نقطة الجغرافيا السياسية مسألة مهمة جدا، فحتى و لو تحررت اوربا من امريكا فهذا الامر لن يغيّر شيئا في الحدود الجغرافية لكون روسيا ستظل دائما جارة الدول الاوربية و بالتالي مسألة المشاحنة العسكرية و السياسية امر لا مفر منه. امريكا و حلفاؤها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية كانتا و لا تزالان تحاربان النازية و الشيوعية، فالنظام الروسي سيظل يشكل تهديدا لاوربا ما دام شيوعيا. القومية الروسية المتعصبة ستشكل تحديا كبيرا للنظام الاوربي الجديد و لا بد لروسيا ان تلتحق بركب التطور الاقتصادي و التكنولوجي كما فعلت الصين لتستطيع اقناع اوربا بالتخلي على امريكا، و هذا امر مستبعد. الثقافة الامريكية (متمثلة في اللغة الانجليزية لغة البحث العلمي، التفوق الاكاديمي و العسكري، التفوق الاقتصادي، الخ) سائدة في العالم و من الصعب ازاحتها من المقدمة، بل و حتى الصين تظل تحت تأثير العقوبات الامريكية، و هذا ليس مدحا لامريكا و لكنه الواقع. يجب على روسيا و الصين التعامل بذكاء مع امريكا و الاتحاد الاوربي و ليس بالعناد اذا ارادا تحقيق التفوق و المضي قدما.