معركة الحديدة تعتبر الذروة في القتال ضد الحوثيين لان بعد السيطرة عليها سيبدأ المنحنى بالانحدار في تراجع الحوثيين وفرض الحصار الكامل عليهم لذلك نراهم يستميتون من اجل عدم خسارتها ويناورون سياسيا وعسكريا على طول خط الامداد الجنوبي من المخا الى الحديدة وحتى معركة حيران في حجة هي جزء من منها لذلك نراهم شنوا اكثر من اربعة هجمات مقابلة من اجل استعادتها لانها تعتبر قطعة الدومينو الاولى التي بسقوطها تتساقط بقية القطع تجاه الحديدة . وبعد ثلاثة هجمات مقابلة قام بها الحوثيين تجاه المنصة والدوار وفشلهم في ابعاد قوات التحالف خارج الحديدة لتعزيز موقفهم التفاوضي في جنيف لذلك نراهم يماطلون في حضور جنيف لانهم سيخسرون الميناء والمدينة في المفاوضات وباشراف الامم المتحدة لذلك شن التحالف معركة اقتحام الحديدة ومن محورين الاول من منطقة المنصة تجاه الكورنيش والجامعة واعتقد الغاية الوصول الى الكلية البحرية ومن ثم الميناء وعزل الحديدة عن البحر والثاني من منطقة المشاقنة جنوب دوار الحديدة تجاه الكليو 16 لعزل الحديدة بريا عن صنعاء وترك الطريق الشمالي مفتوح وبهذه المناورة اعتقد ان غاية التحالف هو التقدم بطريقة القضم لمدينة الحديدة من الجنوب وهذه حركة ذكية لماذا اولا لتفادي التطويق الكامل للمدينة الذي يسبب كوارث للمدنيين وبنفس الوقت عند التقدم من الجنوب تجعل المدنيين ينزحون تجاه الشمال مع اقتراب الاقتتال من مناطقهم وهذا ماحدث فعلا اليوم وقد اخبرني اصدقاء من داخل الحديدة بنزوح مناطق المشاقنة والجريبة والزعفران تجاه الكيلو16 وكذلك الاحياء الجنوبية للحديدة فقد نزح قسم من سكان منطقة الربصة وغليل والجامعة الى الاحياء الشمالية للحديدة وبذلك تكون معركة الحديدة كانها سيل من الجنوب والشرق يتقدم ببطئ ويترك فرصة للبشر بالهروب الى الشمال لتفادي الغرق ولكن لو السيل المقابل من الشمال ( محور حجة - حيران ) اكثر قربا لكان ترك الحديدة بصورة سريعة .