اليابان تكشف اول طائرة للركاب تصنعها منذ اربعة عقود
بعد مشاكل عدة، خرجت الطائرة ميتسوبيشي ريجيونال جيت (ام آر جي) اليابانية من المصنع لتدشن فصلا جديدا في الصناعات الجوية اليابانية التي لم تنتج طائرات مدنية منذ نصف قرن.
وبحضور وزير النقل اكيهيرو نيشيمورا كشفت اليابان السبت عن طائرة الركاب هذه من انتاج مجموعة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة (ميتسوبيشي هيفي انداستريز) التي تسعى الى اختراق قطاع الطيران المزدهر في المنطقة.
وكشف عن الطائرة التي صنعت بمساعدة المجموعة الاميركية العملاقة بوينغ، في حفل اقيم اليوم السبت في كوماكي بالقرب من ناغويا (وسط اليابان).
لكن اول رحلة تجريبية لهذه الطائرة لن تجرى قبل 2015 ووضعها في الخدمة مقرر في 2017 اذا جرى كل شيء على ما يرام، بتأخير عدة سنوات عن البرنامج الزمني الاساسي.
واضطرت الشركة المصنعة المعروفة بانتاجها مقاتلات "زيرو" خلال الحرب العالمية الثانية، لاعادة النظر في المشروع عدة مرات منذ اطلاقه في 2008، من تغيير عدد المقاعد الى نوع المحرك المواد المستعملة.
فخبرتها الحديثة في هذا المجال محدودة بتسليم مكونات (مع انها اساسية مثل الاجنحة) الى شركة بوينغ وانتاج طائرات عسكرية للجيش الياباني بترخيص.
واكد خبير في الملف طلب عدم كشف هويته ان "الانتاج بترخيص وباستخدام صيغ جاهزة امر، وتصميم طائرة من الصفر امر آخر". واضاف ان "اليابانيين عملوا لسنوات كمتعاقدين ثانويين. انهم يعرفون الكثير شرط ان يتم توجيههم".
وتؤكد ميتسبيشي للصناعات الثقيلة ان طائرة "ام آر جي" المتوسطة الحجم (بين سبعين وتسعين راكبا) تضمن توفيرا في الطاقة وتؤمن راحة اكبر للمسافرين باسعار اقل.
وقال رئيس "ميتسوبيشي للطائرات" (ميتسوبيشي ايركرافت) تيرواكي كاواي ان "البرنامج ام آر جي يحقق تقدما مستمرا وسيؤدي احدث انتاج في صناعة الطيران الى خفض استهلاك الوقود والحد من الضجيج وانبعاث الغازات وسيساعد شركات الطيران على تعزيز قدراتها التنافسية وامكانياتها لتحقيق الارباح في المستقبل".
ويشكل انتاج هذه الطائرة فصلا جديدا في قطاع الطيران في اليابان التي صنعت آخر طائرة تجارية مدنية في 1962.
وتوقف انتاج هذه الطائرة "واي اس-11" بعد عقد.
وكانت الشركات اليابانية ممنوعة من انتاج الطائرات من قبل قوات الاحتلال الاميركية بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية.
وستنافس هذه الطائرة في المنطقة طائرات امبراير البرازيلية وبومباردييه الكندية الصغيرة في المنطقة، واخرى من تصميم شركات روسية وصينية.
وتتوقع الشركة ان تحصل على طلبيات لبيع خمسة آلاف من هذه الطائرة في العقدين المقبلين. وقال كاواي لصحيفة وول ستريت جرنال خلال الاسبوع الجاري ان "خمسة آلاف ليس رقما صغيرا".
واضاف "اؤكد انه يمكننا الحصول على خمسين بالمئة من ذلك. هذا ما نطمح اليه الآن. لكن خلال عشرين سنة، وليس ثلاث او خمس سنوات، واذا كانت ابحاثنا صحيحة. علينا ان نكون طموحين".
وتقوم مجموعة هوندا اليابانية ايضا بتطوير طائرة لرجال الاعمال سيتم تسليم اول نماذجها العام المقبل في اميركا الشمالية واوروبا.