حكم المظاهرات في الإسلام أقوال جمهرة من العلماء الراسخين المعتبرين في الأمة
25 يناير، 2012، الساعة 12:22 صباحاً
سلسلة (سبيل المؤمنين)
---2---
حكم المظاهرات في الإسلام
أقوال جمهرة من العلماء الراسخين المعتبرين في الأمة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد
فيقول الله تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)) [النساء : 59].
و يقول الرسول صلى الله عليه و سلم "من أتاكم و أمركم جميع على رجل واحد يريد ان يشق عصاكم او يفرق جماعتكم فاقتلوه (كائنا من كان)" رواه مسلم في صحيحه من حديث عرفجة الاشجعي رضي الله عنه.
* قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله " فالاسلوب الحسن من اعظم الوسائل لقبول الحق. و الاسلوب السيء العنيف من اخطر الوسائل في رد الحق و عدم قبوله او إثارة القلاقل و الظلم و العدوان و المضاربات. و يلحق بهذا الباب ما يفعله بعض الناس من المظاهرات التي تسبب شرا عظيما على الدعاة. فالمسيرات في الشوارع و الهتافات ليست هي الطريق للاصلاح و الدعوة. فالطريق الصحيح بالزيارة و المكاتبات بالتي هي أحسن فتنصح الرئيس و الامير و شيخ القبلية بهذه الطريقة لا بالعنف و المظاهرات. فالنبي صلى الله عليه و سلم مكث في مكة ثلاث عشرة سنة لم يستعمل المظاهرات و لا المسيرات و لم يهدد الناس بتخريب أموالهم و اغتيالهم. و لا شك ان هذا الأسلوب يضر بالدعوة و الدعاة و يمنع انتشارها و يحمل الرؤساء و الكبار على معاداتها و مضادتها بكل ممكن. فهم يريدون الخير بهذا الاسلوب لكن يحصل به ضده. فكون الداعي الى الله يسلك مسلك الرسل و اتباعهم و لو طالت المدة اولى به من عمل يضر الدعوة و يضايقها او يقضي عليها. و لا حول و لا قوة الا بالله" مجلة البحوث الاسلامية – العدد 38 ص 210.
و قال رحمه الله "لا ارى المظاهرات النسائية و الرجالية من العلاج. و لكنها من اسباب الفتن و من اسباب الشرور و من اسباب ظلم بعض الناس و التعدي على بعض الناس بغير حق. و لكن الاسباب الشرعية المكاتبة و النصيحة و الدعوة الى الخير بالطرق السلمية. هكذا سلك اهل العلم. و هكذا اصحاب النبي صلى الله عليه و سلم واتباعهم باحسان. بالمكاتبة و المشافهة مع المخطئين و مع الامير و مع السلطان. بالاتصال به و مناصحته و المكاتبة له دون التشهير في المنابر و غيرها بانه فعل كذا و صار منه كذا. و الله المستعان".
* و قال الشيخ محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله "صحيح ان الوسائل اذا لم تكن مخالفة للشريعة فهي الاصل فيها الاباحة. هذا لا اشكال فيه. لكن الوسائل اذا كانت عبارة عن تقليد لمناهج غير اسلامية فمن هنا تصبح هذه الوسائل غير شرعية. فالخروج للتظاهرات او المظاهرات و اعلان عدم الرضا او الرضا و اعلان التاييد او الرفض لبعض القرارات او بعض القوانين هذا يلتقي مع الحكم الذي يقول الحكم للشعب... اقول عن هذه المظاهرات ليست وسيلة اسلامية... فلا نرى ان هذه الوسيلة تدخل في قاعدة ان الاصل في الاشياء الاباحة لانها من تقاليد الغربيين".
* و قال محمد الصالح العثيمين رحمه الله "المظاهرات امر حادث لم يكن معروفا في عهد النبي صلى الله عليه و سلم، و لا عهد الصحابة رضي الله عنهم. ثم ان فيه من الفوضى و الشغب ما يجعله امرا ممنوعا حيث يحصل فيه تكسير الزجاج و الابواب و غيرها... و يحصل فيه ايضا اختلاط الرجال بالنساء و ما اشبه ذلك من المفاسد و المنكرات... و اما قولهم ان هذه المظاهرات سلمية فهي قد تكون سلمية في اول الامر او في اول مرة ثم تكون تخريبية. و انصح الشباب ان يتبعوا سبيل من سلف فان الله سبحانه و تعالى أثنى على المهاجرين و الأنصار و أثنى على الذين اتبعوهم باحسان".
و قال رحمه الله "عليك باتباع السلف. ان كان هذا موجودا فهو خير. و ان لم يكن موجودا فهو شر. و لا شك ان المظاهرات شر لانها تؤدي الى الفوضى لا من المتظاهرين و لا من الآخرين. و ربما يحصل فيها اعتداء إما على الأعراض و اما على الاموال و اما على الابدان لان الناس في خضام هذه الفوضوية قد يكون الانسان كالسكران ما يدري ما يقول و لا ما يفعل. فالمظاهرات كلها شر".
و قال رحمه الله "و لا نؤيد المظاهرات او الاعتصامات او ما اشبه ذلك. لا نؤيدها اطلاقا. و يمكن الاصلاح بدونها. لكن لا بد ان هناك اصابع خفية داخلية او خارجية تحاول بث هذه الامور".
* وقال الشيخ صالح بن غصون-رحمه الله تعالى "فالداعي الى الله عز وجل الآمر بالمعروف و الناهي عن المنكر عليه أن يتحلى بالصبر و عليه أن يحتسب الاجر و الثواب عليه أيضا أن يتحمل ما قد يناله في سبيل دعوته و أما أن الانسان يسلك مسلك العنف أو أن يسلك مسلك و العياذ بالله أذى الناس أو مسلك التشويش أو مسلك الخلافات و النزاعات و تفريق الكلمة فهذه أمور شيطانية و هي أصل دعوة الخروج -هذه أصل دعوة الخوارج هم الذين ينكرون المنكر بالسلاح و ينكرون الامور التي لا يرونها و تخالف معتقداتهم بالقتال و بسفك الدماء و بتكفير الناس وما الى ذلك من أمور. ففرق بين دعوة أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم و سلفنا الصالح و بين دعوة الخوارج ومن نهج منهجهم و جرى مجراهم. دعوة الصحابة بالحكمة و بالموعظة و ببيان الحق و بالصبر و بالتحلي و احتساب الاجر و الثواب. و دعوة الخوارج بقتال الناس و سفك دمائهم و تكفيرهم و تفريق الكلمة و تمزيق صفوف المسلمين هذا أعمال خبيثة و أعمال محدثة. و الأولى الذين يدعون الى هذه الأمور يجانبون و يبعد عنهم و يساء بهم الظن هؤلاء فرقوا كلمة المسلمين. الجماعة رحمة و الفرقة نقمة و عذاب و العياذ بالله".
*و قال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله "وقد كنت بحمد الله أحذر من تلكم التظاهرات في خطب العيد و في خطب الجمعة" كتاب الالحاد الخميني في أرض الحرمين.
و قال رحمه الله "أين ثمرة تلكم المظاهرات التي يقلدون فيها أعداء الاسلام ؟" من كتاب ذم المسألة 1/27.
و قال رحمه الله "و لسنا ندعو بحمد الله الى المظاهرات ولا الى الثورات و الى الانقلابات لاننا في شعب مسلم و في دولة مسلمة".
* و قال الشيخ أحمد بن يحيى النجمي-مفتي الجنوب رحمه الله تعالى في معرض ملاحظاته على جماعة (الاخوان المسلمين) "الملاحظة الثالثة و العشرون تنظيم المسيرات و التظاهرات. و الاسلام لا يعرف بهذا الصنيع ولا يقره. بل هو محدث من عمل الكفار. وقد انتقل من عندهم الينا. أفكلما عمل الكفار عملا جاريناهم فيه و تابعناهم عليه ؟ ان الاسلام لا ينتصر بالتظاهرات...و لقد ابتلي الرسل و أتباعهم بأنواع من الابتلاءات فلم يؤمروا الا بالصبر. فهذا موسى عليه السلام يقول لبني اسرائيل رغم ما كانوا يلاقونه من فرعون و قومه من تقتيل الذكور من المواليد و استحياء الاناث يقول لهم ما أخبر الله عز وجل به عنه قال موسى لقومه ((استعينوا بالله و اصبروا ان الأرض الله يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين)) سورة الاعراف 128. و هذا رسول الله -صلى الله عليه و سلم- يقول لبعض أصحابه لما شكوا اليه ما يلقونه من المشركين ((ان من كان قبلكم كان يؤتى بالرجل منهم فيوضع المنشار في مفرقه حتى يشق ما بين رجليه ما يصده ذلك عن دينه و ليتمن الله هذا الامر حتى يسير الرجل من صنعاء الى حضرموت لا يخاف الى الله و الذئب على غنمه و لكنكم تستعجلون)) فهو لم يأمر أصحابه بمظاهرات ولا اغتيالات. كتاب المورد العذب الزلال فيما انتقد على بعض الجماعات و الرجال من المناهج و الاعمال ص 228.
* و قال الشيخ صالح الاطرم رحمه الله "المظاهرات من اعمال الشيطان".
* و يقول سماحة الشيخ عبد العزيز ال شيخ المفتي العام للمملكة السعودية و الرئيس العام لهيئة كبار العلماء في جوابه عن حكم المظاهرات "ما هي الا فوضوية و من أناس لديهم فساد تصور و قلة ادراك للمصالح من المفاسد" مجلة الدعوة العدد (1916).
* و يقول الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى "المظاهرات ليست من عمل المسلمين و لا عرفت في تاريخ الاسلام. و الاعتصامات هذه من أمور الكفار. و هي لا يرضى بها الاسلام. هذه من الفوضى. الاسلام دين نظام و هدوء. ما هو دين فوضى تشويش. فلا يجوز المظاهرات ولا الاعتصامات".
* و يقول الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله تعالى "باختصار، المظاهرات تعلموها من اسيادهم الغربيين، هم يتظاهرون بحرب الغرب و هم من اشد الناس ولوعا بتقاليدهم، و هم يتابعون الغربيين و يحاكونهم محاكاة الببغاوات و القردة. و يقولون (نحن نحارب الغربيين نحارب امريكا نحارب...) و هم مغرمون اشد انواع الغرام بتقاليدهم و عاداتهم و سياساتهم. يصدق عليهم قول النبي صلى الله عليه و سلم ))لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر و ذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم)) قلنا يا رسول الله اليهود و النصارى ؟ قال ((فمن ؟)). فهذه طبعا تقاليد و عادات اجنبية كافرة نبرأ الى الله منها. و الاسلام بريء منها".
* و يقول الشيخ صالح اللحيدان لسائل قال هل من خصائص الاسلام القيام بالانقلابات و الثورات ؟ و هل هو من الجهاد في سبيل الله الذي دعا اليه ديننا الاسلامي ؟ فاجاب حفظه الله تعالى "لو كان السؤال هل الفوضى و مسببات سفك الدماء بغير حق من الاسلام ؟ بهذا يربأ لها المومنون. هذه الاعمال من اشد ما فتك بالبلاد الاسلامية. و اذا نظرنا الى الكفار فمثلا دولة اليهود و هي مجمعة من اطراف الدنيا لم نجد فيها انقلابا في يوم من الايام. الدول الكبرى الشرقية و الغربية لم نجد فيها انقلابا او ثورات من زمن. لا يقوم بالثورات و الانقلابات الا من لا يهتم بمصالح امته و لا يرعى ذمتها. و هي من اسباب تقويض قيم الامة و زرع الاحقاد و سفك الدماء و تسليط الاعداء. الشر فيها ظاهر. و الخير اما ان يكون ضئيلا قليلا و اما ان يكون معدوما. و اول انقلاب وجد بالنسبة للمسلمين الخروج على عثمان رضي الله عنه و قتله رضوان الله عليه. و جميع الصحابة رضوان الله عليهم مجمعون على فساد ذلك العمل. ان الواجب على كل مسلم ان يبرا من هذه الأمور. النبي سئل صلى الله عليه و سلم عن الولاة و أمر بالسمع و الطاعة و نهى عن الخلاف. و لما اجتمع علماء بغداد عادوا من فرارهم و جاءوا الى الإمام احمد يريدون ان يتكلموا في حق الخليفة العباسي غضب عليهم و عزرهم و شدد عليهم رضي الله عنه و أن عملهم عمل خطير منكر. و الخير بإتباع السلف.
* و يقول الشيخ عبد العزيز الراجحي- حفظه الله "المظاهرات ليست من أعمال المسلمين هذه دخيلة ما كان معروف الا من الدول الغربية الدول الكافرة. فأين السنة في هذا ؟ السنة هي فعل النبي صلى الله عليه و سلم و قوله و تقريره. فعلى هذا المفتي أن يأتي بالدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم فعل المظاهرة أو أقر أحدا على فعل المظاهرة".
* و يقول الشيخ صالح بن سعد السحيمي حفظه الله "فالدخول في المظاهرات عمل يهودي ماسوني ليس من عمل المسلمين و لا يقره الاسلام و ليس عليه دليل من الشرع و لا نلتفت الى من يفتي به من الذين يتسرعون. حتى الذين قتلوا انفسهم يقولون إنهم شهداء !!! والرسول صلى الله عليه و سلم يقول ((من قتل نفسه فهو في النار)). فنبرا الى الله من هذه الفتاوى و من اهلها و ان تحدثوا من قناة الخسيرة او غيرها من القنوات الفاسدة. هذا الكلام ايضا انقله عني و يكفي ان هذه المظاهرات تؤيدها ثلاث جهات 1/ الغرب بمن فيهم امريكا و اوربا بكافة دولها 2/ و الرافضة سواء كان منهم في ايران او حزب الشيطان او غيرهم في بلاد الشام او غير ذلك 3/ او كذلك الامر الثالث الذين يؤيدونهم العلمانيون و اليبراليون و الملاحدة الذين يريدون ان ينسخوا الدين و يريدون ان يطفئوا نور الله بافواههم و يابى الله الا ان يتم نوره و لو كره الكافرون".
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
25 يناير، 2012، الساعة 12:22 صباحاً
سلسلة (سبيل المؤمنين)
---2---
حكم المظاهرات في الإسلام
أقوال جمهرة من العلماء الراسخين المعتبرين في الأمة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد
فيقول الله تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)) [النساء : 59].
و يقول الرسول صلى الله عليه و سلم "من أتاكم و أمركم جميع على رجل واحد يريد ان يشق عصاكم او يفرق جماعتكم فاقتلوه (كائنا من كان)" رواه مسلم في صحيحه من حديث عرفجة الاشجعي رضي الله عنه.
* قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله " فالاسلوب الحسن من اعظم الوسائل لقبول الحق. و الاسلوب السيء العنيف من اخطر الوسائل في رد الحق و عدم قبوله او إثارة القلاقل و الظلم و العدوان و المضاربات. و يلحق بهذا الباب ما يفعله بعض الناس من المظاهرات التي تسبب شرا عظيما على الدعاة. فالمسيرات في الشوارع و الهتافات ليست هي الطريق للاصلاح و الدعوة. فالطريق الصحيح بالزيارة و المكاتبات بالتي هي أحسن فتنصح الرئيس و الامير و شيخ القبلية بهذه الطريقة لا بالعنف و المظاهرات. فالنبي صلى الله عليه و سلم مكث في مكة ثلاث عشرة سنة لم يستعمل المظاهرات و لا المسيرات و لم يهدد الناس بتخريب أموالهم و اغتيالهم. و لا شك ان هذا الأسلوب يضر بالدعوة و الدعاة و يمنع انتشارها و يحمل الرؤساء و الكبار على معاداتها و مضادتها بكل ممكن. فهم يريدون الخير بهذا الاسلوب لكن يحصل به ضده. فكون الداعي الى الله يسلك مسلك الرسل و اتباعهم و لو طالت المدة اولى به من عمل يضر الدعوة و يضايقها او يقضي عليها. و لا حول و لا قوة الا بالله" مجلة البحوث الاسلامية – العدد 38 ص 210.
و قال رحمه الله "لا ارى المظاهرات النسائية و الرجالية من العلاج. و لكنها من اسباب الفتن و من اسباب الشرور و من اسباب ظلم بعض الناس و التعدي على بعض الناس بغير حق. و لكن الاسباب الشرعية المكاتبة و النصيحة و الدعوة الى الخير بالطرق السلمية. هكذا سلك اهل العلم. و هكذا اصحاب النبي صلى الله عليه و سلم واتباعهم باحسان. بالمكاتبة و المشافهة مع المخطئين و مع الامير و مع السلطان. بالاتصال به و مناصحته و المكاتبة له دون التشهير في المنابر و غيرها بانه فعل كذا و صار منه كذا. و الله المستعان".
* و قال الشيخ محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله "صحيح ان الوسائل اذا لم تكن مخالفة للشريعة فهي الاصل فيها الاباحة. هذا لا اشكال فيه. لكن الوسائل اذا كانت عبارة عن تقليد لمناهج غير اسلامية فمن هنا تصبح هذه الوسائل غير شرعية. فالخروج للتظاهرات او المظاهرات و اعلان عدم الرضا او الرضا و اعلان التاييد او الرفض لبعض القرارات او بعض القوانين هذا يلتقي مع الحكم الذي يقول الحكم للشعب... اقول عن هذه المظاهرات ليست وسيلة اسلامية... فلا نرى ان هذه الوسيلة تدخل في قاعدة ان الاصل في الاشياء الاباحة لانها من تقاليد الغربيين".
* و قال محمد الصالح العثيمين رحمه الله "المظاهرات امر حادث لم يكن معروفا في عهد النبي صلى الله عليه و سلم، و لا عهد الصحابة رضي الله عنهم. ثم ان فيه من الفوضى و الشغب ما يجعله امرا ممنوعا حيث يحصل فيه تكسير الزجاج و الابواب و غيرها... و يحصل فيه ايضا اختلاط الرجال بالنساء و ما اشبه ذلك من المفاسد و المنكرات... و اما قولهم ان هذه المظاهرات سلمية فهي قد تكون سلمية في اول الامر او في اول مرة ثم تكون تخريبية. و انصح الشباب ان يتبعوا سبيل من سلف فان الله سبحانه و تعالى أثنى على المهاجرين و الأنصار و أثنى على الذين اتبعوهم باحسان".
و قال رحمه الله "عليك باتباع السلف. ان كان هذا موجودا فهو خير. و ان لم يكن موجودا فهو شر. و لا شك ان المظاهرات شر لانها تؤدي الى الفوضى لا من المتظاهرين و لا من الآخرين. و ربما يحصل فيها اعتداء إما على الأعراض و اما على الاموال و اما على الابدان لان الناس في خضام هذه الفوضوية قد يكون الانسان كالسكران ما يدري ما يقول و لا ما يفعل. فالمظاهرات كلها شر".
و قال رحمه الله "و لا نؤيد المظاهرات او الاعتصامات او ما اشبه ذلك. لا نؤيدها اطلاقا. و يمكن الاصلاح بدونها. لكن لا بد ان هناك اصابع خفية داخلية او خارجية تحاول بث هذه الامور".
* وقال الشيخ صالح بن غصون-رحمه الله تعالى "فالداعي الى الله عز وجل الآمر بالمعروف و الناهي عن المنكر عليه أن يتحلى بالصبر و عليه أن يحتسب الاجر و الثواب عليه أيضا أن يتحمل ما قد يناله في سبيل دعوته و أما أن الانسان يسلك مسلك العنف أو أن يسلك مسلك و العياذ بالله أذى الناس أو مسلك التشويش أو مسلك الخلافات و النزاعات و تفريق الكلمة فهذه أمور شيطانية و هي أصل دعوة الخروج -هذه أصل دعوة الخوارج هم الذين ينكرون المنكر بالسلاح و ينكرون الامور التي لا يرونها و تخالف معتقداتهم بالقتال و بسفك الدماء و بتكفير الناس وما الى ذلك من أمور. ففرق بين دعوة أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم و سلفنا الصالح و بين دعوة الخوارج ومن نهج منهجهم و جرى مجراهم. دعوة الصحابة بالحكمة و بالموعظة و ببيان الحق و بالصبر و بالتحلي و احتساب الاجر و الثواب. و دعوة الخوارج بقتال الناس و سفك دمائهم و تكفيرهم و تفريق الكلمة و تمزيق صفوف المسلمين هذا أعمال خبيثة و أعمال محدثة. و الأولى الذين يدعون الى هذه الأمور يجانبون و يبعد عنهم و يساء بهم الظن هؤلاء فرقوا كلمة المسلمين. الجماعة رحمة و الفرقة نقمة و عذاب و العياذ بالله".
*و قال الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله "وقد كنت بحمد الله أحذر من تلكم التظاهرات في خطب العيد و في خطب الجمعة" كتاب الالحاد الخميني في أرض الحرمين.
و قال رحمه الله "أين ثمرة تلكم المظاهرات التي يقلدون فيها أعداء الاسلام ؟" من كتاب ذم المسألة 1/27.
و قال رحمه الله "و لسنا ندعو بحمد الله الى المظاهرات ولا الى الثورات و الى الانقلابات لاننا في شعب مسلم و في دولة مسلمة".
* و قال الشيخ أحمد بن يحيى النجمي-مفتي الجنوب رحمه الله تعالى في معرض ملاحظاته على جماعة (الاخوان المسلمين) "الملاحظة الثالثة و العشرون تنظيم المسيرات و التظاهرات. و الاسلام لا يعرف بهذا الصنيع ولا يقره. بل هو محدث من عمل الكفار. وقد انتقل من عندهم الينا. أفكلما عمل الكفار عملا جاريناهم فيه و تابعناهم عليه ؟ ان الاسلام لا ينتصر بالتظاهرات...و لقد ابتلي الرسل و أتباعهم بأنواع من الابتلاءات فلم يؤمروا الا بالصبر. فهذا موسى عليه السلام يقول لبني اسرائيل رغم ما كانوا يلاقونه من فرعون و قومه من تقتيل الذكور من المواليد و استحياء الاناث يقول لهم ما أخبر الله عز وجل به عنه قال موسى لقومه ((استعينوا بالله و اصبروا ان الأرض الله يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين)) سورة الاعراف 128. و هذا رسول الله -صلى الله عليه و سلم- يقول لبعض أصحابه لما شكوا اليه ما يلقونه من المشركين ((ان من كان قبلكم كان يؤتى بالرجل منهم فيوضع المنشار في مفرقه حتى يشق ما بين رجليه ما يصده ذلك عن دينه و ليتمن الله هذا الامر حتى يسير الرجل من صنعاء الى حضرموت لا يخاف الى الله و الذئب على غنمه و لكنكم تستعجلون)) فهو لم يأمر أصحابه بمظاهرات ولا اغتيالات. كتاب المورد العذب الزلال فيما انتقد على بعض الجماعات و الرجال من المناهج و الاعمال ص 228.
* و قال الشيخ صالح الاطرم رحمه الله "المظاهرات من اعمال الشيطان".
* و يقول سماحة الشيخ عبد العزيز ال شيخ المفتي العام للمملكة السعودية و الرئيس العام لهيئة كبار العلماء في جوابه عن حكم المظاهرات "ما هي الا فوضوية و من أناس لديهم فساد تصور و قلة ادراك للمصالح من المفاسد" مجلة الدعوة العدد (1916).
* و يقول الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى "المظاهرات ليست من عمل المسلمين و لا عرفت في تاريخ الاسلام. و الاعتصامات هذه من أمور الكفار. و هي لا يرضى بها الاسلام. هذه من الفوضى. الاسلام دين نظام و هدوء. ما هو دين فوضى تشويش. فلا يجوز المظاهرات ولا الاعتصامات".
* و يقول الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله تعالى "باختصار، المظاهرات تعلموها من اسيادهم الغربيين، هم يتظاهرون بحرب الغرب و هم من اشد الناس ولوعا بتقاليدهم، و هم يتابعون الغربيين و يحاكونهم محاكاة الببغاوات و القردة. و يقولون (نحن نحارب الغربيين نحارب امريكا نحارب...) و هم مغرمون اشد انواع الغرام بتقاليدهم و عاداتهم و سياساتهم. يصدق عليهم قول النبي صلى الله عليه و سلم ))لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر و ذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم)) قلنا يا رسول الله اليهود و النصارى ؟ قال ((فمن ؟)). فهذه طبعا تقاليد و عادات اجنبية كافرة نبرأ الى الله منها. و الاسلام بريء منها".
* و يقول الشيخ صالح اللحيدان لسائل قال هل من خصائص الاسلام القيام بالانقلابات و الثورات ؟ و هل هو من الجهاد في سبيل الله الذي دعا اليه ديننا الاسلامي ؟ فاجاب حفظه الله تعالى "لو كان السؤال هل الفوضى و مسببات سفك الدماء بغير حق من الاسلام ؟ بهذا يربأ لها المومنون. هذه الاعمال من اشد ما فتك بالبلاد الاسلامية. و اذا نظرنا الى الكفار فمثلا دولة اليهود و هي مجمعة من اطراف الدنيا لم نجد فيها انقلابا في يوم من الايام. الدول الكبرى الشرقية و الغربية لم نجد فيها انقلابا او ثورات من زمن. لا يقوم بالثورات و الانقلابات الا من لا يهتم بمصالح امته و لا يرعى ذمتها. و هي من اسباب تقويض قيم الامة و زرع الاحقاد و سفك الدماء و تسليط الاعداء. الشر فيها ظاهر. و الخير اما ان يكون ضئيلا قليلا و اما ان يكون معدوما. و اول انقلاب وجد بالنسبة للمسلمين الخروج على عثمان رضي الله عنه و قتله رضوان الله عليه. و جميع الصحابة رضوان الله عليهم مجمعون على فساد ذلك العمل. ان الواجب على كل مسلم ان يبرا من هذه الأمور. النبي سئل صلى الله عليه و سلم عن الولاة و أمر بالسمع و الطاعة و نهى عن الخلاف. و لما اجتمع علماء بغداد عادوا من فرارهم و جاءوا الى الإمام احمد يريدون ان يتكلموا في حق الخليفة العباسي غضب عليهم و عزرهم و شدد عليهم رضي الله عنه و أن عملهم عمل خطير منكر. و الخير بإتباع السلف.
* و يقول الشيخ عبد العزيز الراجحي- حفظه الله "المظاهرات ليست من أعمال المسلمين هذه دخيلة ما كان معروف الا من الدول الغربية الدول الكافرة. فأين السنة في هذا ؟ السنة هي فعل النبي صلى الله عليه و سلم و قوله و تقريره. فعلى هذا المفتي أن يأتي بالدليل على أن النبي صلى الله عليه و سلم فعل المظاهرة أو أقر أحدا على فعل المظاهرة".
* و يقول الشيخ صالح بن سعد السحيمي حفظه الله "فالدخول في المظاهرات عمل يهودي ماسوني ليس من عمل المسلمين و لا يقره الاسلام و ليس عليه دليل من الشرع و لا نلتفت الى من يفتي به من الذين يتسرعون. حتى الذين قتلوا انفسهم يقولون إنهم شهداء !!! والرسول صلى الله عليه و سلم يقول ((من قتل نفسه فهو في النار)). فنبرا الى الله من هذه الفتاوى و من اهلها و ان تحدثوا من قناة الخسيرة او غيرها من القنوات الفاسدة. هذا الكلام ايضا انقله عني و يكفي ان هذه المظاهرات تؤيدها ثلاث جهات 1/ الغرب بمن فيهم امريكا و اوربا بكافة دولها 2/ و الرافضة سواء كان منهم في ايران او حزب الشيطان او غيرهم في بلاد الشام او غير ذلك 3/ او كذلك الامر الثالث الذين يؤيدونهم العلمانيون و اليبراليون و الملاحدة الذين يريدون ان ينسخوا الدين و يريدون ان يطفئوا نور الله بافواههم و يابى الله الا ان يتم نوره و لو كره الكافرون".
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.