العالـم المغربي (بو تاجنكوت) يساهم في اكتشاف أول تلقيح ضد مرض الزهايمر

إنضم
29 ديسمبر 2007
المشاركات
1,053
التفاعل
18 0 0
العالـم المغربي (بو تاجنكوت) يساهم في اكتشاف أول تلقيح ضد مرض الزهايمر

ساهم الدكتور علال بو تاجنكوت مع ثلاثة باحثين أمريكيين ب ''مركز لانكون للدراسات الطبية'' التابع ل ''جامعة نيويورك'' الشهيرة في اكتشاف أول تلقيح لمرض الزهايمر الفتاك.

وقد تحدث الدكتور علال بو تاجنكوت - 42 سنة أستاذ مساعد باحث بمركز لانكون للدراسات الطبية شعبة طب الأمراض العقلية - عن أبحاثه العلمية عن مرض الزهايمر خلال ''المؤتمر الدولي لمرض الزهايمر ''2008 ICAD الذي نظمته ''جمعية ألزهايمر '' بمدينة شيكاكو الأمريكية '' أواخر يوليوز الماضي.


و تعتبر هذه النتيجة العلمية الاولى من نوعها على المستوى العالمي حيث استطاع الباحثون بجامعة نيويورك تأكيد ما يسمى '' نظرية بروتين ''أميلويد ''Beta amyloid '' المسبب لمرض الزهايمر، حيث وجدوا أن جينات معينة ترتبط مباشرة بالطفرة المسببة في ظهور و ارتفاع و تراكم هذا البروتين في الدماغ، مما ساهم في اكتشاف أول تلقيح لمرض الزهايمر الفتاك بعد بحوث و دراسات عالمية معمقة.
و قد تناولت وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية الخبر العلمي، في غياب أي دور لوسائل الإعلام المغربية و العربية، حيث تهافتت لاستجواب الدكتور بو تاجنكوتتجدر الاشارة الى أن ''التحالف المغربي الأمريكي (MAC)… سيكرم الدكتور ''علال بو تاجنكوت '' خلال مؤتمره الثالث المنعقد بضواحي دنفر بولاية كولورادو من 22 الى 23 غشت 2008 بوسام شرفي، ومن المقرر أن يلقي كلمة عبر الفيديو من بلجيكا حيث استدعي لجولة أوروبية.
 
وهذا الحوار ارجرته معه مجلة التجديد المغربية
حوار مع الدكتور علال بوتاجنكوت العالم المغربي الأصل الذي اكتشف إلى جانب علماء أمريكيين لقاحا لداء ألزهايمر الفتاك
/ حاوره طارق بنهدا -التجديد
شكل اكتشاف أول لقاح لداء ''الزهايمر'' الفتاك من قبل المغربي الأصل والبلجيكي الجنسية ''علال بوتاجنكوت'' برفقة باحثين أمريكيين بـ ''مركز لانكون للدراسات الطبية'' التابع لـ ''جامعة نيويورك'' الشهيرة، حدثا علميا عالميا تناولته وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية في غياب أي دور لوسائل الإعلام المغربية و العربية.
في هذا الحوار الذي تنفرد به ''التجديد''، يطلعنا بوتاجنكوت على مساره الشخصي والعلمي الذي أدى به إلى هذا الاكتشاف العالمي، و يخبرنا فيه عن أحوال الباحثين والأطر العليا المغربية المقيمة بالخارج.




بداية، نرحب بك من بلدك في هذا الحوار؟

بسم الله الرحمان الرحيم

أولا، أتوجه بالشكر الكبير لكل العاملين بجريدة ''التجديد'' التي أتاحت لي الفرصة للتعبير والإفصاح عن هذا الحدث المتمثل في اكتشاف أول لقاح لداء ألزهايمر الموجه ضد المتلازمة المرضية ''طو'' كواحد من بين الأربعة المشكلين للفريق المكتشف لهذا العلاج.

حدثنا في البداية عن مسارك العلمي؟

أنا من مواليد 1965بآيت واحي نواحي الخميسات. تابعت الدراسة الثانوية و الجامعية بالمغرب، وكان هدفي حينها أن أتابع دراستي في الدكتوراه بالخارج، الشيء الذي تعذر حينها بسبب ظروف العائلة المحدودة جدا. لكن بفضل الله تعالى أولا وبمساعدة الوزير السابق د.محمد حدو الشيكر والذي لن أنسى جميله؛ حيث قدم لي العون لإكمال الدراسة بالخارج.

بعدها، كنت أول مغربي بمدينة ''سانت نيكلاس'' البلجيكية يحصل على دكتوراه الدولة بكلية الطب ببروكسيل. وقد أجريت بحثي حينذاك بالكلية ومستشفى ''إيرازم'' حول مرض الزهايمر بالإضافة إلى البحث المرافق حول مرض ''باركينسون'' المعروف. وقد أنهيت حينها البحثين معا بنجاح كبير وفي نفس اليوم.

كانت هذه إذن أول تجربة خارج الوطن

نعم، وبعد أسبوع من هذا النجاح، جاءتني دعوة عمل من مركز ''لانكون للدراسات الطبية'' مصلحة طب الأمراض العقلية والعصبية بنيويورك، حيث خضت هذه المغامرة تاركا ورائي زوجتي ليلى و ابنتي ياسمين ببلجيكا، إذ أقوم بزيارتهما مرة كل ثلاثة أشهر.

بعد أن قضيت سنتين بهذا المركز الطبي، عُينت أستاذا مساعدا بكلية الطب بنيويورك، وكان هذا التعيين حدثا هاما باعتبار المدة الزمنية القصيرة التي تم فيها تعييني بهذا المستشفى الجامعي بمركز لينكون للدراسات الطبية، خصوصا أنه يتمتع بسمعة و شهرة عالمية.

وماذا عن مرض الزهايمر الفتاك؟

باختصار، مرض ألزهايمر هو مرض ''انحلالي-عصبي'' الذي يتميز بنوعين من التمزق على على مستوى الصفائح الهرمية، و انحلالات'' ليف-عصبية'' َّمْىفٌٌىْقىنُِّْمَ.وتبدأ أعراض هذا المرض في شكل اضطرابات على مستوى الذاكرة التي تتناقص مع مرور الزمن. ويصاب المرضى على إثرها باضطرابات في النطق والإدراك وكذا السلوكات الحركية.

وتنصب أبحاثي في فهم ميكانيزمات المسالك المرضية والعلاجية للمسببين الرئيسيين لداء الزهايمر وهما:

- الصفائح الهرمية أوالشيخوخية، والتي هي عبارة عن رواسب خارج الخلايا لـ''الأميلويد بيتا'' المكون من بوليببتيد ذي 39 إلى 43 حمضا أمينيا، حيث يعتبر الأميلويد بيتا 42 أخطرها. وأيضا الانحلالات الليف-عصبية..

و يعاني المريض بهذا الداء من توسع على مستوى البطين الجانبي وثقب في الشقوق الإحائية مع انخفاض في وزن الدماغ.

وهل هناك أدوية علاجية من قبل لهذا الداء؟

قبل اكتشافي، لا يوجد هناك أي دواء للقضاء على مرض ألزهايمر، لحد الآن هناك فقط 5 أدوية تهدف إلى التبطيء من تطور المرض لكن في مرحلته الأولى فقط.

لكن المشكل الحقيقي هو عدم وجود تشخيص وقائي للمرض؛ خصوصا وأن غالبية المرضى يأتون إلى الطبيب في مرحلة متأخرة، مما يجعل تلك الأدوية غير مجدية.

وكيف توصلت إلى هذا الاكتشاف؟

بدأ اكتشافي الأول عندما حلّلت التعبير الجيني لما يسمى بـ''طو'' وكذا بروتين ''طو'' المتواجد بعدة مناطق بالمخ في الحالة الموجبة والسلبية للمرض. ثم قمت بتحديد نموذجين جينيين لمرض ألزهايمر، حيث تقوم إحدى المراكز العلمية الصيدلية ببباريس باستعمالهما في أبحاثها.

وقد قدمت هاته الأعمال في المؤتمر العالمي لمرض ألزهايمر بالسويد عام .2002و بعد فترة السنتين التي قضيتها بنيويورك، حاولنا حل المشكل الذي نتج عن اللقاح الأول لألزهايمر الذي يستهدف ''الأميلويد بيتا''، والذي توقف بسبب تأثيراته الجانبية المتمثلة في ''المينانجيت الرأسي'' الملاحَظ عند 6% من المصابين.أما اكتشافي، فقد طور فريقنا لقاحا جديدا والمتمثل في ''بيبتيد متفرع عن الأميلويد بيتا ,''42 والذي يستهدف ''الأميلويد بيتا الخارج خلوي''، وذلك باختزال معدل الأميلويد بيتا بنسبة 46% على مستوى المخ و بدون تأثيرات جانبية.وكنت قد قدمت هذا العمل في المؤتمر الدولي لمرض ألزهايمر المنعقد بمدريد عام .2006

وماذا عن المؤتمر العالمي الأخير بشيكاغو يوليوز 2008؟

قمت في المؤتمر العالمي الأخير لمرض الزهايمر المنعقد بشيكاغو 2008 بتقديم لقاح ضد هذا المرض، وهو اللقاح الأول في العالم الذي تم تطويره ضد المتلازمة المرضية ''طو'' المسببة لداء الزهايمر، من قبل فريق العلاج المناعاتي الذي أنتمي إليه، وقد نشر هذا البحث الأولي بجريدة ''نوروسيانس'' الأمريكية في 15 غشت .2007



كيف سيتم التعامل مع هذا العلاج بعد اكتشافه؟


حتى يصبح هذا اللقاح صالحا لعلاج داء ألزهايمر بصفة حقيقية، وجب أولا إجراء عدة تجارب أخرى على نماذج جينية أخرى، حيث يمكن الحصول على نفس النتائج. المشكل هنا هو عدم وجود نموذج جيني مثالي للمرض ''طو'' المسبب لأزهايمر.


ولحل هذا الإشكال، قمت بتحمل كامل المسؤولية في تطوير هذا النموذج الجيني المثالي، فطورتُ بنجاح نموذجا جينيا مزدوجا جديدا مثاليا للمرض المتلازم ''طو''، هذا النموذج المزدوج يعبر عن جينيتين للإنسان؛ المتدخلتين في داء ألزهايمر وهما : ''طو'' و بيرينيلين''.



هل كانت هذه الفكرة نتيجة مجهود شخصي أم ثمة مسهمين؟


أبدا، لم يساعدني أحد في هذا الاكتشاف ''للنموذج الجيني المزدوج''، بل كانت فكرتي الشخصية، حتى إن مسؤول المصلحة لم يتقبل المساهمة معي في هذا البحث.


وفي النهاية استطعت أن أبرهن بطريقة مقنعة بأن النموذج الجديد يعمل بشكل فعال ومثالي في المرض الملازم ''طو'' لداء ألزهايمر، كما أن لقاحنا الجديد ضد الانحلال ''الليف-عصبي'' يعمل بطريقة مدهشة على مستوى النموذج الجيني المثالي الجديد الذي اكتشفته.


وهذين الاكتشافين الكبيرين قدمتهما في المؤتمر الدولي لمرض ألزهايمر بشيكاغو المنعقد ما بين 26 و 32 يوليوز 2008 حيث لقي نجاحا مبهرا.



وهل سيتم اعتماد هذا اللقاح في العلاجات السريرية؟


ليس بعد، يجب أن نخضع أولا هذا اللقاح الذي اكتشفته رفقة فريق البحث بنيويورك لعدة تجارب وتحليلات للتأكد من خلوه من أية تأثيرات جانبية، وفي حالة ما إذا نجحت هذه التحليلات في السنوات المقبلة؛ فسيتم اعتماده في التحليلات والعلاجات السريرية.



كيف تعاملت وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية مع الحدث؟


كما تعرفون، توجد بالولايات المتحدة الأمريكية العديد من الأقسام بالمستشفيات الجامعية وكليات الطب، والتي تعمل على نشر كل الاكتشافات والاختراعات الحديثة لوسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية. وصراحة، فقد قامت جميع الجرائد الطبية والعلمية الأمريكية بنشر خبر هذا العلاج الجديد، كما تمت تغطيته على شاشات التلفاز الأمريكية.



وهل تم الاتصال بك من قبل وسائل الإعلام العربية والمغربية لتغطية هذا الاكتشاف؟


أبدا، لم تتصل بي أية جريدة مغربية أوعربية (باستثناء ''التجديد'')، فسبحان الله لو كنت عداء ربما قد فعلوا ذلك...!!



هل قمت بإرسال الخبر لبعض وسائل الإعلام المغربية أو العربية؟


للأسف، هذا دور الصحفي الذي يجب أن يتابع ويبحث عن الخبر والحدث. هناك غياب كامل للصحافة المغربية والعربية في كل المؤتمرات العالمية أوالأوروبية التي حضرتها. بالإضافة إلى أني راسلت بعض الجرائد المغربية قصد إخبارهم بالجديد منذ أكتوبر 2007 لكن دائما من دون جواب.


لقد تفاجأت بالصحافة البلجيكية التي أذاعت الحدث في عدة صحف، حيث أبانت عن افتخارها بي، وأنا أيضا أعترف بذلك لأني أحمل الجنسية البلجيكية. فأنا لا أحب أن أكون نجما، لكن بالرغم من ذلك فعلى دولتنا المغربية أن تعلم أن هناك أطرا وعقولا مغربية تمثلها بالخارج. فإلى متى ستبقى هذه الأطر مهمشة.



كيف تقبلتم نبأ تكريمكم من قبل ''التجمع المغربي الأمريكي'' من خلال مؤتمره الثالث بـضواحي ''دنفر'' بكولورادو الأمريكية مؤخرا؟


لقد خاب أملي في عدم حضور المؤتمر الثالث للتحالف المغربي الأمريكي بـ''دنفر'' لكوني كنت جد منشغل حينها في أوربا بعدة لقاءات. لكنني جد ممتن للتحالف المغربي الأمريكي الذي منحني هذا التتويج والتكريم الذي أخبرت به يوم 19 غشت .2008 و بالمناسبة، فقد أنتجت فيلما تم عرضه في نفس المؤتمر.



كيف تقيّمون إسهام العرب والمسلمين (من ضمنهم المغاربة) في مراكز البحث الاستشفائية والجامعية بالخارج؟


أنا جد فخور بأن أخبركم أن مراكز الأبحاث في أوربا والولايات المتحدة الأمريكية تحتضن الكثير من الدكاترة والباحثين المتميزين من العرب والمسلمين، والذين يشغلون مناصب عليا في هذه البلدان الغربية، حيث نسهم جميعا في تنمية هاته البلدان.


وأنا جد متشرف بتمثيل زملائي وإخوني الدكاترة المغاربة المقيمين بالولايات المتحدة، كما أشيد بمواهبهم وقدراتهم التي تستحق كل التقدير والتكريم. المشكل الكبير هو ضعف التواصل مع الدولة الأصلية.


ولا تفوتني الفرصة لأهنئ كل الأطر المغربية المقيمة بالخارج على مجهودها وتضحياتها، حيث يمثلون السفراء الحقيقيين لبلدنا المغرب.



هل تفكر في الاستمرار في أبحاثك العلمية مستقبلا؟


طبعا، سأستمر في أبحاثي الطبية وسأنشئ المصلحة الخاصة بي إن تيسر ذلك. وأخبركم بأني في صدد تطوير لقاحات أخرى والتي سأطلعكم عليها قريبا.



كلمة أخيرة.


أود أن أتوجه في البداية بالشكر لجريدة ''التجديد'' التي فتحت لي الباب لأبين لقرائنا المغاربة والعرب الأعزاء أن هناك عددا معتبرا من الأطر المؤهلة و الموهوبة من العرب والمسلمين بأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، لكن تنقصهم التفاتة واهتمام من قبل دولهم، وأنا جد متأكد بأنهم لن يتأخروا في الإسهام في تنمية بلدانهم الأم.


أخيرا، أتوجه بالشكر لكل من دعمني طيلة هذا المشوار، وإلى كل من والدي الذي أهديه هذا العمل، ووالدتي وزوجتي وابنتي الذين دعموني وشجعوني طيلة مهمتي بأمريكا. كما أشكر إخواني وأخواتي، وأيضا الدكتور محمد حدو الشيكر الذي أفتخر به، والذي بدون عون الله ثم مساعدته لم أكن لأصل إلى هذه المرحلة. والسلام عليكم ورحمة الله.

حاوره: طارق بنهدا

 
عودة
أعلى