هذا مقال مهم يثبت كلامي ان روسيا لا تأثير كبير لها على الاسد على عكس ايران
ماذا يريد "قيصر" روسيا وماذا يستطيع؟
تكليف « القيصر» فلاديمير بوتين، نائب الوزير ميخائيل بوغدانوف بالملف السياسي للحل في سوريا ومتابعة لبنان، يعني تفويض «الحمائم» بعد أن تعب «الصقور» ممثلين بوزير الخارجية لافروف طوال ثلاث سنوات في إقناع أحد أن القبضة الحديدية في الحرب هي التي تنتج الحل. أبعد من ذلك إن «القيصر»، اقتنع أن استمرار الحرب في سوريا لم يعد منتجاً في ظل تنظيم «داعش» ونموه وانتشاره غير الطبيعي والاستثنائي. وهذا يدل على حالة لم ترصد لأنه ليس وراءها حزب أو دولة أطلقتها. الخطر كبير ويطال روسيا نفسها وليس الغرب فقط. الجمهوريات الإسلامية المحيطة بروسيا إضافة الى المسلمين الروس، وهم بالملايين، يشكلون خزاناً بشرياً متفجراً.
هذا كله مهم، والأهم أن «القيصر» والعواصم الغربية، كما تُجمع المصادر المتابعة في باريس، يَرون أن سوريا حالياً لم تعد موجودة وأنه كلما طالت الحرب غاصت في الضياع والتمزق والتحول الى إمارات تتنافس في ما بينها في توليد العنف والإرهاب وتوريده الى العالم بعد أن تمكن «داعش» من استقطاب أكثر من عشرة آلاف أجنبي لا يعرف معظمهم الإسلام قبل انخراطهم، الى درجة تنفيذ عمليات انتحارية. لذلك كله كلما تقدم الحل السياسي خطوة تراجع الخطر الداعشي وتفتت سوريا الى إمارات خطوات.
السؤال «هل يستطيع بوغدانوف مهما كانت نياته طيبة ومساعيه مكثفة وفعالة من النجاح والتوصل ولو الى بداية حلٌ؟».
لو كانت موسكو وحدها في «الملعب» السوري كان يمكن الكلام عن نجاح مبرمج. المشكلة أنه في سوريا تدور حرب من أبشع أنواع الحروب الباردة زائد تعدد القوى المنخرطة التي معظمها لا يهمها ماذا يقول الآخرون، زائد وجود عقدة اسمها بشار الأسد. موسكو تعرف جيداً وبالعمق أنها لا تملك النفوذ الضروري لإقناع الأسد بما تريده، خصوصاً أن الحل النهائي يقتضي رحيله، إذ لا أحد يريد أو يتجاسر على القول إن الاسد موجود في الصيغة النهائية للحل، لأن شرعيته انتهت حتى ولو فاز في عشر انتخابات رئاسية. الأهم أن الكلمة الحاسمة في مصير الأسد تصدر من طهران وليس من موسكو. إيران هي التي بقرار من المرشد آية الله علي خامنئي حصّنت الاسد وأبقت عليه، بالسلاح والمال والخبراء العسكريين والمسلحين من «حزب الله» والميليشيات العراقية ومؤخراً من الأفغان. لذلك كله يجب التفاوض مع طهران.
طهران تقاتل في سوريا ليس حباً بالأسد، وإنما لأن مشروعها بأن تكون قوة إقليمية كبرى لها حق المشاركة في التخطيط والتنفيذ، والعائدة مع الولايات المتحدة الأميركية على مساحة الشرق الأوسط. عندما يقال مصالح يعني أن كل ما يخدم المصالح ويحققها ممكن وجائز وأحياناً ضروري. طهران مستعدة في لحظة معينة للتخلي عن الأسد وهي حالياً تتقدم بسرعة على باقي الخيارات. لكن وبالتأكيد فإن طهران تريد ثمناً مرتفعاً لذلك. وهو في جميع الأحوال لن يقدم لـ«القيصر» وإنما ضمن التسوية النهائية مع واشنطن، لذلك قيل إن موسكو لم تكن مستعجلة على إبرام طهران الاتفاق النووي النهائي مع واشنطن، لأنه حكماً سيتبعه تفاهمات على مختلف الملفات السياسية.
بوغدانوف يريد أيضاً تقديم موسكو بأنها قادرة من خلال فصل الملفات، العمل على حلها. لذلك ينشط في لبنان للمشاركة في إخراجه من الفراغ الرئاسي، على أساس وجود رياح دولية وإقليمية مؤاتية، وأن الحل يحدد وجهة بوصلة العمل في سوريا. لذلك يعمل على استطلاع الساحة اللبنانية من دون اي تحفظ على أي «لاعب».
كل الجهود الروسية تبقى معلقة على ما تريده واشنطن، ذلك إذا كان بشار الاسد قادراً على ضرب الحل فكيف واشنطن؟ حتى ولو لم ينجح مبعوث «القيصر» فإنه على الأقل يخفف من وطأة الخوف من المستقبل، علماً أن الجميع شريك الى ما وصلت اليه الأوضاع في المنطقة، عندما تركت سوريا لمصيرها بإدارة الأسد.
الآن عندما يسمع اي سوري أن العالم خائف من تطور الحرب الداعشية، فإنه لا شك يشعر للأسف، بنوع من الراحة لأن الجميع شركاء في صناعة كارثته.
http://www.alarabiya.net/ar/politics/2014/12/14/ماذا-يريد-قيصر-روسيا-وماذا-يستطيع؟-.html
ماذا يريد "قيصر" روسيا وماذا يستطيع؟
تكليف « القيصر» فلاديمير بوتين، نائب الوزير ميخائيل بوغدانوف بالملف السياسي للحل في سوريا ومتابعة لبنان، يعني تفويض «الحمائم» بعد أن تعب «الصقور» ممثلين بوزير الخارجية لافروف طوال ثلاث سنوات في إقناع أحد أن القبضة الحديدية في الحرب هي التي تنتج الحل. أبعد من ذلك إن «القيصر»، اقتنع أن استمرار الحرب في سوريا لم يعد منتجاً في ظل تنظيم «داعش» ونموه وانتشاره غير الطبيعي والاستثنائي. وهذا يدل على حالة لم ترصد لأنه ليس وراءها حزب أو دولة أطلقتها. الخطر كبير ويطال روسيا نفسها وليس الغرب فقط. الجمهوريات الإسلامية المحيطة بروسيا إضافة الى المسلمين الروس، وهم بالملايين، يشكلون خزاناً بشرياً متفجراً.
هذا كله مهم، والأهم أن «القيصر» والعواصم الغربية، كما تُجمع المصادر المتابعة في باريس، يَرون أن سوريا حالياً لم تعد موجودة وأنه كلما طالت الحرب غاصت في الضياع والتمزق والتحول الى إمارات تتنافس في ما بينها في توليد العنف والإرهاب وتوريده الى العالم بعد أن تمكن «داعش» من استقطاب أكثر من عشرة آلاف أجنبي لا يعرف معظمهم الإسلام قبل انخراطهم، الى درجة تنفيذ عمليات انتحارية. لذلك كله كلما تقدم الحل السياسي خطوة تراجع الخطر الداعشي وتفتت سوريا الى إمارات خطوات.
السؤال «هل يستطيع بوغدانوف مهما كانت نياته طيبة ومساعيه مكثفة وفعالة من النجاح والتوصل ولو الى بداية حلٌ؟».
لو كانت موسكو وحدها في «الملعب» السوري كان يمكن الكلام عن نجاح مبرمج. المشكلة أنه في سوريا تدور حرب من أبشع أنواع الحروب الباردة زائد تعدد القوى المنخرطة التي معظمها لا يهمها ماذا يقول الآخرون، زائد وجود عقدة اسمها بشار الأسد. موسكو تعرف جيداً وبالعمق أنها لا تملك النفوذ الضروري لإقناع الأسد بما تريده، خصوصاً أن الحل النهائي يقتضي رحيله، إذ لا أحد يريد أو يتجاسر على القول إن الاسد موجود في الصيغة النهائية للحل، لأن شرعيته انتهت حتى ولو فاز في عشر انتخابات رئاسية. الأهم أن الكلمة الحاسمة في مصير الأسد تصدر من طهران وليس من موسكو. إيران هي التي بقرار من المرشد آية الله علي خامنئي حصّنت الاسد وأبقت عليه، بالسلاح والمال والخبراء العسكريين والمسلحين من «حزب الله» والميليشيات العراقية ومؤخراً من الأفغان. لذلك كله يجب التفاوض مع طهران.
طهران تقاتل في سوريا ليس حباً بالأسد، وإنما لأن مشروعها بأن تكون قوة إقليمية كبرى لها حق المشاركة في التخطيط والتنفيذ، والعائدة مع الولايات المتحدة الأميركية على مساحة الشرق الأوسط. عندما يقال مصالح يعني أن كل ما يخدم المصالح ويحققها ممكن وجائز وأحياناً ضروري. طهران مستعدة في لحظة معينة للتخلي عن الأسد وهي حالياً تتقدم بسرعة على باقي الخيارات. لكن وبالتأكيد فإن طهران تريد ثمناً مرتفعاً لذلك. وهو في جميع الأحوال لن يقدم لـ«القيصر» وإنما ضمن التسوية النهائية مع واشنطن، لذلك قيل إن موسكو لم تكن مستعجلة على إبرام طهران الاتفاق النووي النهائي مع واشنطن، لأنه حكماً سيتبعه تفاهمات على مختلف الملفات السياسية.
بوغدانوف يريد أيضاً تقديم موسكو بأنها قادرة من خلال فصل الملفات، العمل على حلها. لذلك ينشط في لبنان للمشاركة في إخراجه من الفراغ الرئاسي، على أساس وجود رياح دولية وإقليمية مؤاتية، وأن الحل يحدد وجهة بوصلة العمل في سوريا. لذلك يعمل على استطلاع الساحة اللبنانية من دون اي تحفظ على أي «لاعب».
كل الجهود الروسية تبقى معلقة على ما تريده واشنطن، ذلك إذا كان بشار الاسد قادراً على ضرب الحل فكيف واشنطن؟ حتى ولو لم ينجح مبعوث «القيصر» فإنه على الأقل يخفف من وطأة الخوف من المستقبل، علماً أن الجميع شريك الى ما وصلت اليه الأوضاع في المنطقة، عندما تركت سوريا لمصيرها بإدارة الأسد.
الآن عندما يسمع اي سوري أن العالم خائف من تطور الحرب الداعشية، فإنه لا شك يشعر للأسف، بنوع من الراحة لأن الجميع شركاء في صناعة كارثته.
http://www.alarabiya.net/ar/politics/2014/12/14/ماذا-يريد-قيصر-روسيا-وماذا-يستطيع؟-.html