الدبابـــــــات المصريــــــــة فــــــي مواجهـــــــة متفجـــــرات الطريـــــق المرتجلــــــة
بشكل مستمر ومتواصل ، يحرص المصممين على تحسين قابليات وقدرات مقذوفات الطاقة الحركية KE والطاقة الكيميائية CE ، وبالتالي قدراتها على ثقب دروع الدبابات والعربات القتالية الأخرى وإلحاق الضرر الشديد بها . دروع الدبابات مصممة لحماية الطاقم والمكونات الداخلية من تهديدات ساحة المعركة المتقدمة التي تهاجم من اتجاهات محددة specific directions . الدبابات ونتيجة متطلباتها المتعددة ، تكون عادة مصفحة بشدة في منطقة المقدمة ، وأقل تصفيحاً من الجوانب ، ومصفحة بشكل مخفض عند المؤخرة ومناطق السقف والقاع . ولكون قابليات التهديد threat capabilities تتحسن وتتقدم بشكل مستمر وكذلك الأمر بالنسبة للسيناريوهات التكتيكية المعادية ، فإنه يمكن الافتراض أن نيران الأسلحة المباشرة المضادة للدبابات يمكن أن تكون قادرة على هزيمة ودحر دروع هذه الأهداف تقريباً من أغلب أجزائها .. تهديدات النار المباشرة Direct-fire threats ستضرب العربة على الأرجح من المقدمة أو من أحد الجانبين . قمة العربة ستكون في الغالب هدفاً للتهديدات غير المباشرة أو الجوية وبعض التهديدات الموجهة . قاع العربة ، خصوصا الثلث الأمامي منها ، سيخضع لتهديدات الألغام ومتفجرات الطريق ، ومثال على ذلك المقذوفات المشكلة انفجارياً وكذلك الشحنات المشكلة . الجزء الأقل احتمالاً للهجوم والتعرض من العربة سيكون بلا شك مقطع المؤخرة .
الصورة للأعلى تعرض دبابة من نوع M60 تابعة للقوات المسلحة المصرية وقد تعرضت لهجوم بشحنة متفجرات أرضية مرتجلة . الهجوم تسبب بتحطيم عجلات الطريق ومنظومة التعليق والجنازير بالإضافة لأضرار كبيرة بالجانب الأيمن من الدبابة . الدراسات العلمية الحديثة تتحدث عن الأضرار والتأثيرات الموضعية Local Effects التي تسببها هكذا هجمات والنتائج المرتقبة أسفل العربات القتالية . في البداية تتشكل موجات اهتزاز صدمية shock waves ناتجة عن شحنة التفجير المتفجرة . تضرب موجة الاهتزاز هذه الصفيحة السفلية للعربة خلال فترة زمنية مقدرة بنحو 0.5 ميلي ثانية (جزء من ألف جزء من الثانية) لتنعكس بعد ذلك مسببة ضغط بالغ الذروة وكبير جداً يؤدي إلى تعجيل موضعي على الصفيحة السفلية bottom plate للهدف المدرع . وخلال نحو 5 ميلي ثانية بعد الانفجار ، يحدث تقوس وانحناء للصفيحة السفلية في كلتا النطاقات المرنة elastic واللدنة plastic (في الفيزياء وعلم المعادن اللدونة هي خاصية تشويه توجد في كثير من المواد ، فعند تعرض هذه إلى ضغوط وتغيرات خارجية فإنها لا تعود إلى حالتها الطبيعية عند زوال المؤثر الخارجي ، وعلى العكس من ذلك تماماً مفهوم المرونة) وذلك بالاعتماد على عوامل الشكل والسمك والمادة المعدنية والتدعيم الإضافي additional stiffeners . أحياناً أخرى يتجاوز تشويه الصفيحة السفلية النطاق أو الحد المرن ، مما يتسبب في حدوث مظاهر تمزق وتصدعات هيكلية . تتسبب موجة الاهتزاز أيضاً في توليد صدمة ميكانيكية mechanical shock في المادة الإنشائية العربة ، حيث تتحرك الموجة بسرعة عالية نسبياً يمكن أن تبلغ 5000 م/ث خلال تراكيب الهيكل الكامل ، وتسبب اهتزازات وتذبذبات عنيفة في جميع أجزاء العربة المصابة . واعتماداً على شروط الحد ، فإن انحناء الصفيحة السفلية قد يسبب تشوهات deformations في الجدران الجانبية للعربة . كما أن جميع الأجزاء والقطع المصعدة على أو مباشرة فوق الصفيحة السفلية ، مثل قضبان الالتواء الخاصة بأنظمة التعليق torsion bars ، يمكن أن تضرب وتُعجل (تقذف) في اتجاه السقف الأعلى للهيكل .
الدراسات الحديثة تناولت أيضاً تأثير حالة التحميل العمودي على ركاب وشاغلي العربة ، فتحليل حوادث إصابات الألغام الأرضية ومتفجرات الطريق المرتجلة بدا ضرورياً لفهم تأثيرات انفجار هذه الأسلحة أسفل الدبابات والعربات المدرعة على الجسم الإنساني human body . فبسبب قوة التعجيل acceleration force ، تتحرك السيقان إلى الأعلى مع احتمالية وخطر الاصطدام بأجزاء أخرى داخلية من العربة . ويمكن لحركة الساق أن يكون لها تأثير خاص على الفقرات القطنية وأعضاء الجسم الأخرى . منطقة الحوض pelvis في جسم الراكب يمكن أن يحمل من خلال مقعد العربة . فبالنسبة للمقاعد المثبتة على أرضية هيكل العربة ، الحوض سيكون محمل سريعاً للأعلى خلال حوالي 10 ميلي ثانية بعد الانفجار ، ويعتمد مستوى الشدة والخطورة على مرحلة البلوغ اللاحقة (15 إلى 30 ميلي ثانية) والتي تكون أقل حدة . التعجيل العمودي vertical acceleration وحركة الحوض ستتسبب في قوة ضغط مفرطة على الفقرات القطنية ، التي يمكن أن تؤدي بالنتيجة إلى إلحاق الإصابات خطيرة بالراكبين .