اتفاق خليجي على توحيد الخطاب الإعلامي بشأن اليمن
اتفق وزراء الإعلام بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أمس الخميس، على تنسيق الخطاب الإعلامي بشأن اليمن في ضوء انتهاكات الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لها لحقوق الإنسان باليمن والاعتداءات المتكررة على الحدود الجنوبية السعودية.
وأكد الوزراء في اجتماعهم الاستثنائي الذي عقد بمطار قاعدة الرياض الجوية عمق العلاقات الأخوية الراسخة التي تربط بين دول مجلس التعاون واستمرار التنسيق والتشاور بينها، في مختلف المجالات، وفي المجال الإعلامي على وجه الخصوص.
وترأس وفد الدولة في الاجتماع الدكتور سلطان بن أحمد سلطان الجابر وزير دولة، رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للإعلام.
وقال وزير الإعلام السعودي، عادل الطريفي رئيس الدورة الحالية للجنة وزراء الإعلام بدول المجلس في مؤتمر صحفي في ختام الاجتماع: إن «الاجتماع تمخض عن اتفاق على تنسيق الخطاب الإعلامي الخليجي بشأن اليمن وعكس الصورة الحقيقية لما تقوم به الميليشيات الحوثية من انتهاكات ترقى إلى مستوى جريمة حرب، وتعطيل وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين من القتال».
وأكد أهمية اضطلاع وسائل الإعلام في دول مجلس التعاون بدورها في كشف ممارسات الحوثيين وأعوانهم في اليمن، خاصة عمليات القتل المتواصلة للمدنيين واستهداف المنشآت الصحية والتعليمية، إضافة إلى أعمال النهب والسلب للمواد الإغاثية والإنسانية والمماطلة في المشاورات التي يقودها المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ.
وأشار إلى أن الاجتماع ناقش سبل تعزيز التعاون في المجال الإعلامي والعمل على مواكبة التغيرات التي تحدث في هذا المجال بتطوير الأدوات والآليات التي تمكن من التعامل مع الأحداث والقضايا، وعكس مواقف دول المجلس تجاهها إلى العالم الخارجي.
وأكد وزير الإعلام الطريفي عدم صحة ما تردد حول سعى المملكة إلى الاستثمار في الإعلام الخارجي ،أو الاستحواذ على وسائل إعلام خارجية ،بهدف التأثير في الرأي العام، مؤكدا أن الشبكات الإعلامية السعودية تعد الأكثر حضورا وقوة، ومتوعدا باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد أي وسيلة تشيع الفتنة أو الطائفية.
وقال الطريفي: إن آلية العمل الخليجي ستتحول من ردود أفعال إلى إطلاق مبادرات مستقلة ؛ لتقطع الطريق على كل من يحاول المساس أو تشويه صور وأعمال دول المجلس. وأضاف «إننا قررنا الاعتماد على الكفاءات الوطنية الخليجية ، حيث إنه من واجبنا فضح زيف النظام الإيراني وإبراز جرائمه الفظيعة ومحاولته تفكيك الدول»، مؤكدا «أن النظام الإيراني يستهدف المدنيين العرب في سوريا واليمن والعراق».
وذكر أن مخرجات وتوصيات الاجتماع أكدت حرص الوزراء على الدفع بالعمل الإعلامي الخليجي المشترك إلى الأمام وتعزيزه وتطويره حيث تمت مناقشة أداء وزارات الإعلام الخليجية داخل دول المجلس وما تقدمه للمواطن الخليجي، مشيرا إلى أن الوزراء أدانوا بالإجماع الانتهاكات التي تمارسها الميليشيات الحوثية على الحدود الجنوبية للمملكة بواسطة المقذوفات والصواريخ البالستية التي تطلقها من داخل الأراضي اليمنية.
ومن جانبه قال الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني إن الاجتماع تطرق إلى التعاون الإعلامي القائم بين دول المجلس وآلياته في الملفات كافة مع التركيز على الملف الإعلامي المتعلق بالشأن اليمني.
وأكد الزياني وجود برامج إعلامية مشتركة بين دول المجلس، وأن الأمانة العامة للمجلس تقوم بدور التنسيق وإبراز محصلة العمل الخليجي المشترك بين أجهزة الإعلام في دول المجلس، مبيناً أن الاجتماع ناقش أداء وزارات الإعلام والعمل على تطوير التعاون القائم، وتوحيد الخطاب الإعلامي الخليجي تجاه مختلف القضايا.
وأشار إلى أن الوزراء بحثوا في الاجتماع سبل تطوير التعاون الإعلامي بين دول المجلس وجعله مسانداً رئيسياً لمواقفها الموحدة حيال مختلف الأحداث السياسية الإقليمية والدولية.
وشدد الوزراء في البيان الصحفي الذي صدر في ختام الاجتماع، على أهمية الاجتماع الذي يأتي في ظل التطورات المتسارعة إقليمياً التي تحتم على دول المجلس تفعيل دور الأجهزة الإعلامية، وتنفيذ خطط تكاملية مشتركة لجعل الإعلام مسانداً رئيسياً للعمل السياسي بشكل عام.
وأشار البيان إلى أن الوزراء بحثوا عدداً من الموضوعات الإعلامية التي تدعم مسيرة العمل الإعلامي المشترك بين دول المجلس، من بينها تعميق وترسيخ الهوية الخليجية وتدعيم روابط المجتمع الخليجي، وتعزيز أمنه واستقراره وسلامته.
كما تدارسوا تطورات الأوضاع الإنسانية في اليمن والانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح من استهدافهم المدنيين والقصف المتعمد للمناطق السكنية والمرافق الطبية وغيرها من الأماكن المحرم استهدافها في القانون الدولي.
كما أشاروا إلى استخدام الميليشيات الحوثية والقوات الموالية لصالح الألغام المحرمة دولياً والحصار الجائر ضد مدينة تعز والتعطيل المتعمد للعمليات الإغاثية للشعب اليمني الذي يعاني أوضاعاً معيشية صعبة يحتاج فيها إلى المعونات الطبية والغذائية التي يرسلها بشكل دوري مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وجمعيات الهلال الأحمر والجمعيات الخيرية بدول المجلس، إضافة إلى المنظمات الإنسانية الدولية.
وأكد الوزراء أن تعطيل هذه الأعمال الإنسانية يشكل جريمة حرب أخرى في ضوء قواعد القانون الدولي، ناهيك عن الخروج على القيم العربية والإسلامية والإنسانية.
وشدد الوزراء على أهمية دور الإعلام في إبراز الجهود الإنسانية التي تهدف إلى رفع المعاناة عن الشعب اليمني وجهود قوات التحالف العربي بقيادة السعودية لإعادة الشرعية في اليمن، وفقاً للقرارات الدولية والقانون الدولي واستجابة إلى طلب حكومته الشرعية بقيادة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
واستنكر الوزراء تعنت ميليشيات الحوثي والقوات الموالية لعلي عبدالله صالح وسعيها لعرقلة إعادة المشاورات السياسية التي تشرف عليها الأمم المتحدة بمتابعة حثيثة من المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والهادفة إلى إعادة الأمن والاستقرار والسلام إلى اليمن بقيادة حكومته الشرعية استناداً إلى المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216.
ودان الوزراء الاعتداءات العشوائية من ميليشيات الحوثي والقوات الموالية لعلي عبدالله صالح على المناطق الجنوبية الحدودية للسعودية مع اليمن، والتي استهدفت السكان المدنيين وتشكل جرائم حرب وانتهاكاً صارخاً لقواعد القانون الدولي وبالأخص الأحكام الخاصة بحماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة.
وأكد الوزراء ضرورة تحمل أجهزة الإعلام بدول المجلس مسؤولية كشف جميع الجرائم التي ترتكبها ميليشيات الحوثي والقوات الموالية لصالح، أمام الرأي العام العربي والدولي، وفق منهجية إعلامية متنوعة الوسائل والأدوات مع أهمية تنسيق وتوحيد الخطاب الإعلامي الخليجي.