(( نبذه تاريخيه عن بداية الاحتلال ))
في الساعة الخامسة والنصف من صباح يوم 30/11/1971 - يوم اسود آخر سيمر على البلدان العربية ، الخليج - قامت القوات الايرانية بقيادة الاميرال فرج الله رضائي بغزو جزيرتي طنب الكبرى وطنب الصغرى من كل الجهات. ان تحركت القوات الايرانية والتي تضم اربع مدمرات وست سفن من حاملات الجنود، وقامت الطائرات العمودية بإنزال المظليين على الجبال، وقامت اربع طائرات بقصف تلك الجزر بالقنابل المدمرة والمسيلة للدموع.
وابتدأت المدمرات الايرانية تقصف جنوب الجزيرة وتقذف على بيوت الاهالي القنابل.
وبعد ان احتلت الجزر هللت الصحف »الاسرائيلية« لذلك وقالت ان مضيق الخليج قد اصبح في ايد امينة، ونستطيع الآن ان نمر في الخليج مطمئنين.
الغضب الجماهيري
يوم الاربعاء 1/12/1971 انفجرت غضبة الجماهير العنيفة فخرجت المظاهرات الصاخبة تندد بالاحتلال، وهاجم المتظاهرون بنك صادرات ايران وحطموا مكاتبه، ذهبت الى هذه الاماكن.
كما هوجم البنك البريطاني احتجاجا على تواطؤ بريطانيا مع ايران في عدوانها.
لقاء مع الشهود
محمد احمد الحلبي ــ فلسطيني ــ مدرس في جزيرة طنب الكبرى يقول:
كنا في الجزيرة ابتدأت طائرات الهليوكبتر تحلق فوق الجزيرة واخذت ترمي منشورات باللغة الايرانية ثم اتت الطرادات البرمائية وعددها 8 طرادات، وقطع من الاسطول الايراني و4 طائرات فانتوم، ولقد كانت معاملة الجنود قاسية للسكان، ولقد رفض الاهالي الجلوس في الجزيرة تحت الاحتلال الايراني، وكان الجنود الايرانيون يطلقون النيران حتى على الراديو معتقدين انه انسان يقاوم، ولقد طلبوا من الشرطة انزال العلم العربي لكنهم رفضوا، وانني افتخر واعتز بمقاومة الشرطة (الشهداء)، مع قلتهم لهذه القوة الهائلة، وبعد ان جرح الشرطة واصلوا اطلاق النار عليهم.
كيف قاوم رجال الشرطة الهجوم العدواني؟!
يقوم في هذه الجزيرة مركز للشرطة به ستة افراد مهمتهم حراسة الجزيرتين وحماية الامن فيهما، قاوم هؤلاء الشرطة الحملة الايرانية وقتلوا ضابطا برتبة كبيرة وجنديين، واستشهد الشرطي الاول مسؤول المركز سالم سهيل خميس ثم اصيب الشرطي علي محسن محمد والشرطي محمد علي صالح والشرطي حسن علي محمد بجراح عميقة كما اصيب الشرطيان محمد عبدالله عبيد وشرطي اللاسلكي حنتوش عبدالله بجراح، وظلا يقاتلان حتى نفدت ذخيرتهما، وكانت القوات الايرانية قد احاطت بمركز الشرطة من كل جانب فأسرتهما، وخلال المعركة استشهد الشرطي الاول سالم سهيل خميس، فقام الاهالي بدفنه في ارض الجزيرة تحت تهديد قوات الاحتلال، اما الشرطة الثلاثة الذين اصيبوا اصابات عميقة فقد نقلوا بالطائرات الهليوكبتر الى بندر عباس، وبعد ذلك اعلنت اجهزة اعلام ايران انهم قد توفوا، وطلبت رأس الخيمة من الحكومة البريطانية رسميا بأن تجلب الجثث الثلاث لتدفن في رأس الخيمة