«الجهاديون» في سوريا: يتبددون أم يتمددون؟

zanga-zanga

عضو
إنضم
10 أغسطس 2014
المشاركات
784
التفاعل
909 0 0
«الجهاديون» في سوريا: يتبددون أم يتمددون؟
د. فيصل القاسم

December 26, 2014



صحيح أن لكل بلد طبيعته الخاصة، وبالتالي تجربته الخاصة التي لا يمكن أن تنطبق على أي بلد آخر، إلا أن التجارب التاريخية التي سبقت التجربة السورية يمكن أيضاً أن تكون مقياساً لما يمكن أن يكون عليه مستقبل . البعض توقع أن تنتهي الثورة السورية على الطريقة الجزائرية، ففي نجح الجنرالات في إعادة الشعب إلى بيت الطاعة من خلال تخويفه بجماعات إسلامية متطرفة صنعها الجنرالات أنفسهم واستخدموها بعبعاً لإرهاب الجزائريين كي يعودوا إلى حضن المؤسسة العسكرية الحاكمة. وبعد حوالي ربع قرن على اندلاع الأحداث في في بداية تسعينات القرن الماضي، اختفت القوى الإسلامية المتطرفة، وحصل الجنرالات على شرعية جديدة غير شرعية التحرير تمثلت هذه المرة في تخليص البلاد من رجس الإرهاب والتطرف الذي صنعوه هم بأنفسهم كي يعززوا سلطتهم، ويـُفشلوا به الانتفاضة الشعبية التي كانت يمكن أن تطيح بنظامهم.
لكن وبالرغم من أن النظام السوري يعمل جاهداً منذ اللحظات الأولى للثورة على تكرار النموذج الجزائري بمساعدة جنرالات الجزائر أنفسهم، وتصوير كل من يعارضه بأنه إرهابي جدير بالاستئصال، إلا أن «العتمة قد لا تأتي هذه المرة على قد يد الحرامي» كما يقول المثل الشعبي، فوضع سوريا قد يكون مختلفاً كثيراً عن الوضع الجزائري، ناهيك أن الزمن غير الزمن الجزائري. إذن تعالوا نحتكم إلى أمثلة أخرى، لعلها تساعدنا في استشراف المستقبل السوري.
لو افترضنا أن الفصائل الإسلامية المقاتلة في سوريا قضت على فصائل الجيش الحر الذي لم يكن له صبغة دينية، وأصبحت تلك الفصائل وجهاً لوجه في مواجهة النظام: هل سيسمح لها العالم بأن تنتصر على النظام، خاصة وأنه يعتبرها متطرفة وإرهابية؟ بالطبع لا. في أفغانستان مثلاً عندما انتصر المجاهدون على نظام نجيب الله الذي كان مدعوماً سوفياتياً، لم يسمح لهم العالم باستلام السلطة، بل ورطهم في حرب ضروس فيما بينهم، فذهبت ريحهم، وتحول الكثير منهم إلى إرهابيين في عيون العالم بعد أن انتهت مهمتهم. ألا يمكن أن يحدث الشيء نفسه في سوريا؟ هل النظام وحلفاؤه منزعجون فعلاً من تقدم الجماعات الجهادية على الأرض، أم إنهم سعداء جداً بتقدمها على أمل أن يتحقق النموذج الجزائري على أيديهم، لأنهم يعرفون أن العالم لن يقبل بتلك الجماعات لاحقاً، وربما يساعدهم في القضاء عليها. وستكون المفاضلة عندئذ بين تلك الجماعات والنظام، بعد أن تمكنت تلك الجماعات من القضاء على الجيش الحر الذي كان يهدد النظام فعلاً، لأنه لم يحمل صبغة إسلامية «متطرفة». ولا شك أن العالم سيقبل بنظام غير ديني حتى لو ارتكب كل جرائم الكون، فقط لأنه يواجه فصائل إسلامية تـُعتبر إرهابية ومتطرفة في نظر المجتمع الدولي.
البعض يخشى في هذه الحالة أن يعود السوريون إلى المربع الأول، بحجة أن البديل للنظام هو بديل إسلامي متطرف لا يقبل به أحد، فيعود النظام الخيار الأوحد للسوريين، وكأنك، في هذه الحالة، يا بو زيد ما غزيت. ولا شك أن النظام لعب على وتر الإرهاب والتطرف منذ اليوم الأول للثورة.
لكن السؤال المهم جداً الذي يمكن أن يقلب الطاولة على الجميع: حتى لو انتهى الصراع في سوريا إلى المفاضلة بين النظام والجماعات الجهادية، من يستطيع القضاء على تلك الجماعات التي اكتسبت خبرة تاريخية في القتال، وسيطرت على الكثير من الأنحاء، وأصبحت أحياناً جزءاً لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي السوري، وخاصة في شمال البلاد وشرقها؟ ألم يفشل الجيش الأمريكي نفسه في القضاء على تلك الجماعات في وافغانستان والصومال واليمن؟ ألم يكن لدى الأمريكيين أكثر من مائة وأربعين ألف جندي في وحده، لكنهم لم يتمكنوا من القضاء على جماعة الزرقاوي التي لم تصمد في فحسب، بل امتدت إلى سوريا نفسها في هيئة تنظيم الدولة الإسلامية الذي يتمدد بسرعة عجيبة؟ ولا ننسى أن حلف الناتو نفسه قاتل حركة طالبان وأخواتها في أفغانستان لمدة ثلاثة عشر عاماً، ثم خرج مهزوماً، لا بل إن أمريكا راحت تتوسل التفاوض مع طالبان، فكيف إذاً يستطيع الجيش السوري الذي أصبح منهكاً جداً وضعيفاً، ولم يعد قادراً على مواجهة تلك الجماعات حتى بمساعدة عراقية وايرانية ولبنانية كبرى وقصف قوات التحالف، ناهيك عن أنه فقد أكثر من ثلثي مساحة البلاد لصالح التنظيمات الجهادية؟ لا عجب أن صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية الشهيرة وصفت سوريا بـ»أفغانستان» المتوسط، بغض النظر عما إذا كان ذلك نتيجة تنامي الظاهرة الجهادية، أو نتيجة استراتيجيات أمريكية مدروسة.
وبناء على هذا السيناريو والتطورات، فهذا يعني أن سوريا مقبلة على صراع طويل الأمد، كما توقع الجنرال ديمبسي قائد هيئة الأركان الأمريكية نفسه، بحيث يصبح الوضع في سوريا أشبه بالوضع الأفغاني والصومالي تحديداَ، حيث تتصارع سلطة ضعيفة مع جماعات مختلفة بين كر وفر لوقت طويل. ولو ظلت الجماعات الإسلامية تحرز تقدماً كالذي تحرزه في الشمال والجنوب والشرق، فلا شك أنها ستصبح القوة الأكثر نفوذاً في سوريا، وربما تدخل العاصمة ذات يوم. من يدري؟ فمن استطاع السيطرة على أعتى المعسكرات في إدلب والرقة ودرعا لن تصعب عليه دمشق لاحقاً. وهذا يعني عملياً سوريا جديدة على الطريقة الصومالية والأفغانية والعراقية، لا سمح الله. إلا إذا حدثت تطورات دراماتيكية لم تكن تخطر على بال، ونجح العالم في تحويل سوريا إلى محرقة لكل تلك الجماعات كما كان الهدف دائماً، حسب رأي البعض.
والعلم عند الله.

٭ كاتب واعلامي سوري
[email protected]

د.
 
«تجارة المجاهدين».. ضربة للوساطة المصرية في سوريا أم تحذير من القادم بسيناء؟

ahd-moaskarat-altadreeb-laaikhwany-230.jpg


ا بين التأييد والرفض، وقف عدد من الخبراء الأمنيين في جبهتين بخصوص تعاون تم بين المعارضة السورية وجماعة الإخوان لتجنيد شباب للجهاد في سيناء ومعسكرات ليبيبة.

حالة الاتفاق والمعارضة، زادت حدتها مع نشر مجلة «بارى ماتش» الفرنسية، تقريرٍ أول أمس، عن وجود وثائق لدى المخابرات المركزية الأمريكية تشير إلى وجود اتفاق تعاون بين المعارضة السورية وقيادات الإخوان لتجنيد الشباب في صفوف المجاهدين بسوريا، مقابل راتب شهري 2000 دولار لكل منهم، ومكافأة تصل إلى 10 آلاف دولار لأسرته حال وفاته في المعارك.

فبركة صريحة

الخبير الأمني، اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية الأسبق اعتبر ما نشر في الصحف الغربية عن تنسيق بين قوى المعارضة السورية وتنظيم الإخوان بمصر لتجنيد شباب للجهاد في سيناء ومعسكرات ليبية «غير صحيح بالمرة ونشر مثل هذا التقرير في ذلك التوقيت ليس وليد الصدفة وإنما له دلالات وأغراض».

نور الدين أضاف في تصريح لـ«الشروق»: «أستطيع التأكيد على هذا التقرير (مفبرك) تمامًا والغرض الحقيقي منه إجهاض محاولات الصلح بين أطراف المعارضة السورية وإفشال اللقاء المقرر إقامته في القاهرة للتوصل إلى وثيقة موحدة لحل الأزمة المستمرة منذ 4 سنوات».

مساعد وزير الداخلية سابقًا أشار إلى أن أكبر دليل على عدم صحة تلك المعلومات «عدم نشرها في حينها بعد فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة مثلا أو ما تلاها من عمليات إرهابية، سواء في شمال سيناء، أو القاهرة»، لافتًا إلى أن كل هذه الأمور الغرض منها -بحسب تقارير لأجهزة سيادية – حشد المصريين وتحميلهم بمشاعر الكراهية ضد أطراف المعارضة السورية لإفشال مفاوضات المصالحة».

إعادة النموذج الأفغاني

على الجانب الأخر، رأى العميد خالد عكاشة مدير المركز الوطني للدراسات الأمنية أن ما نشرته المجلة الفرنسية «صحيح»، مضيفًا التنسيق الذي جرى بين قوى المعارضة في سوريا والجيش الحر مع تنظيم الإخوان تم بالفعل من قبل أحداث فض اعتصامي رابعة والنهضة.

وأشار إلى أن الرئيس الأسبق محمد مرسي قرر بالتعاون مع مكتب الإرشاد في مصر، بناء استراتيجية جديدة لحماية التنظيم من الإنهيار وأن يكون الأمر بعيدًا عن الجماعة الإسلامية المعروف عناصرها وهويتها لدى القوات المسلحة والأجهزة الأمنية.

«عكاشة» تمسك بأنه لم يكن هناك بديل أمام الرئيس مرسي سوى استقطاب الشباب، سواء من داخل جماعة الإخوان أو ممن يعانون من ظروف معيشية صعبة، وإغوائهم بالمال والعملة الصعبة ومن ثم إرسالهم إلى معسكر شرق ليبيا لتدريبهم على استخدام السلاح واكتساب الخبرة في المعارك العسكرية حال مواجهة الجيوش النظامية ومن ثم العودة إلى شمال سيناء للانضمام لعناصر تنظيم بيت المقدس والجيش الإسلامي وكتائب الفرقان وتنفيذ العمليات الإرهابية ضد معسركات الجيش والشرطة.

وشدد مدير المركز الوطني للدراسات الأمنية على أن ما حدث في بداية حكم الإخوان كان محاولة لاستنساخ ما تم في أفغانستان من توغل العناصر الإرهابية في الجبال وتنفيذ العمليات المسلحة ضد الجيش الأمريكي وهو ما كانوا يريدون تطبيقه على أرض مصر من أجل استنزاف الأجهزة الأمنية وجعلها في «حالة تعبئة مستمرة واستنفار».

واختتم العميد عكاشة حديثه، قائلا: «المؤتمر الذي عقده مرسي في الصالة المغطاة بستاد القاهرة، مايو 2013، وقرر خلاله قطع العلاقات مع النظام السوري والدعوة إلى فتح باب الجهاد لنصرة قوى المعارضة، خير دليل على التنسيق والتعاون الذي حدث مع تلك الفصائل المسلحة».

الحفاظ على شباب الإخوان

ما بين هذا وذاك، أشار سامح عيد الباحث في شئون الحركات الإسلامية إلى أن الإخوان بمصر يؤمنون بعدم التضحية بالعناصر الشابة المنتمية للتنظيم، خصوصًا الذين يقعون في نطاق الدوائر المقربة من صنع القرار الإخواني.

وأوضح أنه بعد دخول معظم قيادات الإخوان في السجون، أصبحت الجماعة تعتمد في الحشد على المتعاطفين مع سياستها من عامة الشعب، وكذلك بعض العناصر داخل الجماعات الإسلامية الأخرى لتنفيذ أي مخططات ضد الأجهزة الأمنية.

وأضاف عيد في تصريحات خاصة لـ«الشروق» أنه من المتوقع حدوث تعاون أو «اتفاق ضمني» بين القيادات الأمنية وبعض دوائر صنع القرار داخل الإخوان غير المتشددين لاحتواء الغضب وإيجاد حالة من الاستقرار في الشارع، بعيدًا عن الحشد في 25 يناير مقابل محاولة لدمج الإخوان مرة أخرى في الحياة السياسية، وفقًا للمحاولات القطرية التي تتم حاليا لإيجاد صيغة تفاهمية بين الإخوان والحكومة المصرية على هامش المصالحة المصرية القطرية».

واستبعد الباحث في شئون الحركات الإسلامية تغيير القيادات الإخوانية الكبرى المتصدرة للمشهد، رغم تسببها في حالة من الغضب لدى عنصر الشباب بعد فشلهم في إدارة المشهد السياسي بمصر، مرجعًا ذلك إلى أن قيادات التنظيم الدولي لا تقدم على أي خطوة تجاه الهيكل التنظيمي للإخوان دون إستشارة من الولايات المتحدة الأمريكية والغرب.

تنسيق عشوائي

وفي السياق ذاته، تحدث أحمد بان المنشق عن الإخوان والباحث في شئون الحركات الإسلامية عن وجود عمليات للتنسيق بين قوى المعارضة السورية وجماعة الإخوان تمت بالفعل ولكن بشكل عشوائي دون سابق تخطيط أو إعداد لتلك الاستراتيجية .

وأوضح أن في تصريحات خاصة لـ«الشروق» أن محمد مرسي أعلنها صراحة بدعمه للمعارضة السورية بعد أن خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع بشار الأسد وطرد السفير السوري، ومن ثم فتح باب الجهاد علانية للشباب سواء من الإخوان أو من خارج الجماعة للذهاب إلى سوريا بتأشيرة رسمية من رئيس الدولة آنذاك دون أن يعلم أبعاد أو خطورة الموقف.



اقرأ المزيد هنا:

 
عودة
أعلى