيران أنها تمكنت من تسليح قسم من طائراتها المسيرة سواء بصواريخ جو-جو أو جو-أرض لكنها لا تزال فعلياً بعيدة عن ذلك، وينحصر دور الطائرات المسيرة لدى إيران في الاستطلاع*.
طائرات مسيرة انتحارية
تنبع الخطورة الأساسية من قدرة بعض الطائرات المسيرة(الانتحارية) على حمل قنابل أو حمولة من المتفجرات يصل وزنها لعدة كيلوغرامات وقد تستهدف بها إيران أو قوات النظام مراكز المدن التركية القريبة من الحدود، أو حتى البعيدة حتى عدة مئات من الكيلومترات من الحدود مع سوريا.
الطائرات الإيرانية المسيرة لا يمكن بمكان وصفها بأنها طائرات متطورة، فهي لا تمتلك من صفات الطائرات العسكرية المسيرة سوى الاسم. فالمستوى التقني لإيران لا يسمح لها بتصنيع طائرات مسيرة متطورة بما يكفي لتشكل تهديداً حقيقياً على أي دولة تمتلك منظومة دفاع جوي حتى لو كانت متخلفة طالما أنها قادرة على الوصول لارتفاع طيران هذه الطائرات، والسبب الوحيد لقدرة هذه الطائرات على الاستمرار في العمل في سوريا هو عدم وجود دفاع جوي فاعل، فلم يستغرق الأمر سوى أقل من عشر دقائق لتدمر الطائرة التي اخترقت المجال الجوي التركي.
الهوامش:
* تعتبر هذه الطائرة ثاني طائرة مسيرة في الحجم لدى جيش النظام ولا يوجد سوى طائرة واحدة أكبر منها وهي شاهد 129 التي تعتبر تطويراً لها
*مدى طائرات مهاجر لا يتعدى 150 كم لمعظم النسخ
*السرعة مبالغ فيها جداٌ بحكم طبيعة تصميم الطائرة ومحركها HESA بالفارسية (هسا الشركة الصناعية الايرانية لصناعة الطائرات)
*لم يثبت حتى الآن استخدام أي أسلحة موجهة من طائرات مسيرة إيرانية في سوريا
أورينت نت - خاص | راني جابر
أسقطت طائرات تابعة لسلاح الجو التركي منذ أيام، طائرة تابعة لنظام الأسد، بعد تجاوزها خط الحدود بين سوريا وتركيا ليتناثر حطامها داخل الجانب السوري من الحدود .
بعد الإسقاط كثرت التصريحات عن ماهية الطائرة، فتركيا أعلنت أنها طائرة مروحية في حين أعلن نظام الأسد أنها طائرة استطلاع (صغيرة)* مسيرة عن بعد ولم يصدر أي طرف توصيف دقيق لنوع الطائرة التي اسقطت.
حطام متناثر
لا يوجد الكثير من صور الحطام التي يمكن الحصول منها على تحديد دقيق لنوع الطائر التي اسقطت، لكن ما نشر من صور للحطام تظهر قطعاً صغيرة جداً متناثرة ومختلفة تماماً عن الحطام المعتاد لطائرات الأسد المروحية من الأنواع المختلفة، وتظهر بعض الصور ما يبدو أنه المحرك للطائرة المسيرة التي اسقطت اضافة لقطع الجناح والقاعدة.
طائرة بدون طيار!
باستبعاد فرضية المروحية (بحكم أن حجم وطبيعة الحطام يقول غير ذلك) نعود لفكرة أن الطائرة هي طائرة من دون طيار، وهذا ما تؤكده المروحة الصغيرة ثنائية الأنصال المطابقة لمراوح الطائرات المسيرة التي يمتلكها النظام من عدة أنواع، والظاهرة في احدى الصور المنشورة للحطام (على الرغم من تكسرها).
حيث يظهر في إحدى الصور شكل ما يبدو أنه محرك الطائرة الصغير نسبياً مقارنة بمحرك الحوامة وجزء من الهيكل مع جزء من الجناح اضافة لأجزاء مختلفة من جسم الطائرة تظهر منها بعض ملامح الطائرة.
طائرة نادرة!
شكل بعض أجزاء الحطام المضلعة (توحي للوهلة الأولى) أن الطائرة من سلسلة طائرات (مهاجر) المنتشرة بكثرة في سوريا والتي تتمتع بمقطع جسم مضلع بشكل مربع تقريباً. لكن هناك نقطة محورية وأساسية تجزم بأن هذه الطائرة ليست من نوع مهاجر بل هي نوع أخر مختلف تماما, فشكل محرك الطائرة يبدو غريباً ومختلفاً مقارنة بمحركات الطائرات المسيرة التي اسقطت للنظام خلال السنوات الماضية من نوع مهاجر. ففي تلك الطائرات كانت تبدو للعيان الأسطوانات الأربعة للمحرك الذي يدير المروحة التي تدفع الطائرة والعوادم.
لكن في هذه الطائرة يختلف شكل المحرك جذرياً فلا تظهر للعيان مباشرة بعد المروحة الأسطوانات الأربعة، بل تظهر حلقة دائرية مكونة من مجموعة كبيرة من الشفرات (محاطة بغلاف معدني دائري). فشكل هذا المحرك مختلف تماماً عن شكل محرك أي طائرة مسيرة استخدمت سابقاً في سوريا. وهذا ما يؤكد أن هذه الطائرة ليست من الأنواع المعروف امتلاكها سابقاً من قبل النظام مثل طائرة مهاجر وغيرها.
عامل آخر يدعم هذه الأمر هو شكل جناح الطائرة الذي يبدو في صورة أخرى بينما يحمله أحد عناصر الجيش الحر، فهو مختلف تماماً عن أي جناح لكل الطائرات المعروف وجودها سابقاً في سوريا، وتظهر عليه نوعية مميزة من جنيحات التحكم بكونها بعيدة عن طرف الجناح مسافة كبيرة نسبياً، إضافة لشكل طرف الجناح المميز وحجمه البالغ بحدود مترين، كذلك تظهر صورة أخرى وجود ما يشبه الجناح الصغير بقرب المحرك والذي لا يوجد في طائرات مهاجر.
القوس المعدني الذي يظهر في الصورة المذكورة أيضاً والذي يعتبر بمثابة حامل لعجلات تلك الطائرة يضيف تأكيدا للفكرة السابقة.
المروحة ثنائية الأنصال تنفي كون هذه الطائرة هي طائرة شاهد 129 التي تمتلك أيضاً جنيحات صغيرة بقرب الذيل ومروحة ثلاثية الأنصال.
شاهد 123:
جملة الأجزاء في الصور تقودنا للجزم بأن (شاهد 123) هو نوع الطائرة التي اسقطتها المقاتلات التركية، وهي عبارة عن طائرة إيرانية مسيرة بدون طيار، تعتبر نادرة الظهور في سوريا بل تكاد تكون شبه معدومة الظهور، بسبب استخدام الجيل الأحدث منها لدى النظام وإيران المعروف (شاهد 129).
تعتبر طائرة شاهد 123 أكبر مدى بكثير من طائرات مهاجر* فمداها يصل إلى حوالي 750 كيلومتر وهي تصل إلى ارتفاع أعلى، فهي تستطيع الطيران حتى 7500 متر. كذلك تتحدث المصادر الايرانية عن سرعة تصل حتى 700 كيلومتر في الساعة*.
كما العادة في الطائرات الإيرانية تحمل هذه الطائرة مجموعة من التجهيزات البصرية التي تسمح لها بالتصوير وإجراء المراقبة البصرية فقط.
تعتبر (شاهد 123) من أوائل الطائرات من دون طيار التي تنتجها HESA * ومن هي كذلك من أقل الطائرات إنتاجاً، فهي تعتبر مجرد خطوة تلاها ظهور أكبر طائرة مسيرة لدى إيران والنظام المسماة شاهد129 (مشاهدة بكثرة في سوريا).
ما خطورة هذه الطائرة؟
لا تنبع خطورة هذه الطائرة من مداها وارتفاع طيرانها الكبيرين، لكن المشكلة الأساسية في هذه الطائرة هي أنها على الأغلب ليست تابعة بشكل مباشر لقوات الأسد، بل قد تكون تابعة للقوات الإيرانية الموجودة في سوريا (ما يبرر الرد الحازم من قبل تركيا).
كانت هذه الطائرة على ما يبدو في مهمة جمع معلومات وصور، أو استفزاز للقوات التركية لمعرفة مدى الاستجابة التي قد تبديها تركيا على هكذا استفزاز.
ما مدى خطورة الطائرات المسيرة الإيرانية على تركيا
لا تشكل هذه الطائرات مشكلة حقيقية لتركيا بسبب تخلفها التقني، ففي حالة استخدامها في دورها الأساسي من تصوير واستطلاع جوي يستطيع الجيش التركي اسقاطها مباشرة حتى قبل وصولها للحدود وطيرانها فوق الاراضي التركية.
كما أن هذه الطائرات وعلى الرغم من ادعاء إيران أنها تمكنت من تسليح قسم من طائراتها المسيرة سواء بصواريخ جو-جو أو جو-أرض لكنها لا تزال فعلياً بعيدة عن ذلك، وينحصر دور الطائرات المسيرة لدى إيران في الاستطلاع*.
طائرات مسيرة انتحارية
تنبع الخطورة الأساسية من قدرة بعض الطائرات المسيرة(الانتحارية) على حمل قنابل أو حمولة من المتفجرات يصل وزنها لعدة كيلوغرامات وقد تستهدف بها إيران أو قوات النظام مراكز المدن التركية القريبة من الحدود، أو حتى البعيدة حتى عدة مئات من الكيلومترات من الحدود مع سوريا.
الطائرات الإيرانية المسيرة لا يمكن بمكان وصفها بأنها طائرات متطورة، فهي لا تمتلك من صفات الطائرات العسكرية المسيرة سوى الاسم. فالمستوى التقني لإيران لا يسمح لها بتصنيع طائرات مسيرة متطورة بما يكفي لتشكل تهديداً حقيقياً على أي دولة تمتلك منظومة دفاع جوي حتى لو كانت متخلفة طالما أنها قادرة على الوصول لارتفاع طيران هذه الطائرات، والسبب الوحيد لقدرة هذه الطائرات على الاستمرار في العمل في سوريا هو عدم وجود دفاع جوي فاعل، فلم يستغرق الأمر سوى أقل من عشر دقائق لتدمر الطائرة التي اخترقت المجال الجوي التركي.
الهوامش:
* تعتبر هذه الطائرة ثاني طائرة مسيرة في الحجم لدى جيش النظام ولا يوجد سوى طائرة واحدة أكبر منها وهي شاهد 129 التي تعتبر تطويراً لها
*مدى طائرات مهاجر لا يتعدى 150 كم لمعظم النسخ
*السرعة مبالغ فيها جداٌ بحكم طبيعة تصميم الطائرة ومحركها HESA بالفارسية (هسا الشركة الصناعية الايرانية لصناعة الطائرات)
*لم يثبت حتى الآن استخدام أي أسلحة موجهة من طائرات مسيرة إيرانية في سوريا