بوتين يعزز نفوذه في أوكرانيا.. أكثر من 720 ألف أوكراني في الدونباس حصلوا على جوازات سفر روسية
قدم إيفان ماليوتا كغيره من الآلاف من سكان دونيتسك، وهي مدينة في شرق أوكرانيا يسيطر عليها الانفصاليون المدعومون من موسكو، طلبا للحصول على الجنسية الروسية هذا الشهر وقال إنه وزوجته وأطفاله الثلاثة سيحصلون قريبا على جوازات سفر روسية. وأضاف: أريد أن أكون مواطنًا بالاتحاد الروسي، نحن نسير في هذا الاتجاه".
وسينضم ماليوتا وعائلته إلى أكثر من 720 ألف شخص من سكان المناطق التي يسيطر عليها المتمردون شرق أوكرانيا الذين حصلوا على الجنسية الروسية وجوازات السفر في إجراء سريع يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه محاولة للتأكيد على نفوذ روسيا التي ألقت بثقلها وراء تمرد انفصالي في شرق أوكرانيا في العام 2014، بعد وقت قصير من ضم شبه جزيرة القرم ردا على انتفاضة شعبية في كييف أطاحت بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش، صديق الكرملين.
إلى جانب تسريع إجراءات الحصول على الجنسية، عرضت روسيا على سكان جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك امتيازات أخرى، مثل تلقي لقاحات كوفيد-19 أو التفضيلات التجارية للمصنعين المحليين.
ويوم الثلاثاء، ناشد نواب البرلمان الروسي الرئيس فلاديمير بوتين الاعتراف باستقلال الجمهوريتين المعلنتين ذاتيا، مما أثار المزيد من الغضب في أوكرانيا حيث أصدرت كل من وزارة الخارجية والبرلمان بيانات تدين هذه الخطوة. ولم يتناول بوتين كيفية الاستجابة إلى الطلب، لكنه أشار إلى أنه لا يميل إلى دعم الفكرة، التي قد تنتهك اتفاقية عام 2015 بشأن السكان المتاخمين للحدود الروسية-الأوكرانية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد وقع مرسوما لتسهيل إجراءات الحصول على الجنسية الروسية لسكان دونيتسك ولوهانسك الجمهوريات المعلنة ذاتيًا في أبريل-نيسان 2019. وحسب مسؤولين روس، فقد حصل أكثر من 720 ألفًا من سكان المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، حوالي 18 في المائة من السكان، على جوازات سفر روسية بحلول أواخر يناير-كانون الثاني من هذا العام.
وأكد سكان دونيتسك الذين تقدموا للحصول على جوازات سفر روسية أو حصلوا عليها بالفعل أن الحصول على الجنسية الروسية يمنحهم "الشعور" بالحماية والدعم من قبل دولة مجاورة قوية. وقالت نيليا دزيوبا: "الأقارب في روسيا يقولون لنا إن بوتين لن يتخلى عنا وكل شيء سيكون على ما يرام". وأكد كثيرون أن جواز السفر الروسي سيسمح لهم بالسفر إلى روسيا والتمتع بالمزايا التي يتمتع بها المواطنون الروس مثل الرعاية الصحية المجانية.
واتهم مسؤولون أوكرانيون في الأسابيع الأخيرة بأن تسليم جوازات سفر روسية لسكان المناطق التي يسيطر عليها المتمردون يقوّض اتفاقيات مينسك، التي وضعت حداً للأعمال العدائية واسعة النطاق، لكنها فشلت في تحقيق تسوية سياسية للصراع.
وحث وزير الخارجية دميترو كوليبا الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي على فرض عقوبات على روسيا بسبب "إصدارها الجماعي غير القانوني لجوازات السفر الروسية للمواطنين الأوكرانيين".
يتفق محللون سياسيون على أنه من غير المرجح أن يدعم الكرملين استقلال دونيتسك ولوهانسك في المستقبل القريب، لكنه سيواصل جني الفوائد السياسية من مشاركته في شرق أوكرانيا.
وقال المحلل السياسي في موسكو دميتري أوريشكين "إنه شكل من أشكال الضغط على كييف وزعزعة استقرارها وإعاقة تحرك أوكرانيا تجاه القيم الأوروبية وتجاه حلف شمال الأطلسي".
إلى جانب تسريع إجراءات الحصول على الجنسية، عرضت روسيا على سكان جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك امتيازات أخرى، مثل تلقي لقاحات كوفيد-19 أو التفضيلات التجارية للمصنعين المحليين.
arabic.euronews.com