لايشترط أن الدعم كان لرغبة المملكة في الحصول على النووي فقط،
قد يكون الدعم رغبة في الحصول على دعم عسكري تقليدي،
فهذا مكسب كبير لوحده،
والدوافع اﻷخرى اﻹسلامية تجاه باكستان موجودة منذ عهد الملك فيصل قبل النووي بسنين طويلة،
أما السلاح النووي وتسليمه جاهزا للمملكة فهذا أمر خطير جدا من ناحية القانون الدولي،
سيجعل العالم كله في مواجهة باكستان والسعودية،
والدولتين ماهي ناقصة أعداء أخي الفاضل،
قد يكون هناك مظلة نووية لنا من باكستان..
أي إن تم ضرب المملكة نوويا فستقوم باكستان بتوجيه ضربة نووية على من ضرب المملكة،
أما رؤوس جاهزة وتسليمها للمملكة هذا كلام لايقوله إلا الحالمون،
الرؤوس النووية ليست شيئا سهلا كما يتصوره البعض
حتى الجاهز منها عبئه كبير
كيف نرجوا دعماً عسكرياً تقليدياً ، وهو في النهاية خاضع لسلطة البرلمان؟! ؛ وأنت أول من أشار إلى هذا الخضوع ، وكيف ترجو ضربة نووية لإيران من باكستان ، وهي العاجزة ، حتى الآن ، أن ترسل لك بضعة جنود وسفن وطائرات ، هذا مع الفارق بين أن الغرب كله موافق على حرب اليمن ، وإن مات من باكستان من أحد فهم في حدود عدة مئات ، وبين أن يموت ملايين هنا ، أو هناك!! .
التعاون الباكستاني مع السعودية كان قديماً ، ولكن ذلك التعاون القديم كان له مبرر سياسي وعسكري بالدرجة الأولى ، ولم يكن مبنياً على العاطفة ، فجزء كبير منه كان بالأساس ضد الطموحات الإيرانية في الخليج العربي ، والمصرية أيضاً في ذلك الوقت ، هذا بالنسبة للسعودية ، وبالنسبة لباكستان ، فهنالك الهند ، وتم الاستعانة بجنود باكستانيين (غير نظاميين في معظمهم) في بعض دول الخليج ، ولكنه لم يكن بدون مقابل ؛ وهذا مايجعلني أتساءل منذ البداية عن حقيقة ذلك الدعم للمشروع النووي الباكستاني.
السياسية السعودية الباكستانية ، لم تكن تارخياً على رتم واحد ، ولن تبقى كذلك ، وهي سياسية قائمة أساساً على المنفعة بالدرجة الأولى ، وهذا لا ينفي أو يمنع ان يكون قلب باكستان (شعباً وحكومة) معنا ، واسطوانة الحرمين والسنة ...إلخ ، ولكني أجزم أن ما يسمى بالمظالات النووية - والذي تشير إليه - هي أشبه ما تكون نكتة سمجة جداً يضحك علينا الغرب بها ، ولا ترقى للواقع بصلة ، حتى أمريكا عندما وضعت الدروع الصاروخية في أوروبا (الحليف القريب لها) لم تكن تقصد أن تحميها بقدر أن تكون هي الدرع والحصن الأول لها بالأساس ، هي مصلحة تكسب فيها أمريكا أولاً مقابل أن تكون أراضيهم مصدات أولية ، ومع هذا لم يقنع الحلفاء إلا أظفارهم لحك جلودهم.
مايجعلني أطيل معك ، أنك من أكثر الأعضاء هنا عقلانية ، وأجزم أنك تعرف هذا الكلام كله ، بدون حتى محاولة شرحه لك ، ولكن دعني استوقفك عند تكرار المسؤولين السعوديين بأنهم سيمتلكون النووي "حال" أمتلاك إيران له.
هل تعتقد أنهم يهولون ، أم يكذبون؟!.
إن كان العالم تعود على السعودية بأن أفعالها لا تتمم أقوالها ؛ فما جدوى الكلام؟!.
وإن كان العالم يدرك حقيقة وجدية كلامهم ؛ فكيف سيحقق السعوديون هذا "الحال"؟!.
الكلمة هي "حال" ، والسعودية لم تعودنا على الكذب والتسويف ، بل إن الإعلام العالمي يجتهد للبحث عن تصريح هنا وهناك لكي يكمل خبر ، أو يتمم تحليل ما عن السياسة السعودية.
لا أعتقد أن هذا "الحال" بعد عشر سنوات من التجارب والبحوث ، ولا أعتقد أن السعودية سوف تدعم أحد بلا مقابل ، مهما علا شأنه ، أو قرب فضله ، كما أجزم أن السعودية لن تبقى رهينة حدث أو سياسة مستقبلية باكستانية تحد من حقها.
أنا أعتقد أن ما ملكته جنوب أفريقيا بجهدها وشراكتها ، هو بالضبط ما تملكه السعودية الآن بجهدها ومالها ، وليس لأحد منة.
ويبقى السؤال ، كيف ستستطيع السعودية أخفاء مابحوزتها.
وتصبح على خير.