اليمن: ليلة ساخنة تشهدها عدن… والحوثيون ينسحبون من «خور مكسر»
عادل سعيد بن سعيد
April 15, 2015
عدن ـ «القدس العربي»: بعد هدوء متقطع لساعات، عاشت مدينة كريتر / عدن ليلاً ساخناً (الثلاثاء 15|5 ) بعد أن اشتعلت نيران المواجهة بين المقاومة الشعبية التي يقودها شباب عدن حمايةً لمدينتهم، وبين مليشيات الحوثي مدعومة من قوات الرئيس السابق.
وبعد طلعةٍ جويةً لتحالف ( عاصفة الحزم ) بحدود الثالثة فجراً من ليل أول امس على منطقة المعاشيق التي يحتلها تحالف ( الحوثي ـ عفاش ) حاولت تلك المليشيا تفادي تلك الضربة من خلال إعادة الإنتشار في بعض الأحياء المحيطة، والإحتماء في المناطق ذات الكثافة السكانية، مما جعلها عرضة للمقاومة الشعبية التي كانت لها بالمرصاد وواجهتها بشراسة، مما جعل رد فعل تلك المليشيا قوياً، وبخاصة من قبل مجاميع القناصة التي توزعت على بعض العمارات المرتفعة، بما تسبب في قنص مواطن أطلّ من نافذة منزله جوار (مسجد جوهر) فأردته قتيلاً من ساعته.
وكان شهود عيان قد نقلوا لـ(القدس العربي) عن إنسحابات لمجاميع كبيرة من مليشيا الحوثي في منطقة (خورمكسر).. التي هي الأخرى لم تكد تهدأ المواجهات فيها من قبل المقاومة الشعبية ضد مليشيات الحوثي ومن معه.
الى ذلك فقد شهدت مدينة (المعلا) ليلةً داميةً، بعد محاولات مليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق على تجاوز مواقعهم السابقة، والزحف على بعض المؤسسات الحكومية الحيوية بغية السيطرة عليها في طريقهم نحو هدفهم الذي يستميتون في الوصول اليه منذ اكثر من أسبوعين، بإتجاه تلفزيون وإذاعة عدن والمنطقة العسكرية الرابعة وبعض المؤسسات الحيوية التي تكتظ بها مدينة التواهي.
وكانت المقاومة الشعبية في المعلا وحي إسحاق والقلوعة قد إستماتت هي الأخرى دون دخول مليشيا الحوثي وقوات الرئيس السابق مدينة التواهي ووقفوا سداً منيعاً في وجه هذا الزحف، مكبدين مليشيا الحوثي ومن وراءهم الخسائر المباشرة في إعطاب بضع آلياته العسكرية، وقتل وجرح العشرات في صفوفهم، كما سقط عدد من القتلى في صفوف المقاومة الشعبية وعشرات الجرحى، وخسائر في الممتلكات العامة والخاصة.
ونقل : ف. ع لـ( القدس العربي ) صورة من مواجهات ليلة البارحة وصباح اليوم حيث قال: بعد أن تلقى الحوثيون ومن يقفون معهم من قوات الرئيس السابق ضربات موجعة من البوارج العسكرية نالت منهم مباشرة، فقد توجهوا نحو مساكن المواطنين بصورة إنتقامية حيث تم دك المنازل عشوائياً بالمدفعية الثقليلة وقذائف الدبابات مما تسبب في إحراق ثلاث عمارات سكنية في الشارع الرئيس بالمعلا، وحدوث إصابات في صفوف المواطنين، لم نتمكن من حصرهم ومعرفة حجم الأضرار التي نالتهم.
وبدت المعلا كمدينة اشباح بعد أن إنتشرت بعض المجاميع المسلحة لمليشيا الحوثي وقوات الرئيس السابق في جانب من احياء المدينة وتوزعت بين عماراتها المرتفعة وانتشر القناصة في بعض المرتفعات.. مما رفع من حجم الأذى على المواطنين، واضطر الكثير منهم لترك منازلهم ومغادرة المدينة في رحلة نزوح شبه جماعي للسكان.
ويعزى هذا الهجوم للضربات المتلاحقة من قوات ( عاصفة الحزم ) والبوارج العسكرية التي تضرب هذه المليشيات وقوات الرئيس السابق، ولم يستبعد أيضاً أن تكون لقرارات مجلس الأمن الأخيرة تداعيات قاسية على أفراد هذه المليشيات مما دفعهم لاستخدام القوة المفرطة باتجاه المواطنين تعبيراً عن هزيمتهم النفسية وقرب هزيمتهم العسكرية.
وبرغم الوجع الهائل الذي يعيشه المواطن هنا في عدن، جراء الضربات الوحشية التي يتلقاها من قبل المليشيا ومن يدعمها، وجراء العذاب اليومي الذي يعانيه من غياب الكثير من الإحتياجات التموينية الضرورية وفي المقدمة منها الخبز والغاز المنزلي، وغياب الخدمات العامة من ماء وكهرباء وحتى الهاتف، فإنه يشعر بالزهو أن مدينته صامدة وواقفة على رجليها ـ مضيفاً ـ شباب المقاومة صنعوا رغم كل الوجع (لوحة رائعة) تكاد تشبعنا عن الخبز والغذاء.. الكرامة أهم، يختتم حديثه
وبمضي هذا يوم أمس.. يكون الأسبوع الرابع من أسابيع الحرب والمواجهة قد دخل، ودخلت معه متغيرات على الأرض ومتغيرات خارجية على مستوى مجلس الأمن، ولا يزال المواطن العادي يتساءل: متى ستضع هذه الحرب أوزارها ويعم السلام اليمن.
ووصلت أمس الأربعاء، إلى مسلحي القبائل في مديرية صرواح، بمحافظة مأرب، شرقي اليمن، تعزيزات عسكرية محسوبة على الرئيس عبدربه منصور هادي، لقتال الحوثيين، بحسب مصدر عسكري. وقال المصدر في تصريح، مفضلاً عدم ذكر اسمه، إن «وحدات من الجيش المرابطة في المنطقة العسكرية الثالثة بمدينة مأرب (تحمل الاسم نفسه للمحافظة)، وصلت إلى مديرية صرواح، لتعزيز جبهة القبائل هناك ضد هجمات المسلحين الحوثيين»، دون أن يحدد أعداد وتسليح هذه الوحدات.
ومنذ يومين، تدور في المنطقة معارك شرسة بين القبائل ومسلحين حوثيين، راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى من الطرفين، بحسب مصادر قبلية.
والمنطقة العسكرية الثالثة ومركزها مدينة مأرب، محسوبة على الرئيس هادي الذي أصدر في السابع من الشهر الجاري، قراراً جمهورياً بتعيين عبد الرب الشدادي، قائداً لهذه المنطقة خلفاً لقائدها السابق أحمد سيف اليافعي، الذي غادر مأرب، في فبراير/شباط الماضي، بشكل مفاجئ، ودون تقديم استقالة.
ويتزامن ذلك مع استمرار طيران تحالف «عاصفة الحزم» بقيادة السعودية، لليوم الـ21 على التوالي، في قصف مواقع الحوثيين، والرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، في أنحاء متفرقة بالبلاد.