(سميراميس) المعروفة بجمالها وقوتها وحكمتها، وقدرتها الفائقة في ادارة الدولة وقيادة الحروب والتوسع بالفتوحات. تقول الاساطير، انها هي التي شيدت (حدائق بابل المعلقة)، وغزت ارض الفراعنة وشطرا كبيرا من آسيا حتى الحبشة، حاربت الميديين واخيرا وصلت اعتاب الهند، القتال الذي كاد يؤدي بحياتها. ويبدو ان اسم (سميراميس) تحريف اغريقي لاسم (سمورامات)
لقد اختلف المؤرخون حول حقيقة سميراميس فالبعض يؤكد وجودها في حضارات آشور وبابل والبعض يرى بأن تلك الملكة أسطورة خرافية غير موجود بالأصل.
مولد (سميراميس أو الحمامة): تروي الاسطورة ان سيولا عارمة تدفقت بقوة من منابع نهر الفرات ففاض النهر وأحدث طوفانا فتدفقت الامواج وترامت الاسماك على الشواطئ، ولم يبق من الاسماك سوى سمكتان كبيرتان سبحتا الى وسط النهر وبدأتا دفع بيضة كبيرة طافية على السطح الى ضفة الفرات، واذا بحمامة بيضاء كبيرة تهبط من السماء وتحتضن البيضة بعيدا عن مجرى النهر. احتضنت الحمامة (البيضة) حتى فقست، وخرجت من داخل البيضة طفلة رائعة الجمال من حولها أسراب من الحمائم ترف بعضها عليها بأجنحتها لترد عنها حر النهار وبرد الليل. بدأت الحمائم تبحث عن غذاء للطفلة، فاهتدت إلى مكان يضع فيه الرعاة ما يصنعون من الحليب والأجبان فكانت الحمائم تأخذ منها بمناقيرها ما استطاعت ان تحمل، لتقدمه للطفلة طعاما. ارسل الرعيان يوما راعيا منهم لمعرفة اين تحط الحمائم فعرف المكان ثم دلهم عليه، وعندما وصلوا إلى المكان اكتشفوا صبية ذات حسن وجمال رائع، فأخذوها إلى خيامهم، ثم اتفقوا على أن يبيعوها في سوق (نينوى) العظيم. وفي الصبيحة التالية حملوا الفتاة بعد ان اطلقوا عليها اسم (سميراميس) اي (الحمامة) إلى سوق نينوى. وكان ذلك اليوم يوما يحتفل فيه القوم بما يسمى بـ (يوم الزواج) الذي يقام كل عام، حيث يجتمع في السوق الكبيرة الشباب والشابات قادمين من جميع انحاء البلاد، لينتقي كل شاب عروساً له، أو ينتقي صبية يحملها إلى داره فيربيها إلى أن تبلغ سن الزواج فيتزوجها أو يقدمها عروساً لأحد ابنائه.كانت ساحة (سوق نينوى) مشحونة بالكهول والشباب. جلس الرعاة عارضين الصبية في المقدمة فشاهدهم (سيما) رئيس اسطبلات خيول الملك، وكان عقيماً لا ولد له فراعه جمال (سميراميس) وقرر تبنيها. اشتراها (سيما) ثم عاد بها إلى منزله. ما أن رأت زوجته الصبية حتى فرحت بها فرحاً جارفا وتولت العناية بها كابنتها. وعندما بلغت سن الرشد غدت ذات حسن وجمال وأنوثة لم تبلغه امرأة من قبل ومن بعد! في يوم كان (اونس) مستشار الملك، يتفقد الجمهور المحتشد بأمر من الملك فصعقت عيناه بجمال (سميراميس الحمامة) وكانت قد بلغت سن الزواج، فأخذها الى نينوى وتزوجها.
كانت (سميراميس) تقدم لزوجها النصح والمشورة في الامور الخطيرة فأصبح ناجحا في كل مساعيه. خلال ذلك كان ملك نينوى ينضم حملة عسكرية ضد الجارة (باكتريا)، فأعد جيشا ضخما لهذا الغرض لانه كان يدرك صعوبة الاستيلاء عليها. بعد الهجوم الاول استطاع ان يسيطر على البلد عدا العاصمة (باكترا) التي صمدت. شعر الملك بالحاجة للاستعانة بـ (اونس) بيد ان (اونس) ما كان يهوى مفارقة زوجته الحبيبة (سميراميس) فسألها ان كانت ترغب مرافقته فوافقت. تابعت (سميراميس) ما يجري خلال المعارك دارسة بعناية سيرها فقدمت اقتراحات فيما يدار في الحصار. فحيث ان القتال كان يدور في السهل وان كل من المدافعين والمهاجمين لم يعيروا للقلعة اهمية، اشارت (سميراميس) ارسال مجموعة من الجنود المدربين على القتال الى الجبال، الى المرتفع الشاهق الذي كان يحمي الموقع. ففعلوا ذلك ملتفين حول العدو المدافع فاصبح الاعداء محاصرين و لا خيار لهم غير الاستسلام. اثر هذا الانتصار غدى الملك (نينوس) غاويا ومعجبا بشجاعة وذكاء (سميراميس) في التوصل الى الانتصار الحاسم في المعركة. راح الملك (نينوس) يتفرس ويتمعن في وجهها الساحر وجمالها الأخاذ، فادرك استسلام قلبه لهذا السحر القاتل فلم يستطع مقاومة هذه المرأة التي اخذت بمجامع قلبه فطلب يدها كزوجة وملكة. فعرض الطلب على (اونس) ، الا ان (اونس) رفض هذا الطلب الملكي فهدده الملك بقلع عينيه وتحت هذا الخوف واليأس وافق مرغما على التنازل عن (سميراميس) للملك، غير ان (اونس) تجرع السم فمات كمدا. أنجبت (سميراميس) من الملك طفلا اسمياه (نيناس) واثر موت الملك اعتلت (سميراميس)ملكة على عرش نينوى عاصمة آشور. تقول الاسطورة ان (سميراميس) حكمت آشور 42 عاما، الا انها كانت قد شاركت الحكم مع زوجها الملك بحكمتها لسنوات خمس ثم تابعت الحكم بمفردها اثر موت زوجها.
تؤكد الدراسة أن سميراميس كانت سورية من أصل آرامي، إذ كان الآراميون يشكلون الغالبية العظمى من سكان سورية القديمة في الألف الأول قبل الميلاد. ونظراً الى نجاحها في إدارة شؤون الدولة الآشورية وتنفيذ مشاريع عمرانية مختلفة، ذاعت شهرتها في معظم أرجاء العالم القديم، وحاول كل شعب الادعاء أنها تنتمي إليه. فالبابليون قالوا إنها بابلية، والإيرانيون قالوا إنها إيرانية، والأرمن نسبوها إليهم…
المؤلف جيوفاني بيتيناتو وهو المتخصص في تاريخ الشرق القديم، حاول إعطاء صورة واضحة عن البيئة التي نشأت فيها سميراميس، فقدم عرضاً مفصلاً عن تركيبة الإمبراطورية الآشورية الحديثة السياسية والاقتصادية والعسكرية والإدارية. ويبرز بيتيناتو محاولة سميراميس في المجال الديني إدخال عبادة الإله البابلي نابو إلى بلاد آشور، وتشييد بعض المعابد له، في محاولة منها لإيجاد تقارب روحي بين الآشوريين والبابليين، وذلك يضمن استمرار حياة بلاد آشور على المدى الطويل، ويؤكد قوة شعوب بلاد ما بين النهرين. في هذا السياق، يلفت بيتيناتو إلى أن هذا الأمر يبرهن أن سميراميس موجهة ذكية وبعيدة النظر للدولة، وأنها أعظم ملكة في الممالك الشرقية كافة، إن لم يكن في العصور كلها. وقد أدرك البابليون الأهمية الحقيقية لسميراميس، التي لم تكن قوية في الحرب كالرجل فحسب، بل أيضاً كانت سياسية بارعة، لذلك احتفظوا بذكراها في عقولهم. وهكذا انتشرت أسطورة سميراميس.
يضيف الباحث أنها لم تسمّ نفسها «ملكة بلاد آشور»، اللقب الذي قد يصدم رعاياها، بل استخدمت لقب زوجة الملك ثم أم الملك.
يذكر بيتيناتو أن تأثير سمورامات لم يتوقف مع انتهاء مدة حكمها، بل استمرت في التدخل بشؤون الدولة حتى بعد أن أصبح ابنها ملكاً. ولأنها هي من عيّن مجالس الكبار في الإمبراطورية، وحكام المقاطعات، فإن سياستها استمرت في التأثير لمدة طويلة، وبقي ظلها على الإبن حتى وفاتها عام 785ق.م.
لقد اختلف المؤرخون حول حقيقة سميراميس فالبعض يؤكد وجودها في حضارات آشور وبابل والبعض يرى بأن تلك الملكة أسطورة خرافية غير موجود بالأصل.
مولد (سميراميس أو الحمامة): تروي الاسطورة ان سيولا عارمة تدفقت بقوة من منابع نهر الفرات ففاض النهر وأحدث طوفانا فتدفقت الامواج وترامت الاسماك على الشواطئ، ولم يبق من الاسماك سوى سمكتان كبيرتان سبحتا الى وسط النهر وبدأتا دفع بيضة كبيرة طافية على السطح الى ضفة الفرات، واذا بحمامة بيضاء كبيرة تهبط من السماء وتحتضن البيضة بعيدا عن مجرى النهر. احتضنت الحمامة (البيضة) حتى فقست، وخرجت من داخل البيضة طفلة رائعة الجمال من حولها أسراب من الحمائم ترف بعضها عليها بأجنحتها لترد عنها حر النهار وبرد الليل. بدأت الحمائم تبحث عن غذاء للطفلة، فاهتدت إلى مكان يضع فيه الرعاة ما يصنعون من الحليب والأجبان فكانت الحمائم تأخذ منها بمناقيرها ما استطاعت ان تحمل، لتقدمه للطفلة طعاما. ارسل الرعيان يوما راعيا منهم لمعرفة اين تحط الحمائم فعرف المكان ثم دلهم عليه، وعندما وصلوا إلى المكان اكتشفوا صبية ذات حسن وجمال رائع، فأخذوها إلى خيامهم، ثم اتفقوا على أن يبيعوها في سوق (نينوى) العظيم. وفي الصبيحة التالية حملوا الفتاة بعد ان اطلقوا عليها اسم (سميراميس) اي (الحمامة) إلى سوق نينوى. وكان ذلك اليوم يوما يحتفل فيه القوم بما يسمى بـ (يوم الزواج) الذي يقام كل عام، حيث يجتمع في السوق الكبيرة الشباب والشابات قادمين من جميع انحاء البلاد، لينتقي كل شاب عروساً له، أو ينتقي صبية يحملها إلى داره فيربيها إلى أن تبلغ سن الزواج فيتزوجها أو يقدمها عروساً لأحد ابنائه.كانت ساحة (سوق نينوى) مشحونة بالكهول والشباب. جلس الرعاة عارضين الصبية في المقدمة فشاهدهم (سيما) رئيس اسطبلات خيول الملك، وكان عقيماً لا ولد له فراعه جمال (سميراميس) وقرر تبنيها. اشتراها (سيما) ثم عاد بها إلى منزله. ما أن رأت زوجته الصبية حتى فرحت بها فرحاً جارفا وتولت العناية بها كابنتها. وعندما بلغت سن الرشد غدت ذات حسن وجمال وأنوثة لم تبلغه امرأة من قبل ومن بعد! في يوم كان (اونس) مستشار الملك، يتفقد الجمهور المحتشد بأمر من الملك فصعقت عيناه بجمال (سميراميس الحمامة) وكانت قد بلغت سن الزواج، فأخذها الى نينوى وتزوجها.
كانت (سميراميس) تقدم لزوجها النصح والمشورة في الامور الخطيرة فأصبح ناجحا في كل مساعيه. خلال ذلك كان ملك نينوى ينضم حملة عسكرية ضد الجارة (باكتريا)، فأعد جيشا ضخما لهذا الغرض لانه كان يدرك صعوبة الاستيلاء عليها. بعد الهجوم الاول استطاع ان يسيطر على البلد عدا العاصمة (باكترا) التي صمدت. شعر الملك بالحاجة للاستعانة بـ (اونس) بيد ان (اونس) ما كان يهوى مفارقة زوجته الحبيبة (سميراميس) فسألها ان كانت ترغب مرافقته فوافقت. تابعت (سميراميس) ما يجري خلال المعارك دارسة بعناية سيرها فقدمت اقتراحات فيما يدار في الحصار. فحيث ان القتال كان يدور في السهل وان كل من المدافعين والمهاجمين لم يعيروا للقلعة اهمية، اشارت (سميراميس) ارسال مجموعة من الجنود المدربين على القتال الى الجبال، الى المرتفع الشاهق الذي كان يحمي الموقع. ففعلوا ذلك ملتفين حول العدو المدافع فاصبح الاعداء محاصرين و لا خيار لهم غير الاستسلام. اثر هذا الانتصار غدى الملك (نينوس) غاويا ومعجبا بشجاعة وذكاء (سميراميس) في التوصل الى الانتصار الحاسم في المعركة. راح الملك (نينوس) يتفرس ويتمعن في وجهها الساحر وجمالها الأخاذ، فادرك استسلام قلبه لهذا السحر القاتل فلم يستطع مقاومة هذه المرأة التي اخذت بمجامع قلبه فطلب يدها كزوجة وملكة. فعرض الطلب على (اونس) ، الا ان (اونس) رفض هذا الطلب الملكي فهدده الملك بقلع عينيه وتحت هذا الخوف واليأس وافق مرغما على التنازل عن (سميراميس) للملك، غير ان (اونس) تجرع السم فمات كمدا. أنجبت (سميراميس) من الملك طفلا اسمياه (نيناس) واثر موت الملك اعتلت (سميراميس)ملكة على عرش نينوى عاصمة آشور. تقول الاسطورة ان (سميراميس) حكمت آشور 42 عاما، الا انها كانت قد شاركت الحكم مع زوجها الملك بحكمتها لسنوات خمس ثم تابعت الحكم بمفردها اثر موت زوجها.
تؤكد الدراسة أن سميراميس كانت سورية من أصل آرامي، إذ كان الآراميون يشكلون الغالبية العظمى من سكان سورية القديمة في الألف الأول قبل الميلاد. ونظراً الى نجاحها في إدارة شؤون الدولة الآشورية وتنفيذ مشاريع عمرانية مختلفة، ذاعت شهرتها في معظم أرجاء العالم القديم، وحاول كل شعب الادعاء أنها تنتمي إليه. فالبابليون قالوا إنها بابلية، والإيرانيون قالوا إنها إيرانية، والأرمن نسبوها إليهم…
المؤلف جيوفاني بيتيناتو وهو المتخصص في تاريخ الشرق القديم، حاول إعطاء صورة واضحة عن البيئة التي نشأت فيها سميراميس، فقدم عرضاً مفصلاً عن تركيبة الإمبراطورية الآشورية الحديثة السياسية والاقتصادية والعسكرية والإدارية. ويبرز بيتيناتو محاولة سميراميس في المجال الديني إدخال عبادة الإله البابلي نابو إلى بلاد آشور، وتشييد بعض المعابد له، في محاولة منها لإيجاد تقارب روحي بين الآشوريين والبابليين، وذلك يضمن استمرار حياة بلاد آشور على المدى الطويل، ويؤكد قوة شعوب بلاد ما بين النهرين. في هذا السياق، يلفت بيتيناتو إلى أن هذا الأمر يبرهن أن سميراميس موجهة ذكية وبعيدة النظر للدولة، وأنها أعظم ملكة في الممالك الشرقية كافة، إن لم يكن في العصور كلها. وقد أدرك البابليون الأهمية الحقيقية لسميراميس، التي لم تكن قوية في الحرب كالرجل فحسب، بل أيضاً كانت سياسية بارعة، لذلك احتفظوا بذكراها في عقولهم. وهكذا انتشرت أسطورة سميراميس.
يضيف الباحث أنها لم تسمّ نفسها «ملكة بلاد آشور»، اللقب الذي قد يصدم رعاياها، بل استخدمت لقب زوجة الملك ثم أم الملك.
يذكر بيتيناتو أن تأثير سمورامات لم يتوقف مع انتهاء مدة حكمها، بل استمرت في التدخل بشؤون الدولة حتى بعد أن أصبح ابنها ملكاً. ولأنها هي من عيّن مجالس الكبار في الإمبراطورية، وحكام المقاطعات، فإن سياستها استمرت في التأثير لمدة طويلة، وبقي ظلها على الإبن حتى وفاتها عام 785ق.م.