الباحث العسكري المصري محمد حسن :-
إغتيال علي عبدالله صالح اليوم أعاد حصيلة أشهر من الجهود المضنية لدولتي الامارات والسعودية إلي الصفر، وأضاع فرصة حقيقية لمعادلة كفة الصراع ضد إيران في واحدة من أكثر البقع الجغرافية سخونة وأهمية في استراتيجيات التوسع ومد النفوذ للقوي الاقليمية المتصارعة. فلم يكن الإغتيال انتقاماً بقدر ما كان لمعرفة صالح بالكثير وإلمامه بحقيقة كيف تُدار الأمور من طهران والتنبوء بخطواتها التالية، هذا الهدف لم يكن لينجوا ثمان واربعين ساعة. ولاسيما بعد إتقان ميليشا الحوثي المدعومة إيرانياً من تكتيكات حروب العصابات والحرب اللامتماثلة (asymmetric warfare) بحكم تمرس صنّاع القرار الاستراتيجي والعسكري لمليشيا الحوثي بطهران في هذا المضمار. الميادين السورية والعراقية تشهد بتفوقهم وتفوق ميليشياتهم بإمتلاك القدرة علي توجيه الضربات النوعية المؤثرة والقادرة علي تحقيق توازن جديد.
إن ما حدث باليمن، ترددت أصداؤه بحفاوة بطهران وكذلك الدوحة، التي لم تترد في دعم الحوثي بعد حصارها من الدول الاربع، وتعميق علاقاتها مع إيران. إذ بات الإنكشاف لما يُخطط بالمنطقة أوضح، وكذا تفكك ولو جزئيا اللغز الكامن في نقطتين:
1- في علاقة الإخوان بإيران، فهنالك تحالف عقائدي استتر بالسياسة، أو سياسي استتر بالعقيدة، والكل يرمي لنشر الفوضي بإستخدام أدوات عربية بالمنطقة.
2- الدور الوظيفي لقطر كونها بوابة للفرس والترك والاسرائيليين لاستباحة المنطقة العربية وتقسيم النفوذ بجدران الدم والدمار.
بعد فشل معادلة " التسوية في لبنان، مقابل التهدئة في اليمن"، وبعد تراجع السعودية في الملف السوري، سينجرف اليمن نحو مزيداً من الحرب والدمار والآلآم، فالتسويات السياسية تُبرم بعد أن تقول ميادين المعارك كلمتها العليا، و يبدوا أن ميدان اليمن لديه الكثير للبوح به، فالضربات القاسمة لا تعني كونها قاضية في أغلب الأحيان.
تقديرات مصر بمستقبل الصراع في اليمن كانت صائبة وتعبر عن خبرة تراكمية كبيرة لدولة بحجم مصر، فتجربة الستينات أنتجت موقفاُ مصرياً رصيناً مما يدور الآن، وإدراك العقل العسكري المصري بخطورة الوضع دفعه للإسراع بإنشاء أسطول جنوبي ينشط من باب المندب جنوباً حتي ميناء بورسعيد شمالاً.
إن صور التدمير الذاتي للأوطان وشعوبها التي نراها الآن لم تكن ببعيدة عن مصر، لولا نجاتها بأعجوبة من الربيع العبري، بفضل العقيدة القتالية الثابتة لقواتها المسلحة قبل أي شئ.. وهي حقيقة تتأكد كل يوم مع اشتعال المنطقة أكثر فـ أكثر. حفظ الله مصر و ردّ عنها كل شر وسوء.
إغتيال علي عبدالله صالح اليوم أعاد حصيلة أشهر من الجهود المضنية لدولتي الامارات والسعودية إلي الصفر، وأضاع فرصة حقيقية لمعادلة كفة الصراع ضد إيران في واحدة من أكثر البقع الجغرافية سخونة وأهمية في استراتيجيات التوسع ومد النفوذ للقوي الاقليمية المتصارعة. فلم يكن الإغتيال انتقاماً بقدر ما كان لمعرفة صالح بالكثير وإلمامه بحقيقة كيف تُدار الأمور من طهران والتنبوء بخطواتها التالية، هذا الهدف لم يكن لينجوا ثمان واربعين ساعة. ولاسيما بعد إتقان ميليشا الحوثي المدعومة إيرانياً من تكتيكات حروب العصابات والحرب اللامتماثلة (asymmetric warfare) بحكم تمرس صنّاع القرار الاستراتيجي والعسكري لمليشيا الحوثي بطهران في هذا المضمار. الميادين السورية والعراقية تشهد بتفوقهم وتفوق ميليشياتهم بإمتلاك القدرة علي توجيه الضربات النوعية المؤثرة والقادرة علي تحقيق توازن جديد.
إن ما حدث باليمن، ترددت أصداؤه بحفاوة بطهران وكذلك الدوحة، التي لم تترد في دعم الحوثي بعد حصارها من الدول الاربع، وتعميق علاقاتها مع إيران. إذ بات الإنكشاف لما يُخطط بالمنطقة أوضح، وكذا تفكك ولو جزئيا اللغز الكامن في نقطتين:
1- في علاقة الإخوان بإيران، فهنالك تحالف عقائدي استتر بالسياسة، أو سياسي استتر بالعقيدة، والكل يرمي لنشر الفوضي بإستخدام أدوات عربية بالمنطقة.
2- الدور الوظيفي لقطر كونها بوابة للفرس والترك والاسرائيليين لاستباحة المنطقة العربية وتقسيم النفوذ بجدران الدم والدمار.
بعد فشل معادلة " التسوية في لبنان، مقابل التهدئة في اليمن"، وبعد تراجع السعودية في الملف السوري، سينجرف اليمن نحو مزيداً من الحرب والدمار والآلآم، فالتسويات السياسية تُبرم بعد أن تقول ميادين المعارك كلمتها العليا، و يبدوا أن ميدان اليمن لديه الكثير للبوح به، فالضربات القاسمة لا تعني كونها قاضية في أغلب الأحيان.
تقديرات مصر بمستقبل الصراع في اليمن كانت صائبة وتعبر عن خبرة تراكمية كبيرة لدولة بحجم مصر، فتجربة الستينات أنتجت موقفاُ مصرياً رصيناً مما يدور الآن، وإدراك العقل العسكري المصري بخطورة الوضع دفعه للإسراع بإنشاء أسطول جنوبي ينشط من باب المندب جنوباً حتي ميناء بورسعيد شمالاً.
إن صور التدمير الذاتي للأوطان وشعوبها التي نراها الآن لم تكن ببعيدة عن مصر، لولا نجاتها بأعجوبة من الربيع العبري، بفضل العقيدة القتالية الثابتة لقواتها المسلحة قبل أي شئ.. وهي حقيقة تتأكد كل يوم مع اشتعال المنطقة أكثر فـ أكثر. حفظ الله مصر و ردّ عنها كل شر وسوء.