يستطيع اكبر توربيدو في العالم، وهو الصاروخ الروسي VA-111 Shkval ان يعبر في البحر اكثر من ١١ كلم، وسرعة تتعدى ٣٧٠ كلم في الساعة. وهو يحتوي على رأس حربي ويبلغ وزنه ٢١٠ كلغ، ولا يمكنه القيام بحركة مفاجئة، كما لا يمكن ايقافه من القطع البحرية الكبيرة التابعة للغرب. يقول كريستوفر هارمر احد قادة البحرية الاميركية حتى العام ٢٠١١، ان القطع البحرية يجب ان تبحر ابعد من المسافة التي يمكن ان يقطعها صاروخ Shkval، وان تضرب العدو فوق او تحت المياه بسرعة كافية تحول دون اطلاقه. يضيف قائلا: ليس من الغرابة، ان يحاول الغرب مراقبة كل النماذج التي تنتجها المؤسسة الهندسية الروسية DASTAN في كيرغيستان. وهو امر صعب: لانه خلافا للصواريخ الكبيرة الاستراتيجية، فصاروخ Shkval طوله ٢،٨ امتار، او ٢٧ قدما تستطيع ان تحمله شاحنة عادية. كما ان الوسائل المستعملة لادارة هذه المنشآت، لا يمكن كشفها، حسبما يصرح احد قادة القوات البحرية الغربية، لكنه يضيف، بالنسبة لقدرة Shkval: لماذا لا نختار استعمال كل ما نملك؟ ان مسألة تتبّع عمليات تصدير نظام Shkval هي جزء من سعي واسع ومتواصل من الغرب لمتابعة اخبار هذا النوع من الاسلحة التي تتميز بالندرة مع سهولة اخفائها. كما ان روسيا ودول اخرى تقدمت في تصدير الاسلحة المتطورة والرابحة، لا سيما الصواريخ المصممة بهدف كبح او تقييد القوات الغربية المنافسة - كما يقول طور بوكفول Tor Bukkvoll رئيس البرنامج الروسي في مؤسسة الابحاث الدفاعية النروجية، وهي مؤسسة تابعة لوزارة الدفاع
- الطوربيد VA-111 Shkval
هذه الاسلحة يمكن استعمالها من قبل مجموعات صديقة وحتى من مجموعات غير تابعة للدولة. مع الاشارة الى انه في الرابع عشر من تموز ٢٠٠٦، قامت عناصر من حزب الله في لبنان باستعمالها، فاصابت كورفيت اسرائيلية على مسافة اكثر من ١٥ كلم في عرض البحر، مستعملة صاروخا مضادا للسفن من طراز C-802 ايراني الصنع، وادى الامر الى مصرع اربعة بحارة مع اضرار كبيرة للسفينة الحربية الاسرائيلية. ولو ان اسرائيل كانت تعرف ان حزب الله يملك السلاح المذكور، لكانت اتخذت الاجراءات المضادة اللازمة كما صرّح أليكس تل احد قادة البحرية الاسرائيلية.لكن الصاروخ C-802، ليس بهذه الاهمية لان سرعته اقل من سرعة الصوت، وهو نوع من الصواريخ الصينية القديمة. فالصواريخ الحديثة المضادة للسفن، او للاهداف البرية، تحلّق بسرعة اكبر، ولمسافة ابعد، كما انها صواريخ معترضة مراوغة. وتستعمل الصواريخ المذكورة، وقودا صلبا، وهذا يعني انه يمكن اطلاقها بسرية تامة وبسرعة، كما اضاف تلّ. فالانواع الأقدم من الصواريخ الصينية المصدّرة الى الخارج مثل صواريخ سيلكوورم تتطلب مدة طويلة لخلط وتحميل المواد الدافعة السائلة، مما يجعلها معرّضة للمراقبة من الطائرات والأقمار الصناعية. وفي انواعها الجديدة، على الاقمار الصناعية ان تداوم على مراقبة الشاحنات الخارجة من المصانع، وهو امر عالي الكلفة وفعاليته غير مؤكدة. وبين انواع التصدير التي يتخوف الكثيرون منها، الصواريخ الروسية الاسرع من الصوت من طراز Klub (3M-54)، والصواريخ الموجهة من طراز Yakhont. وهي اسرع من مثيلاتها الاوروبية، ويمكن اطلاقها من وحدات برية، ومن الطائرات، والسفن، والغواصات. وهي تحمل رؤوسا حربية كبيرة، وتصل الى اهداف بعيدة عنها حوالي ٣٠٠ كلم. كما ان سرعة صاروخ Klub الذي يحمل اسم Sizzler لدى ال NATO تصل الى ثلاث مرات سرعة الصوت في المرحلة التي تسبق الانقضاض على الهدف. ومن الدول المعروفة بحيازتها لصواريخ Klub او Yakhont: الجزائر، الصين، الهند، سوريا وفيتنام. لدى الولايات المتحدة معلومات جيدة عن تصديرات سرية اخرى، لانها تراقب السفن دوليا كما يقول لورنس كورب السكريتير المساعد في وزارة الدفاع الاميركية ايام الرئيس رونالد ريغان، وهو حاليا في مركز التقدم الاميركي المعتبر مركزا للابحاث. لكن الدول التي لا تملك الامكانات اللازمة او لديها علاقات جيدة بأميركا فهي تعيش في الظلمة بالنسبة للمعلومات اللازمة. وحتى اهم المؤسسات الجاسوسية، لا تستطيع الاجابة عن بعض الاسئلة الاكثر الحاحا. مثلا: هل سرّب نظام الاسد بعض صواريخه من طراز Yakhont الى حزب الله بهدف استعمالها ضد اسرائيل؟ هل ادعاء ايران بامتلاكها نظام Shkval هو مزحة؟ هل تملكه كوريا الشمالية؟ مع الاشارة الى ان بعض التقارير المحت ان نظام Shkval قد أُستعمل لاغراق سفينة كورية جنوبية، عام ٢٠١٠. يقول السيد هارمر وهو حاليا في معهد دروس الحرب في واشنطن، انه يستحيل متابعة اخبار كل سلاح جديد يظهر في السوق او تنتجه احدى المراجع
- الصاروخ الجوال YAKHONT
المراقبة في العتمة تنمو الشكوك حول مصانع الاسلحة، وذلك بسبب ارتفاع نسبة السرية التي تحاط بها صناعة الذخائر ونقلها، كما يقول جيم توماس، الذي كان مسؤولاً في البنتاغون حتى العام ٢٠٠٧. وحالياً، وفي مركز التقييم الاستراتيجي والمالي، يقول السيد توماس ان الصواريخ تنتجها حالياً مصانع مزدوجة الاهداف، والتي تصنع حالياً منتجات غير عسكرية، وفي مصانع، الهدف منها ان تبدو كمنتجة مدنيّة، مّما يؤدّي الى صعوبة اكتشافها من قبل ضبّاط المخابرات الذين يدرسون صور الاقمار الاصطناعية والطائرات دون طيّار. يسوّق المنتجون، ويصمّمون الذخائر براحة ضمير، هناك شركة في موسكو اسمها: Concern Morin form system-Agat قدّمت نظاماً من اربعة صواريخ Klub وerector، مع غرفة مراقبة لمراقبين اثنين، ويحتويها كلّها كونتينر عادي لشحن البضائع، ويُدعى "Club-K Container Missile System" ويمكن نقله واستعماله للرماية من على سفينة تجارية، او قطار نقل، او شاحنة!... وفي هذا الصدد قال خبير في صناعة الصواريخ في اوروبا: قبل ان تتمكّنوا من رؤية صاروخ Klub من الفضاء، يتوجّب عليكم حالياً تأمين جواسيس. لهذا تعتمد اسرائيل كثيراً على المراجع البشرية لاكتشاف عمليات نقل الاسلحة الى اعدائها، كما يقول شلومو بروم وهو ضابط مخابرات سابق، ورئىس متقاعد للتخطيط الاستراتيجي في هيئة الاركان العامة الاسرائيلية، والسبب يعود جزئياً الى ان اسرائيل لا تمتلك العدد الكافي من الاقمار الصناعية، لمراقبة كل مصانع الذخائر في العالم. ويتابع قائلا: إن حمولات الاسلحة لاعداء اسرائيل، اصبحت مموّهة كأنّها منتجات مدنيّة. الاكثرية الساحقة من الذخائر التي تنتقل من المرافىء الروسية الى سوريا، تعتمد على السفن التجارية التي تستعمل المرافىء المدنيّة، بدلاً عن القاعدة البحرية العسكرية في مدينة طرطوس، وهذا ما يقوله فارلي ميسكو رئيس العمليات في المجموعة الاستقصائية الاميركية C4ADS. هذه المجموعة نشرت في شهر ايلول المنصرم، تقريراً حول نقل الاسلحة بحراً بواسطة ما يُسمّى شبكة أوديسّا: يجري فصل الصواريخ عن قاذفاتها وناقلاتها الضخمة، ويتمّ نقلها في مستوعبات شبيهة بالتي تُنقل بها التلفزيونات، كما يقول فارلي ميسكو. ويتّسع كل مستوعب لتسع او لعشرة Shkvals. ان مساعي الجواسيس اصبحت مثمرة. ففي كانون الثاني، وأيّار، وتمّوز، قام سلاح الجوّ الاسرائىلي بقصف جوّي أدّى الى تدمير اماكن وجود الصواريخ الروسية والايرانية الصنع، في المواقع السورية. وخلال تشرين الاول الماضي اشتكى السودان على اسرائىل لانها قصفت بالقنابل مصنعاً للاسلحة في منطقة الخرطوم. وان مسؤولي الاستخبارات العسكرية في الاماكن الاخرى ارتفعت معنوياتهم، وبالتالي فهم يدفعون عدداً اكبر من الجواسيس للقيام بمهمات اخرى. تقوم اليابان بمحاولات اكبر لتحديد اماكن وجود الصواريخ في الصين وكوريا الشمالية، كما صرّح Narushige Michishita، وهو مسؤول سابق في وزارة الدفاع اليابانية، ومتخصّص في هذه الشؤون بالنسبة للدولتين المذكورتين. وبالتالي فان معلومات بلده بالنسبة لمنصات الاطلاق واساليبها في كوريا الشمالية، ممتازة كما يقول، والفضل يعود الى قرار متّخذ عام ١٩٩٨، للاهتمام بالاقمار الصناعية البصرية والرادارية. حاليا اصبحت الحاجة ماسّة ايضا، الى الاستخبارات البشرية. وبالتالي فان كوريا الشمالية زادت اسطولها من الحاملات للصواريخ البالستية المتوسطة المدى Ro-Dong، من ٩ الى ٥٠ حاملة. والسيد Michishita اصبح حالياً في معهد الدراسات العائدة لهذه الامور، لا سيما نظم الدفع العائدة للصواريخ المذكورة. على الاقلّ، هذه الصواريخ معروفة جداً. أما التهديد الاكبر، فهو العائد للصواريخ المطوّرة بسريّة تامة. بحيث لا يدرك الاعداء ما يمكن ان يجابههم، كما يقول السيد توماس، المسؤول السابق في البنتاغون. فربّما استعملت هذه الوسائل نظما لتعيين الاهداف، تعتمد على الاحداثيات المتوفّرة من القمر الصناعي Google Earth. وهذا يسمح حتى للمهاجمين الصغار اجراء رماية صواريخ كبيرة بدقّة. بالنسبة للحاجة المتنامية للدول، للاستخبارات الجيدة، فان الدول الصغيرة تحّدد دورها بالنسبة لمساعدة الحلفاء. وربما لن تصبح هذه الدول اهدافاً لنظم الاسلحة المذكورة، كما يقول تودور تاغاريف وزير الدفاع البلغاري السابق، بل ان تمرير المعلومات للحلفاء الاكبر، يظهر الارادة الطيبة في هذا المضمار. من ناحية اخرى، فان الاعمال تزدهر ايضا خارج عالم التجسّس. وربما لا ترتاح الدول الكبرى بالنسبة لهذا التهديد، لكنها ترى بعض الايجابيات من خلاله. والصناعات الدفاعية لهذه الدول تنشط في ايجاد الوسائل المضادة لهذه الاسلحة الجديدة. كما ان شرح التهديدات للحلفاء يمكن ان يكون وسيلة للبيع. في النتيجة، وعلى ضوء ما يقوله صانعٌ للصواريخ الاوروبية، فان قيام المخابرات العسكرية بشرح الاخطار، يُعتبر نوع من التسويق للصناعة الدفاعية ايضاً.