روسيا تتطلع إلى سوق الطاقة في الخليج
أكد نائب وزير الطاقة الروسي التزام بلاده بتعزيز علاقات النفط والغاز في الخليج، والعمل أيضاً على تطوير شراكة فاعلة مع الإمارات العربية المتحدة والبلدان الأخرى بالمنطقة في مجال الطاقة النووية. كما تقدّم الطاقة المتجددة آفاقاً للتعاون المستقبلي.
تطلع روسيا إلى الخليج بوصفه شريكاً قابلاً للاستمرار في مشاريع صناعة الطاقة، مع استعداد الشركات الروسية الرائدة للمشاركة في تطوير حقول النفط الإماراتية، فضلاً عن تطوير إمدادات الغاز المسال والوقود النووي في الإمارات العربية المتحدة.
وفي هذا الصدد، كان نائب وزير النفط الروسي، يوري سينتيورين، قد شدد في كلمته بمؤتمر " UAE POWER-GEN Middle East" ومعرض الطاقة في أبو ظبي من 12-14 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على زيادة المصالح المتبادلة وعلى أهمية الشراكة في مشاريع الطاقة المختلفة مع دول الخليج العربي. وتشمل هذه المشاريع التعاون في تطوير صناعة المحروقات وتوليد الطاقة النووية، والطاقة المتجددة.
ويعدّ الغاز الطبيعي أحد مجالات التعاون، فالنمو السكاني السريع في الإمارات العربية المتحدة، إضافة إلى ازدهار الصناعة فيها، يجبر البلاد على التطلع نحو بديل للوقود الأحفوري والغاز الطبيعي. وبما أن عملية استشكاف احتياطي الغاز في المنطقة تحتاج إلى المليارات، تم اعتبار استيراد الغاز المسال أحد الخيارات المتاحة لتلبية احتياجات المنطقة من الغاز. ووفقاً لشركة IHS الاستشارية في مجال الطاقة والكهرباء، فإن استهلاك الخليج من الغاز سيصل إلى 400 مليار ليتر مكعب بحلول العام 2030.
كما أشار سينتيورين، إلى أن غازبروم للتسويق والتجارة، إحدى فروع عملاق الغاز الروسي الحكومي، قدمت اقتراحات لإيصال الغاز الطبيعي المسال لبلدان الخليج العربي (باستثناء قطر). وتتم حالياً دراسة هذه المقترحات من قبل الجهات المعنية.
وقد قال سينتيورين:" توجد عدّة محطات للغاز الطبيعي المسال قيد الإنشاء في روسيا: واحدة في شبه جزيرة يامال، والتي تقع شمالي البلاد؛ وفي وسط سيبيريا؛ وفي الشرق الأوسط. وحالما تصبح هذه المشاريع تعمل بكامل طاقتها، ستكون روسيا قادرة على تصدير 25-30% من الغاز الروسي إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ".
النفط لا يزال ضمن اللعبة
تسعى أبو ظبي إلى زيادة طاقتها في إنتاج النفط إلى 3.5 مليون برميل يومياً بحلول العام 2017، وقد أجرت مناقصة لامتيازات النفط الجديدة التي ستُمنح لشركات نفط عالمية. وقد شاركت شركة روسنفت العملاقة الروسية الحكومية في العروض. ووفقاً لسينتيورين، تتم حالياً دراسة العرض من قبل أعلى هيئة حكومية في الإمارات العربية المتحدة، وهو المجلس الأعلى للنفط في الإمارات العربية المتحدة.
الامتيازات القديمة، التابعة لكبريات شركات النفط العالمية مثل BP وإكسون موبيل، وغيرها، قد انتهت في بداية العام، وتوجد كثير من التوقعات بأن يقوم المجلس الأعلى للنفط الإماراتي بتفضيل شركات جديدة من آسيا وروسيا مقابل تنازلات جديدة.
كما وقعت شركة روسنفت مذكرة تعاون مع شركة "مبادلة" والتي يقع مقرها في الإمارات العربية المتحدة، خلال المنتدى الاقتصادي العالمي بسان بطرسبورغ الصيف الماضي. ووفقاً لروسنفت، ينصّ الاتفاق غير الملزم على احتمال تعاون مع شركة "مبادلة" للبترول في مجال تطوير أصول روسنفت في سيبيريا الشرقية، وكذلك مساهمة روسنفت في جميع مشاريع "مبادلة" العالمية في مجال النفط.
كما أكّد سينتيورين أن روسنفت أعلنت نيتها افتتاح مكتب تمثيل لها في الإمارات العربية المتحدة.
الخليج سيصبح نووياً
ثمة مجال آخر ستصبح روسيا شريكاً رئيساً به في منطقة الشرق الأوسط، إنه مجال الطاقة النووية. ويشرح سينتيورين قائلاً: "تستخدم روسيا التقنيات المبتكرة في مجال بناء برامج الطاقة النووية في روسيا وخارجها: إنها مجمعات الطاقة الحديثة من نمط الجيل الثالث الحديث".
وستعمل الشراكة مع روسيا في مشاريع الطاقة النووية على تقليل الحاجة في بلدان المنطقة إلى تطوير دورة وقود نووي خاصة بها، وبالتالي معظم المراحل الحساسة المتعلقة بالانتشار، مثل تخصيب اليورانيوم وإعادة معالجة الوقود النووي.
وتقوم دولة الإمارات العربية المتحدة بتطوير شراكة فاعلة مع روسيا في مجال مشاريع توليد الطاقة النووية. وفي العام 2015، ستبدأ مؤسسة الطاقة النووية الروسية الحكومية (روستام) بتزويد شركة الإمارات النووية بمنتجات اليورانيوم المخصب، وفقاً لاتفاقية وُقّعت في العام 2012.
وبالطبع، فإن الإمارات العربية المتحدة ليست الشريك الوحيد لروسيا في منطقة الشرق الأوسط. ففي بداية هذا العام وقعت شركة روستام مذكرة تعاون مع المملكة العربية السعودية لمتابعة الفرص في مجال توليد الطاقة النووية. كما فازت الشركة بمناقصة لبناء محطة نووية استطاعتها 2000 ميغاواط في الأردن.
حان وقت الطاقة المتجددة
لقد أصبح اهتمام روسيا بمشاريع الطاقة المتجددة خلال السنوات الأخيرة متزايداً بشكل ملحوظ.
فقد تقدّمت البلاد بطلب للانضمام إلى المجلس الدولي للطاقة المتجددة، ووفقاً ليوري سينتيورين، كان الهدف من ذلك هو إطلاق إنتاج 6 غيغاواط من الطاقة المتجددة وذلك بدمج مولدات بخارية عالية الكفاءة تعمل على الغاز لكنها صديقة للبيئة في الوقت نفسه، مع محطات طاقة تعمل على حرق الفحم، ومحطات توليد تعمل على الطاقة الشمسية. إضافة إلى رفع مستوى شبكة توزيع الطاقة الكهربائية الصادرة عن محطات توليد الكهرباء الحالية، وذلك بحلول العام 2020.
في العام 2013، تم إطلاق اثنين من منشآت التوليد والتي تعمل على الطاقة الشمسية في روسيا: منشأة توليد الطاقة الكهربائية والتي تؤمن 100 كيلوواط في جمهورية ألتاي، عند الحدود مع كازاخستان ومنغوليا، والأخرى تبلغ استطاعتها 127 كيلوواط في سوتشي، عند السواحل الروسية مع البحر الأسود.
وقد تم عرض هذين المشروعين في "اليوم الروسي" من معرض " UAE Power-Generation Middle East Exhibition". وخلال هذا الحدث أشار عدنان أمين، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، أن روسيا ستلعب دوراً مهماً جدّاً في تطوير موارد الطاقة المتجددة، لأنها تمتلك إمكانيات واسعة لتبني التقنيات النظيفة.
وتخطط روسيا لإنتاج 4% من طاقتها من خلال الطاقة المتجددة بحلول العام 2020. وقد قد وصف عدنان هذا الهدف بـ"الحيوي"، مضيفاً أن روسيا إذا استطاعت تحقيق هذا الهدف فإنها ستخفض انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون بمقدار ستة ملايين طن كل عام.
http://arab.rbth.com/russian-world-economy/2014/11/22/28561.html