https://ar.quora.com/نحن-العرب-أين-تصب-مصلحتنا-هل-في-انتصار
من مصلحتنا انتصار أوكرانيا، أو -على الأقل- فشل المشروع التوسّعي الروسي قدر الإمكان، حتى لو لم يكن النصر الأوكراني الكامل ممكنًا، يكفي عرقلة المشروع الروسي بأكبر شكل ممكن وهو ما يحدث حتى الآن.
بعض الإجابات الأخرى على هذا السؤال ركّزت على المدى القصير، كالقول إن من مصلحة دول الخليج استمرار الحرب لأن هذا يرفع من أسعار النفط، بينما من مصلحة الدول الأفقر انتهاء الحرب كونها أدت إلى ارتفاع الأسعار. وهو كلام صحيح لكن فقط لو ركزنا على المدى القصير ونظرنا إلى الأمر بشكل مادّي ضيّق.
لكن كنظرة أوسع، فمن مصلحة كل العالم بشكل عام، والعرب بشكل خاص فشل المشروع التوسّعي الروسي. لماذا؟
لأن روسيا بأطماعها التوسّعية تُريد العودة بالعالم إلى عصر الاستعمار، حيث كانت الدول الأكبر والأقوى تعتقد أن من حقّها توسيع رقعتها الجغرافية وابتلاع الدول الأصغر، فقط لأنها دول صغيرة وضعيفة. لا أحد يريد العودة إلى تلك الأزمنة البشعة. روسيا تريد إعادة التطبيع مع فكرة التوسّع الاستعماري على النمط القديم، وهي الفكرة التي عانت البشرية طويلًا كي تتخلص منها. لهذا السبب وقفت معظم دول العالم ضد روسيا (في تصويت للأمم المتحدة أدانت 143 دولة العدوان الروسي في حين دعمتها 5 دول فقط).
هناك سبب لوقوف معظم دول العالم ضد روسيا، وهو أن لا أحد يريد عودة عصر الاستعمار. نحن العرب من بين أكثر الدول التي عانت من ويلات الاستعمار. نجاح روسيا في مسعاها قد يُشجع دولًا أخرى على القيام بأعمال عدوانية مماثلة ضد جيرانها الأضعف. نجاح روسيا يعني أن دولًا أخرى قد تقول: "إن كانت روسيا قد فعلتها، فنحن نستطيع أيضًا فعلها". وقد تدور الأيام ونرى أنفسنا ضحيةً للاستعمار بشكلٍ أو بآخر. لهذا يجب قطع دابر روسيا من البداية، ولهذا يجب أن تصب مصلحتنا في خسارة روسيا.