عدن تايم/ متابعات لم يشهد اليمن في تاريخه الحديث تسارعا للأحداث الكبرى بالقدر الذي شهده خلال الأشهر الثمانية عشرة الماضية.
فما كاد اليمنيون وجيرانهم العرب يتصورون في سبتمبر/أيلول 2014 أن أزمة هذا البلد أخذت طريقها إلى الحل بعد توافق المكونات السياسية كافة في مؤتمر الحوار الوطني، وما تلاه من انهيار للحكومة تحت وطأة هبة شعبية مناهضة للفساد في الشهر نفسه، حتى تقدم الحوثيون المعروفون بحركة أنصار الله إلى صدارة المشهد.
فقاموا بإملاء تعديلات على مخرجات الحوار الوطني الشامل عرفت باسم "اتفاق السلم والشراكة"، ثم استثمروا مناخ الفوضى المرافق للاحتجاجات الشعبية ليخرجوا من مناطق نفوذهم التقليدية في صعدة وعمران ويستولوا يوم 24 سبتمبر/أيلول على مرافق الدولة من أمن ومخابرات في صنعاء، إضافة إلى أسلحة الجيش وصواريخه، تحت سمع وبصر الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته.
وتجرأ الحوثيون بعد ذلك على القيام بما هو أهم: رفض مسودة الدستور الاتحادي الجديد المتوافق عليها بمؤتمر الحوار، ومحاولة إدخال تعديلات عليها، وهو ما رفضه هادي وأعلن استقالته بعدها.
فكان ذلك سببا لوضعه ورئيس الحكومة في الإقامة الجبرية، بالتزامن مع اصطدام الحوثيين بباقي الأحزاب اليمنية في الشارع، باستثناء حلفائهم الجدد من أنصار الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
فتح شهية
وفتحت تلك التطورات شهية الحوثيين كي يضفوا طابعا رسميا على انقلابهم على سلطة هادي ومصادرة شرعيتها. فنشروا في ديسمبر/كانون الأول 2014 إعلانا دستوريا يتضمن حل البرلمان وتشكيل مجلس ثوري وهيئات أمنية عليا غير منصوص عليها في الدستور، ثم فتحوا الباب لعلاقات مباشرة ومفتوحة مع إيران، وهو ما قوبل برد فعل خليجي ودولي تمثل في سحب السفراء ورفع القضية إلى مجلس الأمن.
ومع نجاح الرئيس هادي في الفرار إلى عدن -ثاني مدن البلاد- في فبراير/شباط 2015، أصيب مخطط الحوثيين "المتدحرج" -على ما قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله- في مقتل.
فأعلن عودته عن الاستقالة واعتبر صنعاء عاصمة محتلة، وبدأ بتجميع القوات الموالية للشرعية مقابل التحاق العسكريين من الموالين للرئيس المخلوع علي صالح بحلفائهم الحوثيين.
ولم يمض وقت حتى كان الحوثيون يهددون عدن، مما دعا الشرعية اليمنية لطلب الدعم العسكري الخليجي، فكانت عملية "عاصفة الحزم" يوم 26 مارس/آذار 2015 وتلتها عملية "إعادة الأمل" المتواصلة إلى اليوم.
التغطية التالية تعرف بأبرز تطورات الصراع داخل اليمن وحوله خلال الشهور الثمانية عشرة الماضية. كما تعرف بنشاط تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة، وبالوضع الإنساني الناجم عن الحرب، إضافة إلى استقراء آفاق المفاوضات وفرص تحقيق السلام.
الجزيرة نت