26 جمادى الثانية 1436-2015-04-1512:03 AM
انتصار دبلوماسي وسط اجتماعات سرية محمومة ومتكررة طلبتها روسيا
مكالمة محمد بن سلمان للسفير الروسي تقلب المعادلة وتغيّر الموقف الروسي لاستخدام الفيتو
وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان في لقاء سابق مع السفير الروسي لدى السعوديةعبدالله البارقي– سبق– الرياض: أجرى وزير الدفاع رئيس الديوان الملكي المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، اتصالاً هاتفياً اليوم بسفير روسيا الاتحادية لدى السعودية أوليغ أوزيروف. وجرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين والأوضاع في المنطقة.وعلمت "سبق" أن مكالمة وزير الدفاع بالسفير الروسي كانت قبل ساعات من انعقاد جلسة مجلس الأمن، التي غيّرت المعادلة، وتبدل الموقف الروسي؛ ليتخلى عن استخدام الفيتو أمام مجلس الأمن ضد المبادرة الخليجية لحماية الشرعية في اليمن، ويلتزم الصمت المتبوع بالممانعة المخجلة للتصويت على تأييد المبادرة الخليجية كصوت وحيد في مجلس الأمن. وحصلت "سبق" على معلومات، تكشف عن أن السفير الروسي لدى السعودية أوليغ أوزيروف عقد سلسلة اجتماعات ولقاءات مع وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بطلب من الإدارة الروسية، آخرها اجتماع احتضنته مزرعة الدرعية في قصر العوجا بالرياض قبل أيام، وهذه اللقاءات المتكررة لم يُعلن منها سوى لقاء واحد. الموقف المتخاذلوكما أظهرت المعومات، فإن الهدف من طلب السفير الروسي هذه الاجتماعات المتكررة بوزير الدفاع تمثل في محاولة روسيا سراً حفظ ماء وجهها إزاء موقفها المتخاذل وغير المسؤول من مشروع القرار الخليجي بشأن الأزمة اليمنية وعملية "عاصفة الحزم". المسعى السريوفي محاولة محمومة لتحقيق هذا الهدف كرر السفير الروسي اجتماعاته بوزير الدفاع السعودي قبل انعقاد جلسة مجلس الأمن للتصويت على مشروع القرار الخليجي بشأن اليمن، وسعت روسيا بالتوازي مع المسعى السري لسفيرها في السعودية إلى إعطاء إشارات محبطة وغير إيجابية حول موقفها مع مشروع القرار الخليجي، بما يتناقض تماماً مع جهود السفير الروسي. تحطيم الآمال وبكل ما تشير إليه "عاصفة الحزم" من إباء وتصميم وجدية، وبما يمتلكه من مهارات عالية في التفاوض، حطم الأمير محمد بن سلمان كل آمال روسيا في تحقيق أي مكاسب تعزز صورتها أمام حلفائها في المنطقة، وخلال التصويت على مشروع القرار الخليجي في مجلس الأمن. الالتزام بالمبادرةوتجسدت صلابة الأمير محمد بن سلمان في هذه الاجتماعات في تأكيدات السفير الروسي نفسه حول أن السعودية لن تقبل من كل أطراف الأزمة اليمنية سوى الالتزام بالمبادرة الخليجية التي جرى الاتفاق عليها، وضرورة عودة الشرعية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي لقيادة اليمن. العجز الروسي ولقد تجلت النتائج الإيجابية التي حققتها السعودية في هذه الاجتماعات في الموقف الروسي من التصويت على مشروع القرار الخليجي في مجلس الأمن؛ إذ امتنعت روسيا عن التصويت بدلاً من الرفض الذي كانت تلوح به، في إشارة واضحة للغاية إلى تخليها عن حلفائها وعجزها السياسي والأخلاقي عن حماية جرائمهم ضد الشعب اليمني باستخدام حق الفيتو. إجهاض الحلم وبأغلبية كاسحة في التصويت، بلغت 14 صوتاً بالموافقة، أجهضت الإرادة الدولية حلم روسيا وحلفائها الإيرانيين والحوثيين في السيطرة على اليمن، وظلت روسيا أسيرة مخاوفها من اختلال التوازن في علاقاتها بالقوى الإقليمية في المنطقة، ولاسيما التحالف العربي. المسلك الضار وفي الوقت الذي حاولت فيه روسيا الإبقاء على نفوذ إيران في المنطقة، وألا تفقد زمام الأمور في اليمن، بما ينعكس سلباً على أدائها في المفاوضات النووية مع الدول الكبرى، نجد أنها تجاهلت بل لم تدرك مدى التأثير الجيواستراتيجي لمسلكها في الإضرار بأمن دول المنطقة. الانتصار الدبلوماسي وليس هناك من شك في أن إقرار المشروع الخليجي في مجلس الأمن، وعدم استخدام روسيا للفيتو، شكّل – بحق - انتصاراً دبلوماسياً كبيراً لـ"عاصفة الحزم" وتأكيداً لشرعيتها ولقوة السعودية ودول الخليج والتحالف العربي الساعي لعودة الشرعية في اليمن واستقراره. وكان مجلس الأمن الدولي قد أقر مشروع القرار الخليجي بشأن اليمن، الذي يحمل رقم 2216، بموافقة 14 صوتاً، وامتناع دولة واحدة عن التصويت، هي روسيا. وينص مشروع القرار على فرض تجميد عالمي للأصول، وحظر سفر أحمد صالح الرئيس السابق للحرس الجمهوري في اليمن، وعبدالملك الحوثي زعيم المتمردين الحوثيين. وتضمن مشروع القرار حظراً على السلاح على الرجال الخمسة و"أولئك الذين يعملون بالنيابة عنهم أو بتوجيهات منهم في اليمن"، وهو ما يعني فعلياً المتمردين الحوثيين والعسكريين الموالين للمخلوع صالح. ويدعو المشروع أيضاً الدول الأعضاء، وخصوصاً الدول المجاورة لليمن، إلى تفتيش كل الشحنات المتجهة إلى اليمن، إذا كان لديها أسباب معقولة للاعتقاد بأنها تحتوي على أسلحة متجهة اليمن. ويطالب المشروع المتمردين الحوثيين بوقف القتال، والانسحاب من المناطق التي استولوا عليها، بما في ذلك العاصمة صنعاء. ويعبّر المشروع أيضاً عن القلق من الأعمال المزعزعة للاستقرار من جانب الرئيس المخلوع علي صالح، بما في ذلك دعم تحركات الحوثيين.