"النعيمي" ينفي مزاعم المؤامرة.. ويؤكد: تخيلات مشوَّشة ومغرضة
في لعبة النفط.. "أوباما" يسخر من "بوتين" و"ماكين" يُقحم السعودية!
بندر الدوشي- سبق- واشنطن: بدأت وسائل الإعلام الأمريكية وبعض المسؤولين في أمريكا من ضمنهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، حملة من السخرية على عنتريات "بوتين"، وكيف أنه يقود روسيا واقتصادها إلى الهاوية، بينما أقحم السيناتور الأمريكي جون ماكين السعودية في الخلاف الغربي مع روسيا؛ بسبب الأزمة الأوكرانية في تصريحات غير دقيقة.
ففي مقابلة معه على شبكة "سي إن إن" الأمريكية حول التأثير الأمريكي على روسيا بشأن الأزمة في أوكرانيا قال جون ماكين: "أعتقد أنه من الغريب أن نعترف بأن أي إجراء قامت به الولايات المتحدة الأمريكية ضد الرئيس الروسي بوتين لم يُثبت أنها رادعة ضد بوتين، حتى إننا لم نُعطِ أوكرانيا أسلحة دفاعية للدفاع عن نفسها".
"ماكين" يُقحم المملكة
وأضاف: "علينا أن نشكر السعوديين الذين سمحوا بهبوط سعر برميل النفط إلى النقطة التي أثّرت على الاقتصاد الروسي بشكل كبير ومؤثر!"، وختم منتقداً "أوباما" بالقول: "تحركات أوباما ليست هي المؤثرة على بوتين حالياً".
انهيار العملة
وسخر الرئيس الأمريكي من الرئيس الروسي فلادمير بوتين في مقابلة مع "سي إن إن" الأمريكية بالقول: "كانت هناك قصص تصفه بأنه أستاذ بلعبة الشطرنج، وكيف أنه تفوّق بذكائه على أمريكا وعلى أوباما"، وأضاف: "الآن هو يشرف على انهيار عملة بلاده، ومواجهة أزمة انكماش اقتصادي، هذا لا يُظهر شخصاً تفوق عليّ وعلى أمريكا".
الشطرنج والأحجار
وفي السياق ذاته وفي مقال في "نيويورك تايمر" للكاتب الأمريكي توماس فريدمان، حمل عنوان "من الذي يلعب بالأحجار الآن؟"، حمل العديد من السخرية من الرئيس "بوتين" ساخراً من تصريحات رئيس لجنة الاستخبارات الأمريكية في مجلس النواب مايك روجرز عندما سُئل: كيف يعتقد أن "أوباما" تعامل مع "بوتين" قائلاً: "حسناً، أعتقد أن بوتين يلعب الشطرنج، وأعتقد أننا نلعب بالأحجار، وأنا لا أعتقد أننا قريبون حتى"، في إشارة إلى تفوّق "بوتين" في بداية الأزمة وعجز أمريكا.
وأضاف "فريدمان": "في الواقع اتضح أن أوباما يلعب الشطرنج وبوتين يعلب الأحجار، وأنه لن يكون من الخطأ من أن نقول إن بوتين فقد كل الأحجار بكل معنى الكلمة".
البلطجة الوهمية
وبيّن: "لقد رهن بوتين اقتصاده على النفط والغاز، لقد استخفّ بالتكنولوجيا ودرجة الابتكار التي مكّنت أمريكا من إنتاج مزيد من النفط والغاز والطاقة المتجددة، وزيادة الكفاءة، وكلها في نفس الوقت تساعد على تقويض أسعار النفط، ولقد استخفّ بترابط الاقتصاد الروسي مع الأسواق العالمية، ومدى عمق العقوبات التي آلمته مع مرور الوقت"، وأضاف: "دعونا لا نتصنع بالكلمات (فلاديمير هو البلطجة الوهمية)".
لا مؤامرة
وأكد وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي أنه لا صحة لما يتردد عن مؤامرة سعودية أدّت إلى هبوط أسعار النفط؛ للإضرار بدول نفطية أخرى. وقال إن السياسة النفطية للسعودية مبنية على الاقتصاد فحسب، وليس السياسة، مؤكداً أن النفط سيتعافى.
وتساءل "النعيمي" في حديث صحافي أمس قائلاً: "هل يُعقل أن يخفض منتج للنفط ذو كفاءة عالية الإنتاج ويستمر المنتج ذو الكفاءة الرديئة في الإنتاج؟ هذا غير طبيعي، نحن لو خفّضنا إنتاج النفط، ماذا سيحصل لحصتنا في السوق؟ سيأخذها منتج آخر، ويرتفع سعر النفط، وقد يكون هذا المنتج هو الروسي أو البرازيلي أو الأمريكي أو أي منتج، حيث كلفة الإنتاج مرتفعة".
نحن الأكثر فاعلية
وفي شأن احتمالات خفض "أوبك" إنتاجها، قال "النعيمي": "نحن أصغر منتجين في السوق العالمية، نحن ننتج أقل من 40 في المائة من إنتاج العالم، ونحن الأكثر فاعلية من بين المنتجين، وبعد التحليل الذي قمنا به، لن نخفض الإنتاج في أوبك".
وعن قوله في المؤتمر إن الحديث عن مؤامرة ضد بعض الدول هو كلام لا أساس له، وكيف يفسّر مصادفة انخفاض الأسعار مع واقع أن روسيا وإيران هما الأكثر تأثراً بتدني أسعار النفط، قال: "هذا له سبب وهو تصرفاتهما السياسية التي أدّت إلى حظر عليهما، صحيح أن الأسعار الحالية أثرت بهما، وكان وضعهما أفضل عندما كان سعر البرميل 100 دولار، لكن الأساس لم يكن سليماً".
زبون جديد
وحول رغبة السعودية في الحفاظ على حصة إنتاجية تساوي 9.7 ملايين برميل يومياً، قال النعيمي: "نعم إلا إذا أتى زبون جديد فقد نزيدها".
نتحمّل الانخفاض
وعن تحمل دول الخليج الأسعار المنخفضة لسنتين أو ثلاث قال: "نعم بإمكانها ذلك، وفي شأن احتمالات حصول عجز في الموازنة السعودية هذه السنة، قال: "حتى في حال حدوث عجز ليست لدينا مديونية والمصارف مليئة، وبإمكاننا الاقتراض منها، مع الحفاظ على الاحتياطات النقدية".
نفي قاطع
ونفى "النعيمي" في كلمته أمام المؤتمر، أمس، وجود مؤامرات سعودية لخفض أسعار النفط. وقال: "إن الحديث عن مؤامرات مزعومة من المملكة هو قول لا أساس له من الصحة إطلاقاً، ويدلّ على سوء فهم، أو مقاصد مغرضة، أو تخيلات مشوَّشة في عقول قائليها".
12