القدرات الصاروخية و عناصر تخطيط الضربة الأولى

إنضم
16 مارس 2008
المشاركات
1,869
التفاعل
69 0 0
القدرات الصاروخية و عناصر تخطيط الضربة الأولى


ترتبط فاعلية القدرات الصاروخية لدولة ما و آليات استخدام هذه القدرات ارتباطاً وثيقاً بالإمكانيات و الوسائل المتاحة لهذه الدولة لوضع الخطط اللازمة لتنفيذ ضربات صاروخية فعالة و ناجحة تحقق الأهداف المرادة من هذه الهجمات و لا سيما العناصر اللازمة في تخطيط الضربة الأولى First Strike التي هي دون شك أهم مراحل الهجوم بالصواريخ و حيث تمنح ضربة صاروخية أولى ناجحة الجانب المهاجم قدرة الحسم السريع و بأقل الخسائر الممكنة .

pusk-mbr-topol-m-plesetsk.jpg

- مفهوم الضربة الأولى :

عندما تريد أي قوة صاروخية وضع الخطط اللازمة للضربة الأولى يجب أن يقوم هذا الطرف بتقسيم الأهداف المحتملة لدى العدو إلى قسمين أساسيين هما أهداف محورية و أخرى ثانوية بالنسبة لمفهوم الضربة الأولى .

و تختص الضربة الأولى بضرب الأهداف المحورية دون باقي الأهداف و ذلك لشل أو إضعاف قدرة الخصم بشكل كبير على الرد Retaliation و تتصف هذه الأهداف بأنها ذات طابع عسكري بحت كما تكون ذات أهمية كبرى Essential Element بالنسبة للطرف المقابل حيث يعتمد عليها بشكل أساسي في أي رد فعل متوقع على الضربة الصاروخية الذي تم تنفيذها و تكون هذه الأهداف عادةً المطارات العسكرية الرئيسية و منصات إطلاق الصواريخ أو سفن السطح و الغواصات التي قد تكون جزء من خطة الخصم في تنفيذ الهجمات الثأرية و وسيلة من وسائله للرد على الهجوم الصاروخي .

- عناصر تخطيط الضربة الأولى :

1- خطة القيادة و السيطرة و الاتصالات :

istockphoto_3368312-military-satellite-dish.jpg

لا بد للجهة المقبلة على تنفيذ الضربة الصاروخية الأولى أن تملك خطة للقيادة و السيطرة و الاتصالات بحيث تستطيع تنسيق و توحيد الأوامر عند الهجوم بشكل يضمن التجاوب الكامل من قبل الوحدات الصاروخية المشاركة بهذا الهجوم و ذلك يعتبر أحد أسس تنفيذ هذا النوع من الهجمات الصاروخية حيث من الضروري أن يكون الهجوم متزامن و شامل لكل الأهداف الموضوعة من قبل الطرف المهاجم و ذلك لتحقيق أكبر دمار ممكن في وسائل الرد لدى الخصم إذ تعتبر كل خسارة تصيب الخصم هي مكسب للطرف المهاجم Zero-sum game و هذا بدوره يقلل من قدرة الطرف الآخر على الرد و يضعف حجم رد الفعل الذي سيقوم به .

2- الاستخبارات و الصور الجوية و صور أقمار الاستطلاع :

2223377189_2c5c8c8051.jpg

في ذروة الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي و الولايات المتحدة الأمريكية لم يستطع القادة الميدانيون من الحصول على صور جوية آنية Real time إذ لم تكن تتوفر التكنولوجيا المتقدمة للأقمار الاصطناعية كما كانت صور الاستطلاع الجوي التي توفرها طائرات التجسس لا تؤمن الإحاطة الشاملة الآنية بالواقع على الأرض إذ كانت تحتاج هذه الصور فترات طويلة من الفحص و التحليل و هذا دون ذكر صعوبة تنفيذ مثل هذه المهمات الاستطلاعية .

إلا أن الحالة اليوم تختلف تماماً إذ باتت كثير من الدول اليوم تستطيع النفاذ و الوصول إلى هذا النوع من الصور أكان بالنسبة للدول التي تملك شبكة الأقمار الاصطناعية الخاصة بها أو من خلال الصور التجارية المتاحة بشكل كبير الأمر الذي أدى إلى إمكانية الاستفادة من هذه الصور الفضائية عالية الدقة من قبل شريحة أكبر من الدول و التي لا تملك شبكة أقمار اصطناعية خاصة بها .

و تعتبر المعلومات التي تقدمها وسائل الاستطلاع الفضائي ذات أهمية كبيرة للطرف المهاجم و كذا المدافع أيضاً حيث أن لتحديد الأهداف و مواقع منظومات الدفاع الصاروخي دور كبير في مدى نجاح الضربة الأولى كما أن المدافع يستفيد بشكل كبير من صور الاستطلاع الفضائي من حيث اكتشاف مواقع إطلاق الصواريخ و اتجاهاتها الأمر الذي يسمح لرادارات منظومات الدفاع الصاروخي بتركيز البحث على اتجاهات محددة بغية اكتشاف أسرع للصواريخ و تنفيذ عملية الاعتراض لها .

و أخيراً فإن تجهيز خطة لاستيعاب الرد المحتمل الذي قد يصدر عن الجهة التي تعرضت للهجوم بالصواريخ يعد هذا الأمر من أساسيات توجيه الضربة الصاروخية الأولى لما له من أهمية من حيث تقليل الخسائر و تحجيم رد فعل الخصم و التقليل من فاعليته .
 
طيب في اعتقادي تبقى ثلاث نقاط غير مضمونة اخي الكريم .
1 - توفير صور جوية دقيقة للمناطق والمشائات المستهذفة - في الغالب لا تتوفر عند كل الدول -.
2 - توفير قدرة دقيقة لاصابة الاهذاف المراد تدميرها - الصواريخ القديمة نسبة خطأها عالية جدا ولزم ظمان نسبة كبيرة من الاصابة - الى جانب قياس قدرة تحقيق الاصابة بدون التعرض للدفاع المضاد .
3 - إختيار الهذف المناسب وهنا تكمل خبرة القيادة .
 
طيب في اعتقادي تبقى ثلاث نقاط غير مضمونة اخي الكريم .
1 - توفير صور جوية دقيقة للمناطق والمشائات المستهذفة - في الغالب لا تتوفر عند كل الدول -.
2 - توفير قدرة دقيقة لاصابة الاهذاف المراد تدميرها - الصواريخ القديمة نسبة خطأها عالية جدا ولزم ظمان نسبة كبيرة من الاصابة - الى جانب قياس قدرة تحقيق الاصابة بدون التعرض للدفاع المضاد .
3 - إختيار الهذف المناسب وهنا تكمل خبرة القيادة .

1- كما ذكرنا أخي الكريم ... الاستطلاع الفضائي رفع من مستوى الصور الجوية من حيث الدقة و سهولة التقاطها أما بالنسبة لتوفرها لبعض الجهات فتقريباً كل القوى الصاروخية المهمة في العالم تمتلك شبكاتها الخاصة من أقمار الاستطلاع و أما من لا يملك شبكته الخاصة فيستطيع التوجه إلى الصور الفضائية المتاحة تجارياً و هناك شركات تستطيع التعاقد معها لإلتقاط صور لأي مكان في العالم .

2- تكنولوجيا اليوم أخي الكريم وفرت صواريخ بدقة عالية جداً كذلك وفرت قدرات عالية للصواريخ لتتملص من الدفاعات الصاروخية ... أما بالنسبة للصواريخ الأقدم فهناك بعض الحلول لتفادي عيوبها مثل اللجوء إلى الإغراق لتفادي الدفاعات الصاروخية و تزويد الصواريخ برؤوس عنقودية لتفادي عدم الدقة بالنسبة لصواريخ أخرى .

3- اختيار الأهداف يكون ضمن خطة موضوعة مسبقاً و طبعاً هناك أصول لاختيار الأهداف و تقييم أهميتها و دورها المحتمل في عملية رد الفعل الذي قد يتبع الهجوم الصاروخي بالإضافة إلى أمور عديدة أخرى تحكم اختيار الأهداف و هذا حسب الهدف من الهجوم و الغاية منه .
 
التعديل الأخير:
موضوع علمى ومنطقى ومدروس وشكرا على الموضوع وبعدين انا الى قلته كان راى فى الموضوع ولا مش عاوزين الاعضاء يقولو رايهم؟؟؟؟؟؟ واه الموضوع شامل فعلا وتقريبا مبنى على دراسات اكاديمية
 
موضوع علمى ومنطقى ومدروس وشكرا على الموضوع وبعدين انا الى قلته كان راى فى الموضوع ولا مش عاوزين الاعضاء يقولو رايهم؟؟؟؟؟؟ واه الموضوع شامل فعلا وتقريبا مبنى على دراسات اكاديمية

طيب أخي ... شكراً لمرورك و نحن على العكس نريد من الأعضاء إبداء رأيهم و لكن بتعليق و لو بسيط على الموضوع حتى نحذف مشاركات الشكر من قاموس المنتدى و يكون في كل مشاركة إفادة للقارئ .

تحياتي
 
موضوع ممتاز اخ محمد

احب ان اضيف ان من يملك قدرات بالستية جيدة ( مثل سورية وايران) هو من يحدد مسار المعركة, حيث ان الكثير من انظمة الدفاع الصاروخي الحالية لا تفي بالغرض. مثلا الباتريوت باك-3 لم يقدم اي اداء ملحوظ حيث انه في التجارب فشل اكثر من مرة في اعتراض الصواريخ وحتى في العراق لم يكن ادائه مرضي مما ادى الى ايقاف الانتاج الكمي والتحول الى انتاج الكميات الصغيرة منه .
منظومات الاعتراض الكبيرة مثل Thaad والتي تعترض الصواريخ خارج الغلاف الجوي لحد الان تعاني من مشاكل لم تحل. الملفت للنظر ان اثناء التجارب في امريكا , لم يطلق اي صاروخ سكود بل كل ما استعمل هو صواريخ صغيرة ذات سرعات قليلة, مع العلم ان امريكا حصلت على صواريخ سكود من دويلات الاتحاد السوفيتي السابق.
 
موضوع ممتاز اخ محمد

احب ان اضيف ان من يملك قدرات بالستية جيدة ( مثل سورية وايران) هو من يحدد مسار المعركة, حيث ان الكثير من انظمة الدفاع الصاروخي الحالية لا تفي بالغرض. مثلا الباتريوت باك-3 لم يقدم اي اداء ملحوظ حيث انه في التجارب فشل اكثر من مرة في اعتراض الصواريخ وحتى في العراق لم يكن ادائه مرضي مما ادى الى ايقاف الانتاج الكمي والتحول الى انتاج الكميات الصغيرة منه .
منظومات الاعتراض الكبيرة مثل Thaad والتي تعترض الصواريخ خارج الغلاف الجوي لحد الان تعاني من مشاكل لم تحل. الملفت للنظر ان اثناء التجارب في امريكا , لم يطلق اي صاروخ سكود بل كل ما استعمل هو صواريخ صغيرة ذات سرعات قليلة, مع العلم ان امريكا حصلت على صواريخ سكود من دويلات الاتحاد السوفيتي السابق.

بالمختصر أخي الكريم ... حتى الآن ليس هناك منظومة دفاع صاروخي تؤمن مظلة آمنة بنسبة 100% أو حتى 50 % و لا يزال هناك حاجة لمدة ليست بالقصيرة لنرى منظومة كهذه على أرض و أكبر دليل على هذا أن الكيان الصهيوني و الذي يملك أحدث منظومات الدفاع الصاروخي من منظومات حيتس الإسرائيلية إلى أحدث نسخ الباتريوت يعترف بأن الجبهة الداخلية لإسرائيل معرضة بالكامل للنيران المعادية في أي حرب مقبلة .

و بإمكانك الرجوع إلى موضوعي http://defense-arab.com/t5456.html للتوسع في موضوع استخدام الصواريخ البالستية في نزاعات الشرق الأوسط و المنطقة العربية .
 
لقد قمت بربط التكتيك الاولي بشكل ممتاز وانا اومن بضربة استباقية للمطارات وبطاريات الصواريخ و مراكز امداد الجيش المعادي من عتاد ومؤن وعديد وتكون الضربة الثانية بعد تعديل السمت على مؤخرة الفرق العسكرية الفاعلة والمرافق الحيوية > جسور سدود الخ وشكرا على المرور
 
اتمنى ان تدرج موضوع خاص بالصواريخ التي تطلق من غواصة دولفين
 
عودة
أعلى