السعودية إنتصرت في أول 15 دقيقة من عاصفة الحزم عندما حيّدت طائرات ومطارات عفاش وأظطرته أن يأتي لحدودنا بقوات فردية راجلة وأسلحة متواضعة في حرب عصابات يائسة لن يجني منها شئ .
الحقيقة التي يجب ان تعلموا عنها أن صنعاء كانت ستسقط في يومين لو تحركت الجحافل السعودية المحتشدة على الحد ولن يوقفها شئ لأن العدو لايملك شئ يوقف به القوة الضاربة من الأرض والجو , لكن إسقاط صنعاء وغيرها سيكون له ثمن وهي أن قوات عفاش ستتحول لعصابات تستنزف القوات السعودية لو دخلت اليمن ذلك الوقت وبصورة أكبر بكثير من حرب العصابات في الوضع الحالي , لأن معرفة الأرض وصعوبة التضاريس وخطوط التموين ودس الأتباع وغيرها من أساليب ستكون لصالح عفاش ولن تجلب له النصر لكنها ستستنزف قواتنا بقوة لأن قوات عفاش والحوثي ذلك الوقت لم تتعرض للإستنزاف كوضعنا الحالي .
ونتذكر أمريكا وهي القوة العظمى أسقطت دولة العراق بشكل كامل في أسبوع لكنها عانت بعد النصر الحاسم من حرب إستنزاف إستمرت 5 سنوات , جعلته درس أن لاتتدخل برياً في أي مكان خارج أراضيها , كذلك نتذكر النموذج الليبي عندما زج بقوات غير منظمة وغير منسقة وبصورة مستعجلة , نعم أسقطوا القذافي لكنهم دمروا ليبيا في حروب بينهم جعلت الليبين يترحموا على زمن القذافي رغم ظلمه وتعسفه .ً
الدرس الأمريكي والليبي تمثّل لصانع القرار العبقري عندنا , لذلك أسس جيش يمني قوي وسلّحه وصبر عليه ودربّه وجعل قوات عفاش والحوثي أثناء هذه المهمة العبقرية تعيش هي حرب الإستنزاف وليس العكس , مع الصبر على خربشات القط على حدنا وتلقينه درس قاسي كلما تجرأ على وطء ترابناالطاهر , الآن مع إكتمال تسليح الجيش اليمني وإكتمال تشكيلاته أفراداً وسلاح , وجعل ميزان القوة له بنسبة لاتقل عن 3 الى 1 , مقابل قوات عفاش والحوثي , هذه النسبة كانت بعد تسليح الجيش اليمني وتدريبه وبالطبع بعد إضعاف وإنهاك قوات الحوثي وعفاش التي أستنزفت طوال سنة ونصف وسّرع ذلك من وتيرة الوصول لهذه النسبة .
أريدكم أن تقارنوا بين القرارين وهي التسرع في دخول صنعاء رغم سهولته لكن بدراسة مايلحق ذلك مع وجود قوات عفاش والحوثي الغير منهكة والتي ستتحول لعصابات تستنزفنا لو دخلنا اليمن , أو القرار الثاني وهي بناء جيش يمني مع جعل نسبة تفوقه 3 الى 1 مع إستنزاف طويل لقوات الحوثي وعفاش واضعافها بدرجة كبيرة وتأخير دخول صنعاء لتكون المسمار الأخير في نعش قوات الحوثي وعفاش .
نهاية الخطة هي دخول صنعاء وقد تشارك فيه قوات كبيرة من التحالف لكنها لن تبقى طويلاً بفضل وجود الجيش اليمني القوي والذي سيحمي أرضه , هذه الخطة لن تتعرض لمضايقات جدية حوثية عفاشية بفعل ماذكرته من إنهاك وإستنزاف سابق .