مجازفة كبيرة
وعن التدخل البري في اليمن، قال اللواء جمال مظلوم إنه يتعين الانتظار أولاً، والنظر إلى نتائج القصف الجوي إلى جانب قرار الأمم المتحدة ضد الحوثيين ومدى امتثال الحوثيين وأنصار الرئيس السابق على عبدالله صالح لقرار مجلس الأمن، فإذا تم الامتثال ستعود الأمور إلى مجراها.. مؤكدا في الوقت ذاته أن التدخل البري في اليمن صعبا للغاية، واعتبره "مجازفة كبيرة"، خصوصا أن اليمنيين لن يقبلوا بتدخل بري على أراضيهم أو وجود مقاتلين أجانب في حربهم للتحرر من الحوثيين.
ورأى مظلوم أن أفضل حل هو إحياء القوات المسلحة اليمنية؛ سواء من بقايا القوات التي مازالت تؤيد الشرعية أو القوات التي انشقت عن الرئيس السابق علي عبدالله صالح إلى جانب قوات اللجان الشعبية.. وهي المرحلة الحالية التي يعوِّل عليها قوات التحالف حتى تستطيع صنع نصر على الأرض، مشيرا إلى أن مسألة التدخل العسكري مرهونة بمواقف العسكريين ورؤيتهم للأوضاع الميدانية على الأرض.
الجيش اليمني
وذهب الخبير السعودي إبراهيم آل مرعي، إلى تأييد وجهة نظر مظلوم مسبتعدا حدوث تدخل بري، قائلا "لن يتم التدخل بريا في اليمن"، خصوصا أن التحالف "عاصفة الحزم" يقوم بضربات جوية في اليوم الـ21 من العمليات وإلى جانبه قوات القبائل اليمنية والجيش اليمني الموالي لهادي، إلى جانب أن هناك كثير من الألوية العسكرية التي شرعت في الانشقاق وبدأت تنحاز إلى الشرعية.. فعلى سبيل المثال اللواء (2) مشاه، واللواء (11) حرس حدود، واللواء (35) في تعز، واللواء (111) في أبين، واللواء (115) في حضرموت، إلى جانب القبائل الجنوبية و25 مليون يمني رافضين لـ"انقلاب الحوثي والمخلوع صالح"، الذي كان يراد منه السيطرة على اليمن ومقدراته.
وأشار آل مرعي إلى أن الألوية المنحازة للشرعية والقوات الخاصة والقبائل الرافضة للانقلاب، هي التي تنفذ منذ اندلاع "عاصفة الحزم" العمليات البرية، معربا عن استبعاده لفكرة وجود تدخل بري من التحالف، لكنه أكد في الوقت نفسه أن الخيارات كلها مفتوحة، وذلك لأن المخططين العسكرين في الحروب لا يستثنون أي احتمال.
خطوط الإمداد
وشدد على أن المناورات العسكرية السعودية المصرية ليست للتدخل البري في اليمن، لكنها تؤسس لمرحلة عسكرية جديدة مشتركة بين مصر والسعودية تحديدا ومصر ودول الخليج بوجه عام.
واعتقد آل مرعي أن خلال المهلة التي منحها مجلس الأمن لجماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، ستسعى الجماعة إلى تخزين السلاح في مخازن غير معروفة، مشيراً إلى عدم وثوقه في التزام الحوثيين بقرار مجلس الأمن، مشددا على ضرورة أن تكون هناك إجراءات صارمة في متابعة الأسلحة وحركة السفن في منطقة الخليج حتى لا يتم تهريب السلاح إليهم.
وحول وجود قوات برية مصرية في اليمن، قال آل مرعي إنه لا يعتقد ان هناك قوات مصرية برية في السعودية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه لو هناك حاجة لذلك ستكون مصر من أوائل الدول التي ستشارك، مضيفا أن السفن البحرية المصرية مشاركة مع الأسطول الغربي السعودي في فرض حصار بحري على البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن لضمان قطع خطوط الإمداد على الحوثي وصالح، وهناك مشاركة فعلية من قوات الجو، ومن يقول غير ذلك لا يعرف الحقائق، ولا يعلم ماذا يدور فعلياً في التحالف على الأرض والبحر والسماء.
وأكد أنه ليس أمام صالح والحوثيين خيارات كثيرة؛ إما الإذعان لقرار مجلس الأمن، وإما استمرار العمليات العسكرية حتى يتم استئصالهم من المجتمع اليمني.
خسارة إيران
إيران تطرح مبادرة من أربع نقاط لحل الأزمة اليمنية
وحول موقف إيران من التدخل العسكري في اليمن، قال اللواء مظلوم إن إيران لن تستطيع فعل شيء أكثر مما تفعله الآن، وهو نقل الأسلحة للحوثيين، لكن في ظل الحظر الجوي الخليجي والتربص الأمريكي لها، لن تستطيع فعل شيء خصوصاً أن "عاصفة الحزم" مستمرة منذ أكثر من 20 يوماً، ولم تقدم جديدا للحوثيين، مؤكدا أن من يعوِّل على إيران سيخسر.
وعن تجربة مصر السابقة في حرب اليمن في الماضي، قال اللواء مظلوم إنه لا يمكن مضاهاة التجربتين أو مقارنتهما سويا، خصوصا أن مصر الآن تشارك مع أكثر من دولة في القوة العسكرية، لكنه شدد على أن أى تجربة برية لمصر فقط ستكون صعبة وتعد مجازفة كبيرة.
http://arabic.sputniknews.com/opinion/20150416/1014029869.html#ixzz3XVLod7gB