عاصفة الحزم تمسح تاريخاً عربياً مؤلماً عنوانه «الشجب والاستنكار»
مع دخول عملية «عاصفة الحزم» أمس يومها السادس عشر؛ نفذت مقاتلاتها ضربات مركَّزة، استهدفت مواقع الألوية المتمردة،
ومحطات الاتصال العسكري، والتجمعات الحوثية، بحسب الناطق باسمها العميد ركن أحمد عسيري، لكن مثقفين سعوديين،
وعرباً قالوا إن أكبر مكاسب العملية هو محوها تاريخاً عربياً مؤلماً عنوانه الشجب والاستنكار.
وعلى الرغم من مرور 16 يوماً على إطلاقها؛ لا تزال «عاصفة الحزم» تغذِّي روح الاعتزاز بالعروبة في قلوب المثقفين،
وتبث الثقة فيهم بعد سنواتٍ من ضبط إيقاع الرأي العام العربي على الاكتفاء بحبس الأنفاس، كما تقول الشاعرة الإماراتية عبير البريكي.
وقبل هبوب العاصفة؛ كان العرب يتعاملون مع الشجب، والإدانة، والاستنكار باعتبارها أفعالاً خاصة بهم، لا يمكنهم تجاوزها لكن
«ولأول مرة منذ زمن بعيد يُقدِم العرب – تقودم المملكة – على عمل ودَّعوا معه إرث الشجب، والاستنكار، الذي اعتدناه لفترات طويلة»،
بحسب تعبير الكاتب الصحفي السعودي خالد العلكمي.
وبدأت العملية العسكرية العربية في اليمن فجر 26 مارس الفائت بقرارٍ من خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز،
استجابةً لطلب من الرئيس اليمني الشرعي، عبدربه منصور هادي.
ونجحت العملية في أسبوعيها الأولين في تحجيم أعمال الميليشيات المتمردة، وحماية عدن العاصمة المؤقتة
لليمن من السقوط، بحسب إيجازات صحفية، تقدِّمها قيادة التحالف يومياً من الرياض.
ومع بدء الأسبوع الثالث؛ وجَّهت المقاتلات يومي أمس وأمس الأول، ضرباتٍ في الجنوب وصفها
سكان بأنها الأعنف ضد المتمردين منذ 26 مارس.
واستهدفت الضربات المباني التي سيطر عليها الحوثيون في عدن، وشبوة، وتجمعاتهم في لحج.
شمالاً، استُهدِفَت المواقع العسكرية للانقلابيين في صنعاء، وعمران، وصعدة، وشاهد سكان في العاصمة السماء وقد أضاءت في
ساعة مبكرة فجر الجمعة بفعل الغارات على معسكرات، ومقار ألويةٍ للصواريخ.
وقال العميد ركن أحمد عسيري، مساء أمس، إن العمليات الجوية تركِّز حالياً على مواقع الألوية المتمردة على الشرعية،
ومحطات الاتصالات العسكرية الواقعة داخل معسكرات الانقلابيين، وتجمعات الميليشيات
سواءً داخل قواعد عسكرية، أو في صعدة، وعمران.
واتهم عسيري الحوثيين بتحويل مدارس، وملاعب إلى مستودعات للأسلحة، مستدلاً بتحويل ملعب لكرة القدم في وسط عدن
إلى موقع لتخزين الذخيرة، معتبراً هذا السلوك إضراراً باليمنيين، وبالبنية التحتية لبلدهم.
إلى ذلك، هبطت طائرتان تحملان مساعدات إنسانية في مطار صنعاء لتقديم دعم طبي لليمنيين،
الذين أنهكتهم حرب شوارع، أطلقها الانقلابيون في عدة محافظات.
http://www.alsharq.net.sa/2015/04/11/1326615