لم نكن يوما دعاة حرب، ولكن هؤلاء سعوا إلينا وهددوا معاقلنا، وكان لزاما أن نوقف شرهم في عقر دارهم، خاصة عندما استنجدت القوة الشرعية اليمنية بنا وبدول الخليج بعد الله سبحانه، وسيكتب التاريخ إن شاء الله أننا لم نكن يوما ساعين للحرب.
غني عن البيان أن قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- بدء "عاصفة الحزم" لا يصب فقط في صالح اليمن والوطن ودول الخليج العربي، بل في صالح العالم العربي والإسلامي، فمنذ فترة والعالم يعتقد أننا كعرب ومسلمين عاجزين تماما عن حماية حدودنا ومقدراتنا إلا بدعم عسكري دولي، ومن ناحية أخرى لقد وجدنا أنفسنا بحاجة لردع ذاك الحراك العشوائي الصادر من "إيران".. الدولة التي عمدت لسنوات إلى نشر الفوضى خارج محيطها.. من خلال زعزعة أمن الشعوب العربية، ومن خلال تدخلها السافر في مقدراتها، متطلعة لإمبراطورية فارسية قضى عليها الزمان، دولة فارسية تكره اللغة العربية وتحارب أهلها، ومن أيدها من العرب هم بالنسبة لها مجرد أداة ووسيلة لتحقيق غاية تصب في أمجاد أنهاها التاريخ.. ما زالوا يحلمون بإحيائها.
إن الشعب اليمني عزيز علينا ولا أعتقد أن يمنيا مطلعا يعتقد أن دول مجلس التعاون بما فيها المملكة العربية السعودية والدول العربية والإسلامية الحليفة لعاصفة الحزم تريد باليمن شرا، وما حدث خلال الأيام الماضية هو بمثابة بتر عضو يمني فاسد تم تحفيزه عن بعد من كيان فارسي، وبالتالي كان لا بد من بتره إنقاذا لليمن، خشية أن يتحول إلى ما آل إليه العراق أو سورية.. إلخ، وفي ضوء إدراك اليمنيين للحراك الإيراني الحوثي وأهدافه، لم يكن مستغربا ذاك التحرك الشعبي اليمني في عدن وفي غيرها والمساند للشرعية ولعاصفة الحزم وللقيادة السعودية.
لم نكن يوما دعاة حرب، ولكن هؤلاء سعوا إلينا وهددوا معاقلنا، وكان لزاما أن نوقف شرهم في عقر دارهم، خاصة عندما استنجدت واستجارت القوة الشرعية اليمنية بنا وبدول الخليج بعد الله سبحانه. وسيكتب التاريخ إن شاء الله أننا لم نكن يوما ساعين للحرب، وسيكتب للأجيال القادمة أن الحرب سعت إلينا وحاولت المساس بأمننا.
لا شك أن "عاصفة الحزم" لم تكن لتبدأ بهذه القوة لولا الله ثم دعوة من الرئيس الشرعي اليمني "عبد ربه منصور هادي"، ولكن المملكة العربية السعودية -وبحول الله وقوته- لم تكن لتسكت على استفزاز الحوثيين الذي حصل خلال مناورات عسكرية قاموا بها على حدود المملكة العربية السعودية.. فأولئك أرادوا بالمملكة العربية السعودية شرا كما أرادوه بأهلهم.. وتمادوا في غيهم.. لقد خيل إليهم أنهم قادرون على إزعاج عملاق بحجم المملكة العربية السعودية، واعتقدوا أنهم وهم قلة ضعفاء بإمكانهم إيقاع الأذى بنا، لقد كان لزاما علينا أن نريهم قدرهم وهوانهم وقلة حيلتهم.
كان الأجدر بهذه الشرذمة وتلك الدولة -إيران- المحركة للإرهاب العالمي أن يدركا -إن كان لديهم حكماء- أن دولة كالمملكة العربية السعودية لم تكن يوما ضعيفة، ولم يكن الجبن من طباع رجالها، وأن محاولاتهم الفاشلة لإيقاع الأذى لن تجلب عليهم إلا الدمار.. كان على هؤلاء أن يدركوا أن رجالنا يضرب بهم المثل في رجولتهم وفي شجاعتهم .. سواء كانوا في ساحة الحرب أم كانوا خارجها.. بل كان عليهم أن يدركوا أن كل الشعب السعودي نسائه قبل رجاله يعدون أنفسهم جنودا يدافعون عن بلادهم، سواء كنا في شرق البلاد أو شمالها أو وسطها أو غربها أو في جنوبها.
منذ أشهر عدة كنت قلقة من هؤلاء فكتبت طالبة التحرك لمواجهتهم وعدم تركهم يعيثون في الأرض فسادا فكان مما قلت: (الحوثيون الذين يغض البعض منا الأنظار عنهم هم أشد خطرا مما يظنون، فهم وحوش يرتدون ثياب بشر، وسرعان ما سيشتد عودهم لو تجاهلهم العالم وتركهم يتكاثرون ويصبحون فيروسا مستهجنا يصعب القضاء عليه، وتحركاتهم على الأرض اليمنية تبين توجههم المدمر)..
نعم كنت قلقة مع يقيني أن الله سبحانه سخر لنا رجالا لن يتركونا لقمة سائغة لهؤلاء أو لغيرهم.. ومع يقيني أن الليل مهما طال فلا بد من طلوع الفجر، وأن حراك سياسيا أو عسكريا سيوقفهم لا محالة، فكان الحراك السياسي نشطا ومحفزا لأي سياسي فطن يدرك قيمة الاتفاقات الدولية ويلتزم بمقتضاها، خاصة لو تمت على يد قادة دول مثل دول مجلس التعاون الخليجي العربي، ولكن تلك الجماعة اغترت بنفسها مع ضعفها وقلة حيلتها.. فارتدوا على أعقابهم خائبين.
كان على هؤلاء إدراك أن أمن الحجاج والمعتمرين مناط بعد الله سبحانه بالمملكة العربية السعودية، ورد أمثالهم ليس الهدف منه الدفاع عن بلادنا ومواطنيها فقط بل هو موجه لحماية كل من أقبل علينا معتمرا أو حاجا، بل لكل من أقبل علينا مقيما... وبالتالي فردنا على تحركاتهم المستفزة والوقحة عبر الحدود السعودية لا بد أن يكون موجعا وفي الصميم.
اللهم ربي يا وهاب أيد قادتنا وجنودنا البواسل بنصرك المؤزر وردهم إلينا سالمين غانمين، ورد كيد أعدائنا في نحورهم مخذولين، إنك ولي ذلك والقادر عليه.