قالت "المخلوع" لن يحكم ومفاوضات جارية لإخراجه.. والإمارات قامت بدور مهم
رويترز: دفة الحرب في اليمن تتحول لصالح الرياض.. والتزام التحالف بدأ يؤتي ثماره
بندر الدوشي- سبق: بعد تقارير غربية وغير منصفة شككت في نجاح التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن ورسمت صور قاتمة عن الأحداث فيه، وصورت التحرك بأنه طائفي ورأت بأن تنظيم القاعدة سيترعرع في اليمن على ضوء الأحداث هناك، قدمت وكالة رويترز للأنباء تحليلا خاصا عن الأحداث في الجار الجنوبي للمملكة، حمل عنوانا كبيرا بأن دفة الحرب في اليمن تتحول لصالح الرياض.
وقالت الوكالة في تحليلها: "فجأة حولت موجة حرب اليمن غير الحاسمة اتجاهها لتعطي دفعة معنوية وربما قوة دفع عسكرية حاسمة للقوات المدعومة من دول الخليج العربية والتي تسعى لكسر شوكة الحوثيين الذين تراهم ألعوبة في يد إيران، ويقف ضياع ميناء عدن الجنوبي الاستراتيجي من يد الحوثيين في غضون أيام قلائل شاهدا على هذا التحول".
وأضافت: "كانت جماعة الحوثي يوما جماعة مغمورة تنشط في الريف قبل أن تستقطب الأضواء العامة السنة الماضية ثم تصبح لها اليد العليا في حرب أهلية على مدى أربعة أشهر، والخطوة القادمة ستحدد مصير استقرار بلد تعتمل فيه أجواء التنافس بين القوتين الإقليميتين السعودية وإيران ويطل على طرق بحرية مهمة ويوفر ملاذا لأجرأ أجنحة تنظيم القاعدة".
ونقلت الوكالة العالمية عن عبد الخالق عبد الله خبير العلوم السياسية بالإمارات العربية المتحدة قوله إن دول الخليج العربية ترى في اليمن أرضا تثبت فيها عزيمتها على مواجهة طهران، مشيرا إلى إن السيطرة على عدن الأسبوع الماضي تبرهن على قوة هذا العزم.
وأضاف "إذا كانت أمريكا وإيران على وفاق الآن.. فهذا يصور ما هو آت - نحن مستعدون للدفاع عن حلبتنا" في إشارة إلى الاتفاق النووي الذي توصلت إليها القوى العالمية الكبرى مع إيران والذي يمكن أن يمهد لتقارب بينها وبين الولايات المتحدة.
ومضى قائلا: "في هذه اللعبة التي تكون محصلتها صفرا تحول ميزان القوى بالمنطقة لصالح دول الخليج بعد خسارة إيران في اليمن".
وأشارت الوكالة إلى أن آلاف من أفراد القوات المناهضة للحوثيين تمكنوا من انتزاع السيطرة على عدن لأسباب منها جهد عسكري أعدت له دول الخليج العربية على مدى أسابيع طويلة ودربت لأجله متطوعين يمنيين, ونشرت الدول الخليجية بما فيها السعودية والإمارات بعضا من قواتها الخاصة وساندت المجهود الحربي بمئات من الضربات الجوية.
* التحالف مع صالح
واستطردت: "لكن ما تحقق من تقدم ربما يعود في جانب منه لجهود إضعاف دعامة رئيسية من دعائم قوة الحوثيين تتمثل في التحالف مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي تدين له بالولاء وحدات بالجيش ربما كانت أقوى قوة عسكرية في البلاد، وتكمن جذور هذه العلاقة في التكتيك لا في التعاطف الأيديولوجي. فصالح والحوثيون كانا يوما خصمين عتيدين لكن جمعت بينهما العام الماضي قضية مشتركة ضد أعداء مشتركين، وهذه الخطوة التي تتماشى مع التحولات المستمرة على الساحة السياسية باليمن أعطت الحوثيين تميزا واضحا على أرض المعركة".
ويقول دبلوماسيون وسياسيون يمنيون – طبقاً للتحليل- إن ممثلين عن صالح -الذي حاصر الموالون له عدن مع الحوثيين في مارس وابريل - يتفاوضون مع دبلوماسيين من الإمارات.
وزادت: "فإن كللت الخطوة بالنجاح فقد تعطي قوة دفع حاسمة للدول الخليجية المتحالفة مع الولايات المتحدة التي تدخلت عسكريا في مارس لإعادة السلطة إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي واحتواء نفوذ إيران بالمنطقة".
وقال فارع المسلمي خبير الشؤون اليمنية في مركز كارنيجي للشرق الأوسط "تعمل دول الخليج على التدريب العسكري والتزويد بالسلاح الذي ساق الأحداث في اليمن لكنها تعمل في نفس الوقت من خلف الأبواب على فصل صالح عن الحوثيين."
فيما قال عادل الشجاع القيادي بالحزب الذي يتزعمه صالح في حديث لرويترز إن المفاوضات بين ممثلي الرئيس السابق والولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات "لإيجاد حل سياسي للأزمة... حققت تقدما كبيرا حتى الآن."
وقلل دبلوماسي غربي اتصلت به رويترز من أهمية الاتصالات قائلا إنها تأتي في إطار مناقشات معتادة مع المسؤولين اليمنيين. ونفى حزب صالح عقد أي لقاءات في بيان رسمي وكتب مسؤول بالحزب تغريدة قال فيها إن صالح يعارض فكرة مغادرة البلاد.
وقال سياسي من الحكومة اليمنية إن المحادثات تركزت على رحيل صالح عن اليمن. وكان الرئيس السابق خلال عقوده الثلاثة في السلطة قد نجح في الحفاظ على توازن حساس بين الجماعات المسلحة والجماعات القبلية المتنافسة.
* السياسة رأسا على عقب
وتابع التحليل: "رغم أنه أرغم على التنحي عام 2012 في إطار خطة انتقال سياسي توسط فيها الخليج عقب احتجاجات حاشدة على حكمه ظل صالح لاعبا سياسيا مؤثرا يعمل من خلف الكواليس متمتعا بحصانة بموجب الاتفاق، والآن.. بات مصير صالح محل تساؤل من جديد. وقال دبلوماسي إن صالح "يراهن كدأبه.. لكنه يراهن الآن على البقاء أكثر منه على السلطة".
وأردفت: "أيد صالح الحوثيين عندما سيطروا على العاصمة صنعاء في سبتمبر وزحفوا جنوبا باتجاه عدن مع قوات صالح مما دفع العرب للتدخل في 26 مارس"، ونقلت عن سياسي يمني قوله: "يتحدثون إليه لإخراجه من البلد. هم يدركون أنه ليس بوسعه أن يحكم البلد مرة أخرى لكن بوسعه أن يدمره".
وقال المسؤول لرويترز "أهم شيء هو إعادة تنظيم الجيش من البداية على نحو عصري ووطني وقيام التحالف (الخليجي) بتدريبه على القتال وتزويده بالعديد من المدرعات والمدفعية والأسلحة الآلية الحديثة".
وقال قائد كبير في القوات المناهضة للحوثيين "الموقف انقلب تماما رأسا على عقب بعد المعركة على عدن وسيحدث هذا في الجنوب كله قريبا جدا".
وأضاف أن من المزمع القيام بهجوم آخر في الأيام القادمة في موقع ما بالشمال اليمني حيث تستعر المعارك أيضا بين مقاتلين مدعومين من الخليج وعناصر من الحوثيين.
وعلقت الوكالة: "لكن قوة الدفع قد تتباطأ إن اقترب القتال من العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون إذ أن مناطق وسط وشمال اليمن بمثابة قلعة تأييد لهم مليئة بمؤيدين مسلحين تسليحا كثيفا".
وقال السياسي اليمني إن أربعة وزراء وصلوا يوم الخميس "في إطار المبادرة لإحياء الدولة وإصلاح البنية التحتية وتجديد المؤسسات التي خربتها الهجمات على المدينة".
وأشارت: "لكن التحالف العربي وبخاصة الإمارات -التي يقول مقاتلون محليون إنها اضطلعت بدور قيادي في هجوم عدن- قدم تضحيات لدعم التقدم، فقد سقط ضابطان إماراتيان على الأقل في حين أن تقديم النصح للفصائل المحلية في عدن وإخراج نعش ملفوف بالعلم من طائرة عسكرية في البلاد أبرزا أن التزام التحالف بدأ الآن يؤتي ثماره ويحول مسار الحملة".