يتّبعان السياسة نفسها : التضخيم والدجل والكذب ودق الأسافين
إيران وروسيا .. تجمعهما روح الاستبداد .. موسكو ترى خامنئي « لينين » معمماً
إيران مليئة بالثقوب
تقرير - عبدالله العميرة
من الواضح أن إيران بدأت تتخبط ، وتخبطها ليس وليد اليوم، إنما منذ قرارها تصدير الثورة بعد مجيء الخميني على طائرة خاصة من منفاه في باريس في الأول من فبراير 1978م. منذ ذلك التاريخ حتى اليوم، لا تبني سياساتها على منفعة واحترام متبادلين. بل من منطلق حلم التوسع الفارسي والخروج من الطوق، ورغبة في الثأر من العرب، فبقيت، غير مرغوبة من شرفاء العالم ولا مريحة للبقية.. ولا يريدها الشعب الايراني – بعد ان تكشفت للجميع حقيقة الملالي .
مات الشاه عاش الإمام ..
مات الإمام
عاد الخميني إلى ايران الثورة بعد أسبوعين من هروب الشاة إلى منفاه النهائي . في انقلاب جديد، ضمن عشرات التقلبات والانقلابات. انتقلت إيران من قرون الحاكمية الشاهنشاهية إلى عقود من الحاكمية الإمامية، أو جمهورية "ولاية الفقيه"، المتكوّنة في المكوّن الايديولوجي الشيعي لمذهب الاثني عشرية الذي تبناه الشاه اسماعيل الصفوي، مؤسس الدولة الصفوية عام 1501، مذهباً رسمياً لدولته التي انهارت بعد قرنين ونيف عام 1736. توج الشاه عباس الأكبر نفسه ممثلاً للإمام الغائب (المهدي المنتظر)، وبالتالي اسبغ على نفسه وحكمه شرعية دينية «قدسية» تمتن أمنه وتطلق يده لضرب خصومه في الداخل، الذين اعتبروه طاغوتاً غير جدير بتمثيل الإمام الغائب، وتعضده في محاربة أعداء الخارج المتمثلين في العثمانيين السنّة الحاكمين في العراق. عمل الشاه عباس على ابتداع مؤسسة رجال دين (ملالي) رسمية تابعة لتوجيهاته وتعليماته واغراض سياساته، إذ أمر عام 1612 بتدريب أكثر من ألف شخص وإعدادهم كي يكونوا أداته في نشر المذهب الشيعي الصفوي ، لكن ذلك لم ينهِ الصراع، بيّناً كان أو خفيّاً، بين السلطة والمعارضة الدينية التي استمرت في التكتل والتعاظم خلال العهد القاجاري والعهد البهلوي حتى توج بعودة الخميني"الامام الغائب " من منفاه الفرنسي!.
الداخل الايراني ..
وثورة خميني
تغلي في الداخل الايراني تيارات سياسية معارضة ومتعارضة بين بعضها بعضا إلى حد الإلغاء. ولم يكن أحد من المراقبين والمحللين يقطع بأن الثورة ستُحصر تحت عمائم الآيات والحجات والملالي.
لقد كانت الثورة الايرانية، هي الثورة الأكبر في القرن العشرين بعد الثورة الروسية. وان كانت الثورتان على طرفي نقيض، ايديولوجياً: الأولى علموية ملحدة، والأخيرة غيبية مطلقة، إلا أنهما، رغم تنافرهما؛ تنافر السالب والموجب، تتآخيان في منطق واحد وهو ادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة، إنهما وجهان لأصولية واحدة هي "أصولية الإقصاء"، اقصاء الآخر المختلف. ولا يغير من الأمر شيئاً لون الايديولوجيا هنا أو العلامات الفارقة للخطاب الممارس أو صيغة مرجعه الأخلاقي والمثالي. فكلاهما يمتحان من روح الاستبداد الشمولي نفسه. أساليب الدولة البوليسية نفسها. أدوات وطرائق تصفية الخصوم هي نفسها، وعبارة الشخص الواحد هي نفسها، سواء كان إماماً أو رفيقاً. والغاية واحدة: إدامة أمن النظام الشمولي وصيرورته في الاتجاه الأوحد. بمعنى: لم يكن الخميني / وبعده خامنئي إلاّ لينينياً بعمامة، بمعنى القائد المطلق للنظام المطلق.
هذا الفكر ( العتيق ) يجعلها دائما تتخلف عن الحضارة الانسانية ، وتنكشف أكثر وأكثر للعالم . وهكذا روسيا، الحالمة بعودة القيصر الروسي أو لينين البلشفي وفرض القوة على الأرض.
هذا لم ولن يكون ناجحا..الزمن لا يعود للوراء، بل يستمر الى الامام، وعجلة الكون قد تكرر الأحداث ، إنما بشكل أفضل وبما يتوافق مع فكر الانسان (الفائدة من الماضي لتكوين حاضر ومستقبل أجمل).
إيران أو روسيا، أو أي من الدول التي تفكر بنفس الطريقة، لاتستطيع فرض الهيمنة ولا التفريق، وبعثرة الحضارات البشرية على الأرض.
النظام الإيراني الحالي، وصل إلى رأس الحكم على ذلك المبدأ، ولو تغيرت سياسة النظام فإنه بحكم المنتهي. وكل نظام - عبر التاريخ – يسير وفق أجندة وهدف واحد سيئ، فإنه يصل إلى زمن محدد، ويتوقف ثم يزول .
تحولات وهتافات
التحولات الاجتماعية ؛ ظاهرة تاريخية ، ولكن لايمكن لأي امرئ المشاركة فيها وإنجاحها بالهتافات الفوضوية وصيحات النشاز.. هذا أسلوب الثورة وأول ماصدرته للعالم العربي.
لم ير ملالي ايران – المبتهجون بالنصر، حينما وصل الخميني، في اعتقادهم، وفي قدرة نظامهم الجديد على تجاوز تناقضاتها.
لقد اربكت الثورة الايرانية الغرب في البداية، ومع اعلان ايران دولة اسلامية استبشر المسلمون والعرب خيرا.. والغرب يترقب، وبعد مضي وقت قصير، ظهرت معالم شرور، فصُدم المسلمون وارتبك الغرب. وبانت حقيقة النظام الايراني الجديد بعد 11 سبتمبر 2001 ، وتكشفت في العراق وسورية. وتجلت واضحة في اليمن .
.. وما زال تصدير الفوضى مستمرا، بطرق متنوعة، وبأساليب صارت معلومة .
إيران .. وعاصفة الحزم
" عاصفة الحزم " جاءت صادمة للنظام الايراني، هذه العملية كشفت الغطاء عن ايران تماماً.
فقد حررت العرب من عقدة الخوف . وكشفت حقيقة النظام الايراني في مفاوضاتها مع الغرب. ووضعت ايران على المحك امام تململ المهمشين والمبعدين والمحاربين من متصدري المشهد السياسي في ايران . فخلاف حنق الساسة المنفتحين في طهران ضد الملالي وثورتهم التي جرّت البلاد والعباد إلى عصور التخلف. بدأ الأحوازيون في التحرك، والاقاليم الاخرى والاعراق المعارضة : الاكراد ، والبلوش والتركمان.تتململ، والمنتظر أن تشهد ايران انتفاضة شاملة، وتغيير في الخارطة الايرانية.
دولة مليئة بالثقوب..
ولاتكف عن الشر
إيران دولة مليئة بالثقوب، ممثلة بالطغمة الحاكمة فيها، ولاتكف عن محاولات بث الفرقة بين العرب والخليجيين. وإثارة الفتنة والفوضى والخراب أينما تحل، ولن تكف عن محاولاتها الدائمة والبائسة في دق أسافين بين الأشقاء العرب. ومن الممكن أن يتماشى معها البعض ممن يتفق معهم في المنهج أو طرف منه، أو من تحقق له ايران هدفاً.
يمكننا فهم السياسة الايرانية الخرقاء من آخر عملياتهم السياسية في الخليج العربي . عندما طلبت من سلطنة عمان التوسط لايقاف عاصفة الحزم.
هذا الطلب له هدف ايراني ومغزى بليد.وكذلك فهم التحرك الروسي المشابه في مكان آخر .
السعودية أعلنت منذ اليوم الأول أنها لن توقف العمليات حتى يتحقق الهدف منها : ضمان أمن الأراضي السعودية، وبسط الأمن في اليمن وعودة الحكومة الشرعية.. متى تحقق ذلك، فإن الأمر منتهٍ، لايحتاج لوساطة.
نتفهم أن إيران ضعيفة في الداخل، تعاني تفككاً وتململاً اجتماعياً وفقراً، ومعاناة الشعب الايراني من تنامي كراهية دول العالم المتنامية. وروسيا تعاني من الغرور الفارغ ، ومعاداة الغرب لها.
فلماذا البحث عن عداوات أخرى ، بدلا عن عقد مصالح لخيرهم وخير شعوبهم ، بخاصة مع دولة هدفها الأمن والاستقرار والرخاء لشعوب العالم.
موسكو ترى خامنئي لينين معمماً
الشارع الايراني متململ ويريد الخلاص من الملالي الطائفيين ويبحث عن الانفتاح
http://www.alriyadh.com/1037241