تطورات المعارك في تعز تعيق التوصل الى حل سياسي
توباز برس - أخبار محلية
اقتحمت القوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي القصر الجمهوري في تعز الذي يسيطر عليه الحوثيون وقوات الرئيس السابق صالح، وجرى الاقتحام بغطاء جوي من طائرات التحالف العربي. مع بدء أعمال اللجنة الفنية التي ستضع جدول أعمال المفاوضات المنتظرة بين الحكومة اليمنية والحوثيين، برزت الأحداث في محافظة تعز لتعصف بالآمال الضعيفة التي كانت تتشكل حول إمكانية التوصل لحل ترعاه الأمم المتحدة، بعد أن فشلت طوال سبعة أشهر في جمع الطرفين حول طاولة واحدة. الأمم المتحدة كانت اضطرت إلى تأجيل موعد المباحثات التي كانت مقررة نهاية هذا الشهر، بعد بروز خلافات كبيرة بين الجانبين، ولهذا اقترحت تشكيل لجنة فنية من الطرفين تعمل مع المنظمة الدولية من أجل التوصل إلى جدول أعمال واضح لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216. لكن التطورات على الارض تبدو أكثر قدرة على دفع مسار الأوضاع في اليمن نحو الخيار العسكري، وتؤكد هشاشة آمال السلام المعلقة على المباحثات المنتظرة منتصف الشهر المقبل. الحكومة اليمنية التي حقق مقاتلوها تقدما ملحوظا خلال الأيام الماضية في معركة مدينة تعز تحديدا لا تخفي رغبتها في حسم المواجهة عسكريا، وهو ما أكده نائب الرئيس، رئيس الوزراء خالد بحاح الذي قال إن تحرير تعز أولوية لدى حكومته وإن التحرك نحو هذه الغاية بدأ بالفعل قبل فترة، بالسيطرة على مضيق باب المندب وذباب، لكنه أعاد أسباب بطء هذه العملية إلى الأوضاع الأمنية في مدينة عدن، والطبيعة الجغرافية لمدينة تعز، مؤكداً أن خطط تحرير المدينة جاهزة وسوف يكون التحرك من اتجاهات مختلفة. نائب الرئيس اليمني قدم تطمينات لحزب الإصلاح ذي التوجهات الإخوانية وقال إن ما ينقل عن أن وجود مقاتلين لهذا الحزب يشكل أحد عوائق الحسم العسكري غير صحيح؛ لأن اليمن أكبر من أي مكون سياسي، وزاد على ذلك بأن أكد تشجيع حكومته لكل المكونات المجتمعية للإسهام في استعادة الدولة من أيدي المليشيات، لأن كل المكونات في الظروف الحالية في مركب واحد.. ومع أن نائب الرئيس اليمني وصِف لدى المصادر الدبلوماسية بأنه الأكثر مرونة في التعامل مع دعوات الحل السياسي، الا أنه ظهر هذه المرة أكثر تشددا تجاه الوضع المأساوي في تعز، مؤكداً عدم إمكانية "القول لمن يريد أن يسهم في عملية استرجاع الدولة من مليشيات الغدر التابعة للحوثي وصالح، أنت غير مرحب بك، بل كل من شارك مشكور، وتضحياته محل تقدير"، وجزم أنه لا توجد اي تحفظات على دعم "المقاومة" في تعز.. ولان الحكومة اليمنية قبلت على مضض دعوة الأمم المتحدة لحضور المباحثات المنتظرة مع الحوثيين، فإن المسؤولين بمختلف مستوياتهم لا ينكرون أنهم لا يثقون بالحوثيين والرئيس السابق، وأن ذهابهم إلى هذه المحادثات هو لإسقاط أي ذرائع عن رفضهم لخيار الحل السياسي ولتجنب المزيد من الضغوط الدولية، لكن عينهم على الحسم العسكري، وهي رؤية تشاركهم فيها السعودية التي تقود التحالف العربي ضد الحوثيين.. وتكتسب تعز أهميتها من كونها أكبر تجمع سكاني في اليمن ومن أنها تضم أكبر نسبة من المتعلمين والسياسيين الذين تولوا مناصب رفيعة في دولتي الجنوب والشمال، وهي أيضا المركز الصناعي في البلاد، ومنها أكبر رجال الأعمال، كما أنها ظلت ومنذ ستينيات القرن الماضي مركزا للأنشطة السياسية والثقافية، ونقطة ارتكاز بين جنوب اليمن وشماله، إلى جانب أنها تشرف على مضيق باب المندب، أحد أهم طرق الملاحة البحرية الدولية .. وبسبب هذه الاهمية وقوة تأثير تعز على مجمل الأوضاع السياسية في اليمن، فإن الرئيس السابق علي عبد الله صالح وصل إلى السلطة قادما من تعز، حيث كان قائد الجيش فيها عند اغتيال الرئيس الأسبق إبراهيم الحمدي، كما أن المحافظة أوقدت شرارة الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام حكم الرجل(صالح) في 2011، ولهذا نقل عنه القول إن المعركة الحقيقية مع التحالف هي في تعز لأن من ينتصر فيها سينتصر في بقية المناطق.. الاستعدادات العسكرية في تعز ازدادات بشكل ملحوظ خلال الأسبوعين الأخيرين حيث تواصل بوارج وطائرات التحالف قصف مواقع وتجمعات الحوثيين في أكثر من جبهة داخل المحافظة، كما تواصل تزويد المسلحين المؤيدين للحكومة والمعروفين باسم "المقاومة الشعبية" بالأسلحة والأموال، حتى بلغ عدد المقاتلين الملتحقين بصفوفها 35 ألف شخص، يقاتل منهم اليوم 20 ألفا في مختلف الجبهات، في حين يتلقى بقية المتطوعين تدريبات قتالية في معسكرات مخصصة لهذا الغرض تمهيداً لالحاقهم بالجبهات. قادة المسلحين المؤيدين للحكومة يجزمون بأن خصومهم يدركون أن تحرير تعز يعني بداية لتحرير محافظات شمال اليمن كلها، ويفسر ذلك حجم القوات الكبيرة التي دفع بها الحوثيون وصالح إلى تعز، إذ أن خسارتهم للمدينة يعني عمليا سقوط مدينة إب المجاورة، ويجعل هؤلاء في محافظة ذمار التي لا تبعد عن صنعاء سوى مائة كيلومتر. توقن السلطة في اليمن أن لا معنى لأي حل سياسي، وأن الخيار العسكري وحده القادر على استعادة الدولة ومنع الحوثيين من التحول إلى قوة مسلحة تتحكم بمصير البلاد، واستنساخ تجربة حزب الله في لبنان.
توباز برس - أخبار محلية
اقتحمت القوات الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي القصر الجمهوري في تعز الذي يسيطر عليه الحوثيون وقوات الرئيس السابق صالح، وجرى الاقتحام بغطاء جوي من طائرات التحالف العربي. مع بدء أعمال اللجنة الفنية التي ستضع جدول أعمال المفاوضات المنتظرة بين الحكومة اليمنية والحوثيين، برزت الأحداث في محافظة تعز لتعصف بالآمال الضعيفة التي كانت تتشكل حول إمكانية التوصل لحل ترعاه الأمم المتحدة، بعد أن فشلت طوال سبعة أشهر في جمع الطرفين حول طاولة واحدة. الأمم المتحدة كانت اضطرت إلى تأجيل موعد المباحثات التي كانت مقررة نهاية هذا الشهر، بعد بروز خلافات كبيرة بين الجانبين، ولهذا اقترحت تشكيل لجنة فنية من الطرفين تعمل مع المنظمة الدولية من أجل التوصل إلى جدول أعمال واضح لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216. لكن التطورات على الارض تبدو أكثر قدرة على دفع مسار الأوضاع في اليمن نحو الخيار العسكري، وتؤكد هشاشة آمال السلام المعلقة على المباحثات المنتظرة منتصف الشهر المقبل. الحكومة اليمنية التي حقق مقاتلوها تقدما ملحوظا خلال الأيام الماضية في معركة مدينة تعز تحديدا لا تخفي رغبتها في حسم المواجهة عسكريا، وهو ما أكده نائب الرئيس، رئيس الوزراء خالد بحاح الذي قال إن تحرير تعز أولوية لدى حكومته وإن التحرك نحو هذه الغاية بدأ بالفعل قبل فترة، بالسيطرة على مضيق باب المندب وذباب، لكنه أعاد أسباب بطء هذه العملية إلى الأوضاع الأمنية في مدينة عدن، والطبيعة الجغرافية لمدينة تعز، مؤكداً أن خطط تحرير المدينة جاهزة وسوف يكون التحرك من اتجاهات مختلفة. نائب الرئيس اليمني قدم تطمينات لحزب الإصلاح ذي التوجهات الإخوانية وقال إن ما ينقل عن أن وجود مقاتلين لهذا الحزب يشكل أحد عوائق الحسم العسكري غير صحيح؛ لأن اليمن أكبر من أي مكون سياسي، وزاد على ذلك بأن أكد تشجيع حكومته لكل المكونات المجتمعية للإسهام في استعادة الدولة من أيدي المليشيات، لأن كل المكونات في الظروف الحالية في مركب واحد.. ومع أن نائب الرئيس اليمني وصِف لدى المصادر الدبلوماسية بأنه الأكثر مرونة في التعامل مع دعوات الحل السياسي، الا أنه ظهر هذه المرة أكثر تشددا تجاه الوضع المأساوي في تعز، مؤكداً عدم إمكانية "القول لمن يريد أن يسهم في عملية استرجاع الدولة من مليشيات الغدر التابعة للحوثي وصالح، أنت غير مرحب بك، بل كل من شارك مشكور، وتضحياته محل تقدير"، وجزم أنه لا توجد اي تحفظات على دعم "المقاومة" في تعز.. ولان الحكومة اليمنية قبلت على مضض دعوة الأمم المتحدة لحضور المباحثات المنتظرة مع الحوثيين، فإن المسؤولين بمختلف مستوياتهم لا ينكرون أنهم لا يثقون بالحوثيين والرئيس السابق، وأن ذهابهم إلى هذه المحادثات هو لإسقاط أي ذرائع عن رفضهم لخيار الحل السياسي ولتجنب المزيد من الضغوط الدولية، لكن عينهم على الحسم العسكري، وهي رؤية تشاركهم فيها السعودية التي تقود التحالف العربي ضد الحوثيين.. وتكتسب تعز أهميتها من كونها أكبر تجمع سكاني في اليمن ومن أنها تضم أكبر نسبة من المتعلمين والسياسيين الذين تولوا مناصب رفيعة في دولتي الجنوب والشمال، وهي أيضا المركز الصناعي في البلاد، ومنها أكبر رجال الأعمال، كما أنها ظلت ومنذ ستينيات القرن الماضي مركزا للأنشطة السياسية والثقافية، ونقطة ارتكاز بين جنوب اليمن وشماله، إلى جانب أنها تشرف على مضيق باب المندب، أحد أهم طرق الملاحة البحرية الدولية .. وبسبب هذه الاهمية وقوة تأثير تعز على مجمل الأوضاع السياسية في اليمن، فإن الرئيس السابق علي عبد الله صالح وصل إلى السلطة قادما من تعز، حيث كان قائد الجيش فيها عند اغتيال الرئيس الأسبق إبراهيم الحمدي، كما أن المحافظة أوقدت شرارة الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام حكم الرجل(صالح) في 2011، ولهذا نقل عنه القول إن المعركة الحقيقية مع التحالف هي في تعز لأن من ينتصر فيها سينتصر في بقية المناطق.. الاستعدادات العسكرية في تعز ازدادات بشكل ملحوظ خلال الأسبوعين الأخيرين حيث تواصل بوارج وطائرات التحالف قصف مواقع وتجمعات الحوثيين في أكثر من جبهة داخل المحافظة، كما تواصل تزويد المسلحين المؤيدين للحكومة والمعروفين باسم "المقاومة الشعبية" بالأسلحة والأموال، حتى بلغ عدد المقاتلين الملتحقين بصفوفها 35 ألف شخص، يقاتل منهم اليوم 20 ألفا في مختلف الجبهات، في حين يتلقى بقية المتطوعين تدريبات قتالية في معسكرات مخصصة لهذا الغرض تمهيداً لالحاقهم بالجبهات. قادة المسلحين المؤيدين للحكومة يجزمون بأن خصومهم يدركون أن تحرير تعز يعني بداية لتحرير محافظات شمال اليمن كلها، ويفسر ذلك حجم القوات الكبيرة التي دفع بها الحوثيون وصالح إلى تعز، إذ أن خسارتهم للمدينة يعني عمليا سقوط مدينة إب المجاورة، ويجعل هؤلاء في محافظة ذمار التي لا تبعد عن صنعاء سوى مائة كيلومتر. توقن السلطة في اليمن أن لا معنى لأي حل سياسي، وأن الخيار العسكري وحده القادر على استعادة الدولة ومنع الحوثيين من التحول إلى قوة مسلحة تتحكم بمصير البلاد، واستنساخ تجربة حزب الله في لبنان.