في حين يطلق رئيس وزراء المجر اليميني المتعصب والمتعاطف مع بوتين تصريحاته التي يقول فيها :
" إن الأمل في السلام إسمه دونالد ترامب "
يغرد اليوم مايك بومبيو ( وزير الخارجية الأمريكي السابق ومدير ال CIA من قبلها ) وهو أكبر صقور الحزب الجمهوري والإدارة الأمريكية في عهد ترامب. ويبقي بومبيو بتغريدته هذه اليوم بنفسه على مسافة بعيدة عن الهراء الذي يتفوه به رئيسه السابق ترامب البرتقالي حول الطريقة الأمثل للتعامل مع بوتين وغزوه لأوكرانيا ، وذلك يشكل بلا شك خيبة أمل لقاطن الكرملين .
ويبقى في المنتصف بين هذا وذاك- ويذهبون فرق عملة - صغار الترامبيون والبومبيون العرب شلة أحمد الفراج وطقته من المهسترين الموتورين هنا وهناك ، وأسميهم هنا بالصغار ليس إستحقارا لهم - معاذ الله - بل وصفا لهم لأنهم لم يبلغوا بعد مرحلة كبار الصقور الجمهوريين ولم يستحقوها لغاية الآن فهم ما زالوا فراخا لم يتعلموا الطيران بعد ، وهم من الذين إذا قال لهم ترامب إني رأيت القمر يا قومي يطلع بالنهار والشمس تشرق بالليل لقالوا له صدقت والله يا أبو إيفانكا - المحزم المليان - ونحن أيضا رأينا ذلك وشهدنا عليه
وما عهدنا عليك والله من قبل كذبا أو خداعا !!!!
وبناء على قناعتهم تلك فإن أي تصرف يقوم به بايدن أو إدارته الديمقراطية وحزبه - مهما كان نوع هذا التصرف ولا يهم كونه صحيحا أم لا - فهو خاطئ عندهم ويجب مناهضته والتشنيع عليه ، ويحشرون عبارات مضحكة في وسط الحديث - مثل الشواذ وداعمي الشذوذ - وذلك لمداعبة العاطفة الدينية والوعي الجمعي للمواطن العربي المسلم الشرقي صاحب التربية والنشأة المحافظة وإستقطابه لوجهة نظرهم هذه وتخويفه من مخالفة رأيهم مخافة وصفه بأوصاف غير لائقة حتى ولو لم تكن تنطبق عليه
فإذا عارضت رأيي ف هووووووبا - خمن ماذا - إذن أنت بصورة أوتوماتيكية نصير للشواذ
، وإذا خالفهم أحد في وجهة نظرهم هذه يهاجمونه بقولهم أنت تدعم الشواذ والديمقراطيين المروجين لأجندتهم
.
وبلغت بهم الهستيريا حدا كبيرا فإذا أصدر بايدن مثلا قرارا يتعلق بالتغير المناخي يرفضونه ويقولون بايدن نصير الشواذ هههه ، وإذا رفع الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة أو أصدر بايدن قرارا بحزمة تحفيز إقتصادي أو أقر الديمقراطيون في الكونغرس خطة لدعم الإقتصاد يصيحون عاليا بايدن والديمقراطيين أعداء الفطرة السليمة ومروجي الشذوذ والإنحلال
فما علاقة مثل هذه الأشياء من شاكلة الشذوذ وزواج المثليين وحق الإجهاض وغيرها وغيرها- مع رفضي التام كإنسان عربي مسلم ملتزم ومعتز بديني الإسلامي لها - يا رعاك الله بالنقاشات السياسية والجيوسياسية والإستراتيجية والعسكرية التي تدور في منتديات متخصصة في هذه المجالات مثل منتدانا المحترم هذا ؟؟!! لا أدري صراحة وأنا في منتهى الحيرة من مثل هذه التصرفات والتعليقات الصادرة عنهم وأنصحهم بالتسجيل في منتديات أخرى - ربما تكون على شاكلة منتدى فتوكات - لمشاركة آرائهم هذه مع شريحة من نوع آخر من المتابعين - قد - تكون مهتمة بسماعها .
أما رسالتي الصغيرة للمهرج بوتين ( المهاجم في تصريحاته كل يوم الغرب الداعم للشذوذ ) إن علم النفس ونظرياته تخبرنا أنه - في الغالب - أن أعلى الأصوات وأصخبها وأشرسها المهاجمة في العلن لسلوك أو تصرف ما ، تكون ممارسة لنفس هذا التصرف في السر والخفاء
ويكون كل ذلك إسلوب تبريري دفاعي من اللا وعي يسعى لصرف الأنظار ونفي التهمة والإبتعاد عن الشبهات .