[ الجيش الروسي في اوكرانيا يستخدم تقنيات اتصال تناظرية تخلى عنها العالم منذ نصف قرن ، واختراقها من طرف مدنيين اوكران ]
لأول مرة في صراع حديث تتواصل القوات العسكرية النظامية لجيش دولة عظمى بواسطة أنظمة إتصالات تناظرية وليست رقمية ! وهو ما جعلها مسموعة بالكامل من قبل الجميع.
هامش: الفرق بين الاتصالات التناظرية (التماثلية) Analog Signals و الرقمية هو تأثر الاتصالات التناظرية (تسمى التشابهية أيضاً) بالضوضاء الطبيعية و العوامل الجوية و سهولة التشويش عليها بشكل كبير و إمكانية الوصول إليها بسهولة من قبل عامة الناس، تتميز أجهزتها بالتعقيد لكنها أرخص سعراً.
الاتصالات الرقمية Digital Signals يتصف هذا النوع من الاتصالات بقوتها وجودتها العالية مقارنة بالاتصالات التناظرية، هناك ما يسمى بالضوضاء الكهرومغناطيسية في الطبيعة، هذه الضوضاء تسبب تشويشاً في الإشارة التناظرية التي تعتمد على شدة التيار وتردده، لكن في حالة استخدام النظام الثنائي (الديجتال) ، فإن الإشارات تحسب بمرور نبضة أو عدم مرورها، فلا تتأثر بالتشويش الذي تسببه الضوضاء الكهرومغناطيسية، إضافةً لكونها تتيح ميزة التشفير.
أظهرت العديد من الأدلة أن القوات الروسية كانت تعتمد في التواصل على أجهزة الراديو و الهواتف المحمولة المدنية التماثلية، ما يؤكد ذلك هو الصورة المرفقة وهي لجهاز اتصال مدني صيني تجاري استولى عليه الأوكرانيون من أحد الجنود الروس.
يظهر اللاسلكي المدني ثنائي القنوات UV-82 HP من شركة Baofeng العامل بالنطاقين UHF/VHF.
التردد 136-174 ميغاهرتز عند العمل بنطلق VHF.
و 400-520 ميغاهرتز عند العمل بنطاق UHF.
طاقة الخرج القصوى 7 واط و طاقة خرج مكبر الصوت 1 واط.
حتى أن الإدارة الإقليمية في نيكولاييڤ ذكرت أن الروس لجؤوا في أحد المرات للقنابل المضيئة لتنسيق تقدمهم وهو شيء فاضح لتحركاتهم !
إن استخدام الإتصالات الخليوية و أجهزة الراديو المدنية يتيح لأي جهة التنصت و سماع المكالمات بسهولة حتى أن المخابرات الأوكرانية و قوات الحرب الإلكترونية كانت قادرة على كشف القسم الأكبر من تحركات القوات الروسية بسبب طريقتهم في التواصل (مدني يملك خبرات متواضعة جداً في هذا المجال قادر على سماعهم).
بعد انعدام الأمن في إتصالات الجيش الروسي يقوم هواة الراديو ببساطة بسماع الندائات بين القوات الروسية و جمع المعلومات الاستخباراتية و تعقب الوحدات والأرتال على الأرض، وتقسيم المهمات بين وحدات الاقتحام و تقارير الخسائر والإصابات.
"رابط لأحد التسجيلات التي تم التقاطها بواسطة المدنيين للتخطيط لهجوم مدفعي على موقع ما"، يمكنكم سماع أجهزة التشويش التي تحاول قطع الإتصالات للقوات الروسية:
تسجيل آخر لمجموعة من الجنود الروس يبكون أثناء اشتباك في مدينة خاركيف، و حسب مترجمين على تويتر هناك مشكلات تتعلق بإمدادات الوقود و صعوبة التنسيق بسبب نقص الخرائط !
يمكن سماع مكالمات الأجهزة المدنية غير المشفرة أيضاً بواسطة موقع Web SDR حيث تقوم بإدخال التردد المراد سماعه و يمكن لأي شخص الدخول إليه أو تحميل التطبيق، رابط الموقع في التعليقات.
بسبب الإتصالات غير الآمنة، تم التشويش على الإتصالات باستمرار بواسطة المدنيين و بعض الأشخاص الذين يمتلكون خبرة متواضعة في مجال الإتصالات، و أحياناً في منتصف المعارك ما جعل المشاة في حالة تخبط على عدد من الجبهات وهذا ما اضطرهم للانسحاب خلال عدة اشتباكات.
حالة تاريخية حيث يتم تعقب جيش بواسطة آلاف المدنيين !
ربما هذا يفسر صور الخسائر الكبيرة التي شاهدناها بسبب الكمائن التي كانت تتعرض لها قافلات الوقود و إمدادات الدعم اللوجستي الروسية.
علماً أن القوات الروسية تمتلك أنواع كثيرة من أنظمة الاتصالات المحمولة العسكرية و المشفرة وذات الترددات القفازة مثل R-178 المحمول باليد و R-168U الخاص بالدبابات و نظامي R-149AM و R-166-0.5 على عربات BTR.
إشارات استفهام كثيرة حول جاهزية القوات الروسية للدخول في هذه الحرب !
#electronic_warfare
#خلية_الخبراء_التكتيكية